[size="7"]هدية للأستاذ الفاضل رافس رشيد مفتش اللغة العربية وآدابها بمناسبة تقاعده
قد قالها المتنبي والقول مردود // عيد بأية حال عـــدت ياعيد
قالها والظــــرف كله نكد // وأقولها والبشائر أنسام وتغريد
قالها وهو عند كافور مرتهـن // وأقولها ولواء الحفل معقــود
قالها حين ضاقت نفسه بوساوسها // وأقولها والدهر بالمكارم يجـود
قالها والنأي شط به عن أحبتـه // وأقولها ووفود الحفل شـــهود
هذا حفل تكريم حـــر ماجد // سيد قوم في كل مكرمة له تسديد
وهذا نظمي في ذكر فضائلكم // وذا هواي يفضحه القصـــيد
وحقك أن ذا اليوم عندي مفخرة // يُكْتَبُ له في سما التعليم خلود
هذي الحشود لتكريمك اجتمعت // يحدوها ود ويعليها تمجيـــد
قد سارعت إلى بيان فضـلكمُ // منتشية بعبق الإخلاص يا رشيد
لقد سموت إلى التفتيش بمقدرة // يحدوك حزم وعزم وترشيــد
ماض على العزمات تنصر رأيك // بكل رأي ليس له في الورى تفنيد
تقارع الأقوال بالحجج الدامغات // وتنصر الضاد في المحافل وتذود
وترفع للفضائل رايات مجــد // وتغرس للأخلاق عودا يســـود
وتبني للمكارم صرحا مشيـدا // وتشدو للمعالي فيحلو النشــيد
وتصرف الأمور بأناة وصبــر // فتبلغ من ذاك الغاية التي تريد
فكم أسديت من فضل وعلــم // وكم من نصيحة نهجها ممدود
لقد كنت لنا في العلم أخا حليما // بالعلم والفهم والفضل تقــود
فكم أحييت من الأرواح مواتا // وأنارتْ بثاقب فكرك ســعود
وها أنت تغادر المهنة عزيزا // وتترك شغورا يصعب فيه التجديد
تتركه والقلب لذكراه يهفـو // والواقع مر والوقع عليك شديــد
لكن هذي سنة الدنيا بانــت // اجتماع يتلوه فراق وتبديـــد
فيا قائما على الضاد كنت ذخرا // وتبقى فخرا أنت للأيام عيــد
فكل ذي حجا وفهم يفقه قولي // ويأباه من في الورى غر بليــد
فياأيها الأخ الذي كنت شهما // حُق لفضلك التكريم والتمجيــد
فإذا ما أفضنا في ذكر علاكم // قال جهول القوم والجهل جمود
لقد بالغت وشط بك يـــراع // فجنحتَ في خيال تبدي وتعيد
قلنا ذا قليل فيمن حُق له كثير // وكل ذي نعمة في الورى محسود
ستعلم أن الفضائل تسمو للمعالي // وأن الرذائل في القاع لها ركود
وإنْ علا الأراذل في بعض وقت // فإن الكريم قد يُسادُ لكن يسود
علمتنا الدنيا أن الأمور إلى انتهاء // فالكلاب كلاب والأسود أسود
وفي ختام نظمي أعيدها سلاما // لكل الحضور والرأي مني سديد
فإن قصرت عن بلوغ مناي فعذرا // فما تجود كف إلا بما هو موجود