ماهي الخلفيات من وراء هدم النّظام السّياسي المصري لقِباب ذات طابع إسلامي؟ من يقف وراء العملية؟ وماهي أهدافها؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ماهي الخلفيات من وراء هدم النّظام السّياسي المصري لقِباب ذات طابع إسلامي؟ من يقف وراء العملية؟ وماهي أهدافها؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-10-24, 22:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 ماهي الخلفيات من وراء هدم النّظام السّياسي المصري لقِباب ذات طابع إسلامي؟ من يقف وراء العملية؟ وماهي أهدافها؟

ماهي الخلفيات من وراء هدم النّظام السّياسي المصري لقِباب ذات طابع إسلامي؟ من يقف وراء العملية؟ وماهي أهدافها؟


عندما ننظر للوهلة الأولى لعنوان هدم سُلطات نظام عبد الفتاح السيسي لِقِباب اِرتبطت بالحضارة الإسلامية فمن الناحية السّطحية فإنّ ذلك يشي لدى البعض من أنّ النّظام المصري يناكف كل ماهو إسلامي ويقضي على أي وجود تاريخي مادي له في مصر خوفاً من تعاظُم جماعاتهم وعدم اِخفائهم لبعث مشروعهم الإسلامي المتمثل في الخلافة، ولكن بنظرة مُتفحصة للموضوع يتبين لنا بما لا يدع مجالاً للشّك أنّ القائمين على مشرُوع الهدم من العلمانيين سواءٌ من الطّائفة المُسلمة في مصر أو من أقباط مصر من المسؤولين وذوي النُّفوذ أو من الصهاينة المصريين ويعرفون أنّ الهدف من ذلك هو طمس البعد الإسلامي المُتمثل في التراث المادي ومنه مقابر الشّافعي وقِبب محمد علي.


الفزّاعة عربياً وغربياً هي الخوف من أن يسُود الإسلام العالم مع بوادر قُرب اِنهيار الغرب ووقوع فوضى كبرى في العالم تتيح عودة الإسلام ليعمَّ العالم (الدّليل على ذلك الأحداث الجارية حالياً في فلسطين المُحتلة).


الأمر الآخر هو الخوف من تعاظم اِتساع "الصّحوة الإسلامية" شعبياً في العالم العربي بعد.. لا نقول اِنكشاف عمالة الأنظمة العربية والإسلامية المُعينة أو الّتي وصلت إلى الحكم بالتزوير للصهيونية العالمية ولسيطرة الغرب في أحداث غزة وسيكُون هناك أمور جلل ستحدث بعد اِنتهاء الحرب على غزة في العالمين العربي والإسلامي.


أمر ثالث هو قوّة جماعة الإخوان (الكامنة) والّتي تزداد شعبيتها في صمت وتنتشر أفكارها على مدى البصر بسبب مظلوميتها وتعاطف شُعوب المنطقة معها من المسلمين.


من يقف وراء عملية طمس التاريخ الإسلامي في مصر والبلاد العربية؟ ولماذا؟


هُناك عدّة أطراف مُتناقضة في كلّ شيء ولكنها مُتفقة في قواسم مُشتركة عديدة لها مصلحة فيما يحصل الآن من هدم للتراث المادي الإسلامي في مصر وهي على مستوى عديد الأنظمة السّياسية العربية مُتحالفة فيما بينها منها:


الطّرف الأول، هو عُتاة العلمانيين من أمثال: "إبراهيم عيسى" وعلى فكرة المُتطرفين العلمانيين هُم المسلمين والأقباط ومن المدنيين والعسكريين ومن كلّ المستويات الاِجتماعية من المتدينين من كلا الطرفين أو غير المتدينين.


الطّرف الثّاني، هُم دعاة القومية الفرعونية، تتذكرون معي الحملة الكبيرة ضدّ المركزية الإفريقية التي اِنطلقت قبل سنوات من الآن بمعنى السّود في إفريقيا وفي أمريكا وفي أوروبا الّذين أطلقوا دعوات للذهاب إلى مصر (اِحتلال مصر)، واِدعائهم بأنّ مصر سوداء، والحضارة الفرعونية حضارة أسسها السُّود الأفارقة وهذه الحركة دفع بها أقصى اليمين الغربي الصهيوني واليمين الدّيني الصهيوني المُتطرف لإرباك المنطقة العربية في ذلك الوقت عِرقياً لتأسيس شرعية للصهاينة في فلسطين المحتلة، وهذه الحركة سارت بالتّزامن من حركة ثانية هي الحركة "الأمازيغية" في منطقة شمال إفريقيا، الإخوة المصريين دُعاة العودة إلى القومية الفرعونية من غير العرب وغير الأفارقة (الأوروبيين والقوقازيين) استغلوا تلك الفرصة وحاولوا تسويق فكرة "أنّ مصر ليست إفريقية سوداء ولا عربية" بتوافق وتنسيق وتعاون مع الصهاينة لتمرير مشروع صهيونية فلسطين بالأمس وهم يستغلون ذلك الأمر (تحت وقع وقوف الصهاينة والغرب في وجه العرب والمسلمين في غزة والمنطقة العربية) للقيام بما يفعلونه اليوم من طمس للتاريخ الإسلامي في مصر بما تعنيه مصر من ثقل ديني إسلامي وتاريخي كبير ووزن سياسي لا ينكره أحد، فمصر هي العمود الأساس (الركيزة) الّذي يقوم عليه البناء الحضاري العربي والإسلامي فكرياً ودعوياً (الأزهر الشريف)، وهي خزان بشري كبير وهام يشدُّ من عضد أمتنا.


الطّرف الثّالث، هم مُتطرفي الطّائفة القبطية.


الطّرف الرّابع، هو الكيان الصُّهيوني الّذي نقل تجربته في طمس الحضارة العربية الإسلامية في فلسطين المحتلة وتحويلها إلى مصر بهدف فصل التاريخ الإسلامي عن الشّعب المصري، فالصّراع بين التحالف الصهيو- مسيحي الغربي مع العرب والمسلمين تاريخي وديني بالدرجة الأولى، ولذلك ضرب التاريخ العربي الإسلامي في مصر وغير مصر ليخلق في المستقبل شعباً (الأجيال القادمة من العرب والمسلمين) بلا هوية وبلا جذور ... شعب تائه "ولقيط" يسهل بعد ذلك التحكم فيه، كما أنّ القضية الفلسطينية العادلة إلى جانب كونها قضية دينية فهي قضية تاريخية والتاريخ هو الّذي حافظ عليها، وهو الّذي يبعثها في وجدان الشُّعوب العربية والإسلامية دائماً سواء بصورتها الدّينية أو بصورتها الإنسانية، ولذلك قطع البُعد التاريخي خُطوة أولى للقضاء على قضية فلسطين في بُعدها الدّيني (واهمون)، فهي مصلحة صهيونية في الأساس ومنذ البداية أي عملية هدم التاريخ الإسلامي في مصر اليوم.


الطّرف الخامس، هو السّلفية السعودية (الوهابية) الّتي عملت على هدم كلّ الآثار الإسلامية المُتعلقة بفترة النُّبوة والخلافة الرّاشدة في بلاد الحرمين بعدّة ذرائع واهية منها توسعة الحرمين وفرية الأوثان.


وحكومة السعودية اليوم تُؤسس لقطاع السّياحة لزيارة واستكشاف الآثار المادية الموجودة في السعودية ما قبل ظهُور الإسلام!! بعد تراجع عصر النفط ونضوب المداخيل بحثاً عن مصادر رزق جديدة بعد قرب زوال النّعمة نتيجة اِبتعادهم عن الله تعالى.


الطّرف السّادس، هو الغرب والولايات المتحدة الّتي تُؤسس منذ فترة طويلة لتأسيس شرق أوسط جديد يتمُّ فيه قبُول الكيان الصهيوني ودمجه في وسط العالم العربي والإسلامي في إطار مسار التطبيع واِتفاقيات أبراهام سواء بحلّ الدّولتين أو بيهودية "إسرائيل"، كما أنّ أمريكا في أجندة اليّسار خصوصاً تتجه في سياساتها العالمية لتهميش التاريخ وإلغائه تماماً بعد ذلك واِستبداله بالعلوم التقنية الحديثة، فالمساواة بين البشر في ظلّ قيم الإنسانية المعولمة تنظُر للإنسان العالمي مجرد بدون عرق ولا تاريخ ولا أي شيء آخر (بهيمة) مثله مثل الحيوان ومع نظام الرّقمنة ستصبح هوية أي إنسان في المستقبل عبارة عن رقم (شيفر).


الطّرف السّابع، هي الإمارات فإلى جانب عمل الإمارات على الحرب على كلّ ما يتعلق بالإسلامي في العالم العربي سواءٌ القديم منه (أي التاريخي) والجديد منه، والحرب على الإخوان في كلّ مكان وتماهي تفكير الإخوان مع قادة ومُفكري الكيان الصهيوني فإنّ الإمارات لها أبعاد من تشجيع نظام السيسي على هدم الأماكن الثّقافية التُراثية الإسلامية في مصر لهدف تجاري، فهذه المعالم التاريخية تقع في مواقع حضرية ذات أهمية كبيرة لذلك ستعمل الإمارات والسعودية على شراء هذه الأراضي وتحويلها إلى مشاريع اِستثمارية مثل: الفنادق والمُدن السّكنية العصرية الجديدة وبناء مُجمعات الفيلات الفخمة ومدن الملاهي والكازينوهات والملاهي الليلية!! وهي كلّها ذات بعد اِقتصادي والّتي من المُؤكد أنّها ستدرُّ عليهم أموالاً طائلة لا يُمكن تصورها "زي الرّز".


والإمارات تُحاول إغراء سُلطات مصر وبخاصة ممن بقي من الوطنيين في داخل النّظام السياسي المصري فالسيسي لن يخلد في الحُكم إلى الأبد وبين ليلة وضحاها يتغير الحال من حال إلى حال آخر بالإضافة إلى ذلك أنّ الشّعب المصري المُتمسك بالقضية الفلسطينية العادلة وترويضه بالمال وحياة الرّفاهية كما حصل مع الشُّعوب الخليجية ونجح الأمر (لم تتحرك قط لا ماضياً ولا حاضراً لنُصرة غزة مثلاً).


هذه هي الخلفيات والأطراف والأهداف الّتي تكُون وراء جريمة هدم التُّراث المادي الإسلامي في مصر اليوم وفي المُستقبل القريب سيتمُّ اِستهداف التّراث المادي الإسلامي العربي بعد الانتهاء كليةً من الإسلامي والأيام بيننا على حدّ رأي الأستاذ عبد الباري عطوان.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc