بينما يرى البعض أن أفق المحادثات السورية الصهيونية مازال بعيداً، تؤشر بعض الأحداث إلى وجود تطبيع غير معلن بين الاحتلال الصهيوني والنظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد، قد يتحول إلى تطبيع معلن في ظل جهود خليجية حثيثة للدفع نحو ذلك، بعدما طبعت دول خليجية علاقاتها رسميا مع تل أبيب برعاية أميركية، وتبعتها بتطبيع مع الأسد..
فقد طبعت أبو ظبي علاقاتها رسمياً مع تل أبيب، وتبعتها البحرين والمغرب والسودان، وباتت تصنف بأنها قائدة العربة الأولى في قطار التطبيع، وعرفت بممارسة الابتزاز والضغط على حكومات البلدان الأخرى مستغلة أوضاعهم الداخلية لسحبهم للتطبيع مع الكيان المحتل.
النظام السوري المحسوب على إيران التي تتخذ من معاداة الاحتلال الصهيوني شعارا لها، لم يصدر عنه أي موقف مناهض للتطبيع الخليجي مع الاحتلال، حيث استقبل مؤخرا وزير الخارجية الإماراتي في دمشق، بل انتشر مقطع فيديو سابق للقيادي البعثي السوري مهدي دخل الله، وهو يدعو لتوقيع سوريا معاهدة سلام مع تل أبيب، طالما أنها منوطة بتفاهمات روسية أميركية، متوقعا أن تتم قريباً جداً.
ونسف النظام السوري بذلك الموقف كل أكاذيبه وادعاءاته عن العداء والصراع مع الاحتلال الصهيوني، وبالتالي نسف أيضا نظرية العداء بين تل أبيب والأسد ومحاولة إسقاطه لكونه تابعاً للمحور الإيراني.