أنا آسف يا فلسطين ، نحبك ، ولكننا نحب كرة القدم أكثر منك .
والدليل ، أنا الجزائريين و المصريين مستعدون للذهاب إلى السودان أو إلى أقصى الأرض ، ولكنهم غير مستعدين حتى سماع كلامي هذا.
آسف ، بحبك قولا ، ولكن لا تطلبي منا شيئا ، فإننا غير قادرين على التضحية . يكفيك أننا نحبك ..ولكن لا تطلبي أكثر ، فإننا لن نعطيك إياه.
آه يا اخوة الاسلام آه ، تقوقعت الوطنية في صعود الفريق الوطني إلى كأس العالم ، ومن سينالها في النهاية ، وإذ أني متأكد أن الحرب التي اشتعلت بين البلدين ، هي من تدبير من يستفيد منها ، سواء أعداءنا ، أم الأنانيين من اصحاب الشهرة والمال ، و الصحافيين الذين يريدون تحقيق أكبر قدر ممكن من المقروئية ، ومن نسبة المبيعات ومن المشاهدة ، الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها ، ولعن الله الكرة التي أصبحت تفرق بدل أن تجمع .
أنا لست مصريا ، أنا أمازيغي حر ولست عربيا أيضا ، وإن نسبي البربري الأمازيغي لهو أكبر مفخرة لي ، ولكني أفتخر أيضا بديني الاسلام ، الذي جمعني مع المصري و السوداني و الخليجي و المغربي و الإيراني والتركي و الأندونيسي ، وأحس فعلا بانتمائي إليهم .
فلماذا الحقد على المصريين ، إذا ما ربحو ؟ فهم بالفعل جديرون بالتأهل ، وإذا ربحنا فليباركو لنا لأننا جديرون بالفوز ، ولنكبر عقولنا إخوة الإسلام ، ما الفائدة من الربح والخسارة و من التأهل أو عدمه ؟ إننا نبقى دائما في مأخرة الشعوب ن لأننا دول متخلفة ، ويالها من صفة مألمة ، نحن متخلفون ، في جميع الميادين ، ألا إن كنتن تحبون أوطانكم ، فهبوا إلى نهضة في ميادينكم ، اخترعو واكتشفو ، و اصنعو وانتجو ، و تميزو ، وتحدو ، هذا إن كنتم تحبون أوطانكم ، وأنا متأكد أن كلا الفريقين حتى لو وصلا الاثنين الى كأس العالم ، فإنهما لن يتخطيا الدور الأول ، ولم يفعلوها من قبل ، وهذا ليس بتشاؤم ، إذا ؟ لما هذا التصارع ؟
في النهاية مجرد كرة قدم ، عبارة بسيطة ولكنها عميقة ، أنظرو إلى حالنا ؟ الحرب ضد مصر ، اضربو اللاعبين لأنهم ضربوا لاعبينا.. وغيرها من الكلمات والتجريحات وقد نسينا أن التنابز بالألقاب محرم ،و أن النميمة و الغيبة محرمان شرعا ، وبدأنا نأكل لحم بعضنا البعض ، وانقلب لعب الكرة إلى حرب الكرة .. و الله شيئ مأسف للغاية .
أتمنى الفوز لفريقنا الجزائري ، ولكن إذا ما خسر ، فهنيئا للمصريين ، كما أني جد آسف للتونسيين الأشقاء ..
ولكن إخواني قومو لنهضة بلادكم ، كل في ميدانه ، الوطنية ماشي غير فالبالو ، وماشي غير في ارتداء العلم الوطني.
بلادي ، ضحى من أجلك أكثر من مليون و نصف المليون شهيد ، وإن دماءهم ليست رخيصة والله ، وهم ليسو أكثر وطنية مني ، ولسوف أستشهد وأنا أعمل من أجل رفع اسمك عاليا، هذا عهدي لك .