- معنى السميع البصير: - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

- معنى السميع البصير:

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-11-10, 22:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كلمات مبعثرة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كلمات مبعثرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي - معنى السميع البصير:

- معنى السميع البصير:

في باب معنى اسميه "السميع البصير" جلَّ جلاله؛ قال الإمام أبو القاسم القشيري (465هـ): «هما اسمان من أسمائه تعالى، ورد بهما النص وانعقد عليهما الإجماع، وسمعه وبصره صفتان له زائدتان على علمه، بخلاف من خالف فيه من القدرية، وهما إدراكان له، فلا يخرج مسموع عن سمعه، ولا موجود عن بصره، وحد ما يحدون أن يسمع ويرى على الحقيقة، فهو الموجود، وليس من شرط سمعه وبصره حلول في عضو واختصاص منه بجزء، لأنه سبحانه أَحدي الذات فردي الحقيقة، غير منقسم في ذاته، ولا متألف بشيء من أمثاله، وسمعه وبصره لا يتعلقان بمعدوم، لاستحالة أن يكون المعدوم مدركا، وأنه لا يحجب شيء عن بصره وسمعه، يسمع السر والنجوى، ويبصر ما هو تحت أطباق الثرى»[4].
وقال الامام الغزالي في المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى : «السميع: هو الذي لا يعرب عن إدراكه مسموع وإن خفي، فيسمع السر والنجوى، بل ما هو أدق من ذلك وأخفى، ويدرك دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، يسمع حمد الحامدين فيجازيهم، ودعاء الداعين فيستجيب لهم، ويسمع بغير أصمخة وآذان، كما يفعل بغير جارحة، ويتكلم بغير لسان، وسمعه منزه عن أن يتطرق إليه الحدثان، ومهما نزهت السميع عن تغير يعتريه عند حدوث المسموعات وقدسته عن أن يسمع بأذن أو بآلة وأداة علمت أن السمع في حقه عبارة عن صفة ينكشف بها كمال صفات المسموعات، ومن لم يدقق نظره فيه وقع بالضرورة في محض التشبيه، فخذ منه حذرك، ودقق فيه نظرك.
تنبيه: للعبد من حيث الحس حظ في السمع لكنه قاصر، فإنه لا يدرك جميع المسموعات، بل ما قرب من الأصوات، ثم إن إدراكه بجارحة وأداة معرضة للآفات، فإن خفي الصوت قصر عن الإدراك، وإن بعد لم يدرك، وإن عظم الصوت ربما بطل السمع واضمحل.
وإنما حظه الديني منه أمران: أحدهما: أن يعلم أن الله عز و جل سميع فيحفظ لسانه، والثاني: أن يعلم أنه لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله عز و جل وكتابه الذي أنزله، وحديث رسول الله، فيستفيد به الهداية إلى طريق الله عز و جل، فلا يستعمل سمعه إلا فيه.
البصير: هو الذي يشاهد ويرى حتى لا يعزب عنه ما تحت الثرى، وإبصاره أيضا منزه عن أن يكون بحدقة وأجفان، ومقدس عن أن يرجع إلى انطباع الصور والألوان في ذاته، كما ينطبع في حدقة الإنسان، فإن ذلك من التغير والتأثر المقتضي للحدثان، وإذا نزه عن ذلك كان البصر في حقه عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات، وذلك أوضح وأجلى مما يفهم من إدراك البصر القاصر على ظواهر المرئيات.
تنبيه: حظ العبد من حيث الحس من وصف البصر ظاهر، ولكنه ضعيف قاصر، إذ لا يمتد إلى ما بعد، ولا يتغلغل إلى باطن ما قرب، بل يتناول الظواهر ويقصر عن البواطن والسرائر ، وإنما حظه الديني منه أمران: أحدهما: أن يعلم أنه خلق له البصر لينظر إلى الآيات، وإلى عجائب الملكوت والسموات، فلا يكون نظرة إلا عبرة، قيل لعيسى عليه السلام: هل أحد من الخلق مثلك؟ فقال: من كان نظره عبرة، وصمته فكرة، وكلامه ذكرا، فهو مثلي.
والثاني: أن يعلم أنه بمرأى من الله عز و جل ومسمع، فلا يستهين بنظره إليه واطلاعه عليه، ومن أخفى عن غير الله ما لا يخفيه عن الله فقد استهان بنظر الله عز و جل، والمراقبة إحدى ثمرات الإيمان بهذه الصفة فمن قارف معصية وهو يعلم أن الله عز و جل يراه فما أجسره وما أخسره، ومن ظن أن الله تعالى لا يراه فما أظلمه وأكفره.»[5]
قال الإمام القرطبي: «والأصل في السماع إدراك المسموعات، وهو اختيار الشيخ أبي الحسن، وقال ابن فورك: الصحيح أنه إدراك المسموع، وقال الحاكم أبو عبد الله في معنى السميع: إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلقون بآذانهم من غير أن يكون له أذن، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه، وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن، كالأصم من الناس لما لم تكن له هذه الحاسة، لم يكن أهلا لإدراك الصوت، والسمع والبصر صفتان كالعلم والقدرة والحياة والإرادة، فهما من صفات الذات لم يزل الخالق سبحانه وتعالى متصفا بهما.»[6]
وقال في موضع آخر: «والذي يُعتقد في هذا الباب؛ أن الله جل اسمه في عظمته وكبريائه وملكوته وحسنى أسمائه وعليّ صفاته، لا يشبه شيئا من مخلوقاته ولا يشبه به، وإن ما جاء مما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي؛ إذ صفات القديم جل وعز بخلاف صفات المخلوق؛ إذ صفاتهم لا تنفك عن الأغراض والأعراض، وهو تعالى منزه عن ذلك؛ بل لم يزل بأسمائه وبصفاته على ما بيناه في "الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى"، وكفى في هذا قوله الحق: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11]، وقد قال بعض العلماء المحققين: التوحيد إثبات ذات غير مشبهة للذوات، ولا معطلة من الصفات، وزاد الواسطي رحمه الله بيانا فقال: ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ؛ وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة؛ كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة. وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة، رضي الله عنهم.» [7]
وجاء عند الإمام السنوسي رحمه الله في معنى السميع البصير أن: «السميع هو الذي انكشف كل موجود لصفة سمعه، كان ذلك الموجود كلاما أو غيره، قديما كان أو حادثا، وحظ العبد منه صون ظاهره وباطنه، من كل ما يستحيي أن ينكشف لسمع مولانا تبارك وتعالى، والبصير هو مثل السميع.» [8]








 


قديم 2013-11-11, 00:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

* والشاهد من هذه الآيات قوله: :( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ)
ففي هذا إثبات السمع لله سبحانه وتعالى، وأنه يسمع الأصوات مهما بعدت ومهما خفيت.
قالت عائشة رضي الله عنها: "تبارك(أو قالت: الحمد لله) الذي وسع سمعه الأصوات،
إني لفي ناحية البيت، وإني ليخفى على بعض حديثها[122]
والسمع المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين:

1- سمع يتعلق بالمسموعات، فيكون معناه إدراك الصوت.
2- وسمع بمعنى الاستجابة، فيكون معناه أن الله يجيب من دعاه، لأن الدعاء صوت
ينطلق من الداعي، وسَمَعَ الله دعاءه، يعني: استجاب دعاءه، وليس المراد سمعه
مجرد سماع فقط، لأن هذا لا فائدة منه، بل الفائدة أن يستجيب الله الدعاء.
فالسمع الذي بمعنى إدراك الصوت ثلاثة أقسام:
أحدها: ما يقصد به التأييد.
والثاني: ما يقصد به التهديد.
والثالث: ما يقصد به بيان إحاطة الله سبحانه وتعالى.

1- أما ما يقصد به التهديد، فكقوله تعالى: مْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ )
(الزخرف: من الآية80) أنا
، وقوله: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير
ونحن أغنياء
[آل عمران: 181].
2- وأما ما يقصد به التأييد، فكقوله تعالى لموسى وهارون:قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى
[طه: 46]، أراد الله عز وجل أن يؤيد موسى وهارون بذكر كونه معهما
يسمع ويرى، أي: يسمع ما يقولان وما يقال لهما ويراهما ومن أرسلا إليه، وما يفعلان،
وما يفعل بهما.

3- وأما ما يقصد به بيان الإحاطة، فمثل هذه الآية، وهي: :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ
الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
[المجادلة: 1].

(لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء)(آل عمران: من الآية181)
(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (الزخرف:80)
.......................

(1) الآية الثانية: قوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ )(آل
عمران: من الآية181)
]لقد[: جملة مؤكدة باللام، و(قد)، والقسم المقدر،
تقديره: والله، فهي مؤكدة بثلاث مؤكدات.

والذين قالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ) هم اليهود قاتلهم الله، فهم وصفوا الله
بالعيب، قالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ).

وسبب قولهم هذا: أنه لما نزل قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ)
(البقرة:245) ،
قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: يا محمد!
إن ربك افتقر، يسأل القرض منا.

(2) الآية الثالثة: قوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ
يَكْتُبُونَ)
(الزخرف:80)

]أم[ في مثل هذا التركيب، يقولون: إنها متضمنة معنى (بل)، والهمزة، يعني: بل
أيحسبون، ففيها إضراب وفيها استفهام، أي: بل أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم.
* والسر: ما يسره الإنسان إلى صاحبه.
والنجوى: ما يناجي به صاحبه ويخاطبه، فهو أعلى من السر.
والنداء: ما يرفع به صوته لصاحبه.
فها هنا ثلاثة أشياء: سر ومناجاة ونداء.
فمثلاً: إذا كان شخص إلى جانب: وساررته، أي: كلمته بكلام لا يسمعه غيره،
نسمي هذا مسارة.

وإذا كان الحديث بين القوم يسمعونه كلهم ويتجاذبونه، سمي مناجاة وأما المناداة،
فتكون من بعيد لبعيد.

فهؤلاء يسرون ما يقولونه من المعاصي، ويتناجون بها، فيقول الله عز وجل
مهدداً إياهم:
(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى )
* و) بَلَى( حرف إيجاب، يعني: بلى نسمع، وزيادة على ذلك: (وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)
أي: عندهم يكتبون ما يسرون وما به يتناجون، والمراد بالرسل هنا الملائكة الموكلون
بكتابة أعمال بني آدم، ففي هذه الآية إثبات أن الله تعالى يسمع سرهم ونجواهم.
وقوله:( إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(طـه: من الآية46) .....................................
(1) الآية الرابعة: قوله: :(إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(طـه: من الآية46).
* الخطاب لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام، يقول الله سبحانه وتعالى لهما: :
(
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى أي: أسمع ما تقولان، وأسمع ما يقال لكما، وأراكما، وأرى
أن من أرسلتما إليه، وأرى ما تفعلان، وأرى ما يفعل بكما.

لأنه إما أن يساء إليهما بالقول أو بالفعل، فإن كان بالقول، فهو مسموع عند الله،
وإن كان بالفعل، فهو مرئي عند الله.

وقوله: (ألم يعلم بأن الله يرى).......................................
(1) الآية الخامسة: قوله:(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) (العلق:14)
* الضمير في :(أَلَمْ يَعْلَمْ) يعود إلى من يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
لقوله:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى)(9))عَبْداً إِذَا صَلَّى)(10))أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى)(11))
أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى)(12))أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)(13))أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق: 9-14]،
وقد ذكر المفسرون أن المراد به أبو جهل
وفي هذه الآية: إثبات صفة الرؤية لله عز وجل.

والرؤية المضافة إلى الله لها معنيان.
المعنى الأول: العلم.
المعنى الثاني: رؤية المبصرات، يعني: إدراكها بالبصر.

فمن الأول: قوله تعالى عن القيامة: )إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدا ()وَنَرَاهُ قَرِيباً) (المعارج:6-7)، فالرؤية
هنا رؤية العلم، لأن اليوم ليس جسماً يرى، وأيضاً هو لم يكن بعد،
فمعنى: (وَنَرَاهُ قَرِيباً
) ، أي: نعلمه قريباً.
*وأما قوله:(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)، فهي صالحة لأن تكون بمعنى العلم وبمعنى الرؤية
البصرية، وإذا كانت صالحة لهما، ولا منافاة بينهما وجب أن تحمل عليهما جميعاً،
فيقال: إن الله يرى، أي: يعلم ما يفعله هذا الرجل وما يقوله، ويراه أيضاً.

]الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم...............
(1) الآية السادسة: قوله: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ) (218) )وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(219) )
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
[الشعراء: 218-220].

* وقبل هذه الآية قوله:(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (الشعراء:217)
* والرؤية هنا رؤية البصر، لأن قوله:(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ) لا تصح أن تكون بمعنى
العلم، لأن الله يعلم به حين يقوم وقبل أن يقوم، وأيضاً لقوله: (
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
وهو يؤيد أن المراد بالرؤية هنا رؤية البصر.

* ومعنى الآية: أن الله تعالى يراه حين يقوم للصلاة وحده وحين يتقلب في الصلاة
مع الساجدين في صلاة الجماعة.

·(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ): (إِنَّهُ) ، أي: الله الذي يراك حين تقوم: ( هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
· وفي الآية هنا ضمير الفصل ) هُوَ (، من فوائده الحصر، فهل الحصر هنا حقيقي،
بمعنى: أنه حصر لا يوجد شيء من المحصور في غير المحصور فيه، أو هو إضافي؟
الجواب: هو إضافي من وجه حقيقي من وجه، لأن المراد بـ]السميع[ هنا: ذو السمع
الكامل المدرك لكل مسموع، وهذا هو الخاص بالله عز وجل، والحصر بهذا الاعتبار
حقيقي، أما مطلق السمع، فقد يكون من الإنسان، كما في قوله تعالى (
إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ
مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً)
(الانسان:2)، فجعل الله تعالى الإنسان
سميعاً بصيراً. وكذلك
]عليم[، فإن الإنسان عليم، كما قال الله تعالى)وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)(الذريات:
من الآية28)
، لكن العلم المطلق ـ أي: الكامل ـ خاص بالله سبحانه وتعالى،
فالحصر بهذا الاعتبار حقيقي.

وفي هذه الآية الجمع بين السمع والرؤية.
)وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(التوبة: من الآية105)
..................

(1) الآية السابعة: قوله: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [التوبة: 105].
* والذي قبل هذه الآية:)خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(103)
)أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ
عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
[التوبة: 103-104].
* في هذه الآية يقول: ) فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ(
قال ابن كثير وغيره: قال مجاهد: هذا وعيد ـ يعني من الله تعالى ـ للمخالفين أوامره،
بأن أعمالهم ستعرض عليه وعلى الرسول والمؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة،
وقد يظهر ذلك للناس في الدنيا.

والرؤية هنا شاملة للعلمية والبصرية.
ففي الآية: إثبات الرؤية بمعنييها: الرؤية العلمية، والرؤية البصرية.
وخلاصة ما سبق من صفتي السمع والرؤية:
أن السمع ينقسم إلى قسمين:
1- سمع بمعنى الاستجابة.
2- وسمع بمعنى إدراك الصوت.

وأن إدراك الصوت ثلاثة أقسام.

وكذلك الرؤية تنقسم إلى قسمين:
1- رؤية بمعنى العلم.
2- ورؤية بمعنى إدراك المبصرات.

وكل ذلك ثابت لله عز وجل.

والرؤية التي بمعنى إدراك المبصرات ثلاثة أقسام:
1- قسم يقصد به النصر والتأييد، كقوله: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(طـه: من الآية46)
2- وقسم يقصد به الإحاطة والعلم، مثل قوله: (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
سَمِيعاً بَصِيراً)
(النساء: من الآية58)

3- وقسم يقصد به التهديد، مثل قوله قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ
مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ )
(التوبة: من الآية94).



ما نستفيده من الناحية المسلكية في الإيمان بصفتي السمع والرؤية:

- أما الرؤية، فنستفيد من الإيمان بها الخوف والرجاء: الخوف عند المعصية،
لأن الله يرانا. والرجاء عند الطاعة، لأن الله يرانا. ولا شك أنه سيثيبنا على هذا،
فتتقوى عزائمنا بطاعة الله، وتضعف إرادتنا لمعصيته.


- وأما السمع، فالأمر فيه ظاهر، لأن الإنسان إذا آمن بسمع الله، استلزم إيمانه كمال
مراقبة الله تعالى فيما يقول خوفاً ورجاءً: خوفاً، فلا يقول ما يسمع الله تعالى منه
من السوء، ورجاء، فيقول الكلام الذي يرضي الله عز وجل.

منقول من موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله









آخر تعديل علي الجزائري 2013-11-11 في 00:41.
قديم 2013-11-11, 11:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
كلمات مبعثرة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كلمات مبعثرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مادا تقصد بالرؤية البصرية لم افهم ؟؟؟










 

الكلمات الدلالية (Tags)
معنى, البصير:, السميغ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc