محمد بن نصير النُميري والحسين بن حمدان الخصيبي
محمد بن نصير النُميري (1) وكان من الاثني عشرية ، ثم انفصل عنهم إثر نزاع بينه وبينهم على ثبوت صفة الباب له ، حيث ادعى أنه الباب إلى المهدي المنتظر ، فلم تقر له الإمامية الاثني عشرية بذلك ، فانفصل عنهم واسس له طائفة ، وقد ظل زعيماً لطائفته إلى أن هلك سنة 260 هــ ، ويُقال لأتباعه « النُصيرية » ثم ظهر في النُصيرية رجل مشهور ومعروف وعالم بفقه وتراث « النُصيري » اسمه الحسين بن حمدان الخصيبي (2) جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا ، وخلفه في رئاسة الطائفة ، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب ، كما أنشأ للنُصيرية مركزين ، أولهما في حلب ، ورئيسه محمد علي الجلي ، والآخر في بغداد ، ورئيسه علي الجسري ، وقد توفي في حلب سنة 358 هــ وقبره معروف بها ، وله مؤلفات في المذهب وأشعار في مدح آل البيت ، وكان يقول بالتناسخ والحلول .
ويتواجد أتباع طائفة « النُصيرية الخصيبية » في سورية ولبنان ، وفي الوقت الحاضر يسمون أنفسهم « علوية » وتسميتهم بالعلوية خطأ تاريخي كبير ، فهذا الاسم وأعني « العلوية » أُطلق عليهم حديثاً بسبب تشابه أحوالهم وعقائدهم بالبكتاشية العلوية القزلباشية في تركيا ، ومن عجايب « النُصيرية الخصيبية » أنهم يقولون أن : عبد الرحمن بن ملجم كان عبداً صالحاً وأنه (ممدوحاً باطناً ملعوناً ظاهراً) ، ويقولون أنه كان ذو عقل وبصيرة بقتله الإمام علي لأنه « مخلِّص اللاهوت الجوهر الإلهي من الناسوت الجوهر البشري » ! .
والحمد لله على نعمة العقل ورجاحته ، وأعوذ بالله من السفاهة والجهالة ، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم .
كتبه : عمران عمر الأنصاري
15 تموز 2022م
_______________________________________________
(1) محمد بن نصير النُميري ، وكُنيتُه أبو شُعيب ، وكان يدعي السفارة وأنه الباب إلى المهدي المنتظر . انظر : خلاصة الأقوال (ص401) للحلي . وفرق الشيعة (ص78) للنوبختي . والغيبة (ص398) للطوسي . واختيار معرفة الرجال (ج2 - ص805) للطوسي . ومعجم رجال الحديث (ج18 - ص317) للخوئي .
(2) الحسين بن حمدان الخصيبي ، وكُنيتُه أبو عبد الله ، من كبار علماء ومؤسسي المذهب النُصيري وهو راوي ومُصنّف ، ومن مؤلفاته : الإخوان ، والمسائل ، وتاريخ الأئمة ، وأسماء الأئمة ، وأحوال أصحاب الأئمة وأخبارهم ، والروضة في الفضائل والمعجزات . انظر : رجال النجاشي (ص67) . ورجال الطوسي (ص423) . ورجال ابن الغضائري (ص54) . ومعالم العلماء (ص75) لابن شهر آشوب . ورجال ابن داود (ص240) . والمفيد من معجم الرجال (ص167) للجواهري . ورياض العلماء (ج2 - ص50) للميرزا الأفندي . ونفس الرحمن في فضائل سلمان (ص566) للميرزا النوري .