الإخـوان المسلمون في ميـزان الشـريعة عـــرض ونقـــــد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإخـوان المسلمون في ميـزان الشـريعة عـــرض ونقـــــد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-05, 18:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










M001 الإخـوان المسلمون في ميـزان الشـريعة عـــرض ونقـــــد

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخـوان المسلمون

في ميـزان الشـريعة
عـــرض ونقـــــد

قال علي عشماوي في "التاريخ السري للإخوان المسلمين" (ص13):

(أُصبت بإحباط شديد وغضب وثورة داخلية تكاد تقتلع قلبي من مكانه، حزناً على عمري الذي أضعته كله مع هذه الجماعة) أ.هـ





الحلقة الأولى



مقدمـة:

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:

فهذه رسالة خاصة في بيان ما عليه فرقة "الإخوان المسلمين"، قد أبنت فيها عن بعض حقائق هذه الجماعة وبينت شيئا من أصولها وأهدافها ووسائلها التي تستعملها في الوصول إلى هذه الأهداف، وذكرت في هذه الرسالة صور الانحرافات عند هذه الفرقة، وبيان أسباب كلام العلماء فيها، وسميت هذه الرسالة: "الإخوان المسلمون في ميزان الشريعة".

وتتكون هذه الرسالة من تمهيد وعدة فصول:

الفصل الأول: تعريف بجماعة الإخوان المسلمين.

الفصل الثاني: نشأة الجماعة.

الفصل الثالث: أثر الظروف وتأثير المؤسس على الجماعة.

الفصل الرابع: أهداف الجماعة.

الفصل الخامس: تنظيم الجماعة.

الفصل السادس: أفكار الجماعة ومعتقداتها.

الفصل السابع: وسائل الدعوة عند الجماعة.

الفصل الثامن: صور التربية عندهم.

الفصل التاسع: قادة الجماعة وكبار شخصياتها.

الفصل العاشر: الانحرافات.

الفصل الحادي عشر: خروج الإخوان المسلمين على الحكام.

الفصل الثاني عشر: المواقف السياسية المضطربة.

الفصل الثالث عشر: مداهنة الإخوان المسلمين للحكام.

الفصل الرابع عشر: تحالف الإخوان المسلمين مع أهل الزيغ والضلال.

الفصل الخامس عشر: تحالف الإخوان المسلمين مع الصليبين والشيوعيين وغيرهم.

الفصل السادس عشر: أثر هذه الجماعة على واقع المجتمع الإسلامي.

الفصل السابع عشر: دعاية هذه الجماعة لنفسها.

الفصل الثامن عشر: مناقب الإخوان المسلمين.

الفصل التاسع عشر: إثبات حزبية الإخوان المسلمين وانحرافهم.

الفصل العشرون: تضجر بعض أعضاء جماعة الإخوان من جماعته.


وسيجد القارئ أشياء كثيرة مفرقة، ومناقشات لكثير من شبهاتهم، نسأل الله أن ينفع بها وأن يكتب الأجر والثواب لقارئها وكاتبها.

هذا وبعد أن نشرت هذه الرسالة – النسخة الأولى - في مواقع "الانترنت"، وبعد أن تناقلها أكثر من عشرين موقعا، وبعد ما يقارب السنة من هذا الانتشار زدت في رسالتي القديمة أشياء كثيرة وفصول جديدة، وتفاصيل لم تكن موجودة من قبل.

وكذلك - بعد صدور النسخة السابقة - وجدتُ رسالة "الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي" وهي رسالة جيدة وفق صاحبها في تأليفها، وقد استفدت منها في مواضع ليست قليلة، أحلت فيها إلى الرسالة المشار إليها، جزى الله صاحبها خيرا فقد بذل فيها جهدا مشكورا.

نسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه:
أبو عمار علي الحذيفي
عدن / اليمن
وكان الانتهاء من أصل هذه الرسالة
في 1427هـ




تمهيد:


فرقة "الإخوان المسلمين"، صنع لها كبارها صيتاً كبيراً يغطي على حقائقها وانحرافاتها، وروجوا لها على أنها هي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، وأنها الحركة التي حملت راية الإسلام في هذا العصر، وهملت همومه ومسئولية نشره ودعوة الناس إليه، جاهلين أو متجاهلين أن منهجها مخالف تماماً ومصادم كل المصادمة بل يسير بـ "الاتجاه المعاكس" للطائفة الناجية والفرقة المنصورة، ومع هذا فـ "الإخوان المسلمون" يصنعون لأنفسهم زخماً إعلامياً كبيراً وهالة عجيبة، وكأنهم الذين حفظ الله بهم دينه وشريعته.

وهذه التغطية الإعلامية العالمية دفعت كثيرا من الناصحين إلى كتابة شيء مختصر عن حقيقتها كما فعل العلماء، وإنما فعلوا ذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة.

وسيجد القارئ في هذه الرسالة المختصرة صراحة ووضوحاً، وهما أعظم ما يحتاجه "الإخوان المسلمون" اليوم، ولاسيما مع كثرة المغترين بهذه الجماعة وهم كثير.

ألا وإن من هؤلاء المغترين بهذه الجماعة أصحاب "الموسوعة الميسرة" التي سووا فيها دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوة حسن البنا وجعلوهما من حركات الإصلاح سواء بسواء، فالفرق بين الدعوتين كبير، فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قائمة على التوحيد والنصح للحاكم والمحوم بالتي هي أحسن فهي موافقة لدعوة الرسل، ودعوة الإخوان المسلمين لا تقيم للتوحيد وزنا، وإنما هي قائمة على الثورات والانقلابات على المجتمعات الإسلامية، ولو بالتقارب مع أهل الضلال.

و"الموسوعة الميسرة" رغم ما فيها من الفوائد الكثيرة التي لا يستغني عنها طالب العلم، إلا أن عليها ملاحظات أخرى سنتعرض لبعضها في هذه الرسالة.





الغرض من

الكلام على "الإخوان المسلمين":

وكانت كتابتي لهذه الرسالة لها أسباب كغيري ممن كتب عن "الإخوان المسلمين وغيرهم"، وأهمها أمور:

الأول:


الابتداع الذي تسلكه هذه الجماعة، والإنحراف الذي تسير عليه، فإن جماعة الإخوان المسلمين" أصبحت مصدرا من مصادر البدع، وقاموسا من قواميسها، فكل فترة نفاجأ فيها ببدع جديدة تصدره لنا جماعة "الإخوان المسلمين"، فكان من اللائق الكلام على الجماعة كلها جملة وتفصيلا لا على بدعها فإنها لا تنتهي ولا تتوقف.

الثاني:

الفتاوى المخالفة للشريعة، والاستحسانات الغريبة التي ملأت جماعة الإخوان المسلمين بها مجتمعاتنا الإسلامية حتى أثرت عليها تأثيرا سلبيا، وأضرت المجتمعات ضررا بالغا لا يعرفه إلا أهل العلم.

الثالث: ما تحدثه هذه الجماعة من فتن وقلاقل وصدامات لا تنقطع ولا تهدأ، وهذه الفتن والقلاقل لا تقر إلا أعين أعداء الإسلام من الغرب وغيرهم ممن يفرحون بالفوضى في مجتمعات المسلمين.

الرابع: ما تقوم به هذه الجماعة من تغرير الشباب وصرفهم عن الوجهة القويمة، والطريقة المستقيمة.


في "الإخوان المسلمين" شباب مخلص:


ولهذه الأسباب المذكورة آنفا قمت بالكتابة في انحرافات "الإخوان المسلمين" نصحا للشباب، فإنني أعلم أن في "جماعة الإخوان المسلمين" كثيرا من الشباب المخلص لله عز وجل، والذين يحبون الله ورسوله، ويحبون دين الإسلام العظيم، وربما رأى هؤلاء الشباب أن في الإنضمام إلى "جماعة الإخوان المسلمين" ما يروي عطشهم ويشبع رغبتهم في نصرة الإسلام، ولكنّ هؤلاء الطيبين - وللأسف الشديد - لا يعرفون حقيقة تاريخ "جماعة الإخوان المسلمين" ولا ما عليه قيادتهم السابقة والحالية، فكان من الضروري كشف هذه الانحرافات نصحا لهؤلاء الطيبين، ولاسيما وأن رؤوس هذه الجماعة يظهرون للآخرين شعارات جميلة ينخدع بها ضعفاء العلم، من مثل زعمها أنها تنادي بعودة الناس إلى تحكيم الشريعة، وتنادي بالدعوة إلى جمع الكلمة ونحو ذلك.

فهذه الحقائق تعتبر وجهاً آخر لا يراه الكثير من المغترين بهم، فلو تأمل المسلم في حقيقتها وتاريخها وطريقة ما تدعو إليه لوجد أن شعاراتها في جهة وطريقتها في جهة أخرى، وهذا أمر لا يعرفه إلا من عرف الجماعة على حقيقتها، وتتبع أخبارها وعاش واقعها بين الناس.

قال علي عشماوي في "التاريخ السري للإخوان المسلمين" (ص13):

(أُصبت بإحباط شديد وغضب وثورة داخلية تكاد تقتلع قلبي من مكانه، حزناً على عمري الذي أضعته كله مع هذه الجماعة) أ.هـ


فنحن نريد من الشباب أن يعرفوا حقيقة هذه الجماعة قبل أن تضيع أعمارهم، فيندموا ولات ساعة مندم، ونريد منهم أن يعتبروا بغيرهم.

القدح في الشريعة أعظم
من القدح في "الإخوان المسلمين":


وهناك من الناس – من الإخوان المسلمين أو من يتعاطف معهم - من يغضب ويحمر وجهه إذا بلغه أن قوما يتكلمون في جماعة "الإخوان المسلمين" أو ينتقدونهم ولو كان انتقادهم بعلم وبينة وحجة، في الوقت الذي لا يغضب لعبث "الإخوان المسلمين" بالشريعة، ولا يغضب لاضطرابهم لفتاوى الإخوان المسلمين المنحرفة، ولا يغضب لتفسيراتهم الباطلة للنصوص، ولا لتأصيلاتهم الفاسدة، حتى غيّر "الإخوان المسلمون" صورة الإسلام الجميلة في أذهان كثير من الناس، وأبرزوه على أنه دين التلاعب والعبث والفوضى والعنف ؟!

ونحن نقول لهؤلاء: كيف تغضبون للكلام على بدع "الإخوان المسلمين"، ولا تغضبون لعبث "الإخوان المسلمين" بالإسلام وتشويههم بصورته الجميله، فهل أفراد "الإخوان المسلمين" ومناهجهم أعز عليكم من الإسلام الذي جاء من عند الله ؟!

وكيف تغضبون للتحذير من كتب سيد قطب، ولا تغصبون لتطاول سيد قطب على موسى عليه السلام، وعثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وأبيه أبي سفيان، وعمرو بن العاص وغيرهم، فهل سيد قطب أعز عليكم من هؤلاء ؟!

فأقول لهؤلاء الذين يتحسسون من الانتقاد على الإخوان المسلمين: اتقوا الله فالإسلام أحق أن تتعاطفوا معه وله، من تعاطفكم مع "الإخوان المسلمين" الذين ينخرون فيه.



مقارنة الإخوان المسلمين
لسيد قطب وحسن البنا بالعملاقين شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم:

بل أعرف أن "الإخوان المسلمين" يقارنون دعوة حسن البنا وسيد قطب وأمثالهما بالإمام الكبير والعملاق الحقيقي ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والذي لو أقسم أحد أنه لن يأتي شخص بعده يقاربه فضلاً عن أن يكن مثله لما حنث كما قال ابن عبد الهادي ووافقه الشوكاني في "البدر الطالع".

بل إنهم يرون أفضلية دعوة البنا على دعوة شيخ الإسلام، فهذا المرشد العام الثالث عمر التلمساني يقول في رسالته: "بعض ما علمني الإخوان المسلمون":

(ولئن كان الإمام المجاهد ابن تيمية وتلامذته، قد أدوا إلى الفقه الإسلامي وتوضيح مناهج السلف ما يعد غرة في جبين الفقه الإسلامي، ولئن كانوا قد سجنوا وعذبوا في سبيل التمسك برأيهم الصحيح، ولئن كانوا قد جاهدوا في سبيل الله بالسيف والمزراق فعلا، ولئن كانت لهم مدرستهم التي لا تنكر، ولئن كنا نحن "الإخوان المسلمون" نعتبرهم أساتذة لنا، إلا أنني أقرر وأنا كامل الإيمان والصدق، أن مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا كانت أعمق أثرا وأبعد فاعلية في نفوس شباب المسلمين، ذلك لأن مدرسة الإمام ابن تيمية أخرجت فقهاء وعلماء حقا، ولكن مدرسة البنا أخرجت مجاهدين في ميادين القتال، ومثلا في مواقف النضال، كما أن مدرسة ابن تيمية أقتصرت على المحيط الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وبعض البلاد الإسلامية المتنائية، بينما بسطت مدرسة البنا تعاليمها على أرض القارات الخمس التي تكون هذه البسيطة التي يحيا عليها البشر أيامنا هذه) أ.هـ

وذكر مميزات أخرى عجيبة !! نقلا من موقع: "الشبكة الدعوية".

ومن هؤلاء الذين يقارنون دعوة حسن البنا وأمثاله بشيخ الإسلام ابن تيمية القطبيون وهم المتأثرون بآل قطب وأفكارهم التكفيرية، ومنهم محمد سعيد القحطاني حيث ذكر كما في كتابه "الولاء والبراء" حيث قال (ص215): (وقد كتب علماء فضلاء من علماء المسلمين حول هذا الموضوع ما يكفي ويشفي ويغني)، ثم قال في حاشية الكتاب: (أذكر منهم شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه، ومن المعاصرين الأستاذين الجليلين أبو الأعلى المودودي وسيد قطب) أ.هـ

لم يجد الدكتور أحدا من المعاصرين سوى هذين الرجلين، ولا يدري هذا الدكتور – هداه الله - أنه يحيل على أناس امتلأت المكتبات العلمية بالردود عليهم ونقد طرائقهم وبيان ما فيها من مخالفات وانحرافات ؟!

وستعرف في رسالتنا هذه - بإذن الله - من هم هؤلاء الفضلاء الذي أشار إليهم الدكتور المذكور.

وهناك آخرون ممن سلك مسلك الدكتور/ محمد بن سعيد القحطاني وهم كثير ونكتفي بهذه الأمثلة ليعرف ما وراءها.

ولهذا كله فأنا حريص على ذكر شطحاتهم ثم أعقد مقارنة بينها وبين كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ومن بعده أو من قبله من الأئمة، لأبين الفروق العظيمة بين الإمام شيخ الإسلام وبين رؤوس "الإخوان المسلمين".



سيد قطب
والحافظان النووي وابن حجر

ومن عجائب القطبيين أنهم يعقدون مقارنة بين سيد قطب من جهة، والحافظين النووي وابن حجر من جهة أخرى، فإذا قيل لهم: إن سيد قطب له أخطاء كثيرة وعظيمة ومتنوعة تستوجب الحذر من كتاباته، قال القطبيون: (خطأ العالم يحذر منه ولا ينبغي أن يزهد في كتاباته، فالحافظان النووي وابن حجر عندهما أخطاء في "الأسماء والصفات" وغيرهما، ولكن لا نزهد في كتبهما ومنها شرحهما على الصحيحين).

كذا قال القطبيون، ومن هؤلاء القطبيين علي بارويس فقد سمعته بنفسي في شوال عام 1416 هـ يجيب على سؤال سألته امرأة، وكلامه في شريط مسجل بصوته.

وجوابنا على هذا أن يقال:

أولا:
إن الحافظين النووي وابن حجر عالمان جليلان خدما السنة ولهما عناية عظيمة بالعلم وقد تربيا على مائدة أهل الحديث والفقه، وكونهما قد وقعا في بعض الزلات لا يوجب إهدار مكانتهما ولا علمهما، بل الإنصاف يقضي بالاستفادة من علمهما والحذر من أخطائهما وهذه طريقة الوسطيين أهل الحق، بخلاف سيد قطب فإنه لم يكن من أهل العلم ولا تربى على مائدة أهله، وإنما تربى على مائدة الأدباء من أمثال العقاد وغيره، وِان الأدباء أن يجمعوا ثقافتهم من جميع الجهات دون أن ينحاز إلى جهة أهل الحديث، وهذا دأب أغلب الأدباء، وسيد قطب منهم، فكونه يحشر في زمرة العلماء يعتبر جناية على العلم وأهله، ويعتبر خيانة للمسلمين.

وثانيا: سيد قطب قد بلغه بعض أهل العلم الحق وردوا عليه في أخطائه، وأخبروه بما عنده من التجاوز على خير القرون، ولكنه عاند وقابل النصيحة بما سيراه القارئ في موضعه إن شاء الله تعالى.

وثالثا: أن ما وقع فيه الحافظان النووي وابن حجر كانت من جنس الأخطاء لأن تأويل الصفات كانت منتشرة في زمنهم وبيئتهم وظننا فيهم أنهم لم يهتدوا إلى مذهب السلف عن خطأ لا عن معاندة، بخلاف ما وقع فيه سيد قطب فإنه كانت من نوع التطاول والتجاوز لا من جنس الأخطاء، فهل فهم القطبيون الفرق بين الطرفين ؟!.

ورابعا: أن هناك فرقا بين صواب الحافظين النووي وابن حجر وخطأهما، فصوابهما كثير وخطأهما قليل بالنسبة إلى صوابهما، وأما سيد قطب فما يثني عليه القطبيون إلا لتقريراته المنحرفة في باب الحاكمية والإيمان والجاهلية، وهي أغلب مباحثه العقدية وأشهرها، فما هو الصواب الذي عنده وإن وجد فكيف يفرق القارئ بين صوابه وخطأه – إن كان هناك صواب -؟!





لماذا الأخطاء فقط ؟

أحد هؤلاء يقول:

(هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات، مثل: سيد قطب، وحسن البنا، الواجب أنهم يُلخصون أخطاءهم ويحذرون منها، وأما حسناتهم فلا يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات، إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات؛ صدق عليهم قول الشاعر:

ينسى من المعروف طوداً شامخاً... وليس ينسى ذرة ممن أساء

فيجب أ ن تُلخَّص الأخطاء، وأن يحذَّر منها، وبقية علومهم يُستفاد منهم) أ.هـ

أقول: ولي مع هذا الكلام وقفات:

الأولى: قوله: (هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات).

أقول: فما رأيكم فيمن اشتغل بأموات الصحابة بل بأموات الأنبياء بل بأولي العزم من الرسل مثل موسى عليه السلام ؟ فكيف تغضبون لمن تكلم في حسن البنا وسيد قطب ناصحاً للمسلمين ومحذراً من أخطائهما، ولا تغضبون للتنقص من الأنبياء والصحابة ووصفهم بأوصاف قبيحة ؟

الثاني: قوله: (يُلخّصون أخطاءهم ويحذِّرون منها، وأما حسناتهم فلا يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات، إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات).

وقوله: (يلخصون أخطاءهم) أقول: لو كانوا مجتهدين لقلنا هي أخطاء ولهان الأمر كثيراً، ولكنها ضلالات وانحرافات.

وقوله: (وأما حسناتهم فلا يدفنوها) أقول: أين هي حسناتهم حتى نذكرها للناس ؟ أهي الطريقة الحصافية الشاذلية ؟ أم التفويض في الصفات ؟ أم شد الرحال إلى القبور والبيتوتة عندها ؟ أم التهوين من أمر العقيدة ؟ أم التطاول على الأنبياء ؟ أم تكفير المجتمعات ؟ أم الخروج على ولاة أمور المسلمين وزرع القلاقل والفتن ؟ أم الاغتيالات أم التفجير والتلغيم وسفك الدماء بغير حق ؟ أم ماذا ؟

ثم إنني إذا قمت بالنصيحة فقد قمت بما أوجب الله علي من النصح، ولا يلزمني أن أذكر حسنات المردود عليه بل ذكر محاسنهم من الغش للمسلمين، ولاسيما عند نقد طائفة مثل هذه الطائفة التي روج لها أتباعها على حساب الحق والدين.

والعجيب أن هؤلاء يطلبون من أهل السنة الانصاف بذكر محاسنهم، مع أن أهل السنة لا ينقلون إلا من كتبهم، أما هم فإذا أرادوا أن يكتبوا عن أهل السنة لا تجد الردود العلمية بل تجد الكذب والبهتان والسب والشتم والاحتقار والازدراء، فأين حسنات أهل السنة يا معاشر المنصفين ؟

وإن محاسن الإخوان المسلمين إن وجدت فهي مغمورة في انحرافاتهم كما سيرى القارئ الكريم.

وقوله: (وبقية علومهم يُستفاد منهم) ما هي هذه العلوم التي يستفاد منها إذا كان قد أقروا على أنفسهم أنهم ليسوا من العلماء ؟!

وما هي هذه العلوم التي يستفاد منها؟ وهم إنما اشتهروا وعرفوا بشيء واحد فقط وهي دعوتهم الحركية، والتي تبين لنا أنهم حادوا فيها عن الصراط المستقيم ؟! فماذا عسى أن يؤخذ عنهم ؟!

ثم ليتهم كانوا يقولون عن أهل السنة مثل هذا القول، لكننا نراهم يحذرون من أهل السنة جملة وتفصيلا، بدون ذكر محاسن، ولا إرشاد إلى الاستفادة من علومهم التي شهد لهم فيها البر والفاجر، والقريب والبعيد ؟!

ثالثاً:
إن مهمة الناصح تحديد موضع الداء لأنه موضع البحث المكان المسئول عنه، فالسائل يسأل عن هذه الطائفة هل تصلح لأن يلزمها الشخص أو لا تصلح؟!

فيجيب المسئول عما يحتاجه السائل ويضع له من النقاط على الحروف بما يثبت له أن المسئول عنه في المستوى المطلوب أو ليس كذلك.

أخرج مسلم في "صحيحه" عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: (ليس لك عليه نفقة)، فأمرها أن تعتد فى بيت أم شريك ثم قال: (تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني). قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له أنكحي أسامة بن زيد)، فكرهته ثم قال: (أنكحي أسامة). فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به).

وتأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد) فهذا تحديد للموضع الذي يسأل عنه، وقد أجابها عما يتعلق بزواجها، فأما الأول فصعلوك أي: فقير ولا شك أن مثل هذا لا يقدر على النفقة، وأما الثاني: فيضرب النساء ولا شك أن ضرب النساء منافي للعشرة بالمعروف، وقيل: كثير الأسفار، وهذا منافي للقيام على مصالح الزوجة ورعايتها والعناية بالأسرة.

فلم ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك، ولم يلتفت إلى رصيد الأعمال الصالحة من الجهاد والنصرة والاتباع لأنه لا تعلق له بموضوع فاطمة بنت قيس لا من بعيد ولا من قريب، لأن فاطمة كانت تحتاج إلى شيء واحد هو: هل هذا يصلح زوجا أو لا يصلح، فأجاب الناصح صلى الله عليه وسلم أن هذا لا يصلح – على الأقل في ذلك الوقت – وأخبرها عن السبب في ذلك.

وإنك لترى الطبيب إذا طلب منه المريض تشخيص الداء حدد له موضع الداء دون التعرض للمواضع السليمة التي لا حاجة لذكرها لأن الموضع المبحوث فيه هو أين الداء ؟!


انتهت الحلقة الأولى
وتليها إن شاء الله الحلقة الثانية
الفصل الأول: تعريف
بجماعة الإخوان المسلمين








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-12, 22:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الأول: تعريف بجماعة الإخوان المسلمين:
المبحث الأول: جماعة واحدة لا جماعات:
إننا حينما نسمي "الإخوان المسلمين" بجماعة، فإنما هو من باب ما تعارف عليه الناس واشتهر بينهم، وإلا ففي الحقيقة ليس هناك شيء في الإسلام اسمه الجماعات الإسلامية بل هي جماعة واحدة، وكما أنه لا تشرع أكثر من جماعة في المسجد في وقت واحد، فكذلك لا تشرع الجماعات في الساحة الدعوية، لأن المسلمين ينبغي عليهم أن يكونوا جماعة واحد، والنصوص تدل على ذلك وتأمر بلزوم هذا الأصل العظيم.
قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) وقال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وقال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) وقال تعالى: (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) إلى غير ذلك من الآيات العظيمات التي تنهى عن الفرقة وتأمر المؤمنين بلزوم الجماعة.
وجاء في "الصحيحين" عن حذيفة قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: ( نعم وفيه دخن ). قلت وما دخنه ؟ قال (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).

المبحث الثاني: تعريف بهذه الجماعة:

هي إحدى الجماعات العصرية التي ظهرت على الساحة الدعوية بعد الربع الأول من القرن الماضي القرن العشرين من التاريخ الميلادي، على يد حسن البنا، والذي أسسها عفى الله عنا وعنه عام 1928م في مصر ثم انتشرت على مستوى العالم.
ولها أهداف ووسائل يمكن للقارئ أن يحدد هوية الجماعة وأن يتبصر بحقيقتها بعد معرفة حقيقة هذه الأهداف والوسائل التي تسعى بها لتحقيق هذه الأهداف:
1- تزعم أن هدفها هو المطالبة بتحكيم شريعة الإسلام والسعي لإقامتها في المجتمعات.
2- تسعى لجمع كلمة طوائف المسلمين جميعاً للوصول إلى هذه الغاية، وبعبارة أدق: ولو بالاجتماع مع من ينتسب إلى الإسلام في ظاهر الأمر، ليستطيعوا الوصول إلى هذه الغاية عندهم وهي تحكيم الشريعة.
3- استخدمت للوصول لهذا التجميع كل وسيلة من الوسائل المرغبة للناس في الجماعة كإظهار أنها هي الجماعة الأم، وأنها هي الأصل وأن غيرها منشق منها وعنها، وأدخلت في مناهجها من وسائل الترفيه والتخفيف على الأتباع ما ترى أنها من الزينة التي تتزين بها الجماعة لترغب الشباب فيها، أضف إلى ذلك أنها استخدمت وسيلة التمشي مع المجتمعات التي تعيشها، والتأقلم بواقعها حتى يقتنع الجميع أنها جماعة مرنة ليس فيها تنطع ولا تشدد، وبناء على هذا فقد أصدرت الكثير من الفتاوى التي تقنع الآخرين بأنها جماعة سهلة لا ينبغي أن يخاف منها.
وسترى بإذن الله أن كل غاية من غاياتها وكل وسيلة من وسائلها قد ناقضتها جماعة "الإخوان المسلمين" بنفسها، وأبطلتها بأعمالها وطريقتها.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-18, 18:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الثاني: نشأة الجماعة:
المبحث الأول: ظروف تأسيس الجماعة:
نشأت هذه الفرقة بعد سقوط الخلافة العثمانية التي كان سقوطها عام 1924ميلادية، حيث نشأت الجماعة عام 1928ميلادية، أي: بعد سقوط الخلافة بأربع سنوات، وقد كان هناك في الساحة بعض الدعوات التي تأسست قبل هذه الجماعة كـ"أنصار السنة المحمدية" والتي تأسست قبل "الإخوان المسلمين" بسنتين تقر يباً، أي: عام 1926ميلادية، و"جمعية الشبان المسلمين" وغيرهما، وقد قامت جماعة "الإخوان المسلمين" بتهميش هذه الطوائف كلها، وأظهرت للعالم أنها هي الأصل وأن كل هذه الطوائف منشق منها وعنها.
المبحث الثاني: حال المؤسس:
ولد حسن البنا في شهر أكتوبر عام 1906ميلادية أي: ما يوافق نهاية العشرينات من العام الهجري، في قرية "المحمودية" قرية من قرى محافظة البحيرة، نشأ وتعلم على تعليم المدارس النظامية، أي: لم يتلق تعليمه على يد واحد من أهل العلم، بل نشأ على أحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة الحصافية كما اعترف هو نفسه بذلك، وشهد عليه طلبته المقربون إليه وأصحابه الذين عاشروه ردحاً من الزمن، وبقي هو على هذه الطريقة واستمر يزور أهلها ويذهب إليهم حتى آخر أيام حياته.
قال حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص27): (وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة كل ليلة).
ثم قال: (وحضر السيد عبد الوهاب وتلقيت الحصافية الشاذلية عنه، وآذنني بأدوارها ووظائفها).
وقال جابر رزق في "حسن البنا بقلم تلامذته ومعاصريه"(ص8): (وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة، حتى انتقل من مرتبة "المحب" إلى مرتبة "التابع المبايع").
وقال الندوي في "التفسير السياسي للإسلام": (ص138-139): (الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه، وفي تكوين حركته الكبرى: إنه كان في أول مرة – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية).
وقال سعيد حوّى في "جولات بين الفقهين الكبير والأكبر" الجولة الثامنة (ص154): (ثم إن حركة "الإخوان" نفسها أنشأها صوفي، وأخذت التصوف دون سلبياته).
قلت: سنرى بعد ذلك هل للتصوف إيجابيات وسلبيات، وإن كان كذلك فماذا أخذ البنا ؟
وهذه الترجمة المختصرة لحسن البنا تدلنا على أمور:
1- أن الرجل لم يتعلم العلم النافع على يد واحد من أهل العلم المعروفين، ولا في أي جامعة كالأزهر أو غيرها، وهذا شيء يؤثر في سيرة الرجل وأفكاره، ومن ثم يؤثر على جماعته التي أنشأها.
2- أن الرجل ليس من المجددين كما يزعم أتباعه ومريدوه، لأن من شرط المجدد أن يكون على رأس مائة عام، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لأمتي من يجدد لها دينها على كل رأس مائة عام) رواه أبو داود وغيره وسنده صحيح، وهذا ما لم يكن موجوداً فيه لأن الرجل ولد قرابة عام 1327هـ، وكون جماعته عام 1928ميلادية، أي: عام 1349هجرية فعلم أنه لم يأت على رأس القرن الهجري وإنما خرج على الناس بعد مرور أكثر من ربع قرن وخرجت دعوته بعد مرور نصف قرن.
والعجيب أن أتباعه يقولون عنه: إنه مجدد القرن العشرين، وليت شعري من أين أتت العشرون قرناً، ونحن بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشر قرناً وبعض القرن ؟!
أضف إلى أن من شرط المجدد أن يرد الناس إلى ما كان عليه سلفنا الصالح لأن هذا هو المعنى الشرعي للتجديد ، لا أن يخرج بهم عن طريقهم، وهذا مع الأسف لم يتوفر في حسن البنا.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-18, 18:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الثالث: أثر الظروف وتأثير المؤسس على الجماعة:
المبحث الأول: تأثير الظروف:
لما كانت هذه هي ظروف النشأة تأثرت الجماعة بهذه الظروف وظهر أثرها عليها في كثير من الأمور، ولا أبالغ إذا قلت: إن هذه الظروف أثرت على هذه الجماعة حتى في أهدافها ومقاصدها، ومن ذلك:
1- أنها تنادي بالحكم فقط، ولذلك سعت إلى هذه الغاية بكل الطرق والتي منها أنها نافست الحكام وزاحمتهم على كراسيهم.
2- وتنازلت الجماعة التنازلات تلو التنازلات حتى خرجت عن حدود الشريعة في كثير من الأحيان واعترفت بكثير من صور الباطل، وغضت الطرف عن كثير من الضلالات التي عند الطوائف الأخرى كل ذلك لتصل إلى الحكم.
3- وأدى اعتقادهم أن الخلافة قد سقطت إلى اعتبار أنه ليس هناك دولة إسلامية بعد الدولة العثمانية، وأن هذه الدول القائمة طواغيت جاثمة على صدور المسلمين تتمسح بالإسلام فقط، وفات المساكين أن في عصرنا من الدول من هي بالجملة خير من الخلافة العثمانية، حيث نصرت دعوة التوحيد وأيدتها وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر.
وقال في الكتاب نفسه (1/453) يتحدث عن ثورة اليمن: (وأما أثرها على "الإخوان المسلمين" فقد كانوا يتمنون أن تنجح الثورة ليكون للإسلام في هذا العالم دولة، ولكن شاءت إرادة الله أن يتأخر تحقيق هذه الأمنية).
أقول: سبحان الله ألم تكن هناك دولة بل دول إسلامية ؟!
وسيأتي معنا من كلام سيد قطب أنه كان لا يصلي الجمعة لأن الخلافة غير موجودة وهو لا يرى الجمعة مشروعة إلا في عهد الخلافة.
المبحث الثاني: تأثير المؤسس:
كانت لنشأة حسن البنا أثرها البالغ على جماعة "الإخوان المسلمين" وعلى أفرادها، فقد تسرب إلى الجماعة كثير من معالم التصوف وآثاره بواسطة حسن البنا دون أن يتفطن لها كثير من أتباعها، ومن ذلك:
1- البيعة للمشائخ والكبار للجماعة.
2- السرية والتكتيم.
3- حصر الدين بجزئية من جزئياته، وشيء من شعائره، والغلو في هذه الجزئية.
4- تقسيم الدين إلى قشور ولباب.
5- تقسيم الدعاة إلى فقهاء واقع وغيرهم.
6- وجود المرشد والذي لا تصدر الجماعة إلا عن رأيه، والذي يطاع طاعة عمياء.
قال البنا في "التعاليم": (ونظام الدعوة في هذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين دائماً "أمر وطاعة" من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج).
7- حصر ولاء أفراد الجماعة على طريقتهم فقط، وزعمهم أن هذا من عدم الازدواجية في الولاء.
8- الأناشيد.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-21, 23:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الرابع: أهداف الجماعة:
المبحث الأول: استخدام الإخوان كل الوسائل لتحقيق غايتهم:
هذه الجماعة عندها أهداف تسعى إلى تحقيقها ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، وقد استعملت الجماعة لأجل هذه الغايات جميع الوسائل دون التدقيق في هذه الوسائل، ولا عرضها على الكتاب والسنة أو وزنها بميزان الكتاب والسنة.
ولكي يعلم القارئ شيئاً من هذه التنازلات نذكر على الأقل بعضا منها:
1- الخروج على ولاة أمور المسلمين، ومنافستهم على كراسيهم.
قال عبد الله ناصح علوان في "عقبات في طريق الدعوة": (إنه لا يمكن للإسلاميين إلى إقامة حكم عن طريق الإنقلابات العسكرية، ولم يبق أمامهم من حل واقعي ومعقول سوى الاعتماد على الثورة الشعبية).
2- الاغتيالات، والمصادمات المسلحة أحياناً.
3- التحالفات المشبوهة مع العلمانيين ومن جرى مجراهم.
4- وضعوا أياديهم بأيدي أهل البدع والزيع والانحراف، كالرافضة وغيرهم، بل في أيدي غلاة الرافضة نسأل الله السلامة والعافية، معرضين عن نصح أهل العلم.
5- والتنازل عن كثير من الأمور التي لا ينبغي أن يتنازل عنها المؤمن لأنها من الثوابت العظيمة في دين الإسلام كأمور العقيدة وما تفرع منها.
المبحث الثاني: بيان أهدافهم:
للإخوان المسلمين أهداف كثيرة، لكن أغلبها ترجع إلى أمرين، أو أن أعظمها أمران أحدهما: السعي للوصول إلى الحكم، والثاني: توسيع رقعة الجماعة، وتكثير عدد أتباعها.

الهدف الأول: السعي للوصول إلى الحكم:

كنا نظن في بداية الأمور أن جماعة "الإخوان المسلمين" تسعى للإصلاح السياسي كما يقولون، وإن كانت وسائلهم وطرقهم في ذلك منحرفة، ثم تبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هدف الجماعة قلب الحكم على الحكام في الدول العربية قبل الدول الأخرى، وقد حصل هذا في عدة دول منها دولة مصر أيام الملك فارق ووضعه كان أهون بكثير من وضع الذي انقلبوا عليه مثل جمال عبد الناصر الذي نحى الشريعة جانباً وبكل صراحة، ثم صدر "الإخوان المسلمون" الثورة إلى دول عربية أخرى، حتى قال بعضهم: (أطحنا بالحاكم الفلاني، ونحن في طريقنا إلى سائر الحكام) أو بنحو هذه العبارة.
الهدف الثاني: توسيع رقعة الجماعة، وتكثير عدد أتباعها:
وهذا الأمر في الأصل يعد من الوسائل، لكنه صار عند الجماعة من الغايات، وما أكثر ما تصير الوسائل من الغايات، فهذه الجماعة ترى أن تغييرها للأوضاع متوقف على جمع أكبر عدد ممكن من الناس الذين ينتسبون إلى الإسلام، فغضت الطرف عن أهل الزيغ والانحراف من مثل الروافض والصوفية وغيرهم، بل دعت إلى التقارب معهم، ولا شك أن التقارب مبني على بعض التنازلات من الطرفين، وفوق هذا لم تدع أحداً إلى التنازل عن عقيدته كما طلبت من أهل التوحيد والسنة أن يتنازلوا عن دعوتهم، وذلك بالعرض عليهم والترغيب لهم تارة، وبالتنفير عن التوحيد والسنة تارة أخرى.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-21, 23:58   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
AMARAGROPA
رحمــــــــه الله
 
الصورة الرمزية AMARAGROPA
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

الآن فقط أيقنت أن الإخوان واليهود نفس الوجه لنفس العملة .

للإشارة لست إخوانيا ( أنا fln ) لكن كلمة الحق يجب أن تقال ولأنها كذلك أذكرك أن أهم بند في هذا القسم هو التحذير من الخروج عن منهج أهل السنة والجماعة وأهم مصدر للتشريع عندهم هو القرآن الكريم الذي ينهى عن الغيبة وذكر الأخ بما يكره . فهلا التزمت بالقرآن أولا بدلا من كلام فلان أو علان ؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-22, 12:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AMARAGROPA مشاهدة المشاركة
الآن فقط أيقنت أن الإخوان واليهود نفس الوجه لنفس العملة .

للإشارة لست إخوانيا ( أنا fln ) لكن كلمة الحق يجب أن تقال ولأنها كذلك أذكرك أن أهم بند في هذا القسم هو التحذير من الخروج عن منهج أهل السنة والجماعة وأهم مصدر للتشريع عندهم هو القرآن الكريم الذي ينهى عن الغيبة وذكر الأخ بما يكره . فهلا التزمت بالقرآن أولا بدلا من كلام فلان أو علان ؟؟


هل أنت حروري يا amar أو قرآني ؟ كفاك تخليطا في مسائل الدين
تعلم دينك أوّلا ... تعلم أبسط و أهم الأمور التي ينبغي تعلّمها ..

جهلك بمدلول كلمة أهل السنة و الجماعة جعلك تقول أن أهم مصدر للتشريع
عندنا هو القرآن الكريم و نسيت ( و لا أظنك نسيت بل هي عقيدك ) أن السنة
من مصادر التشريع و إذا ما تأملت في كتب الحديث و شروحات أهل العلم عليها
ستجد أن الغيبة محرّمة في الأصل و يستثنى من ذلك أحوال فصّلها العلماء
من السنة المطهّرة سأترك لك بعض الوقت لتبحث عن هذه الأحوال التي يجوز
فيها القدح أو الجرح ( أو الغيبة ) ..

و إذا عجرت عن ذلك سنوافيك بها بإذن الله تعالى ..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-22, 14:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amaragropa مشاهدة المشاركة
الآن فقط أيقنت أن الإخوان واليهود نفس الوجه لنفس العملة .

للإشارة لست إخوانيا ( أنا fln ) لكن كلمة الحق يجب أن تقال ولأنها كذلك أذكرك أن أهم بند في هذا القسم هو التحذير من الخروج عن منهج أهل السنة والجماعة وأهم مصدر للتشريع عندهم هو القرآن الكريم الذي ينهى عن الغيبة وذكر الأخ بما يكره . فهلا التزمت بالقرآن أولا بدلا من كلام فلان أو علان ؟؟

و هل التزمت أنت أولا بالقرآن الكريم قبل غيرك

رمتني بدائها و انسلت .

فهآنت تتكلم في شيء لا تفقهه ، ونسيت قوله تعالى : " و لا تقف ما ليس لك به علم إنّ السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " الآية .

هذا أولا ، ثانيا :

قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه "رياض الصالحين" :

(( باب بيان ما يباح من الغيبة


اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب:



الأول التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان بكذا.



الثاني الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره عنه، ونحو ذلك، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.



الثالث الاستفتاء، فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء اللَّه تعالى.



الرابع تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه؛ منها جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة. ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته، ويجب على المشاوَر أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة. ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يُغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبِّس الشيطان عليه ذلك ويخيل إليه أنه نصيحة فليُتَفطن لذلك. ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها، إما بأن لا يكون صالحاً لها، وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً ونحو ذلك، فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به.



الخامس أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلماً وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه.



السادس التعريف، فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.



فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه. ودلائلها من الأحاديث الصحيحة المشهورة؛ فمن ذلك:‏



عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رجلاً استأذن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: ((ائذنوا له بئس أخو العشيرة)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب



وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً)) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. قال، قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث: هذان الرجلان كانا من المنافقين.‏



وعن فاطمة بنت قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية لمسلم: ((وأما أبو الجهم فضراب للنساء)) وهو تفسير لرواية: ((لا يضع العصا عن عاتقه)) وقيل معناه: كثير الأسفار.‏



وعن زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد اللَّه بن أبي: لا تنفقوا على من عند رَسُول اللَّهِ حتى ينفضوا، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد اللَّه بن أبي فاجتهد يمينه ما فعل، فقالوا: كذب زيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل اللَّه تعالى تصديقي {إذا جاءك المنافقون} (المنافقين 1) ثم دعاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.‏



وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت، قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، قال: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.أهـ كلام النووي رحمه الله (ص 450)



وقد نظمها بعض العلماء في قوله:

القـدح ليس بغيـبة في ستـة .................................... متـظـلم ومعرف ومحـذر

ومجـاهر فسقاً ومستفت ومن ..................................... طلب إلاعانة في إزالـة منكر









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-22, 14:33   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الخامس: تنظيم الجماعة:
تمهيد:
تنظيم جماعة "الإخوان المسلمين" قائم على التعقيد وإلزام الأتباع بالطاعة العمياء، ولا شك أن سماحة الإسلام وسهولة تنظيماته الشرعية تخلو من هذا كله، ولا أبالغ لو قلت: إن كثيراً من "الإخوان المسلمين" قد لا يفهمون تنظيم جماعتهم كيف يسير.
وصورة تنظيمهم كما يلي:
المبحث الأول: المرشد:
وهي مرتبة كبير الجماعة، وهي على قسمين أحدهما: المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والثاني: المرشد الخاص بدولة من الدول، ولا يسمونه بالمرشد وإنما يسمونه بالمراقب العام.
1- المرشد العام:
وهي رتبة كبير الجماعة على مستوى الأرض، ومن شرطه أن يكون مصرياً من المصريين ولو كان هناك من هو أعلم منه من غير المصريين، وهذا يشبه تنظيم جماعة التبليغ تماماً والذين يشترطون أن يكون الأمير العام فيهم هندياً، ولا يشك عاقل أن هذا شرط باطل لأنه لا دليل عليه، ولا يشك عاقل أنه هذا من صور الحزبية المقيتة.
وقد تولى هذا المنصب في جماعة "الإخوان المسلمين" عدد من الناس، وهم إلى يومنا هذا على حسب هذا الترتيب:
المرشد الأول: حسن البنا: تولى من عام 1928م – إلى عام1948م.
المرشد الثاني: حسن الهضيبي: تولى من عام 1951م – إلى عام 1973م.
المرشد الثالث: عمر التلمساني: تولى عام 1974م – إلى عام 1986م.
المرشد الرابع: محمد حامد أبو النصر: تولى من عام 1986م - إلى 1996م.
المرشد الخامس: مصطفى مشهور: تولى من عام 1996م – 2002م.
المرشد السادس: مأمون حسن الهضيبي: تولى من عام 2002م- ومات في العام نفسه.
المرشد السابع: مهدي عاكف: وقد تولى عام من عام 2004م ، وهو المرشد العام إلى يومنا هذا.
والعجيب أنني أطلعت قبل دقائق على خبر تناقلته بعض المواقع أن من المتوقع تولي الدكتور محمد عبد البديع مرشداً عاماً ثامنا لًلإخوان المسلمين لأن مهدي عاكف تنتهي ولايته في 13 يناير من عام 2010 ميلادية، وهذا شيء عجيب إذ أن الإخوان المسلمين يتعاملون بالإنتخابات فيما بينهم، في الوقت الذي يدعون أنهم يتعاملون مع الحكام بها ضرورة.
وبعد كتابة ما تقدم حصل أن تولى محمد بديع ولاية "الإخوان المسلمين" في يناير عام2010م الموافق محرم 1431هـ.
2- المراقب العام في كل دولة:
كمرشد "الإخوان المسلمين" في اليمن أو الكويت أو سوريا أو غيرها من الدول العربية، وهو كبير الجماعة في تلك البلد، ويسمى بــ"المراقب العام" وينطوي تحت لواءه الكثير من علماء جماعة "الإخوان المسلمين" وهم أعلم بكثير من المرشد.
وكل هؤلاء المراقبون يندرجون تحت المرشد العام.
دور المرشد العام:
دوره يتمثل بما يلي:
1- رجوع الجماعة إليه وصدورها عن رأيه ولاسيما في الأمور العامة التي تمس بالجماعة.
2- التواصل مع كبار الجماعة خارج البلد، ومراسلتهم ومراسلته من جهتهم.
3- تبليغهم الجديد من أخبار الجماعة قراراتها وتعديلاتها ونحو ذلك.
4- يعتبر المرشد العام هو الناطق الرسمي باسم الجماعة أو من يوكله هذا المرشد، فهو الذي يعلن البراءة من عمل فلان أو يعلن مسئوليته عن العمل الفلاني ونحو ذلك.
5- القيام بفصل من ترغب عن الجماعة لشيء صدر منه مما يخالف قوانين الجماعة، أو غير ذلك.
المبحث الثاني: البيعة:
والبيعة: هي عهد يقطعه الأتباع على أنفسهم أمام المبايع له، على أن يوفوا بشيء يطلبه منهم.
وهي لا تعرف في الشريعة إلا في حق أحد شخصين:
الأول: بيعة نبي مع أتباعه.
والثاني: بيعة حاكم مع بعض رعاياه.
ولا تعرف في الشريعة في غير ذلك كأن يبايع شيخ طلابه أو يبايع زوج زوجته أو رئيس عمل سائر العمال أو نحو ذلك، بل هي بدعة لأنها لم ترد عن السلف أنهم فعلوها فيما بينهم، وقد وردت عن بعضهم بأسانيد فيها مقال.
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (28/16): (وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا مواليا ومن خالفهم عدوا باغيا ؛ بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ؛ ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله ؛ ويحرموا ما حرم الله ورسوله ؛ ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله).
وإذا أردت أن تعرف طريقة البيعة عند "الإخوان المسلمين" فاسمع ماذا يقول أحد كبرائهم.
قال محمود الصباغ وهو عضو قيادي في "التنظيم الخاص" في جماعة "الإخوان المسلمين": (كانت البيعة تتم بحي "الصليبة" حيث يدعى العضو المرشح للبيعة ومعه المسئول عن تكوينه، والأخ عبد الرحمن السندي المسئول عن تكوين "الجيش الإسلامي" داخل الجماعة، وبعد استراحة في حجرة الاستقبال يدخل ثلاثتهم إلى حجرة البيعة فيجدونها مطفأة الأنوار، ويجلسون على بساط في مواجهة أخ في الإسلام مغطى الجسد تماماً من قمة رأسه إلى أخمص قدميه برداء أبيض، يخرج من جانبيه يديه ممدودتين على منضدة منخفضة "طبلية" عليها مصحف شريف، ولا يمكن للقادم الجديد مهما أمعن النظر فيمن يجلس في مواجهته أن يخمن بأي صورة التخمين من عسى أن يكون هذا الأخ.
وتبدأ البيعة بأن يقوم الأخ الجالس في المواجهة ليتلقاها نيابة عن المرشد العام بتذكير القادم للبيعة بآيات الله التي تحض على القتال في سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتبين له الظروف التي تضطرنا إلى أن نجعل تكويناً سرياً في هذه المرحلة مع بيان شرعية هذه الظروف، فإننا نأخذ البيعة على الجهاد في سبيل الله حتى ينتصر الإسلام أو نهلك دونه مع الالتزام بالكتمان والطاعة، ثم يخرج من جانبه مسدساً ويطلب من المبايع أن يتحسسه وأن يتحسس المصحف الشريف الذي يبايع عليه، ثم يقول له: فإن خنت العهد أو أفشيت السر يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير.
فإذا قبل العضو بذلك كلف بأداء القسم على الانضمام عضواً في الجيش الإسلامي والتعهد بالسمع والطاعة) أ.هـ
المرجع: (حقيقة التنظيم الخالص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين) والكتاب قدم له مصطفى مشهور، المرشد العام السابق لـ"لإخوان المسلمين".
المبحث الثالث: الإمارة:
أي: تنزيل شخص من الأشخاص على أنه أمير، له حق السمع والطاعة في العسر واليسر والمكره والمنشط وأثرة عليهم، وله حق الاستنفار متى ما رأى ذلك، وله حق تقديم طاعته على غيره من الناس.
ولا شك أن شخصاً ينزل مثل هذه المنزلة لا بد أن يكون لتنزيله هذه المنزلة أدلة كثيرة كما وردت في حق الأمير العام وما جرى مجراه، ولا يعرف في الشريعة أمير إلا الأمير العام أو ما كان في جهته، وإن مما يؤسف له أن إمارات "الجماعات الإسلامية" لا دليل لهم عليها سواء إمارة "الإخوان المسلمين" أو إمارة "جماعة التبليغ" أو إمارة "جماعة الجهاد" أو غيرها.
وقد قال بعضهم: إن الأمير العام لا ينصب أحداً إلا بعد مشاورة لأهل الحل والعقد، واحتج بما رواه الترمذي في "جامعه"عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لو كنت مؤمراً أحداً من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد) ولكن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو ثقة إلا أنه مدلس وقد عنعن، وشيخه الحارث هو الأعور ضعيف، وآخرون ضعفوه جداً، وقد ضعف الحديث الشيخ الألباني.
وله طريق أخرى أخرجها الحاكم في "المستدرك" عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كنت مستخلفا أحدا من غير مشورة لاستخلفت عليهم ابن أم عبد).
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه).
قال الذهبي متعقباً: (عاصم بن ضمرة ضعيف).
المبحث الرابع: أجنحة جماعة "الإخوان المسلمين":
تتكون جماعة "الإخوان المسلمين" من عدة أجنحة أو عدة أقسام نذكر منها:
القسم الأول القسم السياسي ولعلهم يسمونه: "مكتب الإرشاد":
وهو أكبر الأقسام منزلة، وهو الذي يتزعم الجماعة ويتفاوض باسمها ويمثلها في العلاقات العامة ويصدر القرارات في الجماعة ويفصل من يريد من العضوية في الجماعة.
القسم الثاني القسم الدعوي:
وهو القسم المنشغل في باب الدعوة ونشر الدروس، وهم الواجهة الرئيسية في الدعوة إلى الجماعة، وتقرير طريقة الجماعة على الأتباع، ومناظرة الخصوم، والرد على من ينتقد الجماعة.
وغالب تدريسهم إنما هو في كتب جماعتهم ففي الفقه (فقه السنة لسيد سابق) وفي التفسير (الظلال) لسيد قطب، مع أنه ليس من التفسير، وفي العقيدة (الله جل جلاله)و (محمد رسول الله) و (الإسلام)وهذه الثلاثة لسعيد حوى وهي بمنزلة "الأصول الثلاثة" عند أهل السنة ولا مقارنة بين الموضوعين فالفارق كبير جداً.
ودراستهم في كتب سعيد حوى كان هذا قبل أن يخرج كتاب (الإيمان) لمحمد نعيم ياسين.
القسم الثالث القسم الإعلامي:
وهو القسم المسئول عن التواصل مع الآخرين من أفراد الجماعة - حتى في خارج البلاد - ونشر أخبارها واجتماعاتها ولقاءاتها ومحاضراتها ونحو ذلك.
القسم الرابع الجناح العسكري:
وهو مجموعة من الشباب الإخواني الذي يميل إلى القوة، حيث يعتني به قادة "الإخوان المسلمين" ويحسن تدريبه توقعاً لأي شيء مواجهة مسلحة.
وقد كان هذا القسم في جماعة "الإخوان المسلمين" أيام حسن البنا باسم "النظام الخاص" وما أدري هل ما زال إلى اليوم بهذا الاسم ؟ وقد أفادني بعضهم أنه إلى اليوم بهذا الاسم.
وقد تربى هذا النظام على عين الجماعة، ولكن تأذت الجماعة منه كثيراً في آخر المطاف.
قال محمد الغزالي في "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" (ص206) وما بعدها: (فألف ما يسمى بـ"النظام الخاص"، وهو نظام يضم شباباً مدربين على القتال، كان المفروض من إعدادهم مقاتلة المحتلين من إنكليز ويهود، وقد هؤلاء الشباب الأخفياء شراً وبيلاً على الجماعة فيما بعد، فقد قتل بعضهم بعضاً، وتحولوا إلى أداة تخريب وإرهاب في يد من لا فقه لهم في الإسلام ولا تعويل على إدراكهم للصالح العام) أ.هـ
ولمحمد قطب كلام قريب من هذا.
أقول: والسبب في ذلك أنهم قتلوا الخازندار، والنقراشي باشا وغيرهما، وقاموا بمصادمة مسلحة في أكثر من مكان في مصر فقط، دع عنك البلدان الأخرى.
قال الشيخ العلامة المحدث أحمد شاكر في مقالة له بعنوان قيد الإيمان الفتك)نقلتها بعض المواقع في "شبكة المعلومات" جاء فيها: (وما فعله هؤلاء الخوارج بقتلهم للنقراشي يعتبر خزياً واستحلالاً للدم الحرام).
بل نقلت مجلة "الأصالة " العدد (40/11) عن الشيخ أحمد شاكر أن "الإخوان المسلمين" (خوارج هذا العصر).
ولا يمنع أن يكون هناك أجنحة وأقسام أخرى.
المبحث الخامس: طرق "الإخوان المسلمين":
قال عبد الرحمن عمار وكيل الداخلية كما نقله عنه عبد الحليم محمود في "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" (2/29):
(تألفت منذ سنوات جمعية اتخذت لنفسها اسم "الإخوان المسلمون" وأعلنت على الملأ أن لها أهدافاً دينية واجتماعية، دون أن تحدد لها هدفاً سياسياً معيناً ترمي إليها، وعلى هذا الأساس نشطت الجمعية وبثت دعايتها ولكن ما كادت تجد لها أنصاراً وتشعر أنها اكتسبت شيئاً من رضى بعض الناس عنها حتى أسفر القائمون على أمرها عن أغراضهم الحقيقية، وهي أغراض سياسية ترمي إلى وصولهم إلى الحكم وقلب النظم المقررة في البلاد.
وقد اتخذت هذه الجماعة في سبيل الوصول إلى أغراضها طراً شتى يسودها طابع العنف فدربت أفراداً من الشباب أطلقت عليهم اسم الجوالة، وأنشأت مراكز رياضية تقوم بتدريبات عسكرية مستترة وراء الرياضة كما أخذت تجمع الأسلحة، والقنابل والمفرقعات وتخزنها لتستعملها في الوقت التي تتخيره، وساعدها على ذلك ما كانت تقوم به بعض الهيئات من جمع الأسلحة والعتاد بمناسبة قضية فلسطين، وأنشأت مجلات أسبوعية وجريدة سياسية تنطق باسمها سرعان ما انغمست في تيار النضال السياسي متغافلة عن الأغراض الدينية والاجتماعية التي أعلنت الجماعة أنها قامت لتحقيقها).
ثم ساق بعض البراهين على ذلك، والعجيب أن المؤلف لم يتعقبه !.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-22, 20:20   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
AMARAGROPA
رحمــــــــه الله
 
الصورة الرمزية AMARAGROPA
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة
هل أنت حروري يا amar أو قرآني ؟ كفاك تخليطا في مسائل الدين
تعلم دينك أوّلا ... تعلم أبسط و أهم الأمور التي ينبغي تعلّمها ..

جهلك بمدلول كلمة أهل السنة و الجماعة جعلك تقول أن أهم مصدر للتشريع
عندنا هو القرآن الكريم و نسيت ( و لا أظنك نسيت بل هي عقيدك ) أن السنة
من مصادر التشريع و إذا ما تأملت في كتب الحديث و شروحات أهل العلم عليها
ستجد أن الغيبة محرّمة في الأصل و يستثنى من ذلك أحوال فصّلها العلماء
من السنة المطهّرة سأترك لك بعض الوقت لتبحث عن هذه الأحوال التي يجوز
فيها القدح أو الجرح ( أو الغيبة ) ..

و إذا عجرت عن ذلك سنوافيك بها بإذن الله تعالى ..
قد أكون حروريا لأنك تراني كذلك . .. ومن يدري !!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
و هل التزمت أنت أولا بالقرآن الكريم قبل غيرك

رمتني بدائها و انسلت .

فهآنت تتكلم في شيء لا تفقهه ، ونسيت قوله تعالى : " و لا تقف ما ليس لك به علم إنّ السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " الآية .

هات مخالفتي لكتاب الله وهذا أولا .

ثانيا : تقول شيئا لا أفقهه ؟؟!! وهل تفقه ما تقوله أنت ؟ ما العلاقة بين الآية التي كتبت ( مع احترامي للنص القرآني عكسك ) وبين ما نتكلم عنه من معصية الغيبة ؟

آتيك بآية صريحة وتقول أن فلانا قال كذا وكذا استثناء ؟؟ أجزم وأنت تعلم أيضا أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أم ماذا ترى ؟؟

النص القرآني لا يقبل تجزئته ولا تدفعني للقول : ( أتؤمنون ببعض وتكفرون ببعض ).

ختاما كل النص الذي جئتني به والله لم أقرأ منه كلمة عدا مااستثنيته في الاقتباس فوقتي أثمن من أضيعه في قراءة نص أو مخالفة فُصِلَ في أمرها بنص قرآني واضح لا يقبل التأويل.









آخر تعديل AMARAGROPA 2014-03-22 في 20:21.
رد مع اقتباس
قديم 2014-03-23, 12:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل السادس: أفكار الجماعة ومعتقداتها:
تمهيد:
جماعة "الإخوان المسلمين" خليط من الآراء المتباينة، والعقائد المختلفة، والفرق المتنوعة، لأنهم يسمحون في صفوفهم لجميع الفرق التي خرجت على أهل السنة والجماعة وبرزت إلى الساحة، ولكن مع ذلك لهم أفكار يجتمعون عليها تكاد أن تكون قاسماً مشتركاً فيما بينهم، وهي:
الأول: لا يرون شرعية أي جماعة غير جماعتهم فقط:
1- قال جمعة أمين في "منهج البنا": (وأصبح واضحاً أن للجماعة ثوابت هي بمثابة العقائد لا يجوز الاقتراب منها مداهنة أو مساومة، فضلاً عن تبديلها وتغييرها).
2- قال سعيد حوى في رسالته: "في آفاق التعليم" (ص16): (مما مر ندرك أن السير مع الإخوان شيء لا بد منه للمسلم المعاصر).
3- وقال في "جولات في الفقهين" (ص79): (ونعتقد أنه لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر الأستاذ البنا ونظرياته وتوجيهاته).
4- وقال في "المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين" (ص29-30): (وبسبب ما ذكرنا نقول: إن جماعة الإخوان لا غيرها هي التي يضع المسلم يده في يدها).
5- وقال في "من أجل خطوة إلى الأمام" (ص40): (وإذا كانت هذه الجماعة هذه شأنها فلا يجوز الخروج عليها، قال عليه السلام: "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه").
ونقل صادق أمين في "الدعوة إلى الله فريضة شرعية وضرورة عصرية" عن سيد قطب أنه ذهب يناقش النبهاني لماذا أسس حزباً جديداً – وهو حزب التحرير -، ويحاول أن يقنعه أن هذا من باب تشتيت الجهود، لأنهم يرون هذا ممنوعا، وصادق أمين هو عبد الله عزام.
الثاني: أنهم جعلوا دعوتهم هي الميزان التي يمتحنون بها الموافق من المخالف:
1- قال حسن البنا كما في "مجموع رسائله" (ص17): (وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فماوافقها فمرحباً به، ومن خالفها فنحن برءاء منه.
ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة لا تغادر جزء صالحاً من أية دعوة إلا ألمت به، أو أشارت إليه).
2- وقال في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص222): (فدعوتكم اليوم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي هي أحداً وتستغني غيرها إذ هي جماع كل خير وما عداها لا يسلم من النقص).
ولا يشك عاقل أن هذا من صور التحزب المقيت.
قال شيخ الإسلام رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (11/512): (وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحدا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله) أ.هـ
وقال رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" ( 3/347 ): (فمن جعل شخصا من الأشخاص - غير رسول الله - من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق).
وقال شيخ الإسلام- كما في "مجموع الفتاوى" (20/8): (ومن نصب شخصا كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً) أ.هـ
قال شيخ الإسلام – كما في "مجموع الفتاوى" (20/164): (وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه يعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون) أ.هـ
الثالث: يردون على من انتقدهم فلا يقبلون من أحد أي نصيحة:
إن الإخوان المسلمين لهم مدة طويلة من الزمن لا نعرف أنهم رحبوا بنقد من أحد، أو أرشدوا أحداً من أتباعهم لشيء من الكتب التي تنقدهم، أو تخطأهم، ولو كان المنتقد من أهل العلم الراسخين فيه والناقدين للمخالف على بصيرة وبإنصاف، ولو كان عند الإخوان المسلمين شيء ينقض هذا فليأتوا به.
قال جاسم المهلهل في رسالته: "للدعاة فقط" (ص122): (بل دعوة "الإخوان" ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم، ولو كان من أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته وأكثرهم قراءة للكتب، ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم في الصلاة، فالإخوان لا يبالون بهم وهم بهذه المزايا إلا أن يتقيدوا بخطط الجماعة والسعي لإقامة أهدافها وهي إقامة دولة الإسلام) أ.هـ
بل إن من ينتقد حسن البنا أو دعوته فهو مريض في فكره.
قال سعيد حوى في "في آفاق التعليم": (ثم إنه نبتت هنا وهناك أفكار مريضة تريد أن تتخلص من دعوة حسن البنا ومن أفكاره فكان لا بد أن يعرف هؤلاء وغيرهم أن الانطلاقة على غير فكر الاستاذ البنا في عصرنا قاصرة أو مستحيلة أو عمياء إذا ما أردنا عملاً متكاملاً في خدمة الإسلام والمسلمين).
ومن تصدى لنصحهم من داخل الجماعة فأقل شيء يواجه به هو الفصل من الجماعة، وهذا ما حدث لبعضهم منهم محمد الغزالي حيث يقول في رسالته "قذائف الحق" : (انتسبت لجماعة الإخوان فى العشرين من عمري، ومكثت فيها قرابة سبع عشرة سنة، كنت خلالها عضواً فى هيئتها التأسيسية، ثم عضواً فى مكتب الإرشاد العام..
وشاء الله أن يقع نزاع حاد بيني وبين قيادة الجماعة، انتهى بصدور قرار يقضى بفصلي وفصل عدد آخر من الأعضاء).
الرابع: يكفرون الحكام لأنهم لا يحكمون بغير ما أنزل الله:
ولهم على هذه الأفكار سنين طويلة وليس لهم سلف في هذا الإطلاق إلا الخوارج، في الوقت الذي نسيوا أنهم اعترفوا بكثير من هذه القوانين الوضعية، وإليك شيء من عجائب "الإخوان المسلمين" في هذا الباب:
1- فهذا حسن البنا رشح نفسه للانتخابات مرتين كما ذكر ذلك جابر رزق في "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه" (ص23-24)، والانتخابات من صور الديمقراطية وفروعها، والدخول فيها يعتبر إقراراً عملياً بها.
بل إن "الإخوان المسلمين" يستخدمون الانتخابات فيما بينهم، لترشيح الشخص في مرتبة المرشد أو نحوها من المراتب.
2- بل كان كبراؤهم من رؤوس القوانين الوضعية، مثل المستشار القانوني حسن الهضيبي وهو المرشد الأول، والمحامي عمر التلمساني وهو المرشد الثالث، والذي نصحه حسن البنا بأن ينخرط في سلك القضاء، فاعتذر التلمساني بأنه يريد أن يتفرغ كما في "مذكرات التلمساني" (ص261).
فإذا قيل: وأحمد شاكر كان قاضياً قيل: هو من جهة الأزهر وقد كان عالماً يقضي بما تعلمه من العلم الشرعي لا القوانين الوضعية فهناك فرق بين الأمرين، مع أن الشيخ أحمد شاكر من أشد الناس على القوانين الوضعية كما هو معلوم من رسائله.
3- ولقد تنازلوا عن أشياء كثيرة وهي من صلب الشريعة، فهذا جابر رزق وهو من أوائل "الإخوان المسلمين" يقول في كتابه "حسن الهضيبي الإمام الممتحن" عن قطع يد السارق: (فلما نسي حكام المسلمين أن يهيئوا للناس تلك الحياة الاجتماعية النظيفة الراقية، وجدوا أن عقوبة القطع لا تتفق مع أحوال المسلمين فمنعوها وهم على حق في منعها).
4- ولم يكتفوا بالتنازل بل دعوا إلى الحكم بغير ما أنزل الله، كدعوتهم إلى الديمقراطية الغربية وهي أقبح ما يمكن أن يحكم به الحكام، فهذا الصحفي الإخواني المشهور محمد عبد القدوس سئل: لماذا تسمحون في جريدتكم الناطقة بلسان "الإخوان المسلمين" للنصارى يكتبون فيها ؟ فقال: ليعلم الناس أن الإخوان أصحاب ديمقراطية، ثم إن النصارى عاقبتهم في الآخرة إلى الله إن شاء أدخلهم الجنة وإن شاء أدخلهم النار).
وهذا يوسف القرضاوي يقول في كتابه "أولويات العمل الإسلامي": (إن الفكرة الإسلامية والحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية لا تتفتح أزهارها ولا تنبت بذورها ولا تتعمق جذورها أو تمتد فروعها إلا في جو الحرية ومناخ الديمقراطية).
وقد قال قبل ذلك: (والواجب على الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة أن تقف أبداً في وجه الحاكم الفردي الديكتاتوري، والاستبداد السياسي والطغيان على حقوق الشعوب، وأن تكون دائماً في صف الحرية السياسية المتمثلة في الديمقراطية الصحيحة غير الزائفة، وأن تقول بملء فيها للطغاة: لا ثم لا ولا تسير في ركاب ديكتاتور متسلط، وإن أظهر وده لها لمصلحة موقوتة، ولمرحلة لا تطول عادة كما هو المجرب والمعروف).
ومعنى كلام القرضاوي أن الرجل المنفرد بالحكم ينبغي أن يسعى الجميع للإطاحة به لأنه دكتاتوري ولو كان يحكم بالشريعة ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يطاح به لأنه ديكتاتوري لم يفتح الحكم للشعب ليحكموا فيه بحريتهم واختيارهم !
فإذا كنا سنكفر من يحكم بغير ما أنزل الله على الإطلاق بدون تفصيل كما يقول التكفيريون فماذا سنقول في مثل هذا الرجل، والذي يعتبر كلامه أسوأ بكثير من حكم الحاكم بغير ما أنزل الله ؟
ولا نقبل من "الإخوان المسلمين" أن يقولوا إن هذا كلام رجل فينا وليس محسوباً على الجماعة كلها، لأننا نقول: إن رجلاً لها مكانته عند "الإخوان المسلمين" له كلام يطبع في كتاب مرات وكرات، ثم يتلقاه أفراد الجماعة من غير نكير ولا تعقيب فإنه محسوب على الجماعة كلها وعلى منهجها، وإن لم نحسب كلامه على الجماعة جميعاً فلن نحسب كلام أحد على طائفته كرؤوس المتصوفة والرافضة وغيرهما.
وهذا شيء يسير من انحرافات القرضاوي فقط، فماذا عسانا أن نقول فيه لو عرضنا كثيراً من انحرافاته مثل:
قوله: (يشرع لولي الأمر أن يلغي رجم الزانيين المحصنين).
وقوله: (إن الردة نوعان: ردة مغلظة وهي المصاحبة للعنف فهذه يقتل صاحبها، وردة مخففة وهذه يترك صاحبها ولا يقام على صاحبها الحد).
وقوله: (إن للمرأة أن تتولى على الولاية العامة).
وقوله: (ختان الإناث عمل شيطاني).
ويقول إن المرأة إن اشتركت في البيع والشراء وسائر المعاملات فشهادتها كالرجل).
وقوله إن الربا اليسير مثل 1% و2% ونحوها مشروع لأنه من باب الخدمات الإدارية).
وهل يشك عاقل أن هذا من أسوا الحكم بغير ما أنزل الله ؟
ولا ندري أين ذهب (القطبيون) الذين قض مضجعهم الحكم بغير ما أنزل الله فاشتغلوا به وتفرغوا له، فألفوا فيه المؤلفات واتهموا من خالفهم في غلوهم بالمرجئة، أين أنتم يا معشر الغيورين من مثل كلام القرضاوي، لا ندري لماذا تكونون عندنا من غلاة التكفيريين، وعند أمثال هذا التالف القرضاوي تصيرون من غلاة المرجئة ؟!
الخامس: وتسعي للإطاحة بهم لأنهم يرون أن أوضاع المسلمين لن تتغير إلا بتغيير هؤلاء الحكام:
وهذه من المفارقات العجيبة عند "الإخوان المسلمين"، فهم في الوقت الذي يتنازلون للحكام عن أشياء لا يتوقع منهم المسلم صدورها عنهم، تجدهم ذوي نفس تكفيري على حكام المسلمين.
وأريد أن أنبه إلى أن الدعوة إلى الله لها عقود من السنين بل قرون طويلة لا تعرف مصادمة الحكام والولاة إلا من جهة الخوارج ومن خلفهم في عصرنا وهم"الإخوان المسلمين" الذين حولوا المجتمعات إلى سيل من الجرائم والاشتباكات والاغتيالات وما جرى مجراها من مظاهر العنف.
قال أحمد شاكر في كتاب صدر مؤخراً لأول مرة يطبع وقد كان تقريراً سرياً عن شئون التعليم والقضاء في مصر رفعه نصيحة للملك عبد العزيز رحمة الله عليهما (ص48): (حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين) أ.هـ
وهذه فائدة استفدناها من أخينا الفاضل فؤاد العمري بواسطة شبكة سحاب الخير عبر أحد الإخوة.
ونقل بعضهم عنه أنه قال: (الإخوان المسلمون خوارج هذا العصر) وقد وجدت نحو هذه العبارة في كلام الشيح أحمد شاكر في مقاله المشار إليه سابقاً وهو (الإيمان قيد الفتك).
وحدثنا أخونا الشيخ هانئ بن بريك قال حدثنا شيخنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا رحمه الله قال: (كان شيخنا محمد حامد الفقي - مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية - يسمي "الإخوان المسلمين" خوّان المسلمين) أي: خونة المسلمين.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-23, 12:26   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل السابع: وسائل الدعوة عند الجماعة:
لدعوة "الإخوان المسلمين" وسائل يتوسلون بها الانتشار دعوتهم وترسيخها في المجتمع، منها:
الأولى: الحرص على تولي المواضع الحساسة:
فالإخوان المسلمون يحرصون على نشر دعوتهم وتوسيع رقعة جماعتهم في الساحة الدعوية، وذلك بأمور:
1- بالالتفاف حول العلماء وطلبة العلم، وليس لطلب العلم عندهم والاستفادة منهم، وإنما لتوصيل الأمور والأفكار التي يريدونها، ولسحب ما استطاعوا أن يسحبوه من الفتاوى ، وكثير من هؤلاء الأفاضل تنبه لهم وآخرون وقعوا في حبائل "الإخوان المسلمين".
2- والالتفاف حول الرؤوس المشهورة في المجتمع إن كان فيهم شيء من التدين والتوجه إلى الله، كالأدباء والكتاب المشهورين وبعض المسئولين، ومشايخ القبائل والقادة العسكريين والتجار وغيرهم، فإذا رأوا فيه شيء من الأمل مدحوه بما لا يكاد قلبك أن يصدق ما تسمعه أذنك وتقرأه عينك، وإلا فيتركوه لا قيمة له.
الثانية: جمع المال من الناس:
يحرص "الإخوان المسلمون" على جمع المال من المسلمين واستخدامه في أغراضهم، وجمع المال مذموم وليست هذه دعوة الرسل، بل دعوة الرسل: (لا أسألكم عليه مالاً) و (لا أسألكم عليه أجراً)، ولكن يؤسفني أن أقول: إن جمعهم المال مع هذا ملوث بأمور:
1- أنهم يستعملون الكذب في جمع المال، فيبدأون بالمتاجرة بآلام المسلمين وجراحاتهم في كل مكان في فلسطين والبوسنة والهرسك والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين أو التي فيها مسلمون، فإذا وجدوا تجاوباً ملموساً من الناس، ربما وجهوا الأموال وصرفوها إلى أشياء أخرى.
قال محمود عبد الحليم في "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" (1/189): (فهمت بعد ذلك أيضاً أن "الإخوان المسلمين" أخذوا على عاتقهم النهوض بمهمة محدودة هي أن يقوموا بجمع تبرعات مجاهدي فلسطين، وكان الأستاذ المرشد في كل مرة يوم جمعة يوزعنا على عدة مساجد في القاهرة يرسل إلى كل مسجد اثنين على الأقل، ثم لم يكن جمع الأموال لإعانة المجاهدين الفلسطينيين، بل لربط قلوب الناس بهم، واختبارهم لمدى تجاوبهم) أ.هـ
وظاهر كلامه أنه يشاركهم في هذا حسن البنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
2- يجمعوه من طرق أقل ما يقال فيها إنها مشبوهة كما سترى الآن.
قال محمود عبد الحليم في "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ": (وأحب أن أنبه القارئ بهذه المناسبة إلى أن النقود التي كنا نجمعها من المساجد والمقاهي والبارات، لم يكن القصد منها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها، لأن أغنياء أهل فلسطين من التجار كانوا من وراء هؤلاء المجاهدين)أ.هـ
وأقول: البارات جمع بار، وهي كلمة أعجمية تعني المكان الذي يشرب فيه الخمور، ثم إن من المؤسف أن هذا الكذب ما زلنا نلتمسه اليوم.
3- يستخدمونه فيما لم يجمع المال لأجله، وهناك صور كثيرة يمكن الاستدلال بها على ما نقوله، منها أن "الإخوان المسلمين" يشترون بهذه الأموال الكتب التي تهاجم منهجهم نصحاً لله ورسوله ولعامة المؤمنين وأئمتهم، يشترونها من مكتبات السلفيين بأموال طائلة ويتلفونها بطريقة من طرق الإتلاف.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:56   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
زموري 34 وأفتخر
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية زموري 34 وأفتخر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كل هذه الأقوال يا أخي مجرد هراء.
الجماعة مبنية على الحق ولهذا انقلب عليها العلمانيين واليهود، كيف تنقلب على رئيس شرعي انتخب ديمقراطيا؟؟؟؟ وكيف لاسرائيل ان تقبل مجاورة دولة يحكمها الاخوان المسلمون الذين سيشكلون خطرا على امنها وعلى حدودها، فمن سوريا وجدت السفاح بشار يحمي حدودها وباعها الجولان، ومن لبنان وجدت حزب الله الذي يدعي انه ضدها، ومن الاردن وجدت رئيسها السافل....اما من مصر وجدت السيسي الانقلابي ذي الاصول اليهودية ليحمي حدودها ويفجر الانفاق كما فعل قبل اشهر، ويغلق معبر رفح المتنفس الوحيد لقطاع غزة المحاصر فاستعمل مصطلح الارهاب لاسكات الشعب ولايجاد صلاحيات لمحاربة الجماعة وقتلهم، وهذا ماحدث في هذا الاسبوع عندما حكم على اكثر من 500 من قيادي الجماعة والمناهضين للانقلاب بالاعدام؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. وللحديث قياس.










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-20, 22:24   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الثامن: صور التربية عندهم:
للإخوان المسلمين طرق عجيبة في التربية تكشف مدى الحزبية الموجودة في هذه الفرقة المنشقة عن جماعة المسلمين، نذكر منها:
1- تربية الشباب تربية إخوانية من صغرهم، فالصغار يدخلون حلقات القرآن للإخوان المسلمين، وبعد مدة نجدهم يحفظون أسماء زعماء "الإخوان المسلمين" وقادتهم وما قدموه للجماعة الإخوانية وكيف قتلوا ونحو ذلك، ما لا يحفظه عن الصحابة، لأنه لقن منذ صغره أن قادة حركة "الإخوان المسلمين" هم العاملون بالإسلام وللإسلام، وقدموا من التضحيات ما لم يقدمه كثير من العلماء وغيرهم.
ولقد رأينا بأم أعيننا من هؤلاء الصغار من يدخل في مسائل التكفير ويخوض غمارها وهو لم يحسن بعد صفة الوضوء الصحيح، بل رأينا منهم من يسخر من السنة ويستهزأ بها وبأهلها ما لم نره من أناس آخرين، ورأينا منهم من يهون من شأنها وأنها لا ينبغي أن يختلف المسلمون اليوم في هذه المسائل، ونحو هذه العبارات.
وإن مما يؤسف له أن هؤلاء الفتية الصغار يقعون دائماً ضحية لتخطيط الكبار من الإخوان، فالكبار هم الذين يزجون بالصغار في المصادمات مع الشرطة والأمن وغيرهم، في الوقت الذي لا ترى لهؤلاء الكبار أي أثر في ساحة الصدام ولا لأولادهم.
2- الوسائل الترفيهية في الجماعة الإخوانية، من مثل السمر والتمثيليات والرحلات ونحو ذلك، والتي يستخدمونها لاصطياد الشباب، وجمع التبرعات وغير ذلك مما يخدم الجماعة، في الوقت الذي ينكرون به على الشباب السلفي توجهه إلى القرآن ودراسة الحديث النبوي والفقه ونحو ذلك، بحجة أنها إضاعة للأوقات وأنه انزواء في المساجد، وأن الواجب الخروج للأمة لأنها اليوم تعاني من ضربات موجعة.
ولقد سمعت من عصام البشير ذلك الإخواني السوداني ما يقف له الشعر من التهوين من أمر العقيدة ودراستها ولاسيما باب الأسماء والصفات، زاعماً أن هذا قد مضى وقته، وأن الأمة تعاني اليوم من ضربات على عدة جبهات من أعداء مختلفين، إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يخرج من رجل درس في المملكة العربي السعودية وعند مشايخ التوحيد إلا إذا كانت الحزبية متأصلة في قلبه نعوذ بالله من الخذلان.
ونسي المسكين أن هذه الأزمات التي تمر بها الأمة اليوم قد مر على الأمة ما هو أشد منها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد أصحابه وأتباعهم، ولم يكن ذلك سبباً في التهوين من شأن العقيدة ولا الاستخفاف بها بمثل هذا الكلام التافه.
ونسي أيضاً أن هذه الفرق التي ينفون وجودها لا زالت موجودة، بل ولها مدارس وجامعات، بل وزادت فرق أخرى لم تكن موجودة، فإذا كان هذا فقه الواقع عند فقهاء الواقع فماذا نفعل لهم ؟
وهم يقومون بهذه التمثيليات وغيرها معتقدين أنه من وسائل الدعوة المفيدة، بل ناقشني شاب إخواني فقال لي: (رب تمثيلية هادفة خير من مائة خطبة جمعة) ! أي: أنها توصل المطلوب بما لا توصله عدة خطب جمعة.
3- تربية الأتباع على الطاعة العمياء لقادة "الإخوان المسلمين".
قال فتحي يكن في رسالته "ماذا يعني انتمائي للإسلام"(ص180): (أن تتخلى عن صلتك بأي هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك وبخاصة إذا أمرتك بذلك ..
(38)- أن تعمل على نشر دعوتك – إلى أن قال:- وأن تكون دائم الاتصال الروحي وأن تعتبر نفسك دائماً جندياً في الثكنة) أ.هـ
ومعنى كلامه أن انتمائك للإسلام معناه أن تكون عسكرياً في معسكر "الإخوان المسلمين" فإذا أمروك بشيء ولو بمقاطعة العالم الفلاني فعليك أن تسمع وتطيع ولا تعترض، أو أمروك أن تعادي فلاناً وتوالي فلاناً، فأفعل كما أمروا، وإلا فهناك نقص في انتمائك للإسلام لأن هذا هو ما يعنيه انتمائك للإسلام، ولابد أن تكون مصلحياً أنانياً وحزبياً متعصباً، لا تتعاون مع أحد إلا إذا كان تعاونك معهم له مصلحة تعود على جماعتك وهي جماعة "الإخوان المسلمين" !!
وهذا الذي يقوله فتحي يكن يطبقه "الإخوان المسلمون" عملياً، وقد تم فصل عدد من أعضاء "الإخوان المسلمين" لأنهم لم ينساقوا لباطل "الإخوان المسلمين"، ومنهم شخصان أو أكثر تم فصلهما من الجماعة لأنهما تواصلا مع الشيخ الألباني رحمه الله، وتجد وثائق الفصل من الجماعة بخط يد أحد كبرائهم في كتاب: (الجماعات الإسلامية) للشيخ سليم الهلالي.
وأقول: ليس هذا القول عجيباً على "الإخوان المسلمين" لكن العجيب أن ينكر "الإخوان المسلمون" هذه الحزبية النتنة وهي هنا فقط في أقبح صورها فقط، ويعدونها من الحزبية لصالح الإسلام.










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-21, 23:16   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل التاسع: قادة الجماعة وكبار شخصياتها:
تمهيد:
وقادة جماعة "الإخوان المسلمين"ورؤوسها كثير، ولكني سأقتصر هنا على من تدور دعوة "الإخوان المسلمين" عليهم من المراجع، أو من فيه شبه كبير بالإخوان المسلمين للتشابه الكبير بينه وبين دعوتهم، وسنستعرض ما عندهم من أمور يتبين القارئ بعدها هل هؤلاء أهل لأن يتابعوا ويقتدى بهم في أغلى ما يملكه المؤمن وهو دينه الذي يدين الله به.
المبحث الأول: حسن البنا:
1- حسن البنا صوفي على الطريقة الحصافية الشاذلية:
تقدم معنا ما يدل على هذا، وقد سقنا هناك من كلام البنا وتلامذته والمتأثرين به ما يدل على أنه كان كذلك، وبما أن الإخوان المسلمين" قد يذكرون له توبة، فنقول: إن حسن البنا بقي على ذلك التصوف إلى أن مات.
وقال الندوي في "التفسير السياسي للإسلام": (ص138-139): (الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه، وفي تكوين حركته الكبرى: إنه كان في أول مرة – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة، وقد حدثني كبار رجاله وخواص أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله، وكان إعجابه ومواظبته على وردها المعروف بـ"الوظيفة الرزوقية").
2- حسن البنا مفوض في باب" الأسماء والصفات":
قال حسن البنا في "رسالة العقائد"(ص67): (ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالإتباع ).
وقال حسن البنا في رسالة "العقائد"(ص74): (إلى هنا وضح أمامك طريقا السلف و الخلف, وقد كان هذان الطريقان مثار خلاف شديد بين علماء الكلام من أئمة المسلمين, و أخذ كل يدعم مذهبه بالحجج و الأدلة , ولو بحثتَ الأمرَ لعلِمتَ أنَّ مسافةَ الخُلْف بين الطريقتين لا تحتمل شيئاً من هذا لو ترك أهلُ كلٍّ منهما التطرفَ والغلوَّ , وأنَّ البحثَ في مثل هذا الشأن مهما طال فيه القول لا يؤدي في النهاية إلا إلى نتيجةٍ واحدةٍ ، هي التفويض لله تبارك وتعالى).
أقول: انظر إلى هذا التهوين العجيب، لقد شغل السلف أنفسهم بأمور لا حاجة للانشغال بها، وغلوا فيه وخرجوا عن الطريق الصحيح حتى جاء حسن البنا ففصل هذه المسألة وحل الخلاف الطويل بهذه الكلمات.
هل تعلم أيها المسلم ما هو التفويض وما خطره في باب نصوص الأسماء والصفات ؟
التفويض في باب الأسماء والصفات الإيمان بأنها خالية من المعاني ومجردة منها.
وهذا غلط عظيم لأن الله أمر بتدبر القرآن والنظر في معانيه، ثم يلزم من ذلك أن السلف كانوا يقرأون القرآن ولا يعرفون ما فيه من المعاني لأنه بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهمون ماذا أراد به صاحبه.
وقد رد عليهم شيخ الإسلام بما يكفي ويشفي ثم ختم كلامه في بيان خطر هذا التفويض في "درء التعارض"(1/115) بقوله: (فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد)
3- حسن البنا يشد الرحال إلى القبور:
قال حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية"(ص36): (وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة ني ثلاث ساعات وهي نحو عثرين كيلو مترا، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصل العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً.
وكنا أحيانا نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقضي هناك يوماً كاملاً ثم نعود).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "إقامة الدليل": (وأما المشاهد التي على القبور سواء جعلت مساجد, أو لم تجعل أو المقامات التي تضاف إلى بعض الأنبياء, أو الصالحين, أو المغارات والكهوف, أو غير ذلك مثل الطور الذي كلم الله عليه موسى, ومثل غار حراء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحنث فيه قبل نزول الوحي عليه, والغار الذي ذكره الله في قوله: (ثاني اثنين إذ هما في الغار). والغار الذي بجبل قاسيون بدمشق الذي يقال له " مغارة الذم" والمقامان اللذان بجانبيه الشرقي والغربي, يقال لأحدهما مقام إبراهيم"ويقال للآخر" مقام عيسى" وما أشبه هذه البقاع والمشاهد في شرق الأرض وغربها، فهذه لا يشرع السفر إليها لزيارتها, ولو نذر ناذر السفر إليها لم يجب عليه الوفاء بنذره باتفاق أئمة المسلمين, بل قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن حديث أبي هريرة , وأبي سعيد وهو يروى عن غيرهما أنه قال : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا). وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتحوا هذه البلاد بلاد الشام والعراق, ومصر, وخراسان , والمغرب , وغيرها : لا يقصدون هذه البقاع ولا يزورونها ولا يقصدون الصلاة والدعاء فيها, بل كانوا مستمسكين بشريعة نبيهم).
4- حسن البنا يحضر الموالد:
قال حسن البنا في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" (ص67): (وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالموكب بعد الحضرة كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان، وتصادف أننا في أحد الليالي، كان الدور على أخينا الشيخ شلبي الرجال، فذهبنا على العادة بعد العشاء فوجدنا البيت منيرا نظيفا مجهزا ووزع الشربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة.
وخرجنا بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام).
وله حضور آخر في مواضع أخرى، كما شهد بذلك أخوه عبد الرحمن البنا ونقله عنه جابر رزق في كتابه "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه" (ص71-72)، بل فيه أن البنا كان ينشد ما يدل على حضور النبي صلى الله عليه وسلم في المولد نفسه حيث كان يقول منشداً:
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى
لقد أدار علــــى العشاق خـمــــرته صرفاً، يكاد سناها يذهب البصرا
وقوله: (هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا) أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مع هؤلاء الناس في مجالسهم هذه، وهذا فيه نظر من أوجه أكتفي بذكر اثنين منها:
أولاً: من مات لا يعود إلى الدنيا كما قال ربنا تعالى في كتابه الكريم (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون0 فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون).
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أحمد في "المسند" من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا جابر أما علمت أن الله عز وجل أحيا أباك، فقال له: تمن علي، فقال:أرد إلى الدنيا فأقتل مرة أخرى!فقال:إني قضيت الحكم: أنهم إليها لا يرجعون؟)، والحديث حسنه الشيخ الألباني في "الصحيحة" برقم: (3290).
والثاني: أنه على فرض صحة حضوره صلى الله عليه وسلم، فإذا كانت هناك عدة موالد في القرية الواحدة في وقت واحد فكم قرية في بلاد المسلمين وأين سيحضر صلى الله عليه وسلم ولاسيما وأنهم يزعمون أنه يحضر عندهم جميعاً بجسده ؟
وأما قوله: (وسامح الكل فيما قد مضى وجرى) فالذي يسامح من الذنوب ويغفرها هو الله سبحانه وتعالى حيث يقول في كتابه الكريم: (ومن يغفر الذنوب إلى الله) وفي حديث سيد الاستغفار: (فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
5- حسن البنا ينكر الأحاديث المتواترة في المهدي:
قال حسن البنا في "حديث الثلاثاء" إعداد أحمد عيسى عاشور: (فمن حسن الحظ لم نر في السنة الصحيحة ما يثبت دعوى المهدي، وإنما أحاديثه تدور بين الضعف والوضع).
أقول: إن أحاديث خروج المهدي وظهوره من الأحاديث المتواترة عند أهل العلم بالحديث، وليس من حسن الحظ إنكارها ولا ردها.
يقول الحافظ أبو الحسن الآبري : (وقد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بخروجه ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلا ، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد ، بأرض فلسطين ، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة"(4/95): ( الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم).
ويقول العلامة محمد السفاريني في "لوامع الأنوار"في شأن المهدي: (وقد كثرت بخروجه - أي المهدي - الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عد من معتقداتهم).
ويقول أيضا: (وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة وعن التابعين من بعدهم ما يفيد بمجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب ، كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة) .
ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ما ملخصه : (أمر المهدي معلوم، والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها، وتواترها تواتر معنوي، لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق، وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل بالأمة في آخر الزمان، يخرج فيقيم العدل والحق، ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلا وهداية وتوفيقا وإرشادا للناس.
وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغيره: فيها الصحيح وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، سواء كان صحيحا لذاته أو لغيره ، وسواء كان حسنا لذاته أو لغيره، وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضا، فإنها حجة عند أهل العلم . . . والحق أن جمهور أهل العلم - بل هو كالاتفاق - على ثبوت أمر المهدي، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك).
من كتاب : (الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي للشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله).
وشاهدنا ما قاله سماحة الشيخ رحمه الله من أن الأحاديث متواترة، وأن منكر هذه الأحاديث يعتبر شاذاً بين العلماء حيث قال: (أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك)، فهذا الذي قاله حسن البنا عفا الله عنا وعنه من الشذوذ، وليس من الفقه في شيء.
6- حسن البنا يعمل للعروبة:
قال حسن البنا في "مجموعة الرسائل": (وبذلك نعلم أن هذه الشعوب الممتدة من خليج فارس إلى طنجة ومراكش علي المحيط الأطلسي كلها عربية تجمعها العقيدة ويوجد بينها اللسان ، وتؤلفها بعد ذلك هذه الوضعية المتناسقة في رقعة من الأرض واحدة متصلة متشابهة لا يحول بين أجزائها حائل ،ولا يفرق بين حدودها فارق ، ونحن نعتقد أننا حين نعمل للعروبة نعمل للإسلام ولخير العالم كله).
غلو "الإخوان المسلمين" في حسن البنا:
1- قال سعيد حوى في "آفاق التعليم": (ولا نعلم أنه من بين خلق الله من فطن لهذا كله ولغيره من شروط "جماعة الإخوان المسلمين" كما فطن إلى مجموع ما يلزم لتحقيق الجماعة الإسلامية أهدافها على كل مستوى: من صياغة للمسلم إلى إقامة للدولة المسلمة في كل قطر إلى الوصول للدولة الإسلامية العالمية كحسن البنا).
2- قال سعيد حوى في "في آفاق التعليم" كذلك: (ثم إنه نبتت هنا وهناك أفكار مريضة تريد أن تتخلص من دعوة حسن البنا ومن أفكاره فكان لا بد أن يعرف هؤلاء وغيرهم أن الانطلاقة على غير فكر الاستاذ البنا في عصرنا قاصرة أو مستحيلة أو عمياء إذا ما أردنا عملاً متكاملاً في خدمة الإسلام والمسلمين).
3- وقال في "المصدر السابق": (ولكن الأيام ستكشف – والله أعلم – أنه لن تستطيع الحركة الإسلامية ولا في طور من أطوارها سواء قبل الدولة أو بعدها أو في السياسة الداخلية أو في السياسة الخارجية للدولة الإسلامية أو في التربية أو في التكوين أو في الاستراتيجية والحركة أن تستغني عن فكر الاستاذ البنا.ولئن كان البنا بمجموع ما حباه الله عز وجل هو المرشح الوحيد لأن يطرح نظريات العمل الإسلامي فالدعوة التي أقامها تركيب ذو نسب معينة فمتى اختلفت هذه النسب حدث الفساد) أ.هـ
4- وقال في "جولات في الفقهين الكبير والأكبر": (ولا شك أن دور الجماعة قبل السلطة وبعدها هو المنظم لهذا كله، ونقصد بالجماعة المسلمين ونعتقد أنه لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر الاستاذ البنا، وإلا بنظرياته وتوجيهاته التي في جملتها الحب لكل العاملين المخلصين).
5- وقال محمود عبد الحليم في كتابه: "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" في حسن البنا: (لقد كنت أحار في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله إنه كان خلقه القرآن، حتى لقيت حسن البنا وصاحبته فبدت الصورة تتضح أمامي).
6- وقال التلمساني في "مجلة الدعوة" ونقلها جابر رزق في كتابه: "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه" (ص44) في وصف مقتل حسن البنا: (وكف القلب المعلق بالعرش عن النبض في هذه الدنيا ... لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
7- ونقل جابر رزق في كتابه: "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه"(ص104) عن مصطفى السباعي مقالة عن حسن البنا قال فيها: (فما هم إلا النور المرسل من السماء ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم، ثم يظل في السماء دائماً وأبداً ولن يختلط بتراب الأرض إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها).
8- ولا تنس قول أحد "الإخوان المسلمين":
إن للإخوان صرحاً كل ما فيه حسن لا تسلن من بناه إنه البنا حسن
وإذا كان كل ما فيه حسن فماذا نفعل بما تقدم ذكره من هذه الانحرافات وما سيأتي، وأين نذهب بها
؟!









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ميـزان, المسلمون, الشـريعة, الإخـوان, عـــرض, ونقـــــد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc