شبهة حول أبدية النار - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شبهة حول أبدية النار

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-29, 01:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عبد الله الغيثري
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي شبهة حول أبدية النار

شبهة حول أبدية النار

السؤال
بعض العلماء يحتج على فناء النار بقول الله تبارك وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:106-107] كيف نرد على هذه الشبهة؟

الجواب
نرد عليهم برد سهل جداً من وجهين: الوجه الأول: أن الله قال مثل هذا في الجنة قال: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود:108] فهل يقولون: إن الجنة غير مؤبدة لا يقولون ذلك؛ لأن الله قال: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود:108] لكن هنا قال: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:107] والفرق بينهما ظاهر، فالجنة منة ونعمة، فبين الله فيها أثر المنة والنعمة وقال: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود:108] ، أما في النار فهي انتقام وعدل فختمها الله بقوله: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:107] ومن فعله لما يريد أن يبقى هؤلاء أبد الآبدين في النار.

الوجه الثاني: أن هذه الآية هب أنها مشكلة، وأن الاستثناء فيها ما نعلم ما وجهه، فهل من طريق الراسخين في العلم أن يأخذوا بالمتشابه ويدعوا المحكم، أو أن يأخذوا بالمحكم ويدعوا المتشابه؟ الثاني إذاً، المحكم عندنا ثلاث آيات من القرآن: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الجن:23] ثلاث آيات من القرآن صريحة، فلماذا نعدل عنها إلى شيء مشتبه يحتمل أوجهاً، إننا لا نفعل هذا؛ لأن هذا من فعل الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه، ولهذا نجد أهل السنة والجماعة في كتبهم يذكرون أن الجنة والنار موجودتان الآن، وأنهما لا يفنيان، فإن قال قائل: كيف أن الله عز وجل يجعل هذا الكافر أبد الآبدين في النار؟ نقول: لأن هذا الكافر أفنى دنياه كلها في معصية الله عز وجل فأفنى الله آخرته كلها في عقابه، ثم هل هذا الكافر ترك أم جاءه نذير؟ الجواب: جاءه نذير {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} [النساء:165] بآيات بينات يؤمن على مثلها البشر، فلا عذر له لا في الدنيا ولا في الآخرة، وتأبيد النار ومن فيها لا ينافي الحكمة بل هو غاية في الحكمة.

العلامة بن عثيمين رحمه الله


لقاء الباب المفتوح .
الصفحة رقم : 18 ، الجزء : 10








 


قديم 2012-05-02, 15:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
moimeana
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير .










قديم 2013-09-15, 13:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد الله الغيثري
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moimeana مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير .
بارك الله فيك وفقهك في دينه









قديم 2013-09-15, 14:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
oumraja
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

choukrane lak bourikte










قديم 2013-09-15, 20:38   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ولــــــــيد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ولــــــــيد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2013-09-18, 22:37   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
kadirou barça
عضو جديد
 
الصورة الرمزية kadirou barça
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2013-09-26, 07:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
AyOuB0587
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية AyOuB0587
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا
الإمام الشنقيطي لديه مناظرة في هذا الباب رائعة وبسيطة الفهم










قديم 2013-09-26, 08:17   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ibnsina1
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=أبو عبد الله الغيثري;9771104][color=#000066][font=verdana]

شبهة حول أبدية النار

السؤال
بعض العلماء يحتج على فناء النار بقول الله تبارك وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:106-107] كيف نرد على هذه الشبهة؟

الجواب
نرد عليهم برد سهل جداً من وجهين: الوجه الأول: أن الله قال مثل هذا في الجنة قال: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود:108] فهل يقولون: إن الجنة غير مؤبدة لا يقولون ذلك؛ لأن الله قال: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود:108] لكن هنا قال: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:107] والفرق بينهما ظاهر، فالجنة منة ونعمة، فبين الله فيها أثر المنة والنعمة وقال: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود:108] ، أما في النار فهي انتقام وعدل فختمها الله بقوله: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:107] ومن فعله لما يريد أن يبقى هؤلاء أبد الآبدين في النار.

الوجه الثاني: أن هذه الآية هب أنها مشكلة، وأن الاستثناء فيها ما نعلم ما وجهه، فهل من طريق الراسخين في العلم أن يأخذوا بالمتشابه ويدعوا المحكم، أو أن يأخذوا بالمحكم ويدعوا المتشابه؟ الثاني إذاً، المحكم عندنا ثلاث آيات من القرآن: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الجن:23] ثلاث آيات من القرآن صريحة، فلماذا نعدل عنها إلى شيء مشتبه يحتمل أوجهاً، إننا لا نفعل هذا؛ لأن هذا من فعل الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه، ولهذا نجد أهل السنة والجماعة في كتبهم يذكرون أن الجنة والنار موجودتان الآن، وأنهما لا يفنيان، فإن قال قائل: كيف أن الله عز وجل يجعل هذا الكافر أبد الآبدين في النار؟ نقول: لأن هذا الكافر أفنى دنياه كلها في معصية الله عز وجل فأفنى الله آخرته كلها في عقابه، ثم هل هذا الكافر ترك أم جاءه نذير؟ الجواب: جاءه نذير {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} [النساء:165] بآيات بينات يؤمن على مثلها البشر، فلا عذر له لا في الدنيا ولا في الآخرة، وتأبيد النار ومن فيها لا ينافي الحكمة بل هو غاية في الحكمة.

[center]العلامة بن عثيمين رحمه الله
لي عودة









آخر تعديل ibnsina1 2013-09-26 في 08:19.
قديم 2013-09-26, 08:26   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
لمعة السيف
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية لمعة السيف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بعد كلام شيخ الاسلام لسنا بحاجة لانصار ابن السبكي
قال شيخ الاسلام فى لاميته :
و النار يصلاها الشقي بحكمة ** و كذا التقي إلى الجنان سيدخل .


شيخ الاسلام يحكي الاجماع على فناء النار حيث قال (( و قد اتفق سلف الامة ، و أئمتها ، و سائر أهل السنة و الجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ، و لا يفنى بالكلية كالجنة و النار و العرش و غير ذلك )) مجموع الفتاويى 18/307 و بيان تلبيس الجهمية 1/581



حكايته ابدية النار فى كتابه منهاج السنة النبوية حيث قال (( فإن نعيم الجنة ، و عذاب النار دائمان ، مع تجدد الحوادث فيها )) منهاج السنه النبوية 1/146

ناقش رحمه الله المتكلمين القائلين بأن أجسام العالم تفني حتى الجنة ، و النار أيضا و حكم على هذا القول بأنه بدعة باطلة بإتفاق سلف الامة و ائمتها فقال (( و هذا الذى يذكره كثير من أهل الكلام الجهمية و نحوه فى الابتداء نظير ما يذكرونه فى الانتهاء من أنه تفني أجسام العالم حتى الجنة و النار أو الحركات ...... و هذا الذى ابتدعه المتكلمون باطل بإتفاق سلف الامة و أئمتها )) بيان تلبيس الجهمية 1/152-153

وقال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية (( و نعتقد أن الله خلق الجنة و النار ، و أنهما مخلوقتان للبقاء لا للفناء )) الحموية ص 79-
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=69005580










قديم 2013-09-26, 11:16   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ibnsina1
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمعة السيف مشاهدة المشاركة
[size=5][b]
[font=arial][size=4]بعد كلام شيخ الاسلام لسنا بحاجة لانصار ابن السبكي
هذا هو التعصب في الدين









قديم 2013-09-26, 15:45   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AyOuB0587 مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
الإمام الشنقيطي لديه مناظرة في هذا الباب رائعة وبسيطة الفهم
مسألة فناء النار ... مناظرة رائعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فهذه مناظرة في فناء النار، ذكرها فضيلة الشيخ أحمد بن محمد الأمين الشنقيطي
في كتابه (مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي)، بحضور
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم، وأخيه الشيخ العلامة عبداللطيف بن إبراهيم،
يظهر فيها العلم الجم الذي حباه الله لفضيلة الشيخ محمد الأمين رحمه الله، وكذلك
تواضع الشيخين محمد وعبداللطيف رحمهما الله ورجوعهما إلى الحق في هذه المسألة،
وإلى تفاصيل المناظرة.

قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين:

((لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ
عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات،
وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.

ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان
هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم
الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل
ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.

أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال: عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس
تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد
ا بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ
وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا
موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير
العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول:
يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.

قلتُ: نعم.

فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية،
وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبدالوهاب
يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.


قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا أُسْتُغْضِبْتُ، فقلتُ له:
يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به
اسمه
محمد بن عبدالوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به
اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملاء، ودفن بالمدينة
ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ،
وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية،
وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين
على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.


قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: ((سَمْ؟!))
وهي بلهجة أهل نجد من مدلوها ((ما تقول؟)).

فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!!.


قال: وكان (أي: ابن إبراهيم) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.

فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.

قال الشيخ الأمين: إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم
تقريراً لمذهب شيخه.

لقد استدل بآية النبأ
(لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا *
إلا حميماً وغساقا))
، وبآية هو (( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض
إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد))
.

واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها،
والرابع حديث طاووس عن عبدالله:
((يأتي على النار زمان تخفق أبوابها،
وينبت في قعرها الجرجير))
، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.

واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:

لمخلف إيعادي ومنجز موعدي.....


قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل
عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.

قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه

العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه
قدر المدة التي عصاه فيها.

وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها،

وإنما ذكرها استطراداً.


فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.

قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة
من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين
تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول:
((فإن تنازعتم في شيء
فردوه إلى الله والرسول))
إلى قوله تعالى ((ذلك خير وأحسن تأويلا)).

فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ
يُحكامنه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.


قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.

قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل
من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.


قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.

فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف
بالسبر والتقسيم، والذى أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ
حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع

ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح


ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة
النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا،
شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم،
فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.

فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.

قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم
واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:

يحتمل: أن النار تخبو.


ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.


ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.


ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.


ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.


ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.


ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة،
ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.

قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: ((كلما خبت زدناهم سعيراً))،
ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد
أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.


وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول:
((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب))، فلم يبق لهذا الاحتمال
نصيب بموجب هذه الآية
.

وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول:
((كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها))، ويقول:
((وما هم منها بمخرجين))، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.


وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول:
((إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي))، ويقول:
((ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت))، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.


وقالوا : يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول:
((فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا))، ويقول: ((إن عذابها كان غراماً))،
والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: ((فسوف يكون لزاما))،
فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.


قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع،
وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.


فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت
مسرودة في صفحة واحدة.

وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية،
قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.

فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين
في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:

أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده

آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب
هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص):
((هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج))، ومعلوم أن عذاب
أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.

وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول

في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): ((قال لا تختصموا لدي وقد قدمت
إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد))
، وقال أيضاً في نفس السورة:
((كل كذب الرسل فحق وعيد)).

وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها

في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق
علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر

من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب،
لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام:
((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيت ربنا ونكون
من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه
وإنهم لكاذبون)).

فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: ((خالدين فيها ما دامت السماوات
والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد))
، وحديث أبي داود وهو قوله
صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير))،
أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا
البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما
كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:

والجمع واجب متى ما أمكنا إلا فللأخير نسخ بينا


إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود

وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.

والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود
على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه
مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار
المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.

وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا،

وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ:
((يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى
من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع،
وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين))
،
وبالله تعالى التوفيق..

منقول !!










قديم 2013-09-26, 17:52   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمعة السيف مشاهدة المشاركة

بعد كلام شيخ الاسلام لسنا بحاجة لانصار ابن السبكي
قال شيخ الاسلام فى لاميته :
و النار يصلاها الشقي بحكمة ** و كذا التقي إلى الجنان سيدخل .


شيخ الاسلام يحكي الاجماع على فناء النار حيث قال (( و قد اتفق سلف الامة ، و أئمتها ، و سائر أهل السنة و الجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ، و لا يفنى بالكلية كالجنة و النار و العرش و غير ذلك )) مجموع الفتاويى 18/307 و بيان تلبيس الجهمية 1/581



حكايته ابدية النار فى كتابه منهاج السنة النبوية حيث قال (( فإن نعيم الجنة ، و عذاب النار دائمان ، مع تجدد الحوادث فيها )) منهاج السنه النبوية 1/146

ناقش رحمه الله المتكلمين القائلين بأن أجسام العالم تفني حتى الجنة ، و النار أيضا و حكم على هذا القول بأنه بدعة باطلة بإتفاق سلف الامة و ائمتها فقال (( و هذا الذى يذكره كثير من أهل الكلام الجهمية و نحوه فى الابتداء نظير ما يذكرونه فى الانتهاء من أنه تفني أجسام العالم حتى الجنة و النار أو الحركات ...... و هذا الذى ابتدعه المتكلمون باطل بإتفاق سلف الامة و أئمتها )) بيان تلبيس الجهمية 1/152-153

وقال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية (( و نعتقد أن الله خلق الجنة و النار ، و أنهما مخلوقتان للبقاء لا للفناء )) الحموية ص 79-
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=69005580
ليس الحافظ ابن السبكي وحده الذي قال ان ابن تيمية قال بفناء النار ، بل الشوكاني و الالباني









قديم 2013-09-26, 19:11   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
roufaida19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية roufaida19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الفداء الجلفي مشاهدة المشاركة
ليس الحافظ ابن السبكي وحده الذي قال ان ابن تيمية قال بفناء النار ، بل الشوكاني و الالباني
أحلنا على المصدر لنتثبت من هذا القول
أين أجد ذلك من كلام الألباني والشوكاني رحمهما الله









 

الكلمات الدلالية (Tags)
متيجة, النار, شبهة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc