في زمنٍ أصبحت فيه القيم تُقاس بالمصلحة نرى البار بوالديه يحمّل فوق طاقته
و كأن البر يُلزم صاحبه بالصمت و التضحية المطلقة
يُطلب منه أن يصبر و أن يسامح و أن يُعطي دون أن ينتظر المقابل بل يُلام إن فكّر في نفسه
و على الجانب الآخر يُعامل العاق بوالديه و كأنه ضحية و تُغفر له زلاته و تُبرر له إساءاته و يُعطى الحق في كل خلاف
هل أصبحنا نُكافئ العقوق بالشفقة و نعاقب البر بالإهمال ؟
هل نُربي أبناءنا على أن الطيب يُستغل و المُسيء يُحتوى ؟
و هل من العدل أن يُطلب من البار أن يكون مثاليًا ؟ بينما يُعذر العاق لأنه إنسان و له ظروف ؟
إن الإنصاف لا يعني أن نساوي بين الجميع بل أن نُعطي كل ذي حقٍ حقه و أن نُقدّر من يبرّ لا أن نُثقل عليه
فهل آن الأوان لإعادة النظر في ميزان التعامل داخل الأسرة حتى لا يتحول البر إلى عبء و العقوق إلى إمتياز ؟
و أنتم ما رأيكم ؟
هل يُقدَّر البر في مجتمعاتنا ؟
و هل نشكر من يبرّ ؟ أم نعتبره يقوم بواجبه فقط ؟
ما أثر هذه المفارقة على العلاقات الأسرية ؟
و هل تؤدي إلى فتور و غيرة أو شعور بالظلم بين الإخوة ؟
هل العقوق دائمًا ناتجة عن قسوة ؟ أم أحيانًا عن جهل أو ضعف ؟
كيف نفرّق بين العاق المتعمد و العاق الذي يجهل أثر أفعاله ؟