طوائف الإمامية الإثنا عشرية
بحث وتحقيق ودراسة :
عمران عمر الأنصاري
نُشر بتاريخ 12 تموز 2025م
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله ومن والاه، وبعد:
الإمامية الإثنا عشرية طائفة مشهورة ظهرت بعد وفاةً السيد الحسن العسكري رحمه الله، وإنما قيل لهم الإمامية الإثنا عشرية لاعتقادهم بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد نص على اثنى عشر إماماً خُلفاء من بعده، وهم: علي بن أبي طالب، ثم الحسن بن علي، ثم الحسين بن علي، ثم علي زين العابدين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم محمد المهدي خاتم الأئمة والخلفاء على ما يقولون ويدعون كذباً وزوراً.
ومن طوائف الإمامية الإثنا عشرية ما يلي:
المُفيدية الطوسية، والمُفيدية نسبة إلى محمد بن محمد بن النعمان المذحجي المشهور بالشيخ المُفيد، والطوسية نسبة إلى محمد بن الحسن الطوسي المشهور بشيخ الطائفة، والطوسي هذا من تلامذة الشيخ المُفيد. ومن هذه الطائفة: الخميني والخامنائي والسيستاني. كما أن هذه الطائفة تفرع منها أربعة طوائف: الأصولية والأخبارية والعرفانية والشيخية.
الغرابية وهم الذين قالوا: محمد صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أشبه من الغراب بالغراب والذباب بالذباب، فبعث الله جبرئيل إلى علي فغلط جبرئيل في تبليغ الرسالة من علي إلى محمد عليه الصلاة والسلام. والغرابية طائفة منقرضة ولا نعلم أحد من الناس من ينتسب إلى هذه الطائفة.
العلاهية (علي إلهي) ويعني: الله عز وجل تجسّد في صورة وشخص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذه الطائفة كانت موجوده في بلاد فارس والعراق وتركيا بذاتها واسمها هذا. وحسب علمي القاصر أن هذه الطائفة منقرضة ولكن عقائدها وأفكارها باقية حتى الآن في طوائف الإمامية الإثنا عشرية وخاصةً البكتاشية والنصيرية، وقد رأيت بل وسمعت أن مذهب العلاهية قد انتشر عقائدياً في طائفة المُفيدية الطوسية ومن يسعى لنشر هذه العقائد جماعة مشهورين منهم: الشيخ عبد الحليم الغزي والشيخ مهدي المرشد والشيخ واثق الشمري والشيخ أمير القريشي.
النصيرية الخصيبية، والنصيرية نسبة إلى محمد بن نصير البكري النميري، والخصيبية نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي، ويتواجد أتباع هذه الطائفة في سورية ولبنان، وفي الوقت الحاضر يسمون أنفسهم علوية، وتسميتهم بالعلوية خطأ تاريخي كبير، فهذا الاسم وأعني "العلوية" أُطلق عليهم حديثاً بسبب تشابه أحوالهم وعقائدهم بالبكتاشية العلوية القزلباشية في تركيا، ومن عجايب هذه الطائفة أنهم يقولون أن عبد الرحمن بن ملجم كان عبداً صالحاً وأنه كان ذو عقل وبصيرة بقتله الإمام علي لأنه خلص روح اللاهوت من ظلمة الجسد وكدره، ويدعون أيضاً: بأن عبد الرحمن بن ملجم ملعوناً ظاهراً ممدوحاً باطناً، ويترضون عليه لأنه في اعتقادهم مخلِّص اللاهوت الجوهر الإلهي من الناسوت الجوهر البشري.
البكتاشية القزلباشية ويسمون أنفسهم علوية، وهم أتباع حاج بكتاش ولي، ويتواجد أتباع هذه الطائفة في تركيا والبانيا، وينكرون ويجحدون الصلاة والحج والعمرة وصيام شهر رمضان، ويحللون شرب الخمر، ويختلط الرجال والنساء معاً في العبادة وحلقات الذكر، ويتراقصون وهم يذكرون اسم الله عز وجل، ويطلبون المدد والعون من الأئمة الإثنا عشر ويقدسون الحاج بكتاش ولي وينسبون إليه كرامات وأحوال عجيبة، كما أنهم يعتبرون إسماعيل الصفوي من مشايخ طريقتهم وأعلامها.
الشبكية أو الشبك، ويتواجد أتباع هذه الطائفة في سهل نينوى شرقي الموصل في شمال العراق، وهم أصلاً من حيث المذهب - فروعاً وعقائدياً - على طريقة حاج بكتاش ولي، ولهذا يعدون بالاساس بكتاشية، ولكن يبدو أنهم انفصلوا عن البكتاشية منذ زمن بعيد، وهم أيضاً يقدسون حاج بكتاش ولي، وينتمون عرقياً إلى الأكراد والتركمان. ويقولون أن أجدادهم كانوا قزلباش، مما يثبت أنهم بالأصل بكتاشية قزلباشية.
هذا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم وبارك، والحمد لله رب العالمين.