السلام عليكم ...
أشكركم على مشاركتكم و إضافاتكم و بارك الله فيك أخي العامري على تبسيط الموضوع ..
و إن شاء الله سوف أحيل على المصادر و المراجع.
سبق و أن ذكرنا بأن أول واجب على الخلق هو عبادته و لهذا أرسل رسله و أنزل كتبه و وضعت الموازين يوم القيامة ..كل ذلك لتوحيده
توحيد ألوهية و لهذا سمي بتوحيد الطلب و القصد .. قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله ( يسمى توحيد الألوهية باعتبار إضافته إلى الله تعالى
و يسمى توحيد العبادة باعتبار إضافته إلى الخلق ) و معناه إفراد الله بالعبادة .. و قال بعضهم إفراد الله بأفعالك .. فيتوجب على الخلق حين ذلك
أن يتوجهوا إلى ربهم و يصرفوا له جميع العبادات .. و هذا النوع من التوحيد هو الذي أنكره المشركون فلم يرضوا بالله إلها واحدا و قالوا لما
دعاهم الرسول إليه ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) فقاتلهم الرسول عليه و قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. )
الحديث .. و كثيرا ما يجعل ربنا تبارك و تعالى توحيد الربوبية دليلا على توحيد الألوهية قال جل شأنه ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم
تعلمون ) قال الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله تعالى (و مضمونه :أنه الخالق الرازق مالك الدار و ساكنيها و رازقهم فبهذا يستحق أن يعبد وحده
و لا يشرك به غيره .. ) بل و بالأسماء و الصفات : قال تعالى عن نبيه الخليل إبراهيم عليه الصلاة و السلام
( إذ قال لأبيه يا أبت لِم‘ تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا ) فلا شك أن من يتصف بصفات الكمال أحق بالعبادة و الخوف ...
لكن للأسف نجد كثيرا ممن يركز على توحيد الربوبية و يهمل توحيد العبادة فالناس في حاجة ماسة لهذا الأخير ..
و هناك فائدة هامة في قول الله تعالى ( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ) قال الحافظ بن كثير ( قال ابن عباس :من إيمانهم أنهم
إذا قيل لهم من خلق السماوات و من خلق الأرض و من خلق الجبال ؟ قالوا الله ..و هم مشركون به ...... ثم قال رحمه الله و في صحيح مسلم
أنهم ( أي المشركون ) كانوا إذا قالوا لبيك لا شريك لك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قد أي حسب حسب لا تزيدوا على هذا .
لكنهم كانوا يزيدون إلا شريكا هو لك تملكه و ما ملك ..)
و الحديث عن توحيد الألوهية يعني الحديث عن كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله )
و لعلي أترك لكم الكلام في معناها و يأتي التفصيل بعد حين بإذن الله ..
و الله الموفق .