حتّى متى يخطئنا الموت؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حتّى متى يخطئنا الموت؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2025-11-23, 15:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسناء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي حتّى متى يخطئنا الموت؟


إنّ الحمل لثقيل والعقبة كأْداء، غير أني في بعض الأحيان أدخل صومعة ذاتي وأنظر من خلال نافذتها أرى العالم بسيطا وساذجا ومفعما بالتغيّر أقول أحقّا هالني هذا العالم وأنهكني واستنزف كلّ كياني؟ لابدّ أني بالغت كثيرا في رسم صورة حياتي ونفخت مشاكلي حتّى تضخّمت وهي من هنا تبدو لي إبرة لا تكاد ترى، ثمّ أرجع عن مقالتي هذه عندما أفتح عينيّ من جديد على والواقع، أبصره بتمعن شديد، أوغل فيه يحاصرني حدّ الغرق .. أفهم حينها أنّ ما أراه ليس بوهم والألم حقيقيّ والصراخ من شدّة المأساة يبدو جليّا لا غبار عليه، نعم هو هذا الواقع الذي هالني هكذا حجمه وهذه صفته.
تخيفني أوراقي القديمة وبقايا الحبر وكلماتي السابقة، تتعبني العبارة وأخشى مواجهة كتاباتي الأولى، أتلكّأ في تقليب الصفحات وأتأرجح بين الهنا والهناك، كان لي ماضٍ وحلم، كان لي تاريخ وذكرى وأمل، كنت أرجو أن أكون كما أريد أن أكون، لكنّي فشلت، أعدت رسم الصّورة الواحدة مرارا وتكرارا، ركضت خلف التاريخ والجهد والماضي وشُغلت عن المستقبل، حاولت أن أمسك بأطراف الأمور لكنها تمزّقت وتفتت ولم يبق في يدي غير البقايا وريشات حمام طار . لابدّ أنّ من كانوا هنا وضعوا أساسات صحيحة ورفعوا البناء .. لابدّ أنهم كانوا أناسا صالحين سعوا إلى زرع الصلاح وإرسائه في القلوب والأرواح، فلماذا إذن؟ لماذا هذا الضياع والتشتت؟ لماذا أتعب كثيرا وأركض كثيرا لأجدني في نفس المكان وهدفي يبتعد أكثر ليصل إلى قمّة المستحيل؟ لابدّ من خلل ما
هل أتبع حركة دوران الأرض، فأسير حيث أرادت؟ أم لابد من السير عكسها لأفاجئ ذلك الهارب مني؟ كان الاتفاق أن أكمل المسير فقط لأن الرحلة قد بدأت فعلا، أن أوجّه القافلة فحسب لأن المسار محتوم والطريق واضحة، كان لابدّ لي من الكتابة، كنت أبعث بالرسائل إلى المجهول إلى الماضي المنسيّ من ذاكرتي وإلى المستقبل الغريب عني، كلّ أولئك الّذين بدؤوا الرحلة معي تركوا القافلة، وبقيت وحدي في الرمال لا أرى غير دخان وخيبة، كانت طرقنا مختلفة وأهدافنا مختلفة واشتركنا في الاسم والمصير، إيماننا واحد وعقيدتنا واحدة –أو هكذا ظننت- وغلبت علينا الدّنيا والشّهوات، انتظرتْ راحلتي حريتها بصبر قليل جدّا، وتفنّنتْ في الغواية والفساد، ومضتْ تلهث خلف الشيطان إنسا وجنّا ونفسا أمّارة، وتجاوزت قيم الحياة وتمرّدت على الدّين والدّنيا، واستباحت كلّ محرّم، وانتهكت كلّ عرف وشريعة، في سبيل دنيا تصيبها ثوان معدودة قد يختطفها الموت قبل نوالها,,*!!!
وتمكّنت كلمات اليأس مني فتجاوزني الإحساس بالزّمن .. لربّما تضاءلت في عيني إنارة شمعتي وفقدت إمكانية الأمل والنّفع.. ربّما لافائدة بعد الآن ..
أنا وسط الصّحراء وحدي ، أشاهد ناس قافلتي يركضون نحو السّراب ولا سبيل إلى نجاتهم .. آذانهم صماء عن صوتي وتنصت للخراب ، تأبى النصيحة وتجري خلف كذبة تدرك أنها كذبة .. لكنها أحبت عذوبتها، أحارب إحساس اليأس في داخلي لكنه يتملكني ويقهر كلّ ما عداه .. فلا إشارات ولا علامات للنجاة .. أنا فقط وحدي يحاصرني مجانين تركض خلف سرابها ..
أعود فأقول كما قالت هبة في إحدى روايات "عزالدّين جلاوجي": حتّى متى يخطئنا الموت؟
مهلا؛ هل الموت سبيل للنّجاة حقّا؟ ماذا نملك لننجو في ماينتظرنا بعده غير الرّجاء ولطف الإله*!
لبرهة فكّرت*:*«*سأنظر حولي من جديد ربّما "لطف ربّي" يشعل شمعة غفِلتْ عنها نظرتي الأولى»








 


آخر تعديل جَمِيلَة 2025-11-23 في 16:01.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc