الإيمان بصفات الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان بصفات الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-10, 03:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










Post الإيمان بصفات الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أركان الإيمان

وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره .
________________________________________


الشرح :

(وهو) أي : اعتقاد الفرقة الناجية (الإيمان) الإيمان معناه لغة : التصديق . قال الله تعالى في الآية (17) من سورة يوسف : وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا أي : مصدق . وتعريفه شرعا : أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح .



وقوله : (بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره) هذه هي أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعا على الوجه الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة وهذه الأركان هي :

الإيمان بصفات الله
من شرح العقيدة الواسطية للعلامة صالح الفوزان - حفظه الله

الإيمان بصفاته التي وصف نفسه بها في كتابه أو وصفه بها رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه

ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
________________________________________

الشرح :

بعد ما ذكر المصنف رحمه الله الأصول التي يجب الإيمان بها مجملة شرع يذكرها على سبيل التفصيل وبدأ بالأصل الأول وهو الإيمان بالله تعالى فذكر أنه يدخل فيه الإيمان بصفاته التي وصف نفسه بها في كتابه أو وصفه بها رسوله في سنته ، وذلك بأن نثبتها له كما جاءت في الكتاب والسنة بألفاظها ومعانيها من غير تحريف لألفاظها ولا تعطيل لمعانيها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين . وأن نعتمد في إثباتها على الكتاب والسنة فقط لا نتجاوز القرآن والحديث لأنها توقيفية .

والتحريف : هو التغيير وإمالة الشيء عن وجهه . يقال : انحرف عن كذا إذا مال . وهو نوعان :

النوع الأول : تحريف اللفظ وهو العدول به عن جهته إلى غيرها إما بزيادة كلمة أو حرف أو نقصانه ، أو تغيير حركة كقول أهل الضلال في قوله تعالى : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى أي : استولى ، فزادوا في الآية حرفا . وكقولهم في قوله تعالى : وَجَاءَ رَبُّكَ أي : أمر ربك ، فزادوا كلمة . وكقولهم في قوله تعالى : وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا بنصب لفظ الجلالة فغيروا الحركة الإعرابية من الرفع إلى النصب .

النوع الثاني : تحريف المعنى ، وهو العدول به عن وجهه وحقيقته وإعطاء اللفظ معنى لفظ آخر كقول المبتدعة : إن معنى الرحمة : إرادة الإنعام . وإن معنى الغضب إرادة الانتقام .

والتعطيل لغة : الإخلاء ، يقال : عطله ، أي : أخلاه والمراد به هنا نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى . والفرق بين التحريف والتعطيل أن التحريف هو نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح . والتعطيل : هو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر ، كفعل المفوضة . فكل محرف معطل وليس كل معطل محرفا .

والتكييف : هو تعيين كيفية الصفة . يقال : كيف الشيء إذا جعل له كيفية معلومة ، فتكييف صفات الله هو تعيين كيفيتها والهيئة التي تكون عليها وهذا لا يمكن للبشر لأنها مما استأثر الله تعالى بعلمه فلا سبيل إلى الوصول إليه ، لأن الصفة تابعة للذات ، فكما أن ذات الله لا يمكن للبشر معرفة كيفيتها ، فكذلك صفته سبحانه لا تعلم كيفيتها . ولهذا " لما سئل الإمام مالك رحمه الله فقيل له : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى فقال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة " . وهذا يقال في سائر الصفات . والتمثيل : هو التشبيه بأن يقال : إن صفات الله مثل صفات المخلوقين ، كأن يقال يد الله كأيدينا وسمعه كسمعنا ، تعالى الله عن ذلك ، قال تعالى في الآية (11) من سورة الشورى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فلا يقال في صفاته إنها مثل صفاتنا أو شبه صفاتنا أو كصفاتنا ، كما لا يقال إن ذات الله مثل أو شبه ذواتنا ، فالمؤمن الموحد يثبت الصفات كلها على الوجه اللائق بعظمة الله وكبريائه . والمعطل ينفيها أو ينفي بعضها . والمشبه الممثل يثبتها على وجه لا يليق بالله وإنما يليق بالمخلوق .

موقف أهل السنة والجماعة من الإيمان بصفات الله

يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه . ولا يحرفون الكلم عن مواضعه .
________________________________________


الشرح :

لما ذكر المصنف رحمه الله أن الواجب هو الإيمان بصفات الله الثابتة في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ، بين موقف أهل السنة والجماعة من ذلك . وهو أنهم يؤمنون بتلك الصفات على هذا المنهج المستقيم ، فيثبتونها على حقيقتها نافين عنها التمثيل فلا يعطلون ولا يمثلون على وفق ما جاء في قوله تعالى في الآية (11) من سورة الشورى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فقوله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رد على الممثلة .

وقوله : وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ رد على المعطلة لأن فيه إثبات السمع والبصر ، فالآية الكريمة دستور واضح في باب الأسماء والصفات لأنها جمعت بين إثبات الصفات لله ونفي التمثيل عنها . وسيأتي تفسيرها إن شاء الله .

وقوله : (فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه) أي لا يحمل أهل السنة والجماعة إيمانهم بأن الله ليس كمثله شيء على أن ينفوا عنه ما وصف به نفسه ، كما يفعل ذلك الذين غلوا في التنزيه حتى عطلوه من صفاته بحجة الفرار من التمثيل بصفات المخلوقين . فأهل السنة يقولون : لله سبحانه صفات تخصه وتليق به ، وللمخلوقين صفات تخصهم وتليق بهم ، ولا تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق فلا يلزم هذا المحذور الذي ذكرتم أيها المعطلة .

وقوله : (ولا يحرفون الكلم عن مواضعه) تقدم بيان معنى التحريف . أي : لا يغيرون كلام الله فيبدلون ألفاظه أو يغيرون معانيه فيفسرونه بغير تفسيره كما يفعل المعطلة الذين يقولون في : استوى استولى ، وفي : وَجَاءَ رَبُّكَ وجاء أمر ربك ، ويفسرون رحمة الله بإرادة الإنعام ونحو ذلك .

لا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه


ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ، ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه .
________________________________________


الشرح :

(ولا يلحدون في أسماء الله وآياته) الإلحاد لغة : الميل والعدول عن الشيء ، ومنه اللحد في القبر سمي بذلك لميله وانحرافه عن سمت الحفر إلى جهة القبلة . والإلحاد في أسماء الله وآياته هو العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى الباطل .

والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواع

النوع الأول : أن تسمى الأصنام بها . كتسمية اللات من الإله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان .

النوع الثاني : تسميته سبحانه وتعالى بما لا يليق به كتسمية النصارى له أبا ، وتسمية الفلاسفة له موجبا أو علة فاعلة .

النوع الثالث : وصفه سبحانه وتعالى بما ينزه عنه من النقائص كقول اليهود الذين قالوا : إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ وقولهم : يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ وأنه استراح يوم السبت . تعالى الله عما يقولون .

النوع الرابع : جحد معانيها وحقائقها ، كقول الجهمية إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معان ، فالسميع لا يدل على سمع . والبصير لا يدل على بصر والحي لا يدل على حياة . ونحو ذلك .

النوع الخامس : تشبيه صفاته بصفات خلقه ، كقول الممثل يده كيدي إلى غير ذلك . تعالى الله .

وقد توعد الله الملحدين في أسمائه وآياته بأشد الوعيد فقال سبحانه في الآية (180) من سورة الأعراف : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال في الآية (40) من سورة فصلت : إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا .

قوله : (ولا يكيفون ولا يمثلون) إلخ تقدم بيان معنى التكييف والتمثيل .

لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى . فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه .
________________________________________


الشرح :

( لأنه سبحانه لا سمي له) هذا تعليل لما سبق من قوله عن أهل السنة : (ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه) و (سبحانه) سبحان : مصدر مثل غفران ، من التسبيح وهو التنزيه (لا سمي له) أي : لا نظير له يستحق مثل اسمه ، كقوله تعالى في الآية (65) من سورة مريم : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا استفهام معناه النفي أي : لا أحد يساميه أو يماثله (ولا كفؤ له) الكفؤ هو المكافئ المماثل . أي : لا مثل له كقوله تعالى في سورة الإخلاص : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (ولا ند له) الند : هو الشبيه والنظير . قال تعالى في الآية (22) من سورة البقرة : فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا .

(ولا يقاس بخلقه) القياس في اللغة : التمثيل ، أي : لا يشبه ولا يمثل بهم ، قال سبحانه في الآية 74 من سورة النحل : فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ فلا يقاس سبحانه بخلقه لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله ، وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص?! تعالى الله عن ذلك (فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره) . وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات ومنع قياسه بخلقه ، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره وجب أن يثبت له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

والخلق لا يحيطون به علما فهو الموصوف بصفات الكمال التي لا تبلغها عقول المخلوقين ، فيجب علينا أن نرضى بما رضيه لنفسه فهو أعلم بما يليق به ونحن لا نعلم ذلك .

وهو سبحانه : (أصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه) فما أخبر به فهو صدق وحق يجب علينا أن نصدقه ولا نعارضه ، وألفاظه أحسن الألفاظ وأفصحها وأوضحها وقد بين ما يليق به من الأسماء والصفات أتم بيان فيجب قبول ذلك والتسليم له .



منقول من شرح الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - على العقيدة الواسطية









 


آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-07-10 في 03:42.
قديم 2011-07-10, 03:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإيمان بصدق جميع الرسل
وجوب التعويل على ما أخبر به الرسل في باب أسماء الله وصفاته نفيا وإثباتا

ثم رسله صادقون مصدوقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون .

الشرح :

(ثم رسله صادقون مصدوقون) هذا عطف على قوله : (فإنه أعلم بنفسه . . إلخ) الصدق : مطابقة الخبر للواقع . أي : صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى ، مصدوقون ، أي : فيما يأتيهم من الوحي بواسطة الملائكة لأنه من عند الله فهم لا ينطقون عن الهوى . وهذا توثيق لسند الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فقد قيل لهم الحق وبلغوه للخلق فيجب قبول ما وصفوا الله به فهم (بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون) أي : بخلاف الذين يقولون على الله بلا علم في شرعه ودينه وفي أسمائه وصفاته بل بمجرد ظنونهم وتخيلاتهم أو بما يتلقونه عن الشياطين كالمتنبئين الكذبة والمبتدعة والزنادقة والسحرة والكهان والمنجمين وعلماء السوء ، كما قال تعالى في الآيات (221- 223) من سورة الشعراء : هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ وقال تعالى في الآية (79) من سورة البقرة : فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الآية .

فإذا كان الله سبحانه وتعالى أعلم بنفسه وبغيره ، وكان أصدق قولا وأحسن حديثا من خلقه ، وكان رسله عليهم الصلاة والسلام صادقين في كل ما يخبرون به عنه والواسطة بينهم وبين الله التي تأتيهم بالوحي من عنده واسطة صادقة من ملائكته الكرام؛ وجب التعويل إذا على ما قاله الله ورسله لا سيما في باب الأسماء والصفات نفيا وإثباتا ، ورفض ما قاله المبتدعة والضلال! ممن يدعي المجاز في الأسماء والصفات وينفيها بشتى وسائل النفي معرضين عما جاءت به الرسل ، معتمدين على أهوائهم ، أو مقلدين لمن لا يصلح للقدوة من الضلال .
____________________
ولهذا قال : سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل . وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب .

الشرح :

المفردات :

ولهذا : تعليل لما سبق من كون كلام الله وكلام رسله أصدق وأحسن سبحان : اسم مصدر من التسبيح وهو التنزيه .

ربك : الرب هو المالك السيد المربي لخلقه بنعمه .

العزة : القوة والغلبة والمنعة . وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى الصفة .

يصفون : أي يصفه به المخالفون للرسل مما لا يليق بجلاله .

وسلام : قيل : هو من السلام بمعنى التحية . وقيل : من السلامة من المكاره .

على المرسلين : الذين أرسلهم الله إلى خلقه وبلغوا رسالات ربهم ، جمع مرسل وتقدم تعريفه .

العالمين : جمع عالم وهم كل من سوى الله .

المعنى الإجمالي : قد بينه الشيخ رحمه الله بقوله : فسبح نفسه ... إلخ .

ما يستفاد من الآيات :

1 - تنزيه الله سبحانه عما يصفه به الضلال والجهال مما لا يليق بجلاله .

2 - صدق الرسل ووجوب قبول ما جاءوا به وما أخبروا به عن الله .

3 - مشروعية السلام على الرسل عليهم الصلاة والسلام واحترامهم .

4 - رد كل ما يخالف ما جاءت به الرسل لا سيما ما يتعلق بأسماء الله وصفاته .

5 - مشروعية الثناء على الله وشكره على نعمه التي من أجلها نعمة التوحيد .
__________________________

الله سبحانه وتعالى جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والإثبات
معنى النفي والإثبات
وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فإنه الصراط المستقيم .

الشرح :

(وهو سبحانه قد جمع إلخ) هذا بيان للمنهج الذي رسمه الله في كتابه لإثبات أسمائه وصفاته ، وهو المنهج الذي يجب أن يسير عليه المؤمنون في هذا الباب المهم . فإنه سبحانه : (قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه) أي في جميع أسمائه وصفاته (بين النفي والإثبات) وهو نفي ما يضاد الكمال من أنواع العيوب والنقائص كنفي الند والشريك والسنة والنوم والموت واللغوب .

وأما الإثبات فهو إثبات صفات الكمال ونعوت الجلال لله كقوله تعالى في الآيتين (23- 24) من سورة الحشر : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وغير ذلك مما سيذكر له المؤلف نماذج فيما يأتي .

وقوله : (فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون ) أي : لا ميل لهم ولا انحراف عن ذلك . بل هم مقتفون آثارهم مستضيئون بأنوارهم . ومن ذلك إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما لا يليق به فإن الرسل قد قرروا ذلك الأصل العظيم . وأما أعداء الرسل فإنهم قد عدلوا عن ذلك .

وقوله : (فإنه الصراط المستقيم) تعليل لقوله : (فلا عدول لأهل السنة) أي لأن ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم . والصراط المستقيم هو الطريق المعتدل الذي لا تعدد فيه ولا انقسام وهو المذكور في قوله تعالى من سورة الفاتحة : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وقوله في الآية (153) من سورة الأنعام : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ وهو الذي ندعو الله في كل ركعة من صلواتنا أن يهدينا إليه .


ما جاء به المرسلون في الاعتقاد وغيره وسلكه أهل السنة هو صراط الله المستقيم
صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .

الشرح :

أي أن الصراط المستقيم الذي جاء به المرسلون في الاعتقاد وغيره وسلكه أهل السنة والجماعة هو (صراط الذين أنعم الله عليهم) أي : أنعم الله عليهم الإنعام المطلق التام المتصل بسعادة الأبد ، وهم الذين أمرنا الله أن ندعوه أن يهدينا طريقهم ، فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة وهم :

1 - النبيون : جمع نبي ، وهم الذين اختصهم الله بنبوته ورسالته وتقدم تعريفهم .

2 - الصديقون : جمع صديق وهو المبالغ في الصدق والتصديق ، أي : المبالغ في الانقياد للرسول - صلى الله عليه وسلم - مع كمال الإخلاص لله .

3 - الشهداء : جمع شهيد ، وهو المقتول في سبيل الله . سمي بذلك لأنه مشهود له بالجنة ولأن ملائكة الرحمة تشهده .

4 - الصالحون : جمع صالح وهو القائم بحقوق الله وحقوق عباده .

والصراط تارة يضاف إلى الله تعالى كقوله تعالى في الآية (153) من سورة الأنعام : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ لأنه هو الذي شرعه ونصبه ، وتارة يضاف إلى العباد كما في قوله تعالى : صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ لكونهم سلكوه . وفي قوله : صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ تنبيه على الرفيق في هذا الطريق وأنهم هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، ليزول عن سالك هذا الطريق وحشة التفرد عن أهل زمانه إذا استشعر أن رفقته على هذا الصراط الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون .

ثم أورد الشيخ رحمه الله فيما يلي نماذج من الكتاب والسنة تشتمل على إثبات أسماء الله وصفاته وفيما يلي إيراد ذلك .

الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم
1 - الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى
ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص
وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن . حيث يقول : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .

الشرح :

(وقد دخل في هذه الجملة) أي : التي تقدمت وهي قوله : (وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ) فأراد هنا أن يورد ما يدل على ذلك من الكتاب والسنة ، وبدأ بسورة الإخلاص لفضلها . وسميت بذلك لأنها أخلصت في صفات الله ولأنها تخلص قارئها من الشرك .

قوله : (التي تعدل ثلث القرآن) أي : تساويه وذلك لأن معاني القرآن ثلاثة أنواع : توحيد . وقصص . وأحكام ، وهذه السورة فيها صفة الرحمن فهي في التوحيد وحده ، فصارت تعدله ثلث القرآن . والدليل على أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا سمع رجلا يقرأ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك وكأن الرجل يتقالها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : والّذي نَفْسِي بِيَدِهِ إنّها لَتَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن قال الإمام ابن القيم : والأحاديث بكونها تعدل ثلث القرآن تكاد تبلغ مبلغ التواتر . (حيث يقول) الله جل شأنه : ( قل ) أي : يا محمد وفي هذا دليل على أن القرآن كلام الله إذ لو كان كلام محمد أو غيره لم يقل : ( قل ) ، اللَّهُ أَحَدٌ أي واحد لا نظير له ولا وزير ولا مثيل ولا شريك له . اللَّهُ الصَّمَدُ أي : السيد الذي كمل في سؤدده وشرفه وعظمته وفيه جميع صفات الكمال ، والذي تصمد إليه الخلائق وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها .

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ أي ليس له ولد ولا والد . وفيه الرد على النصارى ومشركي العرب الذين نسبوا لله الولد . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أي ليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير .

والشاهد من هذه السورة : أنها تضمنت وجمعت بين النفي والإثبات فقوله : اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ إثبات . وقوله : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ نفي .










قديم 2011-07-10, 14:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

مواضيع في القمة ونسال الله لك التوفيق في الطرح والسداد

فقط لو انك لا تطرحين موا ضيع قيمة كهذه دفعة واحدة

وهذا ليتسنى لنا الالمام بها
وربما الاستفسار

وايضا كلما باعدت بين المواضيع كلما زادت الفائدة

و تقبلي رايي

وزادك الله ثباتا

والسلام عليكم










قديم 2011-07-11, 16:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abedalkader مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

مواضيع في القمة ونسال الله لك التوفيق في الطرح والسداد

فقط لو انك لا تطرحين موا ضيع قيمة كهذه دفعة واحدة

وهذا ليتسنى لنا الالمام بها
وربما الاستفسار

وايضا كلما باعدت بين المواضيع كلما زادت الفائدة

و تقبلي رايي

وزادك الله ثباتا

والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الله فيك وشكرا على النصيحة القيمة فعلا فيها الحكمة وعين الصواب ..









قديم 2011-07-13, 12:45   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*أم سلمى*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *أم سلمى*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يارك الله فيك اختي جواهر
فعلا ددر قيمة في مواضيعك..










قديم 2011-07-16, 21:24   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أم دجانة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم دجانة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في اخيتي










آخر تعديل علي الجزائري 2011-07-19 في 13:57.
قديم 2011-07-17, 16:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البتول سمية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية البتول سمية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع القيم و الإفادة الطيبة










قديم 2011-07-20, 03:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البتول سمية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على الموضوع القيم و الإفادة الطيبة
وفيكم بارك الله اختي سدد خطاك









قديم 2011-07-20, 03:38   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *دليلة* مشاهدة المشاركة
بارك الله في اخيتي
وفيك بارك الله اخيتي الصغيرة









قديم 2011-07-20, 03:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *جويرية* مشاهدة المشاركة
يارك الله فيك اختي جواهر
فعلا ددر قيمة في مواضيعك..
وفيك بارك الله اخيتي الفاضلة نور









قديم 2011-07-20, 08:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-07-21, 21:02   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-07-24, 06:33   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياد محمد العربي مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة newfel.. مشاهدة المشاركة
شكرًا لمروركما جزاكما الله خيراً ..









قديم 2011-07-24, 15:01   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أم سلمة عادت
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










17

بارك الله فيك و وفقكي للإشراف على المنتدى الإسلامي السلفي









قديم 2011-07-24, 16:13   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محــ الأمين ــــــــمد43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محــ الأمين ــــــــمد43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااا جزيلاااااااااااااااااااا










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الإيمان, بصفات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc