من هو الطّرف الخاسر من الاِنتقال السّلس للسُّلطة في أمريكا؟

[الزمزوم]

من هو الطّرف الخاسر من الاِنتقال السّلس للسُّلطة في أمريكا؟



يجب أن نعرف أنَّ هُناك ثلاثة أطراف كانت معنية بالاِنتخابات الأمريكية الّتي جرت في الأيام القليلة الماضية وفاز بها دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري على منافسته كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي.


الفريق الأول هو من كان يتمنى فوز دونالد ترامب بالرّئاسة.


والفريق الثّاني هو من كان يتمنى فوز كامالا هاريس.


وأخيراً الفريق الثّالث هو الّذي كان لا يُريد أنْ تنتهي الاِنتخابات الأمريكية على خير وأنْ تتحول إلى نتيجة الاِنتخابات إلى فتيل لتفجير أمريكا داخلياً باِندلاع حرب أهلية داخلية فيها تقضي على ما تبقى من الإمبراطورية العجوز.


خلال السّنوات الماضية أي منذُ بروز دونالد ترامب كمرشح للحزب الجمهوري وفوزه بالولاية الأولى لم يتوقف المحللون والمُؤرخون والمُختصون في الشّأن الأمريكي من أنَّ أمريكا تتجه إلى حرب أهلية مُدمِّرة.


جاء هذا الكلام نتيجة لمُعطيات منها أنّ النيو- ليبرالية وصلت إلى مُنتهاها أي إفلاسها وكذلك نتيجة تراجع قوّة أمريكا ونفُوذها اِقتصادياً وعسكرياً ولم تعُد النّموذج المُلهِم في العالم.
كلّ التحليلات كانت تتجه نتيجة الاِنقسام السّياسي وبين النُّخب السِّياسية الحاكمة ونتيجة الاِنقسام الشّعبي في أمريكا بسبب عديد القضايا الدّاخلية بخاصة إلى إمكانية اِندلاع حرب أهلية مدمِّرة في أمريكا.


كانتا الطّائفتان الدّيمقراطية من أنصار الحزب الدّيمقراطي تُهدد في حالة عدم فوز مُرشحها فإنّها ستقُوم برفض النّتيجة وعمل كلّ شيء لقطع الطّريق على دونالد ترامب في حالة فوزه بالاِنتخابات والرّئاسة ومن جهتها الجمهورية من أنصار الحزب الجمهوري تُهدد هي الأخرى في حالة عدم فوز مُرشحها فإنّها ستقُوم برفض النّتيجة وعمل كلّ شيء لقطع الطّريق على كامالا هاريس في حالة فوزها بالاِنتخابات والّرئاسة لكن شيء لم يحدث من كلّ ذلك على الأقل حتّى اللحظة.


لحدِّ كتابة هذه السُّطور وبعد اِعلان النّتائج في الاِنتخابات الرّئاسية الأمريكية وفوز دونالد ترامب الّذي بدأ يُشكل طاقم إدارته لم يحدث أي شيء، الجميع رابح سواءٌ الجمهُوريون أو الدُّيمقراطيون أو حتّى من كان يُريد فوز دونالد ترامب وحدهم من كان لا يهمهُ فوز ترامب أو هاريس بقدرِ ما كان يهمهُ وُقوع أزمة سياسية يُفرِزها الصّراع السّياسي والشّعبي والثّقافي بين الأمريكيين فتيلها إعلان الفائز أياً كان ورفض أيٍ من الطّرفين المُتنافسين الخاسر في الاِنتخابات واِندلاع ثورة شعبية تنتهي بحرب أهلية في أمريكا لا تُبقي ولا تَذرْ هو وحده من سيخسر من الاِنتقال السِّلمي للسُّلطة في أمريكا بين الرَّئيس المُنتهي ولايته والرّئيس الفائز بين الحزب الخاسر والحزب الفائز بالرّئاسة والكُونغرس ومجلس الشيوخ.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق