السباق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السباق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-23, 23:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي السباق



السباق
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي و خلاّني
إنّهُ لَيَحدوني ما يكنّهُ القلبُ، وينتابني ما تقرّهُ المشاعرُ..
فكان منَ اللازمِ أن أخطَّ حروفاً، وكلماتٍ...
ينطلق بها لساني، و قد لا أحبّ ما أقول ..
ولكن وجدتُ في نفسي شيئًا يتسرّبُ إلى أناملي فيثيرها إلى الكتابةِ
و لكنها حوادثٌ مؤلمةٌ، قاسيةٌ، و موجعةٌ، تتزاحمُ و تضجُّ في الأعماق .
تلك قصةٌ، ما هي إلاّ مجموعة من بقايا دموعٍ وأحزانٍ...
سأكتبُ خلجات و مشاعر ثائرة محترقة بحروفٍ يغلّفها القلقُ و الضجرُ لقصةِ سباقٍ بين اثنين..
و في لمحةٍ خاطفةٍ من الدهر كان اللقاءُ، و بدأ السباقُ .
و خلف حطامٍ من الكلماتِ لابد من إعادةِ شريطٍ منَ الذكرياتِ، و وسط احتباسٍ منَ الهمساتِ، كان الحنين إلى الماضي الذي فات.
مع تذكّرِ صورٍ و إعادتها، ولكنها أصبحت تختفي شيئاً فشيئاً.
مع أن كل إنسانٍ يسير على نهجٍ لاحبٍ لا يتبدّل ، و طريق على هدى لا يختلّ، و تلك سنة الحياة.
قصة كلّ ما فيها سوى نارٌ واحتراق، لقاءٌ ثم افتراقٌ، ودمعٌ رقراقٌ، ونبضٌ مشتاق، وقلبٌ خفاق..
إنها قصة خلجات نفسٍ حقيقية.
حتى الرياح التي تنتحب، والقصب الذي يتنهد،
وعبق العطر اللّطيف،كانوا شهودًا على هؤلاء المحبين
وقال كلّ ما يُسمع، ويُرى،ويُستَنشق،
و قال : كلّ شيء: إنّهما قد تَحابا..
إنها قصة " السباق "
فكونوا شهودَ تلك القصة .
تحياتي.








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 23:14   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



هطلتِ الثلوجُ بغزارةٍ على المدينة الحالمة،
وكأنّ الطرقات أصبحت من البياض شيبًا، ولبست من الثلجِ قشيبًا
ثلجٌ لاحَ بياضهُ و بهاؤه، وحَسُنَ منظرهُ ورواؤه.
ومع ما إن أزدان الجمال بنفحاتِه، وأينع الحسن رغم البرد القارس و لفحاتِه.
فطاب العيش، وراح الناس يجتمعون خلف النوافذ، وحول المدفئ والمواقد يرتشفون أكواب القهوة والشاي، والبعض الآخر يقارعون كؤوس الصهباء المعتّقة نخب سعادتهم وصحتهم، والكل ينظرون ذلك البساط الأبيض.
بينما خرج الأطفال يمرحون إذْ هم يصنعون من الثلوج كُرات يُدحرجونها؛ فتصبح كبيرةً، ثم ينحتونها تماثيل تقف على الأرصفة، ومنهم من راح يرمي الآخر بكُرات من الثلوج..
كما أن هناك ضبابٌ كثيف يخيّم على المدينة يكاد يلّفها
ومع ذلك فلا تسمع الآذان إلاّ ضحكات تنبعثُ من هنا وهناك عندما يرى القوم أن واحدًا قد زلّت و انزلقت رجلاه فتزحلق وسقط على تلك الثلوج.
وكل الناس في وئامٍ
وكأنّ كل فردٍ يجول برأسه، ليهمس بها في نفسها:
أن البطرَ عند الرخاء حمقٌ،و العبوس عند الصعاب أفنٌ.
فلا يرى المرء إلاّ البشاشة تعلو محيا الناس.
وما العابس إلاَ كحاطبِ ليل في نظر هؤلاء.
وأصبحتِ المدينة حلقات سمرٍ، وحفلات لهوٍ، وضحكات مجونٍ.
والناس همُ الناس.
وفي الجامعة تبتدأ قصة يومٍ جديد









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 23:17   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



إنّ المرءَ يرى الأمور بعينٍ ما يجول في نفسه و يصول في ضميره.
ومن كانت نفسه جميلةً، فهو لا يرى في الكون إلاّ جمالاً.
وهكذا هي الحياةُ، وهكذا هو القدرُ.
فماذا يحدث؟
وكلّ في شيءٍ له تدبير، وليس هناك من يحيد عنه.
ومع ذلك يبقى ذلك الاستفسار..
أهو افتقادٌ لمن يكمل الآخر ؟
أم هو لهثٌ خلف ظلال الروحِ ؟ لعلَّ هو إلتِماس وصالٍ؟ يحيا مع تمنيات وآمالٍ.
ألأننا ما زِلنا نمارس هرولة هروبٍ من قاعِ واقعٍ إلى عالمٍ بعيد،
فيه ذكريات آلامٍ، و بقايا أشجان؟
ولكنها ذكرى فيها نبض وصالٍ، وأحلام جمالٍ، كانت الأمنيات فيها سهلة المنال .
عانقت الغسق بإشراقةٍ تشقّ عباب الإحداق و ترتحل إلى الأعماق
وماذا في الأفق ؟
أهما غيمتان ترويان أرضًا قاحلةً شوقًا وحنانا ؟ أم أنهما نجمتان تنيرانِ دربًا لمولدِ حبٍّ جديد؟
أيها القدر ألا تكتب عهدًا غير سابق العهود، لينسج من حرير الشوق، ليكتسي به حبيبين في خاصرة النجوم .
مرحى للحب، حتى وإن كان مع هوس أحلامٍ، و عنفوان جمالٍ، مع جنونٍ من خيال..
فالقلب وما دقّ، والمحب و ما عشِق، ونبض الحنين وما خفق، و إلى الوصال و من إليه أشتاق .
فكل ذلك لن يكون نسيًّا منسيّا، لا شيء، سوى أنها ثورة خامدة في باطن الأعماق، سرعان ما يتأجج لهيب الوله في قلبين .
فليس هناك سوى العودة إلى الوراءِ لاستدراك ذلك الفيء من ذلك الظلال ثم امتطاء تلك الغيمة، رغم جحيم الفراق، الذي يلفه الشوق والاشتياق، ونار الحب لا يطفئها إلاّ العناق .
ومن هنا تبدأ الحكاية .
وفي الجامعة كانت تلاحقه بنظراتها، ثم تعترض طريقه ولكن بشموخٍ و عُنجهيةٍ .
ومع مرور الأيام كان الصدام والخصام .
كان مارًّا في فناء الجامعة.. فإذا بصوتٍ من خلفهِ يصرخ :
ـــ أنت عديمُ التربية، بل وغيرُ مؤدب
اِلتفتَ للتأكد من أن ذلك يعنيه، ثم قال:
ـــ أَ معي تتكلمين؟
فأجبته في غضبٍ:
ـــ وهل هناك غيرك ؟.. أو تظنّني أقصد خيالك أو ظلك.
نظر إليها، وتأمل ملامحها وقال:
ـــ شكرا يا جميلتي.. على ما تفوهتِ به.
ـــ ما دمتَ تراني جميلة، لماذا لم تلق تحية الصباح؟
ـــ في هذه قد غلبتِني، واعتذر لكِ
ـــ لا تكررها مرة أخرى.. وإيّاك و غضبي ..
مع نظراتٍ حالمة تخفي الكثير.
وصمتَ الكلام..
ثم اِفترقا.. حيث ذهب كل منهما لحالِ سبيله.












رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 23:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



إنها الحياةُ طالما سلكتها النفس في سبيل حبيبن، ثم سكبت تباريح الشوق دموعًا كاللجين.
والحنين كم كرِه الانتظار، وترانيم الهوى تخشى الاحتضار.
وهكذا هو الحالُ..
لم يبق منه إلاّ الذكريات، فكيف يضيع صرحًا؟ ويخمد همسًا فلا الِعبارات إلاّ العَبرات.
وإلى متى تقبل النفس إلاّ الطعنات؟ ألا يكفي من البكاء سرمديًا على الأموات؟ أو العيش مع الذي فات.
كم أنتما من شّجِيينِ..
فهل زمانكما كان مغدورًا؟ أم هل تلألأ و اختفى فجأة بين لمح البصر؟
فأنتما وحدكما من عاشاه مع نقاء الطهر.
إنه كان ملفوفًا بصفاء الهمسات، ولوعة اللمسات.
يا من عشقتما شمس النهار، وحفرتما أسميكما على جذوع الأشجار.
تمهلاّ!
ثم على رسلكما!
واغنِما من بعضكما روحًا وراحة.. فالحياة قد يصيبها أشواك الانتحار..
ورغم الجمال والبهاء، فالعيش قد يحمل في أحشائه وجعًا بحنين. وهناك قد تكون بعثرة أسى مع مر السنين ..
يا من صنعتما حبًّا كفراشة غدر بها النور.. أكنتما من البشر؟!
أم عاشقين تحلقان هيامًا بجنون، تبعثران توهجًا وألقًا ليأسرَ العيون؟
على كتفيكُما حملتما عمراً زال سُراعًا وأبى أن يطول.
ولكنه كان أَرقّ من قطرةِ ماء، تفيض عذوبة بنقاء، وكأنكما سكنتما سابع سماء ..
حبٌّ يرسمه الوفاء ويصاحبه الصَّفاء.. وهكذا أنتما، وكيف كنتما؟.. يا من حصدتما حبًّا، ولأن الصدق قد زرعتما.
وكم كان هو صادقًا ، وهي كانت تحبّ بجنون.
أهي الصدفة؟ أم القدر يريد أن يجمع بينهما؟
وهو بقاعة في إحدى مكتبات المدينة، يطالع كتابًا قديمًا
فإذا بمشرفةٍ في المكتبة تتجه نحوه، لتُسرَّ في أذنهِ
ـــ سيدي .. ألا تبحثُ عن كتابٍ آخر.. فهذا الكتاب هناك آنسة تريد الاطلاع عليه .. فليس من اللائق أن تعودَ أدراجها دون تنال ما أتت من أجلهِ.
فتعجب من قول المشرفة وخاطبها بصوتٍ خافتٍ
ـــ لِمَ لا تعطيها كتابًا آخر؟
ـــ عندنا في المكتبة نسخة واحدة ووحيدة من هذا الكتاب.
ـــ حسنًا.. دقائق و أعيده.
ـــ شكرًا لتفهّمك للوضع يا سيدي.
وما هي إلا لحظات .. فإذا بفتاة تهمسُ بكلامٍ أقربُ ما يكونُ إلى الصراخ، قائلة:
ـــ قلتُ أريدُ ذلك الكتاب .. ولن ابرح مكاني هذا، حتى أطالعَ ما أتيتُ من أجلهِ..
فما كان من الأعناق إلاّ أن اشرأبت على مضضٍ إلى صاحبة الصوت.
فالتفتَ هو، فإذا به أمام غريمته التي كالت له الشتائم قبل أيام في فناء الجامعة
ثم صرخت في وجهه:
ـــ أعطيني الكتاب فقد أتيتُ من أجل ذلك، ولديّ عملٌ أريد أن أنجزه، وأنني على عجلةٍ من أمري.
ـــ صدقيني إن أعطيتكِ إيّاه.. سوف يضحك عليكِ القوم..
ـــ أنت دائمًا عنيدٌ هكذا..قلتُ.. أريدُ هذا الكتاب
ـــ لكِ ذلك .. ولكن سوف تحتاجين لمترجمٍ.
ـــ وما تظن أنتَ ؟.. هل جاءك الخبر أنني جاهلة.. أنا أتقن عدة لغات.
فما كان منه إلاّ ان سلّمها الكتاب.. فكانت المفاجأة .. لأن الكتاب كان باللغة العربية
فاحمرّ وجه غريمته خجلاً.. وانصرف صاحبنا من المكتبة .. وهو يُرثي لحالها.
وما هي إلاّ لحظات و هو خارج المكتبة ينتظر الحافلة.
فإذا بصوتٍ ذي نبرات حزينة من ورائه يقول له:
ـــ ويحك ماذا فعلتَ؟ ..لقد جعلتني أخجل أمام الخلق.
ـــ أنتِ السبب ..ومع ذلك معذرة لم يكن قصدي إحراجكِ
ـــ تبدو لطيفاً .. ولكنك تتظاهر بالحزم .
ـــ وأنتِ جميلة وحسناء .
ـــ اسمي " بريجيدا ".
و أنا اسمي " علاء "
وكان التعارف، وربما الأرواح بدأتِ التآلف
وما هي إلاّ لحظات فلم يشعرا إلاّ والحافلة قد وصلت، فركبها " علاء " بينما بقيت " بريجيدا " تنتظر حافلتها، لأنهما لا يسكنان في حيّ واحدٍ.
ومن هنا تبدأ الحكاية










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-24, 22:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نُـون
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نُـون
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أسلوب جميل يدعونا لننتظر عمّ ستسفر عنه هذه البداية التّي حملت بين طيّاتها الكثير
فإلى متى سننتظر؟

ثمّ حللت أهلا ونزلت سهلا أستاذنا الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-25, 00:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهندا مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أسلوب جميل يدعونا لننتظر عمّ ستسفر عنه هذه البداية التّي حملت بين طيّاتها الكثير
فإلى متى سننتظر؟

ثمّ حللت أهلا ونزلت سهلا أستاذنا الكريم



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بالمحترمة / شاهندا
أشكر لكِ مروركِ على متصفحي، كما اشكر لكِ تعليقكِ القيم.
وأشكر أكثر ترحيبكِ بي يا محترمة.
وبحول الله سوف استمر بنشر هذا القصة.
إن لم يعترضني بعض العوارض.
تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-25, 00:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



ومن أمام المكتبة، ركب " علاء " الحافلةَ ..
وبينما هو جالسٌ راح ثم جال بفكرهِ إلى بعيدٍ..
وما ذلك الشعور الذي بدأ يسرى بين جوارحه؟
أهو حقدٌ على غريمته؟ أم هو أعجابٌ؟ أم هناكَ شيءٌ آخر؟
ينتشي منه احساس غريب.
ولماذا هو يفكّر بها؟
وماذا تخبئه الأيام؟..
ترى إن صادفها مرّةً أخرى، فهل يقول لها أكثر مما تكلّم معها؟
فرأى ما يرى المتأمل الغارق في الأحلام.. أنه يخاطبُ جميلةً..
فإذا به يقول في حديثه وحواره الداخلي :
أنتِ .. يا جميلة الروح
أتعلمين أنكِ كّلما ابتعدتِ عنِّي كنتُ اقتربُ منكِ أكثر؟.. وها نحن قد التقينا بغير ميعادٍ .
أتراني سوف أصبح فريسة متيّم يومًا؟ مَن يتلذّذ بعذاب الشوق، الذي يُلهب الحب، ويضرم فيه نار الحنين.
ها أنا يا حب الحب، أنني كلما أودّعكِ، ألقاكِ وأعود إليك.. وكل هذا سوف تذكرين .
وأنا الذي ناديتُكِ لأول مرة بـ"جميلتي"، لأنني بعينيكِ أبصرتُ جمال الحياة..
فهل اسمح لنفسي وأقول:
ماذا لو تكونين لي؟ فهل تدركين؟
أيها القمر..
إني قد شدني النظر إليك.. فمتى تصبحين قمري؟
أيتها النجمة التي تُضيء كوني، فكل نبضة حبٍّ هي إليكِ وحدكِ دون سواكِ..
يا غادة الفتنة والبهاء.. فهل تقودني الأقدار الجميلة إلى قلبكِ؟..
فهل يأتي اليوم الذي أقول لكِ فيه:
لا يرتوي عطشي إلا من ماء عينيكِ، فتسكنني وحشة إذا امتدّ غيابكِ، وتحرقني لوعة حين يشدّني الشوق إليكِ..
وإن اِفتقدتكِ يمتلئ فؤادي غيضًا، ثم أشتاق إليكِ بكل أحاسيسي التي تناجيكِ في حضوركِ، وفي غيابك، يا أحلى جمالٍ في حياتي، ويا أجمل حلم .
....................
وهو في تأملاته .. فإذا بسائق الحافلة يناديه :
ألا تنزل؟.. فهذا آخر موقفٍ للنزول ..
فعرف أنه كان يهذي..
ونزل من الحافلة.. ثم عاد أدراجه وقد فاته الموقف الذي اعتاد النزول فيه .
فَلامَ نفسه على سهوه.









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-25, 19:20   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



يا نسيم الشوقِ ألا ترفرف إليهِ بالحنين، اخبرهُ أنّ العطرَ والطهرَلايزالان يعبقان ولو في غيابه .
أين هو؟!
ليته يعلم أنّ طيفهُ غافيًّا بين الترقوة و الجبين، وساكنًا في أهداب الشوق .
ألثم التياع ثم ألفظهُ نشوة أَملٍ، يرقص بهجةً على بقايا عطرٍ لعلهُ يعلم ما أكنّه له من الأشواق، وكيف سكنَ حبّه بالأعماق .
ومع ذلك فلا مفرّ لي سوى الانتظار، وما تخبئه الأقدار.
أين ذاهبة أنا؟ وكيف يكون أثيرُ ترحالي؟
فلِمَ أخطو أولى خطواتي؟
هل ألملمُ بها حاجاتي؟ ..
أم هل أبقى مطأطئة الرأس أتكَوَّر في دفئ معطفي؟.
وهل هناك لي خيارٌ؟ ما هو زادي؟ وما هي مؤونتي؟ فمتى أتخلّص من عنادي؟
اِنكسار أنفاسٍ وخذلان يسكنني حتى أصبح زنزانة افتقادي.
فهل اسكبُ دمعًا، عندما أمارسُ غيرتي؟
آهٍ! ما هي سوى حرقة تلفحني مع ذلك التيه .
أجد نفسي مسافرةً، وليس لي سوى روحي، وما ينبض في أعماقي
لا وجهةً توليني شطرها، ولا سفرًا يقودني إلاّ إلى حضنٍ يطوقني.
ولا أريد إلاّ حضنه .
............
كانَ ذلك أمام المدخل الرئيسي للجامعة ..
و"بريجيدا " وهي خارجة من كليتها بعد يومٍ مضنٍ من الدراسة . فإذا بها تلمح " علاء " هو بدوره خارجًا من كليّته.. فأسرعت نحوه، لعلها تقتربُ منه ..
وما إن بقي بينهما قاب قوسين من أن تلتحق به.. حتى رأت فتاةً كانت تنتظره أمام مدخل الجامعة، وبعد أن عانقته، تأبطها و سارا معًا و هما في مداعبةٍ ووئامٍ .
فتسمرت أرجل "بريجيدا" في الأرضِ، ثم اسودّت الدنيا في وجهِها .
ولم تجد مجالاً حتى للتفكير.. وهي التي كانت عازمةً على أن تفاتحه، وتفاجئهُ برغبتها في صداقةٍ معهُ .
وهي التي رتبت كل شيءٍ، لتستعجل الأمر.
ولكن الخطب قد أصماها و أعماها مما رأت، وما شهدت.
فأحسّت بتسارع خفقان في قلبها قد أزداد، وخارت قواها .
وأصبحت لا تقوى على المسير.. فجلست على الرصيف مشاء الله أن تجلس، حتى عادت إليها حالتها الطبيعية .
فتابعت طريقها إلى حال سبيلها.. ولكن حالتها ازدادت حيرة و ألمًا
عندها تأكدت " بريجيدا " أن ما بها من بحار تلك الحالة ما هو سوى كآبة حبٍّ وغرامٍ، لأن الحب يذيب لوعةً، ولكن كآبته تدعو للإشفاق في أكثر الأحيان.
إنّ عواطف الغرام تكتب في الأعين سطورًا لا تُخفى قراءتها على مَن يعرف ذلك الشعورِ.
فهي و إن كانت محرقة و موجعةً ، فإنّ لها نورًا يسطع فوق الجبين يلمحُه كل ناظرٍ .
قضت " بريجيدا" عطلة الأسبوع تفكّر في " علاء " و تلك الفتاة التي تأبطها.
وفي أول يومٍ من الأسبوع .. وفي طريقها إلى الجامعة، فإذا بها تسمع صوت " علاء " من خلفها يقول لها :
ـــ صباح الخير يا جميلتي.
ـــ دعني وشأني .. فلا حاجة لي بتحيّةٍ منك.
ـــ ماذا حدث ؟.. ألم نتفق أننا نطَلِّق الخصام والصدام ؟
ـــ قلتُ لك دعني وشأني.. اغرب عن وجهي.
ـــ ليتكِ تشرحين لي ماذا دهاني عندكِ ؟!
ـــ يظهر أنك تريد أن تستفزّني .. فإن لم تغرب عن وجهي سوف أشتكيك إلى ذلك الشرطي الواقف هناك.
ـــ ما دام الأمرُ هكذا .. معذرة ً.. ولكني كنتُ أتمنى أن نكونَ صديقين، هذا ما في الأمر.
ـــ لا أريد صداقة أحدٍ.
ـــ .........
ـــ على فكرة، لم أكن أعلم أنك تحبّ مصاحبة الفتيات الصغيرات
قالت ذلك وأسرعت في اتجاه كلية الطب التي تدرس بها
بينما واصل " علاء " طريقه باتجاه كلية العلوم والتكنولوجيا.










رد مع اقتباس
قديم 2016-04-04, 20:37   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
kada2000
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع جميل شكرا على المرور










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السباق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc