أعتذر ..
للقلب الدافئ .. الشاسع .. المِعطاء ..
و للعينٍ التي إن غفت فجرا " على فراش مرضي " ذُعِرت و قامت تتفقدني ..
تعاين حرارتي .. و تتوسد قلبي تتحسس نبضه إن هواختل أو انتظمْ ..
أعتذر ..
لأني ما استطعت القدوم بموكب " حلمنا "..
الحلم المرسوم بين أجفانك مذْ كنت أتحرك في أحشائك والدتي ..
أعتذر ..
للساعد القوي .. للظهر الذي ضل يسندني ..
لجبين تعرق .. يسقيني و يطعمني .. لفؤادٍ بين الشرايين زرعني ..
أعتذر ..
لأني عجزت أن أكون فخرك ,, و عزك
لأني عاهدت أن أحملك إلى موطن " الهدف " و ما بلغته " جبنا" أيا والدي ..
أعتذر ..
للبريئة بداخلي .. وقد وعدتها أني سأحلق بها عاليا
و أني سأخيط لها جناحين و سأنصب لها خياماً بين الغمام .. تقطنها متى شاءت ..
أعتذر ..
إذ فقدتها " سهوا " بدروبٍ شائكة ..
إذ وأدتها " قهرا " بأعذار واهية ..
أعتذر ..
للحلم الساكن أعماقي .. المترعرع و أوصالي ..
الساري بوريدي و شرياني .. المتربع على عرش الأماني ..
أعتذر ..
إذ أبقيته حبيس دفاتري .. إذ أغرقته بمحابري ..
و حرمتني السموَ في سماه ..
أعتذر ..
للصديقة التي رسمتها خربشة على " كراسة الرسم " بألوان زاهية ..
و زينت جدائلها بشريط أحمر .. و كتبت على طاولتنا .. أنا لن نفترق ..
أعتذر ..
إذ مضيت دونها .. و إذ فككت رباط الجدائل .. و إذ دسست ذكرانا عن ناظري ..
و أدرت ظهري و رحلت ..
أعتذر ..
عن وعود نقضتها .. و عن حروف غضاب " جورا" كتبتها..
و عن عيون خذلتها .. و عن ابتسامة " شحا " كتمتها ..
أعتذر ..
عن الباقي الذي ما خطه قلمي ..
آسفة