أمريكا تشن حرباً على الغاز الروسي منذ 2011 ولحدّ اللحظة.

[الحاج بوكليبات]

أمريكا تشن حرباً على الغاز الروسي منذ 2011 ولحدّ اللحظة.
.

حتى لو جاؤوا بغاز قطر كلّه المرتبط كلّه بآسيا الصين والهند بعقود طويلة الآجال (20 سنة إلى 30 سنة) وجاؤوا بالغاز الجزائري الذي قالت الحكومة في الفترة القليلة الماضية أنّه ينفذ (ينضب) وسينتهي بحلول 2030 والجزائر على وشك الإفلاس وانتهى عصر النفط وسياسة الريع وحتى بكّل غاز العالم كلّه الأمريكي وغير الأمريكي فإنَّه لن يعوض الغاز الروسي لسبب بسيط حجم كمية تغطية الغاز الروسي أقوى بكثير ناهيك على أن البنى التحتية لتوصيل الغاز بتلك الكميات الضخمة متوفرة جغرافياً ارتباط روسيا بأوروبا وقربها منها وتقنياً بوجود أنابيب وآليات مهولة لتحقيق هذا الغرض، الجزائر "راها حاصلة في الأنبوب الجديد" الذي يمر نحو إسبانيا مباشرة بعد أن تخلت عن أنبوب المغرب العربي الذي يمر عبر المغرب، وحتى لو كان من أطلق هذا الكلام يريد الضغط لإعادة فتح أنبوب الجزائر المغرب بضغط فرنسي أمريكي لدعم المغرب فإنَّه لن يفي بالغرض وبطلبات الزبون الأوروبي والحاجة الماسة اليوم للغاز في أوروبا والدليل ما تشهده الأسعار وإرتفاعها الجنوني نتيجة تخلي الدول الأوروبية عن الطاقات التقليدية الطاقة النووية والفحم بسبب ما يعرف بأزمة التغير المناخي وعدم توقع أوروبا لموجة البرد القارس الذي تضرب القارة في هذه الأثناء وتهاونها في إبرام عقود قصيرة وطويلة الأمد قبل هذه الفترة أي قبل دخول فصل الشتاء.


الحرب النفسية التي تقودها أبواق فرنسا وأمريكا عندنا (العربية منها في هذه الأثناء بإيعاز من أسيادهم الثقافيين المُتحكمين في مقاليد الحكم في البلاد وخدمة للإسلاماوية التركية المتحالفين معها اليوم خدمة لفرنسا وأمريكا وتركيا) للضغط على روسيا باتت مكشوفة.


روسيا ستتحصل على ضماناتها الأمنية فيما يتعلق بوقف توسع البنى التحتية نحو الشرق للحلف العسكري الغربي "الناتو" وعدم انضمام دول أروبا الشرقية أو ما بات يعرف بدول فضاء ما بعد الإتحاد السوفياتي المتاخمة لحدودها مهما كان الثمن.. أما وكلاء الإستعمار والغرب أمريكا وفرنسا فلن ينالوا إلّا الخزي والعار وهم سيظلون يعيشون في الذّل والهوان بحكم ما قاله "مالك بن نبي" قابليتهم للإستعمار.

للتذكير كانت الولايات المتحدة تسعى لإقناع القطريين بتعويض الغاز الروسي في آخر زيارة لأمير قطر تميم بن حمد للولايات المتحدة بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن ولكن القطريين إعتذروا بحجة أن الغاز القطري لا يمكنه أن يلبي حاجات أوروبا، كما أنه يجب التذكير أن هناك عوامل تقنية متعلقة بالبنى التحتية التي وجب توفرها لوصول الغاز القطري إلى أوروبا وهي تحتاج إلى سنة 2024 حتى يتحقق ذلك الأمر، كما أن هناك عقبة كبيرة سبق ذكرها وهي أن غاز قطر مرتبط بعقود طويلة الأجل مع دول آسيا وبخاصة الشريك الصيني وقطر ودول الخليج ليسوا في وارد التخلي عن تلك الإلتزامات ونكث العهود وفسخ العقود مع الصين ومواجهة غضبها إرضاءً لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية ناهيك أنه سيشكل كارثة على اقتصاديات تلك الدول لو فعلت وقامت بذلك الإجراء، ولعل مشروع تدمير سوريا كان لهذا الهدف (خطوط أنابيب نابخو)، فأمريكا كانت تُخطط منذ 2011 لهذه اللحظة وهي قطع الغاز الروسي والتخلي عنه وحرمان روسيا من مداخيل الغاز لخنق روسيا اقتصاديا وتدميرها مالياً وانتهى المخطط كما يعلم الجميع بالفشل الذريع، تخيلوا معي لو نجح مشروع أمريكا التخريبي في سوريا وتمَّ إسقاط النظام السياسي فيها بعد شهور وإقامة نظام سياسي عميل في دمشق يخدم مشروع أردوغان (بعث الخلافة) ومشروع أمريكا لإنهاء الغاز الروسي وتمرير خط الغاز القطري نحو أوروبا كيف كان حال روسيا سيكون اليوم؟

اليوم أعلنت حكومة ليبيا أن ليبيا غير قادرة على تعويض الغاز الروسي الموجه لأوروبا.


بقلم: الحاج بوكليبات