مواعــــــــــظ عـن المــوت لابن الجـــوزي - رحـــمه الله - - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مواعــــــــــظ عـن المــوت لابن الجـــوزي - رحـــمه الله -

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-02, 23:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11 مواعــــــــــظ عـن المــوت لابن الجـــوزي - رحـــمه الله -

: تذكر الموت
" حضرنا يوما جنازة شاب مات أحسن ما كانت الدنيا له ، فرأيت من ذم الناس للدنيا ، و عيب من سكن إليها و التقبيح للغافلين عن الاستعداد لهذا المصرع أمراً كبيراً من الحاضرين .
فقلت : نعم ما قلتم . و لكن اسمعوا مني ما لم تسمعوه .
أعجب الأشياء أن العاقل إذا علم قرب هذا المصرع منه أوجب عليه عقله البدار بالعمل و القلق من الخوف .
وقد اشتد ذلك بأقوام فهاموا في البراري ، و طووا الأيام بالمجاعة ، و داموا على سهر الليل ، و لازموا المقابر ، فهلكوا سريعاً .
و لعمري إن ما خافوه يستحق أكثر من هذا الفعل .
و لكن نرى العقل الذي أوجب هذا القلق قد أمر بما يوجب السكون ، فقال : إنما خلق هذا البدن ليحمل النفس كما تحمل الناقة الراكب .
و لا بد من التلطف بالناقة ليحصل المقصود من السير ، و لا يحسن في العقل دوام السهر و طول القلق ، لأنه يؤثر في البدن فيفوت اكثر المقصود .
كيف و قد خلق بدن الآدمي خلقاً لطيفاً ، فإذا هجر الدسم نشف الدماغ . و إذا دام على السهر قوى اليبس ، و إذا لازم الحزن مرض القلب .
فلا بد من التلطف بالبدن بتناول ما يصلحه ، و بالقلب بما يدفع الحزن المؤذي له .
و إلا فمتى دام المؤذي عجل التلف .

ثم يأتي الشرع بما قد قاله العقل ، فيقول : [ إن لنفسك عليك حقاً و إن لزوجك عليك حقاً ، فصم و أفطر ، و قم و نم ] .
و يقول : [ كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ] .
و يحث على النكاح و دوام القلق و اليبس يترك الزوجة كالأرملة ، و الولد كاليتيم .
و لا وجه للتشاغل بالعلم مع هذا القلق .
و من أراد مصداق ما قلته ، فاليتأمل حالة الرسول صلى الله عليه و سلم . فإنه كان يعدل ما عنده من الخوف فيمازح ، و يسابق عائشة ، و يكثر من التزوج . و كان يتلطف ببدنه ، فيختار الماء البائت ، و يحب الحلوى و اللحم .
و لولا مساكنة نوع غفلة لما صنف العلماء ، و لا حفظ العلم ، و لا كتب الحديث .
لأن من بقول : ربما مت اليوم كيف يكتب و كيف يسمع و يصنف ،
فلا يهولنكم ما ترون من غفلة الناس عن الموت و عدم ذكره حق ذكره ، فإنها نعمة من الله سبحانه بها تقوم الدنيا و يصلح الدين .
و إنما تذم قوة الغفلة الموجبة للتفرط و الإهمال للمحاسبة للنفس ، وتضييع الزمان في غير التزود ، وربما قويت فحملت على المعاصي .
فأما إذا كانت بقدر كانت كالملح في الطعام لا بد منه، فإن كثر صار الطعام زعافاً .فالغفلة تمدح إذا كانت بقدر كما بينا . و متى زادت وقع الذم .
فافهم ما قلته .

و لا تقل فلان شديد اليقظه ما ينام الليل ، و فلان غافل ينام أكثر الليل ، فإن غفلة توجب مصلحة البدن و القلب لا تذم ، و السلام ."
*************************
*************************


ضع الموت نصب عينيك
" الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ، فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ، و لا يدري متى يستدعى ؟
و إني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، و نسوا فقد الأقران ، و ألهاهم طول الأمل .
و ربما قال العالم المحض لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ، فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ، و يؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، و لا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، و من كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع .
و ينسى أن الموت قد يبغت . فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤى مستعداً ، و إن نال الأمل ازداد خيراً ."


****************
****************

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

" من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته ، فإن ينتبه إنتباهاً لا يوصف ، و يقلق قلقاً لا يحد و يتلهف على زمانه الماضي .
و يود لو ترك كي يتدارك ما فاته ، و يصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت و يكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف .
و لو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل كل مقصود من العمل بالتقوى .

فالعاقل من مثل تلك الساعة و عمل بمقتضى ذلك .
فإن لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته .
فإنه يكف كف الهوى ، و يبعث على الجد .
فأما من كانت تلك الساعة نصب عينيه ، كان كالأسير لها .
كما روي عن حبيب العجمي إنه كان إذا أصبح يقول لإمرأته : إذا مت اليوم ففلان يغسلني ، و فلان يحملني .
و قال معروف لرجل صل بنا الظهر ، فقال : إن صليت بكم الظهر لم أصل بكم العصر .

فقال : و كأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر ، نعوز با الله من طول الأمل .
و ذكر رجل رجلاً بين يديه بغيبة ، فجعل معروف يقول له : أذكر القطن إذا و ضعوه على عينيك ."
*************************
*************************

صيد الخاطر لابن الجوزي









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-03-02, 23:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ب.علي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ب.علي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت

أن السّعادة فيها ترك ما فيها


لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

إلّا الّتي كان قبل الموت بانيها


فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه

وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-03, 00:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
ونسأله جلّ في علاه أن يتغمّدنا بواسع رحمته

بارك الله فيك أخ اسماعيل03
ورحم الله شيخ الإسلام ابن الجوزي









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-03, 09:23   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليكما وبارك فيكما أخواي الكريمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض مشاهدة المشاركة
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
ونسأله جلّ في علاه أن يتغمّدنا بواسع رحمته


آميـــــــــــــــــــــــــــــــــن









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لابن, مواعــــــــــظ, الله, الموت, الجوزي, رحمه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc