اليوم اكتشفت أني حصيلة المـــــــاضي ... كل ما أنا اليوم عليه هـو تحصيل حاصل نتيجة ما كنت ســـــابقا علـيـه أنـا....اليـوم أنـا ..........................
يزعجني كثيـرا ترددي كوني لا أستطيـع أن أبدأ أنـا في الســــــلام على الاخرين...ولا أقول أني لا أفعل لكني كثيـرا أتردد في فعل هذا ... بل وغالبا ما أتجنب فعله ..... وكثير من الأشياء في نفسي تزعجني ولا أريد تغييرها دفعة واحدة تذكرت البارحة حقبة مضت من حيــــــاتي ... وأياما ولت من عمري ... لكني تذكرتها كما لو أنها حدثت اليــــوم ومر أمامي شريـط ذكريــــات....أكذب إن قلت أنه يفرحني تذكره لكني أيضا قد أتناسى أي شيء في حياتي إلا ذاك الشيء الـذي حدث وانتهى لكنه صنع مني ما أنا عليه اليوم .... ولا أبـالغ إن قلت أني اليوم في حاضري ناتج ما كنت عليه في طفولتي في الماضي.... كنت طفلة لا تخاف من شيء إلا أن تعرف أن أحدهم غاضب منهـا فتبذل كل شيء تستطيعه وحتى ما لا تستطيع كي ترضي الغاضب وإن لم تكـن مخطئة... ولا بأس إن قوبلت بالرفض والإهانة المهم أن لا ينام أحدهم وهـو غاضب عنها ......وكثيرا ما تكون مظلومـة وليس لها أي ذنب في ذلك... عفـويـــــــة جدا لدرجة تدفع بها أن تفهم بطريقة مغايرة وتتهم أيضا بالغبــــاء والتـــــهور....كـانت لا تتردد في الدخول بين مجموعة لتتحدث معهم وتشاركهم الحديث ... لا تهتم إذا مـا كـان وجودهـا تطفـــــلاا لم يكن في قاموس حياتها ومفاهيمها معنى تبحث عنه عندما تكون في هذه المجموعة ويبدأون بالتهامس لم تكن تفهـم أساسا هذه المعاني لم تكن تأبه إلا أن تحب الجميع فيبادلها الجميع الحــــب .... فهي تؤمن تماما أن العالم أجمع يتصرفون بطيبــــة وصفــــــاء نية كما تفعل هي... تصارح الجميع بما يحدث معها لا تعرف معنى للغموض والخبث الذي يحمله بعض البشر فكان كل ما يحدث معها هو مسلسـل يشاهده كل من حولها لا يمكن أن تفكر يوما ما الذي قد يقوله البشر عنها أو ما الـذي يمكن أن يحدث جراء صراحتها و واقعيتها كانت ببساطة كتاب مفتوح للجميع يقـرؤون فيه ما شــاءوا بل ويضيفون عليه أيضا ما شاءوا ولا بأس أن يعيرونه لأصدقائهم وأعدائهـم أيضا.... وأما هــــي فكل همهما أن لا يغضـب أحد منها وأن يكون الجميع سعداء خصوصا أن لا يكون هناك أحد يشعر بالغضـب عليها
كانت طفلة تحب كثيرا أن تعبـر عن حبها بالهدايا لا يهم كم تكلفها من المال بل كثيرا ما كـانت الهدايا هي أشياء تخصها وتحبها كثيــــرا ... لكنها من فـرط بــــــراءة قلبها وعفويــــــتها كانت تريد التعبير فقط عن حبها بأي طريقـة كـانت أو تكـون...
كانت تحب الجميـع تعبر عن حبها وإعجابها بلا حدود وبلا تكلف ...غيـر آبهة عما يقوله الآخرون عن هذا...إذا ذكرها أحدهم بسـوء أزعجها ذلك تبكي كثيرا بينها وبين نفسها لتصحو صباح اليوم التالي وتذهب لذاك الشخــص مبتسمة لتسأله بعفــــويـة وســـــــذاجة عن السبب الذي دفعه لذلك فهي لا تذكر أنها تكـره أحدهم أو أن أحدا قد يكـون كذلك...
أذكر ذات يوم أن إحدى زميلاتي التي كنت أسميهن جميعا (صحباتي) أخبرتني أن فلانة قالت عنك كذا وكذا ... أزعجني ذلك كثيرااا فتذكرت عمر بن الخطّاب رضـي الله عنه كيف أهدى لأحد اغتابه طبقا من التمر لأنه أهدى إليه حسناته فذهبت إليها وأهديتها أحد أقلامي التي قالت لي ذات مرة أنه أعجبها وأخبرتها أنه هدية مني إليـها ......
مثـــــــــالية أذكرها ويمتزج في قلبي فرح وحزن وتحسر..تلك الطفلة ما كانت لتفكر عما إذا كان أحدهم يحب وجودها أم لا ... تحب الجميـــــع ...ولا تنتظـر لهـذا مقابـل من أحــــــد.!!................................
والله إني أشتـــــــــاق لتلك الطفلة التي لا زالت بقايا كثيرة منها بداخلي ...!!................................
ومضـت الأيــــــام وكبرت الطفلة وعصفت بها الأيام كما يقتضي الحال الفطري لهذه الدنيا ... وأصبحت تدرك جيدا كيف يبتسم أحدهم في وجهها ضحكا وفرحا ثم يعود ليعبس ويغضـب امتعاضا وتهجما ....أصبحت تعلم جيــــــــدا من هم الأصدقاء ومن هـم أشبـــــــاه الأصدقاء ...ومـن هم المنافقــــــون ومـن هــم الكــــــذابون...؟!!
هـذه الطّفلــة كبرت....كبرت كثيــــــــرا أكثـر من المفترض وأصبحت تحمل عقلا وقلبا كبيرين جدا ورأت أن الحياة تمتلك أوجها كثيرة متعددة لتواجه بها البشر كل حسب طبعه ....
تغيرت جدا تلك الطفلة وكبرت ... كبرت أكثـر من عمرهـا بسنوات طويــــــــلة ...أصبحت تخاف أن تبادر بالذهاب لأحدهم ما لم يبدأ هو بذلك لكنها تفعل ذلك أحيانا كثيرة في محاولة لتغييــر هذه الـعادة ...
كبرت أنا منذ ذلك اليــوم كثيرا أصبح لي عالمي الخاص لا أشارك فيه أحدا لست انطوائية ولكني أيضا لا أقول عن نفسي اجتمـاعيــــــة رغم أن من حولي لا يقولون هـذا عني لكنهم لا يعلمون أني في وسـط الزحام أحيانا أحاول البحث عن زاويـة هادئـة بـأعماق نفسي من الداخـــــل... قيل لي غريبة الأطـوار ومعقدة أيضا و مغرورة وكبريائي سيبعد الناس عني هذا ما كنت أسمعه ممن يعرفونني ولكن رغم أن التي كانت لم تعد كما كانت....إلا أن الماء إذا جف بقت هناك ترسبــات قبل أن يجف بكامله وهذه أنــــــا ..
كل يوم كان درسا جديدا تعلمت كيف تكون قوية عزيزة نفس شامخة ....ومع الأسف لم تعـد تكترث كثيرا لمن يغضـب منها وإذا اعتذرت فإن ذلك يكـون اعتذارا خجــــــــولا أصبحت حريصة جدا في كلامها مع الآخرين حتى لا تغضبهم وحتى لا تعتـذر.... ......مسالمة كثيـــــرا لكنها لا تزال تتألم لألم الناس وتحزن لحزنهم لم تعـد تعبر عن حزنها بالبكاء و الدمــــــوع فهي تحرص كثيرا أن لا يراهم أحد..ليس خجلا ولا ضعفـــا لكنها ترى أن الدموع دليل استســـــــلام وعجـــــــز وهـي لا تـحب أن يشهـد على هذا شاهد إلا الله تعالـى...
بحثت عن نفسها حتـى وجدتها وتأملتها حتى فهمتهــا وعرفت أسرارها حتى أصبحت ترى أنها أقرب الناس إليها حاولت بشدة أن تكون عفويـــــــة وهي لا زالت كذلك لكنها تعلّمت أن هناك أصناف من البشر لا يمكن التعامل معهم إلا بحذر وحرص أكثـر من الباقين وأن العفويـــــة والتلقائيـــــة لا تناسب جميع أنواع البشر هي لا تؤمن بالتغيير من أجل إرضـاء الناس لكنها تـؤمن أن لكـل فعـل مكانه ووقتـه المناسبيــن ...
كبرت كثيرا تلك الطفلة البشــــــوشة ... كبرت بابتسامتهـا التي عرفها بها كل الناس "أعداء أم أحباب " ولم تتغير بعد تلك الابتسامة لكن ما خلفهـا تغير...تغير كثيــــــــرا.. ذاقـت طعـم الفراق و وجع خيانة الصديقة وتعلمت أن أحباؤها في هـذه الدنيا ..من السهل أن يرحلوا في أي لحظـــــة....فجــــأة وبلا إنــــــذار....ومن أجل مذاق الخيانة المر أصبح من الصعب جدا أن تثق في أحد إلا نفسهـــــا.... لا يمكن لأحد أن يطّلع على أعماق نفسها ....
صنعـت أصــدقاء قلائل جدا لكنها لا تشعر حقا بوجودهم إلا غالبا بـل ونـــــــادرا.... لهـذا أصبح الأمــر سهلا أن تجلس لتفكر في نفسها فلا تلقى إلا هــي ...وهـــي ... وتلك الطفلة...
حملت تناقضات كثيـــــرة في نفسها دفعت من حولهت ليعتقدوا أن هـذه الفتـاة غريبــــــة وهذا شيء طبيعي جدا فلم يكونوا كثر الذين يعـرفونها كما هـي ...
علّمتها الحياة كيف ينـــــــافق البشر بعضهم بعضا فتذكرت أولئك البشر الذين كانت تحبهم وتحبهم بلا حـدود تذكرت تهامسهم وتغامزهم حين هي تتواجد معهم تـذكرت كل هـذا فأصبح بصمة في حياتها لا يمكن نسيانها إلى الأبد... رأت كيف يتودد البشر لبعضهم من أجل مصلحــــــة مـا وكيف يتعادون من أجل سبب تـــــافه فقررت أن تجعـل أحبتهـا أناسا لا سبيل لهم لينافقونها (عائلتهـا المقــربة) وأصدقاء تأكدت من صراحتهم ..أما غير ذلك فهي لا تزال يوميا تدعو الله تعالى وتـسأله أن يرزقهـا صحبــــــــة صالحـــــــة ...
لا زالت الحياة تمضي وهي تمضي معها ...وكلما أتى يوم تكبر أحلامها معها وتزداد معه طموحاتها يزداد تساؤلها..... إنها أنــا ....؟؟؟ تلك الطفلة الصغيرة كبرت ولا تزال صغيــــــرة تغيرت تعلمت فهمت أخطأت أصابت فرحت وحزنت وقعت و قامت من جديد
تلك الطّفلة لا زالت تنام بخاطري تصحو متى يحلو لهـا فتثيـر بداخلي حنينا وذكرى تعلمني..وأتعلم منها ....تلك الطّفلـة..أشتـــــــــــــاق لهــا كثيــرا...علمتني الكثيــر...كبرت وهـي لا زالت صغيرة..وأصبحت تلك في المـاضي..هي أنـــــــا في الحاضر...من يدري إن هـي كبرت في الحاضر المقبل...؟! أم هي بقيت علـى حالها؟!!
سميـــــــــــرة .....