بسم الله الرحمن الرحيم
حكم تجسيد كل صفة من صفات الله تعالى بشخص
فتوى رقم (25990) وتاريخ 21/3/1435هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / سعد بن حسن بن سعدون الشمري، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (35003933)، وتاريخ 1 / 3 / 1435هـ، وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه:
(يعلم سماحتكم -وفقكم الله لكل خير- من مسائل العقيدة الإسلامية هي أصل هذا الدين وعلى قدر سلامتها وقوتها تكون الاستقامة والعزة في حياة المسلمين ؛ لذا كان من أهم ما يلزم من ولاه الله أمر المسلمين هو حماية جناب العقيدة من من يمس بما يشوب صفاءه ويعكر نقاءه.
لذا أود من أفيد سماحتكم من قناة (mbc3 ) عرضت ولا زالت تعرض برنامجاً للأطفال عن صفات الرب جل وعلا، حيث تقوم بتجسيد كل صفة من صفاته تعالى بشخص، وكل واحد يتكلم عن نفسه، فمثلا صفة "الجبار" يظهر شخص ذو جسم قوي وله عضلات بارزة.
وكذلك في بقية الصفات ( التسعة والتسعين).
ويذكر البرنامج من اتحاد هؤلاء التسعة والتسعين من أصحاب القلوب الطاهرة سيحرر العالم ويزيل عنه الظلام، مع ما يتخلله من موسيقى خلال العرض.
آمل من سماحتكم الفتوى حيال جواز هذا العمل من عدمه.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت:
بأن الواجب هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته وإثباتها له سبحانه، كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل عملاً بقول الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وما ذكر في السؤال هو من التمثيل فهو عمل باطل يجب إنكاره، والنهي عنه تعظيماً لأسماء الله وصفاته، وعلى الداعية من يسلك الطرق المشروعة في تعليم الناس الأحكام الواجبة نحو أسماء الله وصفاته، وترغيبهم في حفظها وتدبرها، والتأثر بها، ودعاء الله بها، عملاً بقول الله سبحانه: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
وبالله التوفيق، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء