«العِلْمُ إمام الْعَمَل، وقائدٌ لهُ» - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

«العِلْمُ إمام الْعَمَل، وقائدٌ لهُ»

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-15, 16:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم أروى
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم أروى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي «العِلْمُ إمام الْعَمَل، وقائدٌ لهُ»


قالَ الإمام المبجَّل ابن قيِّم الجوزيَّة (ت: 751هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ في كتابه “مفتاح دار السَّعادة”: العِلْمُ إمامُ الْعَمَلِ، وقائدٌ لهُ، والعملُ تابعٌ لهُ، ومؤتمٌّ به، فكلَّ عملٍ لا يكون خلف العِلْم مقتديًّا به؛ فهُوَ غير نافع لصاحبه، بَلْ مضرَّة عليه، كَمَا قَالَ بعضُ السَّلف: «مَنْ عبد الله بغير عِلْم كانَ ما يفسد أكثر ممَّا يصلح». والأعمال إنَّما تتفاوت في القبول والرَّد بحسب موافقتها للعِلْم، ومخالفتها له، فالْعَمَل الموافق للعِلْم هُوَ المقبُول، والمخالف لهُ هُوَ المردُود، فالعِلْم هُوَ الميزان، وهُوَ المحك، قَالَ تَعَالَى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ ﴿الملك: 2﴾. قالَ الفُضيل بن عياض: «هُوَ أخلص العَمل وأصوبه» قالوا: يا أبا عليّ! ما أخلصه وأصوبه؟ قالَ: «إنَّ العمل إذا كانَ خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل؛ وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتَّى يكون خالصًا وصوابًا».

فـ«الخالص»: أنْ يكون لله، و«الصَّواب»: أنْ يكون على السُّنَّة. وقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿الكهف: 110﴾. فهَذا هُوَ العَمَل المقبُول الَّذي لا يقبل الله مِنَ الأعمال سِواه، وهُوَ أنْ يكون موافقًا لسُنَّة رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرادًا به وجه الله، ولا يتمكَّن العَامِل مِنَ الإتيان بعمل يجمع هذيْن الوصفيْن إلَّا بالعلم، فإنَّهُ إنْ لم يعلم ما جاء به الرَّسول لم يمكِّنه قصده، وإنْ لم يعرف معبوده لم يمكِّنه إرادته وحده، فلولا العلم لما كان عمله مقبولًا، فالعلم هو الدَّليل على الإخلاص، وهو الدَّليل على المتابعة، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ ﴿المائدة: 27﴾.

وأحسنُ ما قيلَ في تفسير الآية: إنَّه إنَّما يتقبَّل الله عَمَلَ مَن اِتَّقاه في ذلك الْعَمَل، وتقواه فيه أنْ يكون لوجهه على موافقة أمره، وهذا إنَّما يحصل بالعلم، وإذا كان هذا منزلة العلم وموقعه؛ عُلِمَ أنَّهُ أشرف شيءٍ، وأجلّه، وأفضله، واللهُ أَعْلَمُ”.اهـ.

([«مفتاح دار السَّعادة» لابن القيِّم (1/ 82)])









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-15, 16:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Broken Angel
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Broken Angel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فعلا بارك الله فيك على الطرح الرائع









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-15, 16:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
♥ترانيم قلم♥
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ♥ترانيم قلم♥
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا بارك الله فيك وجزاك الجنة










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-15, 17:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
~أمة الله~
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ~أمة الله~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليكِ أخيتي أم أروى على الطرح القيم
وجعل الله أعمالنا له خالصة ولسنة نبيه موافقة ...آمين










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-15, 20:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

«العِلْمُ إمام الْعَمَل، وقائدٌ لهُ»

قالَ الإمام المبجَّل ابن قيِّم الجوزيَّة (ت: 751هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ في كتابه “مفتاح دار السَّعادة”: العِلْمُ إمامُ الْعَمَلِ، وقائدٌ لهُ، والعملُ تابعٌ لهُ، ومؤتمٌّ به، فكلَّ عملٍ لا يكون خلف العِلْم مقتديًّا به؛ فهُوَ غير نافع لصاحبه، بَلْ مضرَّة عليه، كَمَا قَالَ بعضُ السَّلف: «مَنْ عبد الله بغير عِلْم كانَ ما يفسد أكثر ممَّا يصلح». والأعمال إنَّما تتفاوت في القبول والرَّد بحسب موافقتها للعِلْم، ومخالفتها له، فالْعَمَل الموافق للعِلْم هُوَ المقبُول، والمخالف لهُ هُوَ المردُود، فالعِلْم هُوَ الميزان، وهُوَ المحك، قَالَ تَعَالَى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ ﴿الملك: 2﴾. قالَ الفُضيل بن عياض: «هُوَ أخلص العَمل وأصوبه» قالوا: يا أبا عليّ! ما أخلصه وأصوبه؟ قالَ: «إنَّ العمل إذا كانَ خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل؛ وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتَّى يكون خالصًا وصوابًا».
فـ«الخالص»: أنْ يكون لله، و«الصَّواب»: أنْ يكون على السُّنَّة. وقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿الكهف: 110﴾. فهَذا هُوَ العَمَل المقبُول الَّذي لا يقبل الله مِنَ الأعمال سِواه، وهُوَ أنْ يكون موافقًا لسُنَّة رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرادًا به وجه الله، ولا يتمكَّن العَامِل مِنَ الإتيان بعمل يجمع هذيْن الوصفيْن إلَّا بالعلم، فإنَّهُ إنْ لم يعلم ما جاء به الرَّسول لم يمكِّنه قصده، وإنْ لم يعرف معبوده لم يمكِّنه إرادته وحده، فلولا العلم لما كان عمله مقبولًا، فالعلم هو الدَّليل على الإخلاص، وهو الدَّليل على المتابعة، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ ﴿المائدة: 27﴾.
وأحسنُ ما قيلَ في تفسير الآية: إنَّه إنَّما يتقبَّل الله عَمَلَ مَن اِتَّقاه في ذلك الْعَمَل، وتقواه فيه أنْ يكون لوجهه على موافقة أمره، وهذا إنَّما يحصل بالعلم، وإذا كان هذا منزلة العلم وموقعه؛ عُلِمَ أنَّهُ أشرف شيءٍ، وأجلّه، وأفضله، واللهُ أَعْلَمُ”.اهـ.
([«مفتاح دار السَّعادة» لابن القيِّم (1/ 82)])









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-16, 22:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أم أروى
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم أروى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الرحمن ,,









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لهُ», الْعَمَل،, هلال, وقائدٌ, «العِلْمُ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc