إن إطلاق بعض الرشاقات الصاروخية من غازة وجنوب لبنان صوب ما يسمى بإسرائيل، قد تكون من ردود الفعل العفوية على الإقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى، كما قد تدخل في خانة الأفعال الساذجة للأطراف التي أطلقت هذه الرشاقات، إلا أنه في كلتا الحالتين، فهذه الرشاقات حالت دون تفكك الدولة الصهيونية.
فتلقف "النتن ياهو" هذه الهدية (الصواريخ) وجمع أنفاسه وراح يدعو الى إجتماع وزاري وأمني للرد على هذه الرشاقات التي أطلقت من غازة ومن جنوب لبنان، ويتوعد ويهدد بشن هجمات صاروخية وغارات بالطائرات على غزة وجنوب لبنان.
وبذلك ينجح النتن بحشد المجتمع الصهيوني خلف الجيش الصهيوني.
بعد أن شهد المجتمع الإسرائيلي تأكلا داخليا منذ إعتلاء "النتن ياهو" رئاسة الحكومة، ومظاهرات وإحتجاجات مست حتى القوات الأمنية زلزلت أركان الحكم في تل أبيب.
هذه الأحداث لم تعرفها إسرائيل منذ غرسها في الشرق الأوسط، ما جعل الملاحظين يتنبأون بزوال هذه الدولة الطفيلية، ليس بسبب هزيمتها في حرب بمحيطها العربي والإسلامي، لكن بسبب إنهيارها من الداخل.
وبهذا الإنزلاق الأمني والتوترات التي سعى "النتن ياهو" خلقها مع الجانب الفلسطيني وهو ما تجلى في إقتحام باحات المسجد الأقصى، ومع تماس غازة وحدود لبنان مع حزب الله.
يكون هذا النتن قد نج بجلده من الإطاحة من على رأس الحكومة، وأنقذ إسرائيل من إنهيار محتمل.
بقلم الأستاذ محند زكريني.