العودة الى الله

[gigi1991]

قال صلى الله عليه و سلم:"تكاد تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة على قصعتها قالوا من قلة نحن يا رسول الله قال بل انتم كثيرون ولكن غثاء كغثاء السيل " ذلك لان بعض المسلمين لا يملكون من الاسلام الا اسمه و من اعظم ما جاء به الاسلام تعظيم الله و توحيده وهذه دعوة جميع الرسل اما التوحيد في كلمة لا اله الا الله ففي صرف العبادات له وحده المتمثلة في الدعاء و الاستعانة و السجود و التوكل و غيره وكذا توحيده في افعاله انه خالق كل شيء و المدبر لاموره و المميت و المحيي وغيره و كذا توحيده قي صفته و اما تعظيمه ففي تنزيهه عن النقائص و العيوب و ذكره ووصفه بما وصف نفسه ووصفه رسوله

ومما يشعر بالاسف ان تخلف المسلمين ليس في الماديات فحسب بل يشمل تخلفهم في دينهم ايضا فنجد بمن يدعى الاسلام من لا يقدر الله حق قدره فيسبه و يسب دينه و قد يصل لنبيه فهل من تخلف بعد هذا ومنهم من يتضرع الى الموتى (الاولياء) من دون الحي الذي لا يموت فما قاموا بالتوحيد الذي امروا به فبجهل او عمد يقعون فيما ينافي كلمة لا اله الا الله بسب الرب او قاسم الرزق و هو الله

وممن عرفوا بسب الله اليهود .قال تعالى :"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم و لعنوا بما قالوا " و قال ايضا :"قد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير و نحن اغنياء سنكتب ما قالوا و قتلهم الانبياء بغير حق و نقول ذوقوا عذاب الحريق " و كذلك كان صنيع مشركي قريش نصرة لاصنامه قال تعالى: "و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "

وقال رسول الله : " سلط الله عليكم ذلا ليرفعه حتى تعودوا الى دينكم "

و قد جعل الله لنا مثالا حيا عن البعث بعد الموت في الارض نراه فمن البذرة يخرج النبات بعد الغيث فتحيا الارض بعد موتها ويفنى الانسان و لا يبقى منه الا عجب الذنب (عظم صغير) فبعد النفخة الاولى التي تهلك الناس ياتي مطر ثم ينفخ اخرى فيخرج الناس من بعد مماتهم فلم يخلق الله الخلق لمجرد اللهو و ملىء البطون و اشباع الهوى بل لغاية اسمى و هي اكرامهم بعبادته ليدخلوا الجنة برحمته

وليست الحرية الحقيقية في التحرر من اوامر الله بل هي في التحرر من قيود الشيطان و النفس التي قد تؤدي طاعتها الى هلاكها الى قال تعالى "الشيطان يعدكم الفقر و يامركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا "

الله الواحد ليس كمثله شيء كان و لم يكن شيء لا تنفعه طاعة المطيعين امرهم بعبادته لحبه شكر عباده هو الاول الذي ليس قبله شيء و الاخر يفنى كل شيء و يبقى وجهه مستعل على عباده علو مكانة و علو ذات مع علوه فوق عرشه عليم بعباده ومن سعة علمه كتابته ما سيكون قبل خلق الخلق ب 50000 سنة و هو يدرك الإبصار و لا تدركه الأبصار لضعف المخلوقات فان لله حجبا من نور لو كشف منها واحد لأحرقت سبحات و جهه ما امتد إليه بصره من خلقه و ليس لبصر الله حد .

قال تعالى : " و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه "

فما اصغرك ايها الانسان اولك نطفة و آخرك جيفة فاقدروا الله حق قدره

[موحدغريب]

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ( فالله . . الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم و أوله و آخره . . أسه و رأسه ، و هو شهادة أن لا إله إلا الله ، و اعرفوا معناها و أحبوا أهلها و اجعلوهم إخوانكم - و لو كانوا بعيدين - و اكفروا بالطواغيت و عادوهم و ابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ، أو قال ؛ ما علي منهم ، أو قال ؛ ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله و افترى ، بل كلفه الله بهم ، و فرض عليه الكفر بهم و البراءة منهم - و لو كانوا إخوانه و أولاده - فالله . . الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا ) [الدرر السنية 1/78]