[قال الإمام الألباني رحمه الله]:
"التفويض إمرار النصوص بدون فهم، مع الإيمان بألفاظها".
"الصحيحة"(2/385)
"المفوضة لا يفهمون من آيات الصفات شيئاً، ويقولون: الله أعلم بمراده، فهم خالفوا السلف وخالفوا الخلف، خالفوا السلف لأنهم يقولون ربنا علمنا بلسان عربي مبين، فنحن نفهم ﴿وهو السميع البصير﴾ أن السميع هو غير البصير، وأن السمع له علاقة بسمع الأصوات، والبصر له علاقة برؤية الموجودات، هذا هو المعنى العربي، لكن سمعه ليس كسمعنا، وبصره ليس كبصرنا".
"مذهب السلف، وهو: فهم الآيات آيات الصفات وأحاديث الصفات بالأسلوب العربي، مع تنزيه الله عز وجل عن مشابهته للمخلوقات كما هو معلوم من قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾(الشورى:11) تنزيه، ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾(الشورى:11) إثبات، إثبات بمعنى أن السميع هو غير البصير، والبصير غير السميع، هذا مذهب السلف، -وفي هذا المثال- والخلف أيضاً، لأنهم يفسرون السميع البصير على تفسير السلف ولا يفوضون، هذا المذهب الأول وهو الإيمان [بالمعاني] المعروفة لغة مع تنزيه الله عز وجل فيها عن مشابهته للمخلوقات، الفهم اللغوي مع التنـزيه.
"الهدى والنور" (147/ 59: 59: 00) وتتمته (148/01: 00: 00)
"هل نفهم من السميع أن نُفَوِّض فنقول: لا ندري ما هي صفة السمع البصير لا ندري ما هي صفة البصر والقدير والحكيم والعليم إلى آخره معنى ذلك التفويض المزعوم أننا لا نفهم شيئاً من هذه الصفات, إذاً آمنا برب موجود لكن لا نعرف له صفة من الصفات وحينئذٍ كفرنا برب العباد حينما أنكرنا الصفات بزعم التفويض, هذا هو الذي يرد أولاً على أولئك المفوضة زعموا"
"الهدى والنور" (738/45: 19: 00)
قال ابن عباس في قوله تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا) (أي بعين الله تبارك وتعالى ) وفي رواية أنه أشار بيده إلى عينه.
[روه البيهقي في الأسماء والصفات 396 واللالكائي شرح أصول السنة
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك) « فيجيء الله فيهم والأمم جثيّ»تفسير الطبري ج30 ص118-120.
ونضرب مثالاً على أن السلف ما تجاهلوا تفسير معاني الصفات: فقد قال مجاهد (اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش) أي علا على العرش. وقال أبو العالية استوى أي ارتفع [رواه البخاري معلقا في التوحيد باب وكان عرشه على الماء.
وقد قال مجاهد « أخذت التفسير عن ابن عباس من أوله إلى خاتمته أقفه آيةً آيةً». فلم يستثن من ذلك آيات الصفات. كأن يقول مثلا: إلا آيات الصفات.
وفي تفسير: (ءأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) [الملك 16]، قال: أي وهو الله كما رواه عنه ابن الجوزي [زاد المسير 8/322.
وفي رواية ذكرها القرطبي: « أأمنتم عذاب مَن في السماء إن عصيتموه » (تفسير القرطبي17/215.
وروى البخاري أن ابن عباس قال: « لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء » (البخاري: خلق أفعال العباد ص40.
الروايتان عن مجاهد وأبي العالية صحيحتان. رواهما البخاري معلقتين.
ووصلهما الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق.
ثم نسأل المفوض ما تقول في وجود الله تعالى أهو حقيقي أم ماذا ؟
فإن أجبت بأي إجابة بخلاف قولك حقيقي كفرت إجماعا ، فوجب أن لا يخرج قولك عن أن وجود الله تعالى حقيقي
فإن قيل لك : لكن وجود الإنسان أيضا حقيقي فيلزمك التشبيه ؟
فتقول : إنما يكون تفسير اللفظ بحسب ما أضيف إليه فإذا أضفت الوجود إلى الإنسان فهو وجود حقيقي لكنه ناقص ينقص بالفناء والمرض والهزال ... الخ ، ووجود الله حقيقي أيضا لكنه كامل لا يعتريه نقص ولا خلل ، وإنما يكون التشبيه إذا قلت وجود الله الحقيقي مثل وجود المخلوق الحقيقي أو يد الله كيد المخلوق .. وهكذا ، ونحن لم نقل هذا بل نكفر من شبه الله تعالى بخلقه كما قال نعيم بن حماد : من شبه الله بخلقه كفر ، ومن نفى ما وصف الله به نفسه كفر .
فنقول لك : فكذلك إذا أثبت لله وجودا حقيقيا فأثبت له صفات حقيقية ولا يلزم من ذلك المشابهة للمخلوق .
منقول للفائدة