ذر الرماد في العيون
إن الأخبار المتداولة هذه الأيام سواءا في الإعلام العمومي أو الخاص الدائر في فلك المنظومة الحاكمة، التي مفادها تبرع رجالات السلطة الممارسين أو غير ذلك براتب واحد من رواتبهم الشهرية لفائدة المجهود الوطني لمكافحة جائحة كورونا فيروس، وما تبعه من إشادة رأس السلطة بما أسماه "الهبة التضامنية للشعب الجزائري التي أبهرت العالم كما أبهره الحراك المبارك".
إنه شيء جميل أن يتبرع رجالات السلطة برواتبهم، لكن ليس بهذه الطريقة البائسة الهادفة إلى ذر الرماد في عيون الشعب ليس إلا، إن رأس المنظومة الحاكمة قبل أن يتوج رئيسا كان يتقاضى معاشا كإطار سام في الدولة، كان الأجدر عليه أن يكتف بمعاشه ويعزف عن راتبه بصفته رئيسا للجمهورية إقتداءا ببعض زعماء العالم ليس براتب شهر واحد، وكذلك بالنسبة للرئيسين السابقين.
أما بالنسبة إلى الوصف المتوالي لرئيس الجمهورية للحراك بأنه مبارك، فالمفصود بالنسبة إليه فهو الحراك الذي أجبر بوتفليقة على الرحيل ذليلا منبوذا بعد أن كان عزيزا كريما، المصير المحتوم لكل حاكم غير ناصت لإرادة الشعب، ذلك ما يفهم من تصريحاته كمترشح للرئاسيات، أما من يقول غير ذلك، فالجواب هو عدم شمول معتقلي الحراك على رأسهم كريم طابو (الذي أودت مهزلة محاكمته إلى إصابته بجلطة دماغية حسب ما صرح به محاموه) من إجراءات عفوه عن مساجين تم سجنهم على أساس جرائم بحق ضحاياهم بعكس معتقلي الحراك المسجونين على أساس أرائهم السياسية، اللذين بفضلهم أزيح بحكم العصابة، الوصف الذي أطلقه الراحل قايد صالح.
الأستاذ زكريني محند