محللون سوريون يتحدثون لـ "أنا برس" حول تخبط المواقف المصرية.. وتطورات علاقتها بالنظام وإيران
تتالت الأنباء حول دور مصر في الأزمة السورية، فحسب مصادر إعلامية إيرانية مؤخرا وما تداوله من قبل مواليين للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي فإن "مجموعة من ضباط الجيش المصري زارت القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري"، وفق تلك الأنباء التي لم يصدر بشأنها تأكيدًا رسميًا بعد.
وقالت مصادر إن بعض الجنرالات المصريين قاموا بجولة عسكرية عبر طائرات النظام المروحية على عدة جبهات عسكرية تتبع للثوار في عدة مناطق في سوريا.
ويأتي ذلك بعد زيارة اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي السوري إلى القاهرة قبل شهر، التي التقى فيها بقيادات سياسية وأمنية مصرية، كما تأتي بعد فترة غير طويلة من دعم مصر القرار الروسي حول سوريا في مجلس الأمن.
تواتر هذه الحوادث يكشف -وفق محللين- ترابطاً واضحاً فيها ويبيّن أن نظام عبد الفتاح السيسي لا يفعل غير أن يكشف علاقته الوثيقة مع النظام السوري تحت رعاية وتشجيع روسي وإيراني.
يقول المحلل السياسي حسام النجار لـ "أنا برس": إن التنسيق والتعاون بين مصر وإيران موجه بالأصل ضد السعودية، يعني تحالفها مع إيران ياتي للضغط على السعودية ، فالسعودية ضمن الدول المطلوب تفكيكها إلى دويلات طائفية ومذهبية.
أوراق اللعبة
ويشير النجار إلى أن "مصر لا تعمل ضمن سياستها المستقلة .. مصر هي من ضمن أوراق اللعب التي يستعملها الأمريكيون والإسرائيليون والإيرانيون ضد السعودية وكذلك هدفه مراضاة أمريكا لزيادة الدعم المالي لها بعد توقف الدعم السعودي".
ويستطرد النجار: "لكن تحالف مصر الآن مع ايران سيكون عبئاً لاحقاً عليها فقد تم تسريب خبر أن الامارات قامت بسحب استثماراتها من مصر وإرسالها لتركيا بعد تصريح ايران بأن مصر ستشارك بالقتال في سوريا". ويؤكد النجار أن "مصر عندما قام الرئيس الراحل أنور السادات باتفاقية كامب ديفيد نبذها العالم العربي كله وأصبحت في وضع مأساوي فما بالك الآن وهي تقاتل إلى جانب أعداء الأمة الاسلامية برمتها".
ويختم النجار حديثه لـ "أنا برس" قائلًا: إن مصر لن تشارك عسكريا في سوريا، وإن شاركت يكون عبر مستشارين؛ لأن الشعب المصري رغم كل شيء لديه محبة للسوريين ، ثم أن تسريب الخبر ايرانياً مقصود ان هناك تنسيق ، وعدم نفيه مصرياً بانتظار ردات الفعل الأخرى.
تخبط وتناقض
وبدوره يقول المحلل السياسي عمر الحبال لـ "أنا برس": نجد موقف القيادة المصرية غير واضح، فالتخبط الذي حدث في مجلس الأمن الشهر الماضي حيث صوتت مصر في وقت واحد لصالح مشروع القرار الفرنسي الإسباني وفي نفس الجلسة صوتت مع نقيضه مشروع القرار الروسي.هذا التناقض كان يحمل مدلولات كثيرة .
ويعتبر الحبال أن مصر في ورطة اقتصادية كبيرة جداً و"نراها تقبل بما يعرض عليها من متناقضات، حيث أعلنت ووقفت مع السعودية في اليمن وفي مناورات تشكيل قوة درع الشمال لكنها أيضاً تصرفت بشكل متاقض بعد فترة وجيزة. وراحت تغازل إيران والعراق من البوابة الإيرانية وأغضبت السعودية التي وقعت معها عقودا بمليارات الدولارات لمشاريع في سيناء وصناديق استثمارية ضخمة فرطت بها بلحظات".
ويتساءل الحبال: "لا أدري ماذا ستجني من توافقها مع روسيا أو إيران. في نفس الوقت الذي تقاربت مع موسكو استقبلت حاملة طائرات بريطانية في ميناء الإسكندرية كما نشر في بعض الأخبار. وأتمنى ان لايكون صحيحا وقوفها عسكريا مع عصابات الأسد الإرهابية وميليشيات المرتزقة".
ويرى الحبال أن "السلطات المصرية مستعدة لتغيير موقفها مرتين في اليوم الواحد إما بمغريات مادية سريعة او ضغوط معينة للأسف هذا هو حال السياسية المصرية".
ويختم حديثه الحبال لـ "أنا برس" قائلًا: لا أعتقد سيطول وقوفها ضد السعودية ودول الخليج فايران وروسيا المنهكتين اقتصادياً ليس لديهم الكثير مما يقدمونه لمصر مقابل ما تستطيع القيام به دول الخليج العربي سلباً او إيجاباً ولا بديل عن تحسين العلاقات العربية المصرية لصالح المنطقة العربية كلها.
كامب ديفيد
وبدوره، يقول الأكاديمي السوري إبراهيم السعد لـ "أنا برس": "السيسي هو إنتاج كامب ديفيد، وسليل مبارك ومؤسسة الاستبداد العسكرية، والسيسي جيء به لإجهاض الربيع العربي ، كانت الأمة استبشرت خيرا بثورة مصر، وشكل نجاح الثورة بمصر انتصارا ساحقا للأمة على أعدائها".
وبسؤاله أين تكمن مصلحة السيسي بوضع يده بيد ايران، أفاد السعد بأن مصلحة السيسي هي من مصلحة أسياده الذين أوصلوه إلى الحكم بمصر، ومصلحة أسياده تتطابق مع مصلحة إيران وحزب الله والعبادي وبشار وكل ما يعادي العرب والمسلمين السنة، ولهذا هو مجرد أداة تنفذ ما يطلب منها، ويعملون كل شيء لإنقاذ بشار، أو استمرار المذبحة ، وسيعتمدون على السيسي لإخماد الثورة السورية.
ويؤكد السعد أن مصر السيسي منذ اليوم الأول انخرطت في محور الممانعة وفي تحالف الممانعة، وهذا التحالف جزء من تحالف أكبر، يضم قوى عظمى، وهدفه القضاء على العرب السنة عموما وثوار الأمة في سورية خصوصا للقضاء نهائيا على الوجود السني في المنطقة وما يحدث في الموصل وحلب خير دليل.