اللجوء إلى الله .
كثيرا ما يعيش الإنسان حالات حرجة من التوتر والانكسار النفسي وذلك تحت وشدة أزمات الحياة وحيفها ، الشيء الذي يدخله في دوامة هالكة من الكمد والحيرة .
وأمام وطأة هذه المواقف وصعوبتها يضعف السواد الأعظم من الناس فنجدهم يتخبطون في إيجاد الحلول سالكين وجهات شتى محفوفة بالكثير من الشركيات :
* فمنهم من يلجأ إلى السحرة والمشعوذين ، ومنهم من يقصد الأولياء والقبور، ومنهم من يقصد الوجهاء والوسطاء وذوي الحظوة ، ومنهم من يقدم الرشاوى والهدايا ، كل حسب مشكلته ومستوى ضعفه وبعده عن الحق .
لقد ضل هؤلاء الطريق والوجهة ، فوجهة المؤمن الصادق يجب أن تكون إلى الله وحده لا شريك له فهو نعم المولى ونعم النصير ، وقد صدق من قال :
" إذا أرهقتك هموم الحياة ومسك منها عظيم الضرر، وذقت الأمرين حتى بكيت ، وضجّ فؤادك حتى انفجر ، وسُدت في وجهك كل الدروب ... فيمم إلى الله في لهفة وبث الشكاة لرب البشر".
فاصبر واحتسب وتذكر دائما :
* أن الله تعالى هو الذي نجّا موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون وجنوده.
* وأن الله تعالى هو الذي كشف الضرعن أيوب عليه السلام .
* وأن الله تعالى هو الذي أخرج يونس عليه السلام من بطن الحوت فلجأ إلى إليه قائلا: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
قال الله تعالى: " "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "غافر(60).
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: " يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" . رواه الترمذي.
اللهم ارزقنا حلاوة التقرب من الله وحسن الظن به والإنابة إليه.
