![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
المغرب: جزية لضمان حماية المحتل الفرنسي السابق
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() المغرب: جزية لضمان حماية المحتل الفرنسي السابق
أنس السبطي منذ إعلان الاتفاق المغربي مع الكيان الإسرائيلي الذي تجاوز التطبيع بأشواط، والذي أدخل الطرف الصهيوني كلاعب فوق العادة في الساحة المغربية على صعيد كل المستويات، اضطربت أحوال السياسة الخارجية فما كانت لتخرج من أزمة حتى تدخل إلى أخرى، وقد كان لافتا أن واحدا من أبرز تلك الاضطرابات حدث مع المحتل السابق والوصي على المغرب الرسمي بعد أن ارتفع منسوب التوتر معه لدرجة أن تداعياته لم تخف على أحد حتى أن هناك من سرح بأحلامه بعيدا، فتحدث عن بداية مغادرة المغرب العصر الفرنسي والقطع مع الفرنكفونية إسوة بعدد من دول غرب إفريقيا. ما حدث مفهوم، إذ لم يتعود الجانب الرسمي أن يستقل بقراره وكان لا بد أن يتدثر بعباءة الأطراف الدولية الكبرى والاعتماد عليها في كل صغيرة أو كبيرة، لكنه يجد صعوبة في ترضية تلك الأطراف إن تصارعت فيما بينها حول النفوذ داخل المغرب، فبعد التغول الصهيوني في البلاد واكتساح مجالات هي بالأساس مجالات مؤممة للطرف الفرنسي وبعد توريط المغرب من أجل مصلحة “الدولة العبرية” ضدا في حلفائه السابقين فإن التشنج الفرنسي لا يبدو أمرا مفاجئا، لكن المفاجئ هي تلك العنتريات التي ضجت بها وسائل الإعلام الرسمية وهي تسعر الشارع المغربي وتدق طبول الحرب ضد فرنسا وهي تنبش في جرائم بلد الأنوار وممارساته العنصرية لكأنهم كانوا يتحضرون لاستئناف معركة التحرير التي أجهضتها اتفاقية إيكس – ليبان الانبطاحية. اليوم يراد لنا أن ننقلب إلى النقيض، فلم تعد فرنسا استغلالية ولم تعد تحن لماضيها القديم، كما أنها لا تنهب مستعمراتها السابقة بعد أن تبخر الخطاب التهييجي ضدها وانطلقت الدعاية الرسمية في التلميع وفي المبالغة في الاحتفاء المبتذل برئيسها في استقبال لم يحلم به الرجل في بلده حتى بين أنصاره والداعمين له. وفجأة أصبح ماكرون العنصري، المهين للمهاجرين المغاربة والعرب والمسلمين بشكل عام والمتطاول على الإسلام والداعم للإبادة الصهيونية على غزة، تعطاه الفرصة لينفث سمومه ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته من داخل قبة البرلمان وسط تصفيق حار ممن يفترض بهم أنهم ممثلو الأمة في مشهد هزلي حاط بكرامة المغاربة رغما عن إرادتهم التي عبروا عنها باحتجاجهم المتواصل والمكثف طيلة أيام العدوان الإسرائيلي تضامنا مع فلسطين ولبنان في مختلف المدن المغربية. فما الذي تغير حتى أصيب القوم بالزهايمر السياسي أم أنه الاستخفاف بعقول المغاربة الذي يجعل كلام ليلهم يمحوه النهار؟ النكتة أن هناك من يعتبر أن ما حدث للرئيس الفرنسي انكسار له كأنه هو من توسل للحضور إلى المغرب رغم أن طقوس استقباله تخبر بكل شيء والتي كانت مذلة للمغاربة، حيث بدا ماكرون فيها كإمبراطور قادم من زمن الرومان يزور إحدى الولايات الخاضعة له ويستقبل بالرقص والغناء، ثم يعود محملا بغلة ومحصول ولايته، وذلك على شكل اتفاقيات تجارية ضخمة لن يستطيع المغرب دفع كلفتها إلا بإغراق البلاد أكثر فأكثر في المديونية، متبجحا بأن فرنسا كانت وما زالت المستثمر الأول في البلاد مكرسا سطوته السياسية والثقافية والتعليمية على المستعمرة الفرنسية السابقة. لم يربح المغرب من هذه الصفقة شيئا ذا قيمة، وسيبقى الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء حبرا على ورق أو كلاما فضفاضا للمجاملة الدبلوماسية تماما كالاعتراف الصهيوني الذي تبعته إهانات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للمغرب وسيادته من خلال العبث بخريطته مرارا وتكرارا بعد أن أخذ من المسؤولين المغاربة ما أراد من صفقات أسلحة وفتح للأسواق المحلية وللمنتجعات السياحية لحثالة مستوطنيه، أو كتلك العبارة العابرة التي روجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصات التواصل الاجتماعي وهو يحزم حقائبه قبل أن يلفظه البيت الأبيض أو الاعتراف الإسباني الذي جاء على حساب مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين والذي نسخه رئيس وزرائه بيدرو سانشيز أمام الأمم المتحدة. السؤال المطروح هنا هو إلى متى سنجري وراء سراب إقناع المسؤولين الغربيين بالسيادة المغربية على الصحراء من أجل الفوز بتصريحات أو بيانات يسهل التلاعب بألفاظها؟ وسرعان ما يحيلنا أصحابها إلى مرجعية الأمم المتحدة في اعتراف ضمني أن قرارات الأخيرة فوق ما يبيعونه للمغرب الرسمي من أوهام، ثم عندما تتغير الحكومات الغربية وتتبدل الوجوه يعيد المسؤولون الرسميون جهودهم من الصفر، وهكذا لا تملك البلاد القدرة على الخروج من هذه الدوامة التي استنزفتها لعقود. الحقيقة أننا بصدد جزية مقدمة للطرف الفرنسي من أجل ضمان حمايته للمغرب الرسمي، فالموضوع إذا أكبر من قضية الصحراء مهما زعمت البروباغندا المخزنية عكس ذلك، وهو إقرار بقصور الارتهان للكيان الصهيوني لتحقيق هذا الهدف، غير أن ميزان القوى العالمي الحالي قد طرأ عليه تغيرات هائلة أدركت أنظمة من جنس النظام المغربي معها عدم كفاية الاستناد للمعسكر الغربي لتأمين مصالحها، لكن العقل الدبلوماسي المغربي التقليدي لا يستطيع أن يفكر خارج الصندوق الذي حُشِرَ فيه ويصر على مداواة جراحات المغاربة بالتي كانت هي الداء. المصدر: رأي اليوم
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc