السلام عليكم و رحمة الله
أزمة شمال مالي ، تهاوي سريع للجماعات المسلحة و رهانات على المنطقة
مواضيع ذات صلة :
قراءة بسيطة عن التدخل العسكري شمال مالي
أزمة شمال مالي ، بين غــباء السياسيين الجزائريين و غــباء قادة الجماعات المسلحة
المجموعات الأزاوادية شمال مالي ، تبحث اليوم فقط عن أرض من أجل العيش ، فتطبيق الشريعة و التشدد لم تعد من ضمن خياراتها ، و حماية عائلاتهم ، أبنائهم و نسائهم و ممتلكاتهم شمال مالي ، هو خيارهم الوحيد ، حتى و لو كان المقابل ، هو تقديم تنازلات
بين قوسين :
يتعلم الإنسان و يبني مستقبله ، يشتري منزل و سيارة ، يسعى لأن يكون مستقل ، يشكل عائلة ، ينجز مشروع ،
هو ذلك نفسه الذي يبحث عنه كل إنسان ، رؤية المستقبل من خلال آمال و أهداف يرسم لها طريق ،
لكن للأسف :
عندما يقع ذلك الإنسان تحت ضغوطات ، و خاصة لو كانت تمس الأهل و الأرض و العرض ،
سيبدأ بتقديم التنازلات ، شيئا فشيئا ، إلى أن يصل لشيء واحد و يتمنى تحقيق هدف واحد
و هو فقط : أرض من أجل العيش بسلام و حماية الأرض و العرض
هي تلك ، قصة الحركات و المجموعات الأزوادية شمال مالي
تتسارع أحداث زحف القوات الفرنسية مع القوات المالية إلى الشمال بنتائج غير متوقعة و من بينها انشقاق في جماعة أنصار الدين ، بقيادة القيادي البارز اق انتالا ، و يمثل الفصيل المنشق تحت إسم : حركة الأزواد الإسلامية ، يمثل كتلة كبير من جماعة أنصار الدين و لا يستهان بها من المجموعات الأزوادية عموما ، من ما يدل على وصول حرارة القتال إلى أغلب المناطق الشمالية و شعور فئة كبير من الأزاواديين المنتمين للفئة المنشقة بأنهم بين خيارين ، إما خيار البقاء و لعب جميع الأوراق من أجل وقف زحف القوات المالية و الفرنسية ، حتى و لو كان ذلك على حساب العقيدة المزعومة التي كانوا يتبنونها ، و يظهر ذلك في إعلانهم بأنهم مستعدين حتى على قتال جماعة أنصار الدين نفسها ، من ما يدل على هشاشة العقيدة المزعومة التي كانوا يتبنونها
أو خيار الإستمرار في حرب خاسرة ، و فقدان كل شيء
حتى أنهم اليوم لو خيروا بين تبني العلمانية مقابل وقف العمل المسلح ، فسيتبنونها بكل بساطة ، فهي بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت ، مع العلم أن فئات كبير من الطوارق و العرب الذين ينتمون لحركة أنصار الدين ، هم من فئات المجتمع البسيط في شمال مالي و هم قبل كانوا قبل انضمامهم للحركة ، كانوا ينتمون لحركة تحرير أزواد ، و انفصالهم من جديد عن حركة أنصار الدين سيفتح عدة خيارات مستقبلا ، و هو بمثابة محاولة العودة للحركة الأزوادية الأصل
حتى أنه من غير المستبعد إعلانهم مستقبلا القتال ضد حركة التوحيد و الجهاد و مجموعة مختار بالمختار ، و قد تكون نهاية مختار بالمختار و قياديي حركة التوحيد ، هي على يد الحركة المنشقة من حركة أنصار الدين ، و ستنقلب حينها الموازين
نجاح العمل الحربي شمال مالي و نجاح فرنسا يرتكز على أمر واحد ، و هو السيطرة على المنطقة بأقل الخسائر الممكنة ،
الحرب العصرية ، تشتيت الحركات المسلحة ، و جعلها تتقاتل في ما بينها
أخطاء الجماعات المسلحة الأزوادية شمال مالي و أخطاء الجيش المالي ، سيجني ثمنه فقط فرنسا و الدول الغربية
و من بين أخطاء الجيش المالي هو تقديمهم لمبررات للغرب ، مبررات تبرر مطالبة الحركات الأزوادية للانفصال ، من خلال عمليات التصفية و الانتقام التي تقوم بها حاليا في المناطق المحررة ضد العرب و الطوارق و عموما ، ضد أصحاب البشرة البيضاء ، و هو الدافع الذي سيجعل شمال مالي مستقبلا قطعة أممية تتداول عليها القوات الغربية من أجل حماية حقوق الإنسان و طبعا من أجل الثروات
الحركات الأزوادية شمال مالي تجني ثمن تحالفاتها مع الحركات المسلحة الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة
بــ قلم رصاص
تحياتي