إن المتعارف عليه أن ألوان الراية الوطنية هي ثلاثة: الأخضر، الأحمر والأبيض، ومنذ بداياته الأولى التي خيط فيها، فلونه الأخضر هو الأخضر الحشائشي وليس بالأخضر الفاتح أو أشد التفتح أو الأخضر الغامق أو الداكن، أما لونه الأحمر فأحمر الدم.
إن العلم هو من المقدسات ومن ثوابت كل أمة أو بلد.
إن العلم الجزائري إنفرد بأنه تمت خياطته في الأيام الحالكة والشعب يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي البغيض.
العلم من المقومات الشخصية ورمز التحرر والانعتاق والاستقلال، ومنه يستمد الإقدام في زمن الحروب ويوكل رفعه لأشجع المحاربين.
إن العلم الجزائري ذا الألوان الثلاث المتعارف عليها ضحى من أجله ملايين من الشهداء.
إن هذا العلم يهان يوميا وتكرارا ومرارا في جزائر الاستقلال، حتى في الفاتح من نوفمبر، ذكرى اندلاع الثورة التحريرية العظيمة والمجيدة، وفي مكان رسمي ورمزي، وهو مقام الشهيد، فالرايات الوطنية المرفوعة، فلونها الأخضر ليس بالأخضر المعارف عليه وهو الأخضر الحشائشي، بل أخضر غامق أو داكن على غرار تلك المرفوعة في قصر الشعب.
تلك الإهانة التي تعرضت لها الراية الوطنية تكررت تقريبا في جميع المواقع الرسمية سواء المركزية أو المحلية.
إلا أن مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني إنفردت عن باقي مؤسسات الدولة وشكلت الإستثناء، فالأعلام الوطنية المرفوعة في هذه الذكرى، فلون أخضرها هو الأخضر المتعارف عليه أي الأخضر الحشائشي، وتكون قد انتبهت لما يحاك ضد مقدسات البلاد، وتكون المؤسسة هي من تخيط هذه الرايات الوطنية، وحرصت على خياطتها باحترام المقاييس المعروفة في العالم الجزائري، على عكس باقي المؤسسات التي تستعمل الرايات المستوردة التي لم يحترم فيها المقاييس المعروفة.
ناهيك عن ما تتعرض له الراية الوطنية المرفوعة فوق البنايات الرسمية والعمومية أو الخاصة من اهانات شتى فتترك بدون تغيير حتى تصبح رثة وممزقة.
لابد من رد الإعتبار للعلم الوطني، وما دام أن العلم أو الراية كالنشيد أو السلام من المقومات والثوابت ومن المقدسات لكل أمة أو بلد، وهذا بتغيير دوري لتلك الأعلام ولا ينتظر حلول المناسبات الرسمية، مع الحرص على ألوانه المتعارف عليها والمعروفة، وللغرض ذلك لما لا انشاء مؤسسة عمومية مهمتها خياطة العلم الوطني ونكف عن استيراده، وأي تقصير يقع صاحبه تحت طائلة العقوبات.
الأستاذ/ محند زكريني