إن العقوبات الإقتصادية المفروضة من الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض، والتهديدات المتوالية لدونالد ترامب رئيس القوة العظمى الأوحد في العالم، واستقوائه على فنزويلا وقائدها نيكولاس مادورو لن تجدي نفعا.
فنزويلا، منذ أن اعتلى منصب الرئاسة فيها المناضل هوغو شافيز خلال سنة 1999 بعد فوزه بالإنتخابات، إلى عهد رفيقه في النضال نيكولاس مادورو، اتخذت لنفسها نهجا مستقلا عن السياسة الأمريكية، وزحزحتها من دائرة نفوذ واشنطن، رغم المصاعب التي واجهتها، من عقوبات إقتصادية إلى تحريض الداخل ضد السلطة الوطنية، إلا أنها صمدت ولم تستسلم كونها تحظى بشعبية واسعة وتأييد ساحق من فئات الشعب الفنزويلي، وأتذكر هنا نجاح واشنطن خلال أفريل سنة 2002 في الدفع بالجيش إلى الإطاحة بشافيز، إلا أن الوقوف الكاسح للشعب بجانب هذا الأخير، أفشل الإنقلاب وعاد إلى منصبه.
وتشاء الصدف أن يفوز شافيز بالإنتخابات الرئاسية وهو تحت تأثير مرض بالسرطان، بعد حملة إنتخابية قادها بنفسه، إلا أن تداعيات المرض أجبرته على عدم حضور حفل التنصيب المقام في جانفي سنة 2013, ويعين نائبه نيكولاي مادورو لإدارة البلاد، لتعلن وفاته خلال شهر مارس سنة 2013, ومن مواقفه الخالدة أنه أول رئيس يقوم بزيارة بغداد ويلتقي بصدام حسين، والعراق يرزح تحت الحصار الجائر المفروض عليه من إدارة جورج بوش.
إن فنزويلا التي أنجبت سيمون بوليفار لن تسقط في أحضان واشنطن، حتى وإن أطاحت إدارة ترامب بالقوة الغاشمة على مادورو، لكن أحفاد بوليفار ذلك الشعب الذي لا يستسيغ الرضوخ ولن يركع، رغم الصمت وتواطئ العالم.
بقلم الأستاذ محند زكريني