نزلت عبارات المدح والثناء
من زعماء الغرب على شخص ميخائل غورباتشيف أخير زعماء الإتحاد السوفياتي مدرار بمناسبة وفاته، ليس لأنه خدم بلاده وشعبه بأعمال خالدة، وإنما من فكك الإتحاد السوفياتي الذي كان يحسب له ألف حساب إلى دول ضعيفة وتائهة، وأنهى القطبية العالمية، وسمح بهدم جدار برلين وسحب عساكره من ألمانيا الشرقية التي إبتلعتها ألمانيا الغربية.
هذا هو غورباتشوف الذي يبكي اليوم عليه الغرب في ذكرى رحيله.
بينما الغرب يصف اليوم بوتين الرئيس الحالي لروسيا التي ورثت الإتحاد المنهار، بأوصاف ونعوت دونية تارة بالمتعطش للدماء وتارة أخرى بدكتاتور، وعبارات القدح والسخط تنزل مدرارا على شخص بوتين، لأنه فقط حاول ويحاول أن يخدم بلاده وشعبه ويسترجع بعض من الأمجاد السوفياتية.
كما أن روسيا ما قبل 2014 قدمت الكثير للغرب، من أجل تحسين صورتها سواءا في مجال الحد نحو التسلح والحد من إنتشار الأسلحة الكيماوية والنووية حتى التقليل من أعداد عساكرها.
إلا أن الغرب ينظر دائما إلى روسيا كعدو يريد ويسعى إلى إسترجاع الأمجاد السوفياتية.
وعندما إنتفضت روسيا في وجه الناتو والغرب، وقالت لا للتوسع الناتو شرقا، ولمنع ذلك قامت بغزو أوكرانيا.
جمع الغرب أشتاته ووقف في وجه موسكو بتسليح أوكرانيا بشتى أنواع الأسلحة لهزم بوتين وإذلاله.
هذا هو الغرب يفاضل غورباتشيف على بوتين.
بقلم الأستاذ محند زكريني