الأزمة الأوكرانية بين طرف مُعتدل يقترب من الحلّ وطرف آخر مُتطرف يسعى للتصعيد وتفجير حرب عالمية ثالثة

[الزمزوم]

الأزمة الأوكرانية بين طرف مُعتدل يقترب من الحلّ وطرف آخر مُتطرف يسعى للتصعيد وتفجير حرب عالمية ثالثة



هل ضرب صاروخ "أورشنيك" الفرط صوتي الرّوسي لمصنع دنيبروبيتروفسك الأوكراني هو مؤشر على قرب نهاية الصّراع في أوكرانيا أم على تصعيد كبير يستهدف الضغط والتشويش على إدارة ترامب القادمة وعلى سياسة الجمهُوريين التي هي على نقيض سياسة الدّيمقراطيين والعولميين؟


كما هو معلوم للجميع ظلّت روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا طيلة عامين ونصف من اندلاع الصراع بين روسيا – وحلف النّاتو على أرض أوكرانيا تستخدم مخزون سلاحها غير الاِستراتيجي وجيشها الرّديف ولم تدخل أبداً في شرك وفخّ مُخطط الغرب وأمريكا لاِستنزاف روسيا بل عملت على تخزين سلاحها القوّي ذلك والاحتفاظ به للملحمة الكبرى مع حلف النّاتو الّتي لم تحدث رغم اللحظات الصّعبة الّتي دشنتها الاِستفزازات الغربية لروسيا بين الفينة والأخرى ومنها على سبيل المثال لا الحصر أحداث مُقاطعة كورسك الرّوسية.


القيادة الرّوسية كانت على دراية كاملة ومتفطنة لما يحاك لها من الغرب وبمخطط أمريكا لها بعدما وضعت هذه الأخيرة الشّرك والفخّ الأوكراني لها في سعي الأخيرة للإيقاع بروسيا من أجل تدميرها ونهب مواردها وتقسيمها لتعويض ديونها البالغة 36 تريليون دولار، لذلك تجنبت روسيا بجدارة ذلك المُخطط الشّيطاني الخبيث، وعلاوة على ذلك فإنَّ الرّوس كانوا مُقتنعين أنّ أوكرانيا ليست البلد الّذي يستحق أنْ تخسر عليه رُوسيا صواريخها الاِستراتيجية المُخصصة للملاحم الكبرى والمصيّرية والتي لا تستخدم إلّا لحماية روسيا من أي خطر وجودي مثل الاعتداء الغربي العسكري المباشر عليها.


إنّ إطلاق روسيا اليوم ولأول مرّة صاروخ فرط صوتي اِستراتيجي (أورشنيك) بقدر ماهو ردّ على 6 صّواريخ الغربية من نوع أتاكمز الأمريكية الّتي أطلقها نظام كييف على منطقة بريانسك الرّوسية بدعم تقني من جيش النّاتو بقدر ماهي علامة ومُؤشر كبير وواضح على قُرب اِنتهاء الصّراع بين روسيا والغرب واِنتصار روسيا في آخر المطاف.


لقد عبر القرار الأحمق للرّئيس الأمريكي جو بايدن الأخير الّذي سمح فيها لنظام كييف النازي من عناصر بانديرا باِستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية لضرّب العُمق الرّوسي عن قصر نظر وعن تخبط كبير تعيشُه الإدارة الأمريكية بفعل ثلاثة قضايا على غاية من الأهمية وهي:


الأولى، تقدم الجيش الرّوسي بشكل كبير على الجبهة الأوكرنية فما من يوم يمرّ إلّا ونسمع أخباراً سارة عبر وسائل الإعلام التقليدية وغير التقليدية عن تقدم للجيش الرّوسي على طوّل خطوط الجبهة في أوكرانيا وسقُوط بلدة جديدة في يده.


والثّاني، غرق أمريكا في أوحال أزمة الشّرق الأوسط في غزّة والحرب على لبنان والاِعتداء الأمريكي- البريطاني على اليمن والصّواريخ والطّائرات المُسيّرة الّتي تدكُّ القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وفي سوريا من طرف فصائل المقاومة العراقية الباسلة.


والثّالث، وهو الأهم ومربط الفرس وبيت القصيد ونعني به هاهنا خسارة مُرشحة الحزب الدّيمقراطي أمام مُرشح الجمهوريين والّتي تعني عودة دونالد ترامب للسُّلطة بعد فوزه بالرّئاسيات الأمريكية وقد شكل ذلك الأمر صدمةً وإرباكاً واِرتباكاً كبيرين وفوضى عارمة في داخل الحزب الدّيمقراطي وبعد التنصيب سنرى طوفان هائل سيضرب الحزب الدّيمقراطي بلا شك ويجرف قواعده ويُؤدي إلى تفككه من الدّاخل ومن خلال عوامل داخلية بالأساس ولن يستردّ الدّيمقراطيون عافيتهم وعافية الحزب إلّا بعد فترة طويلة من الآن.


جدير بالذّكر أن صاروخ "أورشنيك" هو صاروخ روسي فرط صوتي قال فيه الرفيق فلاديمير بوتين مايلي: ((.. أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أنه لا توجد اليوم لدى أحد وسائل لمواجهة أحدث الأسلحة الروسية، مثل صاروخ "أوريشنيك".


وقال بوتين في خطاب موجه إلى أفراد القوات المسلحة الروسية والمواطنين الروس حول الأحداث في منطقة العملية العسكرية الخاصة: "لا توجد حاليا أي وسيلة لمواجهة مثل هذه الأسلحة (مثل صواريخ أوريشنيك)".


وأكد الرئيس بوتين أن أنظمة الدفاع الجوي الحديثة لا تعترض صواريخ "أوريشنيك"، بل تهاجم أهدافا بسرعة تصل إلى 10 ماخ، أي نحو 3 كيلومترات في الثانية.


وقال: "لا توجد وسيلة لمواجهة مثل هذه الأسلحة اليوم. تهاجم الصواريخ أهدافًا بسرعة 10 ماخ، أي 2.5 - 3 كيلومتر في الثانية".


وتابع: "أنظمة الدفاع الجوي الحديثة المتوفرة في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي أنشأها الأمريكيون في أوروبا لا تعترض مثل هذه الصواريخ. هذا مستبعد".


وأشار إلى أن الاختبارات في الظروف القتالية لنظام الصواريخ أوريشنيك تجرى ردا على الأعمال العدوانية لدول الناتو ضد روسيا.


وقال: "اختبار نظام الصواريخ "أوريشنيك" في ظروف القتال جاء ردًا على التصرفات العدوانية لدول الناتو تجاه روسيا".


وأكد بوتين أن الضربة على المصنع في دنيبروبيتروفسك نتجت عن صاروخ باليستي غير نووي تفوق سرعته سرعة الصوت.


وقال بوتين: "في ظروف القتال، تم أيضًا اختبار أحد أحدث الأنظمة الروسية متوسطة المدى، في هذه الحالة، بصاروخ باليستي بمعدات غير نووية تفوق سرعتها سرعة الصوت، أطلق عليه علماء الصواريخ لدينا اسم أوريشنيك".


وصرح بأنه في مدينة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، تعرض المجمع الذي ينتج تكنولوجيا الصواريخ، من بين أمور أخرى، للقصف.


وقال: "على أراضي أوكرانيا، في مدينة دنيبروبيتروفسك، تم استهداف أحد أكبر المجمعات الصناعية المعروفة منذ زمن الاتحاد السوفيتي، والذي ينتج حتى اليوم تكنولوجيا الصواريخ وأسلحة أخرى..))*.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق


* نقلاً عن موقع سبوتنيك

[الزمزوم]

من يشاهد لحظة سقوط صاروخ الفرط صوتي "أورشنيك" على مصنع دنيبروبيتروفسك الأوكراني فيديو .. يصاب بالدهشة من سرعته الفائقة وحجم الدمار الهائل الذي خلفه.

[الزمزوم]

الغرب دهش من منظر الصاروخ


والوكيل بدأ يغير لهجته بعد ضربة الصاروخ الروسي