إن حفاوة الإستقبال الذي حظي به رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، برهان أخر على أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وهي وافية للنضال الفلسطيني حسب الرئيس تبون.
إن تلك الحفاوة ترقى أن تكون بمستوى استقبال زعماء دول أو تزيد، خاصة أن الجزائر دأبت منذ اعتلاء الرئيس تبون سدة الحكم على أن مراسيم الإستقبال الرسمي الذي يقام على شرف قادة الدول يكون على مستوى رئاسة الجمهورية.
إن تلك المراسيم التي أقيمت بمناسبة زيارة رئيس السلطة الفلسطينية للجزائر وعلى شرفه ليست من أجل شخص محمود عباس وإنما بصفته الممثل الرسمي للفلسطينيين.
لكن أن يمنح لشخصه صكا بمبلغ 100 مليون دولار، فهذا ظلم في حق الشعب الفلسطيني.
لأن محمود عباس لا يمثل كل الشعب الفلسطيني، وأن سلطته لا تتعدى حدود رام الله وجزء يسير من الضفة الغربية التي قلصت وتقلص بفعل الإستيطان الإسرائيلي.
أما الجزء الأخر من الأراضي الفلسطينية الذي هو تابع للسلطة الوطنية حسب اتفاقية اوسلو هو قطاع غزة فهو تحت سلطة حكومة حماس.
وعليه فمحمود عباس لا يمثل جميع الفصائل الفلسطينية فهو يمثل فقط حركة فتح أو جزء منها.
إن محمود عباس أبو مازن معروف على مستوى حركة فتح أنه ليس من قادتها البارزين وإنما من القادة اللذين تسلقوا ظهر الزعيم الفلسطيني الخالد ياسر عرفات أبو عمار.
فأبو مازن عند الاسرائليين من يعتبر من حمائم حركة فتح، وبدأ في الإتصال بالجانب الإسرائيلي حتى قبل مسار أوسلو.
وإن إسرائيل هي من فرضته وعملت على تتويجه على رأس السلطة الوطنية على حساب المناضل البارز فاروق القدومي أبو اللطف، والثائر الشاب مروان البرغوتي، الذي زج به في غياهب السجون حتى لا يقلق السلطة الفلسطينية.
الأستاذ/ محند زكريني