أقنعة المرأة الخمس

[سَامِيَة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع ليس للتهجم أو الانتقاص من قيمة المرأة - فأهل مكة أدرى بشعابها - بقدر ما هو طرح يعبر عن بعض نقاط الضعف بشخصياتنا - كنساء طبعا - نقاط ضعف قد تعيق المرأة عن تحقيق نوع من التوازن بالحياة، حياة تكون فيها على دراية بما لها وما عليها كمخلوق مستخلف على الأرض له دور عليه تأديته إتجاه نفسه أولا واتجاه المجتمع ثانيا..والقناع هنا لا يراد به ما يغطي الملامح الحقيقة بقدر ما يرمز لأنماط تفكير تخدع بها المرأة نفسها قبل الآخرين من خلال ايهامها بأن الواقع الذي تعيشه خارج عن سيطرتها وهي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف، مما يجعلها تهرب من الحقيقة وتغرق في دوامة رثاء النفس وإلقاء اللوم على الآخرين والظروف والمجتمع بينما في الحقيقة هي المذنبة بالدرجة الأولى وما عليها إلا أن تعترف بذلك وتتحمل كامل مسؤوليتها..ولما كان فهم المشكلة نصف حلها سأعرض هنا خمس أقنعة شائعة ترتديها المرأة لخداع نفسها دون وعي منها، قد ترتدي أحدها وقد تنسق في ما بينها..

الباحثة عن الإستحسان :
صاحبة هذا القناع تفرط في الحذر مما يقوله الآخرون عنها، مما يجعلها تعمل جاهدة لنيل رضاهم سواء بخصوص قوامها، لباسها أو منزلها وغيره.. الباحثة عن الإستحسان تختبئ وراءها إمرأة مستعدة دوما للإرضاء والقبول فهاته المرأة مشكلتها الرئيسية أنها تجد صعوبة في رسم الحدود، فكونها ترغب في أن تكون محبوبة يجعلها تسعى لتحقيق السلام بأي ثمن ولو على حساب مشاعرها، مما يدفعها لأن تعيش حربا داخلية سببها عدم رضاها عن الوضع..حربا ليس لها أي انعكاس على مظهرها الخارجي . باختصار هي إمرأة تشتكي من استغلال المحيطين بها لها غير منتبهة أنها هي من تدفعهم لذلك .

الضحية :
تشعر هاته المرأة بأن الحياة ظالمة فهي تلعب دور المثيرة للتعاطف والشفقة " إذا علمت بقصتي ستعذرني " تتفنن هذه المرأة في اللوم والشكوى وغالبا ما تكون أسيرة التفكير في الماضي التعيس، تشعر بأن موقفها ميؤوس منه ولا شيء بيدها لتغيره وما عليها إلا الاستسلام، نوعية الطاقة التي تنتقل منها سلبية ولو قضيت معها وقت طويل ستشعر بأن طاقتك أنت شخصيا قد استنفذت، ما يميز الضحية أنها تلوم الآخرين لتعاستها وتنغمس في رثاء الذات. مشكلة الضحية أنها لا ترغب في تحمل المسؤولية وتستغل قصتها البائسة لنيل الإهتمام .

المنشغلة دائما :
أختنا هنا تجد نفسها في انشغال دائم تلتقط هذا وتلقي ذاك، إذ تكون دائما في حركة دؤوبة... المنشغلة دائما تمقت فكرة إضاعة الوقت بلا عمل، تشعرك بأن هناك حالة طوارئ فلا تكاد تمنح نفسها وقت فراغ، في أعماقها تخشى ألا تجد ما تفعله، هاته المرأة في الغالب انشغالها الدائم يكون هروبا من واقع أو من مشاعر حقيقية مؤلمة وهناك فرق بينها وبين صاحبة الانشغال الحقيقي..السلبي فيها أنها لا تشعر بقيمتها إن توقفت عن العمل بينما من حولها يكاد يصاب بالجنون خاصة إن طالته انتقاداتها .

صاحبة التفكير العقلاني :
يصدق عليها المثل القائل " إن زاد الشيئ عن حده انقلب إلى ضده " هي عموما تفضل التفكير على الشعور، صارمة في تفكيرها وتحيط نفسها بالمفاهيم والتحليلات، ولأنها تفقد الصلة العاطفية تجد غالبا صعوبة في إقامة علاقات مع الآخرين في محيطها..كما أن خواءها العاطفي يسبب لها مشاكل مع العائلة بشكل خاص والتي تراها باردة لا تحيطهم بالمحبة اللازمة، هي تحب أن تكون غاية في الموضوعية وتعيش حياة تحكمها القواعد والنظم والكلمات المختصرة والمعبرة عن الشعور تكاد تنعدم في قاموسها، في أعماقها ترى أن إظهار المشاعر علامة ضعف لذلك لابد من السيطرة عليها .

المنقذة :
ببساطة هي تبحث دائما عمن تنقذه حتى وإن كانت ظاهريا تشكو حاجة من حولها إليها، معتقدة أن لا نجاة لهم من من دونها لذا تحرص على تولي مسؤوليتهم، حتى وإن لم يطلب منها ذلك وحتى وإن كانت غير مؤهلة للمساعدة، مشكلة هاته المرأة أنها حين تقدم المساعدة قد تكون متغطرسة إضافة إلى أن حرصها على مد يد العون قد يسهم في بقاء من تساعدهم في نفس المشكلة لتستمر في الشكوى من إعتماد الجميع عليها وخلق نوع من التوتر .

بالأخير من الجميل أن نقر بعيوبنا ونعمل على إصلاحها أو على الأقل نتقبلها كجانب سيئ فينا ولا نتهرب من النظر إليه، لأنه حتى وإن خدعنا أنفسنا فلن نتمكن من خداع الآخرين .

تحياتي