|
تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-05-06, 20:53 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
قراءة في كتا ب : مذكرات القنصل العام الأمريكي وليام شالر في الجزائر ـ تحليل عام لوضعية الجزائر قُبيْل الاحتلال ـ
|
||||
2011-05-06, 20:54 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
2011-05-06, 20:55 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
ترجمات كتاب وليام شالر (الأهمية والمؤاخذات) 3) ترجمات الكتاب : وقد ترجم الكتاب إلى عدّة لغات يهمنا منها ترحمتين اثنين الأولى : الترجمة العربية : ترجمه للعربية الأستاذ إسماعيل العربي تحت عنوان (مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر) ووضع بين يدي الكتاب مقدمة شرح فيها أهمية هذه المذكرات ولخصّ أهمّ المعلومات التي ذكرت فيه وبخاصة العلاقات الأمريكية الجزائرية ثمّ توسّع في الحديث عن الانحياز والشوفينية والنظرة الاستعلائية التي ميّزة القنصل شالر في هذه المذكرات وختم بالإشارة إلى دور هذه المذكرات في مساعدة الحملة الفرنسية على الجزائر , كما أضاف المترجم للكتاب تعليقات مهمة تبلغ حوالي خمسين تعليقا هي عبارة عن إحالات على فصول ومواضيع من المذكرة ذاتها أو إحالة على الأصل الإنجليزي أو شروح لكلمات ومصطلحات خاصة القديمة منها كالعملات والمكاييل والموازين أو تعقيبات على مواقف المؤلف المنحازة أو توثيق بعض الأحداث والتواريخ من مصادر أخرى ... مؤاخذات على هذه الترجمة : ü العنوان : مما يؤاخذ على صاحب هذه الترجمة عنوانها المخالف تمام المخالفة للعنوان الأصلي ولا يخفى على الباحث والدارس ما لهذه المخالفة والمغايرة من التأثير السلبي على الكتاب ذاته فتناوله على أساس أنّه مذكرات شخصية لرجل فكر أو سياسة غير تناوله على أساس أنّه دراسة ولو مختصرة لدولة الجزائر , إذ المذكرات يغلب عليه المنهج الشخصي والأحكام الانطباعية والذوقية بخلاف الدراسات ينبغي أن تنتهج أسلوبا علميا تحليلي أو مقارة وينبغي لصاحبها أن يكون موضوعيا في أحكامه فعنوان الكتاب الأصلي المختصرهو : SKETCHES of ALGIERS أما العنوان كاملا كما ورد على غلاف الكتاب فهو : SKETCHES of ALGIERS ,Political , Historical , And Civil Containing an accunt of the Geography , population , government , revenues , commerce , agriculture , arts , civil , institutions , tribes , manners , ********s and RECENT POLITICAL HISTORY Of that country. ومعنى sketches أو الترجمة الصحيحة لها هي ملامح أو معالم وبمثل هذا المعنى ترجمت للفرنسية :esquissede l’etat d’alger وممّا جاء في المعجم الفرنسي عن كلمة esquisse : وبالنظر إلى العنوان كاملا كما جاء في الأصل نعلم أنّ الترجمة الصحيحة هي المعالم الكبرى لدولة الجزائر حيث ذكر تفصيل هذه المعالم بإشارته إلى مختلف الجوانب السياسية الاقتصادية المالية الاجتماعية والحضارية لدولة الجزائر ...الأمر الثاني الذي يتعارض وتسمية الكتاب بالمذكرات أنّ صاحبه عقد فصلا كاملا لسرد مذكراته هو الفصل السابع ابتداء من الصفحة 193 إلى غاية الصفحة : 255 بينما الفصول الستة الأخرى مغايرة للمذكرات وهي عبارة عن دراسة تفصيلية للجزائر من جميع الجوانب ... فتسمية الكتاب بالمذكرات فيه نوع من الإجحاف في حقّ صاحبه الذي لم يخصص لمذكراته إلاّ فصلا واحدا وأكثر كتابه مغاير للمذكرات من حيث المنهج والموضوع والعنوان ...Première forme, traitée à grands traits et généralement en dimensions réduites, de l'œuvre projetée. (Ce peut être un dessin, une peinture, un modelage. L'esquisse est à distinguer de l'ébauche,qui est l'œuvre même au premier stade de son exécution.) Indications générales, aperçu sur une question, plan sommaire ; ébauche : Il nous a donné une esquisse de ses projets. ü لم يتناول المترجم الصفحة الأولى من مقدمة المؤلف على أهميتها وخطورة ما جاء فيها ؛ فقد ابتدأ المترجم مقدمة المؤلف بقوله: (المؤلف مدين في تأليف هذا الكتاب, بصفة خاصة للكتاب القيّم الذي وضعه الدكتور شاو عن بلاد البربر , وكذلك استفاد من كتاب شينيي , أبحاث عن البربر ومن رحلات علي بك في إفريقيا وآسيا ...) بينما مقدمة المؤلف تبتدئ بقوله إنّما كُتِبت هذه الصفحات بعزيمة وتحدّي صاحبها المعزول والغريب إلى حدّ الآن عن الكتابات الأدبية وهو يعرضها لجمهور القراء في ظلّ الغياب شبه التام للمراجع والمصادر التي تعطي صورة حقيقية لقوّة ولأهمية سياسة القراصنة ...) ثمّ يمضي في بيان سبب تأليفه لهذا الكتاب ولا يأتي إلى الفقرة التي ابتدأ بها المترجم مقدمته إلاّ بعد ثلاثة وثلاثين (33) سطرا ... ولا يخفى على أحد ـ والله أعلم ـ أنّ مثل هذا النقص مؤثر في مضمون الترجمة وفي توثيقها وأمانتها ... ü اعتماد المترجم في ترجمته كثيرا على الترجمة الفرنسية بدل الأصل وهذا خطأ منهجي كبير قد يؤدي إلى نسخ أخطاء المترجم الفرنسي أو إلى إغفال حقائق في الأصل قد يغفل أو يذهل عنها المترجم نتيجة سوء فهم النص الأصلي ...فالكاتب الفرنسي لما أخطأ في اصطلاح خطوط العرض والطول عند تحديد موقع الجزائر[1] وسمى خطوط العرض طولا (longitude nord et longitude est)تابعه المترجم العربي(طول شمالي وطول شرقي) رغم أنّ الأصل فرّق بينهما(latitude north and longitude est ) ü ملاحظة أخرى على الترجمة العربية أنّ صاحبها ارتأى أن يحذف ما يتعلق بالكلمات الأمازيغية وترجماتها الإنجليزية التي ذكرها الكاتب في الملحقات لأنّه كما قال (لا تربطها صلة بهذا الكتاب , ولأنّ دراسات شاملة كثيرة نشرت في الموضوع في أواخر القرن الماضي وفي هذا القرن .)[2] الثانية : الترجمة الفرنسية[3] : إذا كان اهتمامنا في الترجمة العربية منصبا على الترجمة ذاتها لأنّها النص المعتمد في هذه البحوث فإنّ الشيء الذي ينبغي الاهتمام به في الترجمة الفرنسية هو المترجم نفسه لعلاقته الوطيدة والمشبوهة بحصار واحتلال الجزائر لدى سنركز في حديثنا هنا على صاحب الترجمة وعلى إضافاته وزياداته على أصل الكتاب أي مقدمته وتعليقاته صاحب الترجمة :Thomas Xavier Bianchi طوماس كزافيي لايانشي ولد في باريس يوم 25 جوان 1783م وهو أخ المرشال النمساوي ذي بانشي دوق كزالنسا le duc de casalanza , درس في المدرسة المركزية لمقاطعة سان إي مارن seine et marne ثمّ تابع في باريس دراسة اللغات الشرقية في المدرسة الفرنسية école de France وفي المكتبة الإمبراطورية la bibliothèque impériale في سنة 1807 انتقل إلى القسطنطينية حيث أتمّ دراسته للعربية والتركية والفارسية وفي 1811 عيّن مترجما مساعدا للقنصل الفرنسي بأزمير بتركيا ثمّ مترجما رئيسيا وفي 1816م عيّن مترجما وكاتبا للملك شارل العاشر شارك في الحملة الفرنسية ضدّ الجزائر كمساعد أو كاتب أو مستشار أو مراقب للملك لا يزال الغموض يحيط بمهمته الحقيقية في هذه الحملة لكن يبدو أنّه كان مجتهدا في عمله ذاك راغبا فيه متفانيا في خدمة فرنسا الصليبية على حساب دولة كان يعتبرها متخلفة همجية مصدر لإرهاب مسيحي أوروبا وقد ألـّف خلال فترة الحصار كتابا حول مسألة السفينة الدبلوماسية التي غرقت في عرض سواحل الجزائر بفعل قصف المدفعية الجزائرية سنة 1829م بعد احتلال الجزائر تمّ تكريمه بوسام الشرف officier de la légion d’honneur نتيجة تفانيه في خدمة فرنسا عيّن أستاذا للغات التركية في مدرسة اللغات الشرقية إلى غاية 1842 وبعدها تفرّغ للدراسات اللغوية واللسانية . توفي سنة 1864م له مؤلفات عدّة تدور جميعها حول مواضيع ثلاثة : الدراسات اللغوية : وله في هذا الإطار معجمات متعددة خاصة ما يتعلق باللغة التركية الدراسات المكتبية : فهرست المكتبات المصرية , تعليقات وحواشي على عدة كتب ومخطوطات عربية تركية وغربية الدراسات التاريخية : منها ترجمتنا هذه وكتابه عن سفينة لابروفانس مقدمة الترجمة : استغرقت عشر صفحات من الحجم المتوسط , كأنّه حاول من خلالها توجيه نظر القارئ الوجهة التي تتماشى والتصوّر الفرنسي للجزائر كما حاول من خلالها تبرير أهداف فرنسا العلنية والسرّية للحصار بل وللاحتلال رغم أنّه لم يكن قد وقع بعدُ حين صدور الطبعة الأولى للكتاب ولكنّه يجهر به ويدّعي أنّه الحل الوحيد والأمثل لاستقرار أوروبا وخلاصها من أسطولها الرهيب ... من مقدمة المترجم : لأنّ مقدمات الكتب في الغالب الأعمّ تبين وتكشف عن أسباب التأليف وعن أهدافه وعن منهجية الكاتب وشروطه سنحاول الوقوف على أهمّ ما جاء في مقدمة المترجم لعلّنا نكتشف أسرار هذه الترجمة في هذا الوقت بالذات وعلاقتها بالحملة الفرنسية على الجزائر. فممّا جاء في مقدمته ما يلي : ü احتياج الحملة الفرنسية لمعلومات أكثر وأوفر عن كلّ ما يخصّ الجزائر ورغم صدور عدّة كتب في الآونة الأخيرة 1829م تتناول الموضوع ولكنّها كتب تجارية ترمي للربح وكسب المال لا غير هي في الغالب الأعمّ لا تزيد على إعادة ما هو معروف وكتابة ما هو مدوّن مشهور , ويستثني من هذا الحكم كتاب القنصل شالر الذي يعتبره في غاية الأهمية والموضوعية [4] ... فالمترجم كما هو واضح من خلال افتتاح مقدمته أبان عن هدف الترجمة وهو الاستجابة لحاجيات الحملة الفرنسية على الجزائر ü وصفه لكتاب القنصل شالر بأنّه الكتاب الذي يستطيع تحقيق أهم أهداف الظرف الذي نعيشه اليوم [5] وما هو هذا الهدف المهم إن لم يكن التعرف على الجزائر بكلّ تفصيلاتها ومعالمها شعبا حكومة وأرضا للظّرف المناسب يومها ـ كما زعم ـ ألا وهو حصار الجزائر فلا يخفى على ذي لبّ أنّ أهمّ كان يشتغل الرأي العام الفرنسي والعالمي يومها هو حصار الجزائر ومحاولة القضاء على أسطولها... ü يصف المترجمُ الكاتبَ بالشدّة والحدّة في الحكم على الجزائر والجزائريين ولكن في تناقض عجيب يعود ليقول أنّ هذا الحكم في غاية العدل والتحقية بل يزايد المترجمُ على الكاتب في نعت الجزائريين بمختلف الأوصاف القبيحة فهو شعب همجيّ جاهل منافق[6] ...لماذا هذه الأوصاف القبيحة لماذا هذا التناقض إن لم يكن لتعليل الحملة الفرنسية القائمة في حسّهم أو زعمهم على نقل الحضارة والتطوّر والمسيحية لهذا الشعب الموصوف والمنعوت بما تقدّم ... ü أهمّ ما لفت انتباه وجذب اهتمام المترجم في الكتاب من خلال مقدمته ما يلي : 1. الوصف الدقيق لمدينة الجزائر وضواحيها وحديثه عن تحصيناتها[7] 2. حديث الكاتب عن الخزينة الجزائرية وعن غناها وتفاصيل محتواها [8] 3. ملحقات الكتاب وخاصة خريطة مدينة الجزائر وضواحيها وما يتعلق باللهجات المحلية [9] 4. تفصيلات الكاتب فيما يتعلق بحملة اللورد إكسموث الإنجليزي على الجزائر سنة 1816م لنعد الآن ولنتأمل في أسباب اهتمامه بهذه العناصر دون غيرها ألا يشمّ منها رائحة الغزو والتحضير له فجميع هذه الأمور إذا استثنينا منها موضوع اللغات واللهجات تخدم الحملة الفرنسية على الجزائر فمعرفة تحصينات مدينة الجزائر سواء من خلال وصف القنصل أو خريطته مفيدة للغزو ومعرفة غنى الجزائر ومحتوى خزينتها هو هدف الغزو والباعث الحقيقة عليه وهو الحلّ لمشاكل فرنسا كلّها كما كان يرى ويظن الملكيون يومها والتعرف على التجربة الإنجليزية مهم لاجتناب سلبياتها واستغلال إيجابياتها , أما عنصر اللغة الذي اهتمّ به المترجم بيانشي فإمّا بسبب تخصصه اللغوي ـ هذا إن أحسنّا الظن به ما لا ينبغي أن يكون في مثل هذه الحالات من الكيد والمكر والتربّص ـ وإمّا وهو الغالب على الظنّ بسبب وظيفته كمترجم للحملة وللملك شارل العاشر... ü انتقادات المترجم للكاتب في مقدمته ويمكننا إجمالها فيما يلي : 1. انتقد الاستعلاء الأمريكي الذي اتّسم به الكاتب وتعظيم الانتصار الأمريكي على الجزائر الذي لا يعدو في حقيقة الأمر أن يكون استيلاء على بعض العتاد والأسلحة ...[10] 2. انتقاد موقف الكاتب من السياسة الفرنسية تُجاه الجزائر والذي يعتبرها بدائية بسيطة وغير مدروسة [11] تعليقات المترجم وهوامشه على الكتاب: تنوعت تعليقات المترجم واختلفت هوامشه بين مواضيع شتّى أهمّها : ü إحالات على ملحقات الكتاب وخاصة خريطة مدينة الجزائر [12] ü شرح للكلمات الواردة في الأصل[13] ü ترجمة الكلمات العربية والتركية الواردة في الأصل[14] ü تسجيل حوادث تاريخية مهمة لها علاقة بما يذكره الكاتب [15] ü تقديم معلومات إضافية[16] ü تعقيبات على الأصل وهي إمّا انتقادات لأراء الكاتب كرأيه ورغبته في احتلال بريطانيا للجزائر[17] أو بيانٌ لبعض تناقضات الكاتب كاختلاف وصف الأسطول الجزائري بين صلب الكتاب وملحقاته[18] أو كاختلافه معه في بعض المعلومات المقدمة [19] أمثلة لبعض تعليقاته المهمة : 1. لما ذكر الكاتب أنّ أوّل دولة وقّعت معاهدة مع الجزائر وفتحت علاقات دبلوماسية معها هي بريطانيا سنة 1682م[20]... وبهذا السبق في الاتصال يكون لها حقّ النفوذ ـ في حسّ الغربيين ـ وحقّ حماية مصالحها القديمة في الجزائر باحتلالها إن استدعى الأمر ذلك ... سارع المترجم إلى تفنيد هذا الزعم وإعطاء السبق لفرنسا بدل بريطانيا فذكر أنّ أوّل معاهدة عقدت مع الجزائر كانت سنة َ1616م أي 68سنة قبل معاهدة بريطانيا ...ولما ذكر المؤلف أنّ فرنسا لم تعد تستحوذ عل حق استخراج المرجان وأنّ هذا الحق أصبح من ملك بريطانيا [21] سارع المترجم إلى تفنيد هذا الزعم وذكر أنّ سنة 1815م عرفت تأكيد حقّ فرنسا في نفوذها على الجزائر بموجب مصالحها القديمة فيها ويقصد بذلك ما خوّله لها مؤتمر فينّا 2. ذكر المؤلف في غير ما موضع من كتابه أنّ الجزائر بلد كثير الثروات وأنّه بأيدٍ غير أمينة غير حكيمة ولا تحسن استغلال هذه الثروات ثمّ دعا الغرب إلى احتلالها وبشّر من فعل ذلك بميزات وخيرات لا تعدّ ولا تحصى وزعم أنّ أحسن دولة يمكنها فعل ذلك هي بريطانيا فدعاها للمسارعة إلى احتلال الجزائر وأعطاها خطة عملية سهلة وجاهزة بكلّ دقائقها وتفصيلاتها...فسارع المترجم كعادته في كلّ ما من شأنه أن يخدش ويقدح في حقّ فرنسا الحصري في الجزائر ...سارع إلى تفنيد ادّعاء المؤلف أحقية بريطانيا بالجزائر ...حيث قال فيما معناه : " طبعا هذه الفكرة ـ احتلال الجزائر ـ معروفة متداولة وليست بعيدة أو ساقطة والميزات التي يمكن أن تحققها هذه المنطقة الإفريقية لإحدى الدول الكبرى التي تستطيع إقامة مستعمرة فيها معروفة ومشهورة منذ مدّة , ولكن السؤال هو من هي هذه الدولة التي ستستحوذ على هذه الثروات والميزات ...أكيد لن تكون بريطانيا لأنّ تواجد بريطانيا في هذه المنطقة سيؤدي حتماً إلى محو فرنسا وإسبانيا وغيرهما من الخريطة العالمية ... ومواطن أمريكي (إشارة إلى المؤلف) لا يستبعد منه أن يحبّذ احتلال بريطانيا للجزائر فإنّ ذلك من شأنه أن يبعد الأسطول البريطاني عن الجزر الأمريكية التي تحتلها ولا تزال محلّ نزاع بين الطرفين ...إنّ هذه البلاد من حقّ فرنسا وإسبانيا اللتان تستطيعان قسمة مساحتها الشاسعة بكلّ تفاهم وسهولة بين الغرب لإسبانيا والشرق لفرنسا دون أن يؤدي ذلك إلى ضرب مصالح الغرب كلّه ولا إلى الإخلال بتوازن القوة العالمي ... ولكن ماذا سيكون موقف بريطانيا من هذا العمل ؟ وماذا سيكون وقف مثل هذا المواطن الأمريكي ؟ " اهـ ولو تأملنا في هذه التعليقات جيّدا وأمعنّا النظر فيها والقراءة الباطنية والتنقيب ما بين سطورها سنستخلص ونستنتج ما يلي : ü النيّة الفرنسية القديمة والمعلنة ـ محليا[22] ـ لاحتلال الجزائر ü التنافس الغربي على احتلال الجزائر حتى أمريكا التي لا تستطيع فعل ذلك بسبب ضعفها العسكري وبعدها الجغرافي تحبّذ أن يحتلّها بعض حلفاءها ومن يخدم مصالحها ü تخوّف فرنسا من احتلال بريطانيا للجزائر وهذا ما جعلها تفشل بعض الحملات البريطانية على الجزائر كمحاولة اللورد إكسموث سنة 1816م والتي فضحتها الصحافة الفرنسية قبل وصولها لميناء الجزائر ما مكّن الحامية الجزائرية من الاستعداد الجيّد لها [23] ü الإبانة عن الأسباب الحقيقية لاحتلال الجزائر وهي ثروتها وما تقدمه لمن يحتلّها من ميزات سياسية إستراتيجية اقتصادية ... ü الشركات التجارية والمعاهدات على استغلال بعض الثروات إنّما كانت مقدمات وممهدات للاحتلال والغزو ... ü انشغال فرنسا بالرأي العام الغربي والبريطاني على وجه الخصوص من احتلالها للجزائر [1] الصفحة 18 من الترجمة الفرنسية , الصفحة 34 من الترجمة العربية , الصفحة 8 من الأصل الإنجليزي [2] هامش الترجمة العربية للكتاب ص25 [3] تجد صورة لغلاف الترجمة في ملحقات البحث
[5] حيث يقول في الصفحة 2 ما نصه بلغة المترجم الأصلية : l’ouvrage de M . William Shaler ………nous a paru devoir atteindre le but le plus important dans la circonstance présente… [6] المرجع نفسه ص3 les cruautés l’ignorance la fourberie… [7] المرجع السابق ص3, 4 [8] المرجع نفسه ص 4 , 5 [9] ص7 وانظر كثرة إحالته على الخريطة في هوامش الكتاب [10] المرجع نفسه ص5 والحقيقة أنّ انتصار أمريكا الذي يتبجح به القنصل لا يتعدّى أن يكون إعفاء من الإيالة للولايات المتحدة من تقديم الضريبة السنوية لا غير... [11] المرجع نفسه ص6 [12] انظر الصفحة 31 , 62 ,64 وغيرها كثير [13] كشرح تسمية بعض السفن ص22 [14] كترجمة كلمة قبائل مكة باب الواد المرابط وغيرها ... انظر الصفحة 11 , 38, 67 وغيرها [15] مثالها : لما ذكر الكاتب صعوبة الشواطئ الجزائرية ذكر المترجم في الهامش قصة السفينة الفرنسية لابروفانس التي جرفتها الرياح نحو ميناء الجزائر فتعرضت لقصف الحامية وغرقها سنة 1829م , المرجع السابق ص63 [16] كحديثه عن صفة ختم الداي وطريقة توقيعه للمعاهدات انظر الصفحة 28 [17] وسنخصص له مطلبا خاصا [18] المرجع نفسه ص61 [19] فما يراه الكاتب منازل فاخرة خارج باب الواد وباب عزون يراها المترجم ثكنات وتحصينات انظر الصفحة 65 [20] المرجع نفسه ص26 [21] المرجع نفسه ص 142 [22] أي داخل فرنسا وحتى عالميا إذا استثنينا العالم الإسلامي الذي كان يومها ـ فيما يبدو ـ لا يقرأ ما يكتب عنه ... [23] انظر مذكرات شالر ص156 ستجد النص الأصلي كاملا ضمن ملحقات البحث |
|||
2011-05-06, 20:56 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
أهمية الكتاب ودوره في الحملة الفرنسية على الجزائر 1) أهمية كتاب وليام شالر :
أ. في فترة إصداره : أما في الفترة التي صدر فيها الكتاب فإنّه اكتسى أهميته من مناحي عدّة وجهات شتّى أهمّها: ü موضوع الجزائر في بداية القرن التاسع عشر كان بمثابة موضوع الساعة ... وعيون العالم كلّها كانت موجّهة إليها سواء من حيث الخوف والرهبة من أسطولها العظيم أومن حيث المكر والكيد والتربّص بها ... ü الجزائر على شهرتها العالمية آنذاك كانت مجهولة المعالم فجاء كتاب شالر ليملأ هذا الفراغ ويستجيب لمطلب التعريف بها ... وفي الفترة التي سبقت احتلال الجزائر 1830م صدرت العشرات من الكتب التي تتناولها بالبحث حتّى أنّ بعضها أعيد طباعته ثلاث مرات في ظرف شهر واحد ولكن جلّها عبارة عن كتب تجارية تسعى وراء الربح والكسب لا غير فهي لا تتجاوز أن تكون إعادة لما هو معروف وتكرار لما هو متناول ومشهور ...[1] ü شهرة الكاتب الفكرية والسياسية وخبرته الدبلوماسية والعسكرية أصبغت على الكتاب شيئا من التوثيق والاعتماد والتزكية ü وصفه الدقيق للجيش وللأسطول الجزائري جعل من الكتاب وثيقة مهمة وخطيرة تخدم رغبة العالم الغربي الصليبي في التعرّف على وحدات هذا الأسطول وعلى قوته الحقيقية ومواطن ضعفه من أجل القضاء عليه ... ü وصفه لحكومة الجزائر وهيئاتها وأعرافها الدبلوماسية جعل من الكتاب وسيلة ناجحة في حسن تعامل القناصل والدول الغربية عموما مع إيالة الجزائر ... ü الوصف الطبوغرافي لمدينة الجزائر وحديثُه عن تحصيناتها وعن نقاط ضعفها وقوّتها وعن ضواحيها كان ذا أهمية عظيمة بالنسبة لجميع الدّول المتربّصة بالجزائر وعلى رأسها فرنسا ü التفصيلات الدقيقة والمعلومات الكثيرة عن اللهجات الجزائرية كان ذا أهمية بليغة لكلّ المتعاملين مع الجزائريين وللدارسين للغاتهم ولهجاتهم يشترك في ذلك الأصدقاء والأعداء ب. أهميته العلمية غير المتعلقة بفترة محدّدة ü أهميته في الدراسات التاريخية :يعتبر الكتاب مصدر من المصادر التي تحدّثت عن مرحلة نهاية الحكم العثماني بالجزائر في الفترة الممتدة بين 1816م و1824م بكلّ تفصيلاتها وتعقيداتها ü أهميته في الدراسات الاجتماعية : توسّعه في الحديث عن المجتمع الجزائري بكلّ شرائحه وإبدائه لآراء وأحكام جريئة بهذا الخصوص يستفيد منها عالم الاجتماع أيّما إفادة... ü أهمّيته في الدراسات اللغوية واللسانية فقد أورد الكاتب قاموسا مصغّرا للهجات الجزائرية القبائلية العربية الميزابية الشاوية وحاول عقد مقارنة بينها 2) استعانة الحملة الفرنسية بكتاب شالر : لقد أصبحت مسألة استعانة الحملة الفرنسية بكتاب شالر واعتمادها عليه في غاية التقرير والتحقيق ولبيان ذلك والتأكدّ منه نعرض النقاط التالية : أ. الذي تولى ترجمة الكتاب هو المترجم الخاص بالملك ولا يستبعد أن يكون فعل ذلك بأمرٍ منه بل هذا هو الراجح لأنّه إنما يعمل ويترجم تحت إمرته ب. مترجم الكتاب شارك في الحملة الفرنسية ولا يزال الغموض يكتنف مهمته فيها هل شارك كمستشار ككاتب كمترجم كمساعد ...لكن المؤكد أنّه شارك وبفعالية كبيرة استحقّ على إثرها وسام الشرف الملكي ومن مظاهر هذه المشاركة كتابه عن حادثة السفينة لابروفانس la Provence ج. تصريح المترجم في زياداته على أصل الكتاب سواء في المقدمة أو التعليقات بهذه الاستفادة والاستعانة حيث يقول في المقدمة : "إنّ ما ذكره الكاتب عن موقع الجزائر ومساحاتها وتحصيناتها وضواحيها بدقّة متناهية سيكون بدون شكّ في غاية الفائدة في إدارة العمليات العسكرية على الجزائر..."[2] ويقول كذلك في ختام مقدمته : "أياما قلائل وسيثبت نجاح حملة الملك التي كلّف بها ضباطنا الأكفّاء وجنودنا البواسل الشجعان صدق تنبآت القنصل الأمريكي ..." في تعليقه على معجم كلمات اللهجات المحلية ذكر أنّه سارع إلى ترجمة هذا الكتاب ليخرج في الوقت المناسب بتلبية حاجيات القراء عموما وأفراد الحملة الفرنسية على وجه الخصوص[3] د. اعتماد الحملة الفرنسية خطّة القنصل الأمريكي بحذافيرها بدايةً من وقت النزول ومكانه وطريقته وكلّ ما جاء في كتابه ... ما ينبغي تسجيله في هذا المقام أنّ فرنسا استعانت بجواسيس عدّة وفي حقب تاريخية مختلفة من أجل احتلال الجزائر لعل من أشهرهم الضابط بوتان[4] ولكن ما قدّمه القنصل الأمريكي للحملة الفرنسية أكبر وأهمّ بكثير ممّا قدمه هذا الجاسوس لأسباب عدّة أهمّها ما يلي: ü قِدَمُ معلومات بوتان جمعها سنة 1808 بأمرٍ من نابليون بونابرت حيث وصل إلى مدينة الجزائر يوم 24 ماي 1808م و توفي سنة 1815م أي قبل الاحتلال بخمس سنوات ومعلوماته مرّ عليها ما يقارب 22سنة وهي مدّة زمنية مهمّة يمكن أن تتغير فيها معالم المدينة كلّها فضلا عن تحصيناتها العسكرية ...بينما معلومات القنصل شالر جديدة ومتأخرة عن معلومات بوتان حيث تعود إلى 1824م ü معلومات بوتان على دقّتها لا ترقى إلى سعة ودقّة معلومات القنصل شالر فكلّ ما ذكره بوتان بعد أن نزل مدينة الجزائر يوم 24 ماي 1808م وزار المدينة وطاف بضواحيها شرقا وغربا واطّلع على تحصيناتها وقوّة حاميتها أنّه ينبغي أن لا يزيد جيش الحملة على 40ألف جندي وأن تتمّ بين 10ماي و10جوان وأن لا تستغرق أكثر من شهر وبيّن ضعف الجهة الغربية للعاصمة بالمقارنة مع جهتها الشرقية الشيء الذي كان ظاهرا للعيان ...بينما معلومات شالر وأدقّ وأوسع وأعمق والحملة الفرنسية سنة 1830م جاءت مقاربة لمعلومات بوتان ولكنّها مطابقة لمعلومات شالر ... ü معلومات بوتان لم تكتب في عين المكان بل هي ما حفظه هذا الضابط من مذكراته وتدويناته التي أضاعها نتيجة خوفه من أن تقع بين يدي الإنجليز في حملة تفتيش تعرّضت لها السفينة التي كانت تقلّه إلى فرنسا قادمة من الجزائر حتى أنّ بعض المصادر تذكر أنّه اضطرّ إلى أكلها ...بينما معلومات القنصل شالر أوثق فهو كتبها في عين المكان وحافظ عليها من يوم الكتابة والتدوين إلى وقت الطباعة والنشر... ü إنّ كتابة ضابط ومهندس عسكري مهما علت مرتبته واتّسعت تجربته كبوتان لن ترتقي أبداً إلى كتابة رجل يجمع بين صفات وميزات وخصائص عدّة فهو قنصل دبلوماسي مشهور وهو رجل فكر وأكاديمي معروف وهو كاتب صحفي ومحقق متعدد المصادر وهو بحار رحالة طبوغرافي ذو تجربة واسعة ...فلا بدّ وأن تكتسي كتابة مثل هذا الرجل شيئا من التزكية والاعتماد والتوثيق وهذا ما صرّح به المترجم بيانشي في مقدمته ... ü القنصل شالر يصرّح في غير مبالاة بالأعراف الدبلوماسية بأنّه لا ينبغي الاقتصار على مهاجمة الإيالة من عرض البحر ثمّ العودة إلى القواعد كما فعلت الحملات السابقة كما لا ينبغي النزول للبرّ الجزائري نزولاً مؤقّتاً ...بل ينبغي احتلال الجزائر وطرد الترك وجيشهم الانكشاري منها وإقامة دولة غربية مسيحية مكانتها وبدلها... وهذا ما لم يجرأ على التصريح به أحد بما في ذلك جواسيس فرنسا أنفسهم... [1] راجع مقدمة بيانشي على الترجمة الفرنسية للكتاب ص 1 , 2 [2] ص4 من الترجمة الفرنسية للكتاب [3] هامش الصفحة 220 من المرجع السابق [4] لفرنسا جواسيسر كُثر منهم كذلك تونير و فيما بعد ليون روش وغيرهم لكن أشهرهم وأكثرهم ذكرا في المصادر التاريخية هو بوتان |
|||
2011-05-06, 20:57 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
الفصل الثالث : تحليل القنصل ووصفه للجزائر (الجغرافية) الفصل الثالث : تحليل وتوصيف القنصل وليام شالر للجزائر بلدا حكومة وشعبا 1) بين يدي تحليل شالر : تحليل القنصل وليام شالر عبارة عن وصف دقيق لجميع مناحي حياة المجتمع الجزائري خلال تلك الفترة من الزمن ... نعم لا يخلو هذا الوصف من كثير من الأحكام الذوقية والاستعلائية غير الموضوعية التي لا تخفى على متأمّل والتي سنفرد لها مبحثا خاصّاً ...لكن مع ذلك كلّه فإنّ تحليله للمجتمع الجزائري ووصفه الدقيق والعميق يبقى ذا فائدة عظيمة ومصدرا مهمّاً للوقوف على أوضاع الجزائر وحالتها في بداية القرن التاسع عشر ... الينابيع والمياه المعدنية : خصّ لها جزءا من كتابه حيث يقول:[17] «...وكذلك يوجد في الجزائر عدد من ينابيع المياه المعدنية والينابيع الملحة . » ثمّ ساق وصفا عجيبا لحمام ريغة نقله عن الرحالة الدكتور شاو: «...يقع بين الشلف والبحر على مسافة نحو 60 ميلا في غرب الجزائر . وهذا الحوض الذي يكثر الإقبال عليه , يمتد على 12 قدما مربع [18] ويبلغ عمقه أربعة أقدام , ولمياهه درجة من الحرارة محتملة , وبعدما تخرج هذه المياه من الحوض الأوّل , تجري لتملأ الحوض الثاني الذي هو أصغر من الأوّل , وفي هذا الحوض الصغير يستحم اليهود الذين لا يحقّ لهم الاختلاط بالمسلمين . وفي العهد الغابر كان يقف مبنى أنيق يرتفع فوق الحمام ويمتد ممرات مفروشة بالحجر حول الحمام نفسه . ولكن الحمام في الوقت الحاضر يقع في الهواء الطلق , وفي الوقت الذي زرته فيه كان مغطى بالإحجار والفضلات . وفي فصل الربيع الذي هو الفصل الذي يقصد فيه الناس الحمامات المعدنية يأتي جمهور غفير إلى الحمام ويقال إنّ مياهه تشفي من الروماتيزم البرقان وغير ذلك من الأمراض المزمنة »وإذا كانت معلومات الكاتب وتوصيفه للجزائر جاء متفرقاً في بطون فصول الكتاب السبعة وفي لواحقه ...بشكل يحتاج إلى كثير من التنظيم والترتيب فهو كثيرا ما يشرع في موضوع محدّد كحديثه عن الطوائف السكانية والبنية الاجتماعية للجزائر ثمّ ينصرف عنه إلى موضوع آخر ليعود إلى ذات الموضوع الأوّل في فصل آخر غير الفصل المخصّص له ... ولعلّ المتأمّل في أسباب استطرادات الكاتب وعدم ترتيب وتنظيم معلوماته يتأكّد أنّ هدفه الاستعماري وكيده بالجزائر وبغضه لنظامها وحكومتها هو السبب الأوّل والأهمّ لهذه الفوضى الموجودة في الكتاب... فهو كما تراه في مواطن عدّة من كتابه يشرع في موضوع اجتماعي أو اقتصادي أو لغوي ... ولكن بمجرد أن ترِدَ منه إشارة للأسطول الجزائري أو لجيشها أو لحكومة الداي إلاّ وانساق وراءها يسبّ ويشتم ويخطط ويدعو ...ويكتبُ كلّ ما يجول في خاطره ممّا تمليه عليه عقيدته الصليبية وعقليته الاستعمارية . لهذا السبب سنعيد عرض تحليله للجزائر وتوصيفه لها في شكل فصول ومباحث جديدة من شأنها أن تسهّل علينا الإلمام بنظرة القنصل للأمة الجزائرية ... 2) الجانب الجغرافي : المقصود به حدود الجزائر طبوغرافيتها تضاريسها مناخها أقاليمها ومدنها كما يراها القنصل الأمريكي : أ. حدود الجزائر [1]: يبدو أنّ القنصل بحكم احترافه للبحرية كان ذا دراية واسعة بالجانب الفلكي والطبوغرافي فهو في كتابه هذا يعطي معلومات في غاية الدقّة والتحقيق لا تختلف كثيرا عن المعلومات المعاصرة إلاّ شيئا بسيطا لا يؤثر في مصداقيتها وأهمّيتها... والملاحظات التي يمكننا تسجيلها فيما يخصّ حدود الجزائر قوله أنّ الصحراء الكبرى هي التي تحدّها من جهة الجنوب , يستفاد من قوله هذا أنّ الحكم العثماني لم يشمل المناطق الصحراوية الداخلية بل كانت مستقلة تمام الاستقلال وقد صرّح له بذلك بعض من لقيهم من بني ميزاب وقالوا أنّهم لم يخضعوا أبدا طوال تاريخهم لأيّ دولة من الدول بل ولم يدخلوا في نزاع خارجي قطّ[2] كما يستفاد من عدم تحديده الدقيق لهذه الحدود كما فعل مع الجهة الغربية والشرقية والشمالية أنّها غير مستقرة فهي تتغير بتغير ولاءات القبائل الداخلية كما أنّ جهل القنصل بطبيعة هذه المناطق الداخلية جعله يطلق هذا الحكم العام غير المفصّل ... وفي هذا الشأن يقول الكاتب[3] :«... ومع ذلك , يمكننا أن نلاحظ أنّ الحدود الصحراوية لا تتجه في خطّ مستقيم , حيث أنّ هذه الحدود التي تتخلّلها جبال ومستنقعات وسهول خصبة , هي التي تسمى على خرائط إفريقيا ببلاد الجريد , وهذه الأراضي يحيط بها الغموض ولا يمكن الحديث عنها قبل أن تستكشف يصورة أفضل. لقد قمت بتحقيق في الموضوع مع عدد من الأهالي المسافرين جعلني أفترض أنّ باد الجريد واسعة , ولكنه نظرا لأنّ حدودها لم ترسم بوضوح , فأنا لا أريد أن أدخل في نقاش وأعرض نتائج تتعارض مع ما ذكره المسافرون والرحالون الموثوق بهم .» الملاحظة الثانية أنّ الحدود الغربية والشرقية كانت أوسع ممّا هي عليه اليوم «...فهي تقع عند مكان يسمى (طونت) على مسافة نحو أربعين ميلا من نهر ملوية الكبير , 16 دقيقة من خطّ طول غربي خطّ طول غرينتش ... »[4] أما من جهة الشرق فهي تمتد إلى مدينة طبرقة فالزعم أنّ فرنسا قد وسّعت من حدود الجزائر وأخذت شيئا من الأراضي التونسية والمغربية غير صحيح بل الصواب أنّ حدود الجزائر تقلّصت خلال فترة الاستعمار الفرنسي... أ. مساحة الجزائر : استعان الكاتب في تحديد مساحة الجزائر إضافة لمعلوماته الخاصة بما ذكره الدكتور شاو حيث يقول[5]: «... والدكتور شاو الذي يعرف هذا الموضوع أكثر من أيّ جغرافي آخر , يعتقد أنّ عرض المملكة في ناحية[6] تلمسان لا يتجاوز 40 ميلا[7] ومن مدينة الجزائر لا يتجاوز 60 ميلا وأنّ متوسط 60 ميلا[8] يمثل عرض المملكة انطلاقا من البحر الأبيض المتوسط حتى الصحراء , وهذا الامتداد يمثل ما يسميه العرب بالتلّ أو الأراضي القابلة للزراعة التي لا تقطعها الصحراء... » ويقول أيضا عن المسافة بين غرب الجزائر وشرقه في الشمال[9] : «ومن هنا [أي من منطقة طونت 16 دقيقة غرب غرينتش ما يمثل الحدود الغربية للجزائر] فإنّ المسافة حتى طبرقة التي تقع عند مصب نهر صغير عند 90 درجة و16 دقيقة طول شرقي تبلغ حوالي 500 ميل[10]» ثمّ يقول مستنتجا «وطبقا لهذه المعلومات , إذاً , تبلغ مساحة مملكة الجزائر حوالي 30 ألف ميل مربّع[11]...» والمقصود هنا مساحة شمال الجزائر فقط ... ب. تضاريس الجزائر : لم يتوسع كثيرا في بيان ووصف تضاريس الجزائر ولعلّ السبب يرجع إلى كون القنصل شالر رغم طول مدّة مكوثه في الجزائر إلاّ أنّه لم يكن يتنقل خارج الجزائر العاصمة ولم يزر المناطق الداخلية ... يقول عن هذه التضاريس:[12] «...والبلاد جبلية حيث تخترقها سلسلة جبال الأطلس التي تمتدّ من الغرب إلى الشرق , والتي تشكّل ألوانا مختلفة من التشكيلات الجبلية والأودية , والأهالي يؤكدون أنّ جميع هذه الجبال تعلوها الغابات وأنّ قممها مأهولة بالسكان من (القبائل) الذين يجدون فيها مراتع وافية تكفي لرعي قطعانهم وأراضي وراعية محدودة تفي بحاجاتهم ...» وعن الأنهار والوديان يقول [13]: «... وإذا كانت مملكة الجزائر تحتوي على ينابيع وجداول وفيرة للمياه الغزيرة و فإنّها لا تملك أنهارا ذات أهمية تذكر. ونهر الشلف هو أعظم أنهار البلد , ومنابعه تقع في الصحراء في جنوب ولاية تيطري ومجرى النهر يقترب من مدينة الجزائر حتى يمر على مسافة نحو خمسين ميلا منها , ثم يعرج في اتجاه الغرب ليجري في اتجاه ليجري في اتجاه شبه مواز لخط الشاطئ وينصب في البحر الأبيض المتوسط عند درجة 1,20 من الطول الشرقي على مسافة نحو ثلاثين ميلا غربي رأس تنس . وهذا النهر يرجح أن يكون قابلا للملاحة في بعض المناطق في أعاليه وفي مواسم الأمطار ترتفع مياه شلف وتطغى على جنباته لتغرق مساحات معتبرة من الأراضي المجاورة ويصبح عقبة كبيرة في طريق المواصلات بين الجزائر ووهران. وفيما عدا نهر شلف لا يوجد نهر يستحق الذكر , ولو أنه توجد أنهار صغيرة وجداول من الطول بحيث أنها تبلغ البحر .» ج. مناخ الجزائر : يقول واصفا مناخ الجزائر[14] : «والمناطق المأهولة من هذه البلاد الممتازة تمتد بين الدرجة الرابعة والثلاثين والدرجة السابعة والثلاثين عرض شمالي , وتتمتع بجو صحي ومناخ معتدل مريح , ليس بشديد الحرارة في الصيف ولا بقارس البرد في الشتاء . على أنه تستثنى من هذه القاعدة الرياح الجنوبية التي تهبّ بين الحين والحين وتدوم أحيانا أربعة أو خمسة أيام في منتصف الصيف , وحينئذ ترتفع درجة الحرارة لتبلغ الأوقات 108 درجة فهرنهايت[15] . وفي غضون الفترة بين شهري أبريل وسبتمبر تهبّ الرياح عادة في اتجاه الشرق وهي تكون مثقلة بالرطوبة ولكنها لا تحمل أمطارا وفي غضون الفترة الباقية من السنة تهب الرياح عادة في اتجاه الغرب. وموسم الأمطار في المملكة يمتدّ من نوفمبر حتى أبريل ويحدث أن تكون الأمطار غزيرة في شهري نوفمبر وديسمبر وفي يناير وفبراير ويكون الطقس جميلا معظم الوقت . وأما كميات الأمطار التي تنزل سنويا فهي تتراوح بين 24 و 28 بوصة [16]» [1] المرجع السابق ص 27 ـ 28
[2] المرجع نفسه ص 111 [3] المرجع السابق ص 28 [4] المرجع نفسه 27 [5] المرجع نفسه 27 ـ 28 [6] في الترجمة العربية (في اتجاه تلمسان) ما يوحي أنّ هذه المسافة يقصد بها ما بين تلمسان والجزائر العاصمة والقصد المساحة الداخلية للجزائر في جهة الجنوب [7] أي ما يعادل 64,37 كلم [8] أي ما يعادل 96,56 كلم [9] المرجع السابق ص27 [10] أي ما يعادل 804,672 كلم [11] أي ما يعادل 48280,30 كلم2 [12] المرجع السابق ص28 [13] المرجع نفسه ص 31 [14] المرجع السابق ص 28 ـ 29 [15] ما يعادل 42,2 على المقياس المئوي [16] ما يعادل 609,6 إلى 711,2 [17] المرجع السابق ص 31 [18] أي ما يعادل 3,65 م2 وعمقه حوالي : 1,21 م |
|||
2011-05-06, 20:58 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
الفصل الثالث : تحليل القنصل ووصفه للجزائر (الحواضر والمدن) أ. المدن الجزائرية : يقول في وصف هذه المدن التي لم يزرها قطّ:[1] «ومدن المملكة إذا استثنينا العاصمة ...ليست ذات أهمية » ثمّ يبدأ في تعداد هذه المدن ووصفها واحدة تلو الأخرى مدينة الجزائر: استغرق في وصفها والحديث عنها فصلا كاملا بأكثر من ثلاثين صفحة لما لهذه المدينة من أهمية عظيمة حتى كانوا يعتبرونها عصب المملكة وأنّها متى سقطت في أيدي أمة صليبية متحضرة اتّبعتها باقي الأقاليم والمدن مطيعة أو مكرهة دون عنف أو مقاومة ... سنقتصر في هذا المبحث على نقل بعض كلامه المتعلق بالمدينة من حيث أهمّيتُها موقعها وبعض معالمها على أن نعود في مباحث أخرى لذكر الجوانب الاجتماعية والثقافية والحضارية والعقدية ...لمدينة الجزائر وسكانها. يقول الكاتب واصفا مدينة الجزائر[11]: « اسم الجزائر بالعربية معناه (جمع جزيرة في البحر) وهي تلقب بالحربية , والمدينة هي مركز الثروة والسلطة لهذه الإمبراطورية العربية ففيها توجد دور الصناعة التي تحوي (بفصل مساهمات الممالك التي تدفع الضرائب) على كلّ أنواع الذخائر العسكرية والبحرية , وآلات الحرب الضرورية للهجوم والدفاع معا وهنا يقيم وكلاء الدول الأجنبية لتقديم خنوع دولهم أو للتآمر ......يقول الدكتور شاو أنّ مدينة الجزائر تقوم في مكان إيكوسيوم Icosium القديمة (36,48 ع 3,27 ط ش) في الطرف الغربي لخليج جميل يمتدّ في شبه دائرة على مسافة 15 ميل و68 قامة[12] وله مهد جميل من الرمل الناعم. وبنفقات باهظة وأشغال جبارة أمكن وصل الجزيرة الصغيرة التي أشتق منها البلد اسمه باليابسة , وعلى الممر المرتفع على مستوى البحر ويجمع بين اليابسة والجزيرة تقوم سلسلة عظيمة القدر . وإلى جانب ذلك , يحيط بالجانب الجنوبي للجزيرة رصيف يبلغ عمق امتداده في البحر خمس قامات . والميناء مرسى مأمون من الرياح يتسع لحوالي خمسين سفينة . وجميع منافذ مدينة الجزائر تحميها تحصينات منيعة مسلحة بالمدافع الثقيلة التي تجعل كلّ محاولة مباشرة للسفن الحربية للهجوم على المدينة محاولة ميئوسا منها...ومدينة الجزائر مبنية على شاطئ البحر على قاعدة واسعة نسبيا في شكل نصف دائري على هضبة سريعة الانحدار ويبلغ قطرها نحو ميل ونصف وتحتوي على ما يتراوح بين 8 و10 آلاف منزل . وطرق المدينة ضيقة جدا وسقوف المنازل متقاربة إلى حدّ يمنع شعاع الشمس من الدخول إليها . وكذلك يمكن إقامة اتصالات بين مختلف أحياء المدينة بواسطة سطوح المنازل . وحول المدينة ترتفع أسوار تعلوها حصون وأبراج ووراء الأسوار خندق جاف . وللمدينة أربعة أبواب وليس لها ضواحي وإذا مدّدنا قليلا إلى الأمام خطيها الشمالي والجنوبي فستتخذ مع قاعدتها شكل زاوية منتظمة . والقصبة تشرف على المدينة من قمة ضيقة وتعلو أوكار المدافع المسددة إلى البحر....وإذا نظرت إلى مدينة الجزائر من البحر فستبدو لك في شكلها ولونها أشبه ما تكون بشراع سفينة ينتشر في مرج أخضر اللون والجبل المشرف عليها والأراضي المزروعة المحيط بها والتي تغطيها منازل بيضاء , وبعضها من المباني الفخمة تترك في نفسك انطباعا وأنت تقترب منها بأنّك تشاهد واحدا من أجمل ما يرى على شواطئ البحر الأبيض المتوسط....» وبعد شرح وتوسع واستطراد في وصف العاصمة يقول كالمستخلص أو كالذي يستنتج بعد طول تحليل[13]:«...ومن كلّ ما تقدم يجب أن نستخلص أنّ مدينة الجزائر تعتبر من أغنى مدن العالم بالمال . توفيت أرملة أحمد باشا[14] عن سنّ متقدمة جدا وشاع القول بأنها خلّفت تركة تبلغ عدة ملايين من الدولارات . وورثة مصطفى باشا ...يملكون في مدينة الجزائر وخارجها ثروة تقدر بنصف مليون دولار... »ü تلمسان :[2] «فمدينة تلمسان تقع في الغرب , غير بعيد من الحدود على مسافة متساوية بين البحر والصحراء . وتلمسان كانت عاصمة المملكة في الماضي , وهي مدينة معتبرة ,فإنّ الدكتور شاو يقول أنّ سورها القديم يبلغ دوره أربعة أميال . على أنه مند حلول الأتراك في هذا البلد , أصيبت تلمسان بإهمال , وذلك على الرغم من موقعها الجغرافي الممتاز , ويفترض أنّ عدد سكانها في الوقت الحاضر يبلغ 3000 نسمة .» ü وهران 2: «مدينة وهران تقع على مسافة 54 ميل في الشمال الشرقي من مدينة تلمسان وميناء وهران ممتاز في الفصول العادية ويمتد برزخ على مسافة خمسة أميال في الجنوب الغربي من خليج أرزيو الجميل (35,48 درجة عرض و4,40 درجة طول شرقي) وسكان مدينة وهران يبلغ عددهم في الوقت الحاضر نحو ثمانية آلاف نسمة والمدينة تمتد أحياؤها في منطقة خصبة للغاية , وإذا اعتبرنا خليجيها الجميلين وقربها من جبل طارق وإسبانيا فإنّها بدون شكّ هي المدينة المهمة الثانية في المملكة » «كان الإسبان قد أقاموا حول مدينة وهران تحصينات منتظمة , وبعد احتلال دام نحو قرن من الزمن , بموجب معاهدة صلح مع الجزائر[3] , أعادوها إلى الجزائريين وهم يأملون الحصول على فوائد , ولكن أملهم لم يتحقق قطّ .[4]» ü مستغانم1 «وعلى مسافة بضعة أميال إلى الشرق من وهران, تقع مدينة مستغانم التي كانت مدينة مهمة جدّاً , أثناء الاختلال الإسباني لمدينة وهران ولكنّها فقدت كلّ أهميتها بعد ما استعادتها المملكة» ü البليدة : [5]«يبلغ عدد سكانها ما يتراوح بين 8 و 10 آلاف نسمة , وهي تقع في جنوب العاصمة و وعلى الطرف الشمالي لسهول متيجة وعلى مسافة 24 ميل من مدينة الجزائر .» ذكر الكاتب في الهامش أنّ زلزالا عنيفا ضرب منطقة الجزائر والبليدة على وجه الخصوص في شهر مارس 1825م على الساعة التاسعة والنصف صباحا تلته عدّة هزات ارتدادية ... قال واصفا ما حلّ بمدينة البليدة من الدمار3 : «...وقد نجم عنها تدمير مدينة البليدة تماما بحيث لم يبق فيها منزل واحد قائما على أساس....وتدلّ تقديرات معتدلة جدّاً على أنّ عشرة آلاف نسمة قد هلكت في هذا الحادث الفظيع ...» ü المدية :[6] «على مسيرة يوم في نفس الاتجاه تقع المدية قاعدة ولاية تيطري , وهي تشبه البليدة من حيث الأهمية والامتداد وموقع هاتين المدينتين قرب العاصمة وفي أخصب مناطق نوميديا قد جعلهما تتمتعان بوفرة ورخاء زراعي كبير » ü قسنطينة :1 «قاعدة الولاية الشرقية هي مدينة سيرت القديمة وهي تقع على نهر يسمى الرمل على مسافة نحو أربعين ميلا من البحر (36,20 درجة عرض شمالي 6,30 درجة طول شرقي) والأهالي يذكرون أن سكان قسنطينة يبلغ حوالي 20 ألف نسمة في الوقت الحاضر. وموقع مدينة قسنطينة من أعظم المواقع التي يتصورها الإنسان ومتى أشرفت على إدارتها حكومة حكيمة , يمكن للمدينة أن تأمل في الحصول على فوائد جمة » ü بونة[7] : «هي هيبو ريجيوس Hippo Regius القديمة وعدد سكانها في الوقت الحاضر نحو... 4000 نسمة وللمدينة ميناء مأمون (36,43 درجة عرض شمالي 8,0 درجة طول شرقي) كانت مدينة عنابة قبل الثورة الفرنسية مركزا تجاريا أهمّ من مدينة الجزائر حيث كانت محورا لجميع العمليات التجارية التي كانت تقوم بها الشركة الفرنسية الإفريقية التي أسست بموجب امتياز لاحتكار صيد المرجان الذي يستخرج من مياه هذه الشواطئ وقد منحت امتيازات أخرى كذلك وهذه الامتيازات جددت عقب عودة الملكية إلى فرنسا, ولكنه لم ينجم عنها أيّ تحسن ملحوظ في تجارة مدينة عنابة التي يضمن لها موقعها المهم تحقيق تقدم أكبر لو وجدت التجارة والزراعة أيّ تشجيع في هذا البلد .» ü بجاية :[8] « (36,45 ع ش ـ 9,49 ط ش) تملك بجاية أعظم ميناء على هذه الشواطئ , وقد كانت في الماضي أهمّ مستودع بحري للإيالة . والمناطق المجاورة لبجاية مناطق جبلية ولكنّها تتمتع بخصب نادر لإنتاج الزيتون , ولو نالت بجاية التشجيع الذي تستحقه لأصبحت مدينة ذات تجارة واسعة مهمة , وعدد سكان بجاية في الوقت الحاضر لا يتجاوز ألفي نسمة . » ü شرشال[9] : «مدينة شرشال Julia Caeserie البحرية التي كانت أهمّ مدن موريتانيا الرومانية وهي تقع في غرب الجزائر (2,39 ط ش) . كانت شرشال في عهد الدكتور شاو مدينة كبيرة نوعا ما ولكنها الآن فقدت كلّ أهميتها وأصبحت قيمتها لا تتجاوز كونها مركزا لصنع نوع من الفخار الرديء الذي يحمله سكانها على السفن إلى الجزائر لبيعه .» ü يقول الكاتب عن باقي المدن الجزائرية التي لم يتعرض لذكرها وبيان ما لها من أهمية إستراتيجية أو ثروات طبيعية: [10]«...لقد قدم لنا الدكتور شاو وصفا لعدد آخر من المدن على الشواطئ وفي الداخل ولكن هذه المدن لم تتمكن من الاحتفاظ بالمزايا التي كانت لها ولذلك فأنا لم أستطع جمع أية معلومات عنها . وأنا أستنتج من ذلك أنّ تلك المدن فقدت كلّ نفوذ سياسي أو تجاري كان لها في الماضي » [1] المرجع السابق ص 34
[2] المرجع نفسه ص 35 [3] المعاهدة عقدة يوم 12 سبتمبر 1791 م وخرج الأسبان من وهران في السنة التي بعدها ودخلها الداي محمد عثمان الكبير يوم 22 فيفري 1792م ولكن ما يسميه الكاتب صلحا يوهم أنّه عطية وهبة إسبانية والحقيقة أن استرداد وهران جاء بقوة السلاح وعقيدة الجهاد لأنّ محاولات استردادها لم تتوقف قطّ ابتداء من محاولة خير الدين سنة 1557م ثمّ تواصلت المحاولات تباعا لعل من أشهرها محاولة سنة 1686م وتمكّن المسلمون من استرجاعها يوم 20 جانفي 1708 م وعاود الأسبان احتلالها سنة 1732م وتواصلت محاولات إنقاذ وهران واستردادها إلى أن اضطرّ ملك إسبانيا كارلوس الرابع إلى الاعتراف بسلطان المسلمين على وهران وتوقيع وثيقة الانسحاب منها ... [4] المرجع السابق بنفس الصفحة [5] المرجع نفسه ص 36 [6] المرجع السابق ص 36 [7] هكذا سماها في الأصل الإنجليزي وفي الترجمة الفرنسية أما المترجم العربي فاختار اسم عنابة [8] المرجع السابق ص 37 [9] المرجع نفسه ص38 [10] المرجع نفسه ص 37 [11] المرجع السابق ص 72 ـ 73 ـ 74 [12] أي ما يعادل أويقارب 25 كلم [13] المرجع السابق ص 78 [14] الداي السادس قبل آخر دايات الجزائر الداي حسين |
|||
2011-05-07, 11:01 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله |
|||
2011-05-07, 22:31 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله |
|||
2011-05-26, 21:02 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
يُرفع للفائدة . |
|||
2011-05-26, 21:36 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
.مجهود تستحق الشكرعليه .بارك الله فيك. |
|||
2011-05-29, 18:40 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكور على هذه المجهودات ونحن ننتظر منك المزيد حول تاريخ الجزائر العثماني خاصة بارك الله فيك. |
|||
2011-06-02, 15:03 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
اكرم الله مثواك و رد لك كل كلمة حسنة ان شاء وشكرا لك يا نبيل الموحد |
|||
2011-06-26, 13:47 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير |
|||
2011-06-29, 16:33 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
مشكوووووووووووووووور |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجزائر ، احتلال ، سيدة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc