كيف تمكن الكيان الصّهيوني من اِغتيال إسماعيل هنية؟ وهل أعطى بايدن الضّوء الأخضر له ليعيث في الأرض فساداً؟

[الزمزوم]

كيف تمكن الكيان الصهيوني من اِغتيال إسماعيل هنية؟ وهل أعطى بايدن الضّوء الأخضر له ليعيث في الأرض فساداً؟


يبدو أنّ نتنياهو في آخر زيارة له إلى واشنطن ومقابلته لــ بايدن قد حصل منه على ضوء أخضر لتنفيذ اِغتيالات في أي مكان في منطقة الشرق الأوسط وإطلاق حرب إقليمية واسعة في المنطقة العربية والإسلامية، وأنّ أمريكا ستقوم بحماية الكيان والدّفاع عن كيانه ولو عسكرياً، وقد صرح وزير الحرب الأمريكي أوستن مؤخراً أن أمريكا ستدافع عن الكيان الصهيوني إذا ما اِندلعت حرب في المنطقة.


اِغتيال اسماعيل هنية في طهران بصاروخ موجه من خارج حدود إيران أو بصاروخ من داخل حدود إيران هو حدث كبير وخطير جداً وهُناك عدّة فرضيات لأسباب نجاح الكيان الصهيوني في اِغتيال الرّجل وهي:


الأول، هو أنّ الكيان الصهيوني تغلغل في دواليب السّلطة إلى الحد الّذي لم يعد فيه النّظام الإيراني قادر على حماية قادته، وهذا أمر أستبعده.


الثّاني، أنّ المعارضة الإيرانية ساهمت في تحديد موقع الضّحية وأرسلت بإحداثيات مكان تواجده للإسرائيلي فقام باستهدافه و اِغتياله، وهذا الأمر أستبعده لطبيعة مكانة الرّجل والحراسة الأمنية المُشددة لحمايته بكلّ الأشكال.


الثّالث، أنّ هناك تورط أمريكي تقني كبير واضح عبر عليه التّجسس عبر الأقمار الصّناعية الأمريكية، سواء بتحديد مكانه بصور الأقمار الصّناعية أو اِلتقاط مكالمات هاتفية للضّحية.


إنّ اِستبعاد الفرضية الأولى والثّانية يُعززها اِغتيال الكيان الصّهيوني لقادة كبار في لبنان وتحديد أماكن تواجدهم أو خط سيّر مركباتهم واِستهدافهم بعد ذلك، وكذلك في سوريا أين تمّ اِغتيال قادة كبار لحزب الله في سوريا بواسطة قصفهم بالطّائرات وبصورايخ دقيقة في العاصمة دمشق فليس معقولاً أن تكُون دمشق عاصمة النّظام وفي جنوب لبنان معقل حزب الله والضاحية الجنوبية لبيروت أين يقطن أنصار حزب الله وفي طهران مركز النّظام بهم جواسيس وعملاء للكيان الصهيوني؟


الفرضية المعقولة والأقرب للصحة هي أن أمريكا تُشارك في الحرب على غزّة وعلى المنطقة العربية والإسلامية بشكل واسع وغير مسبوق وعلى اِستهداف قيادة المقاومة في دول الصّمود في المشّرق العربي، والهدف من كلّ ذلك القضاء على القضية الفلسطينية وتصفيتها بصورة نهائية وبناء شرق أوسط جديد تكون فيه اليد الطّولى فيه للكيان الصّهيوني.


وقد يكون لأمريكا سلاح سرّي وضعته في الفضاء وهو يقف وراء الاِغتيالات والإنفجارات الغامضة في بيروت وفي سقوط طائرة رئيسي.


المحزن في الأمر أنّه أمام تساقط قادة حلفاء روسيا والصين في منطقتنا، وأمام ما تمتلكه روسيا من إمكانيات عسكرية تقنية جبارة وما تمتلكه الصين من تقنيات مدنية وعسكرية مهولة على مستوى تكنولوجيا الأقمار الصناعية والاِتصالات وثورة الاتصالات وتقنياته الذّكية وأمام مقتل قادة بحجم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وشكر والقائد إسماعيل هنية تُطرح علامات اِستفهام كبيرة عن أسباب غياب روسيا والصّين الّذي "طوفان الأقصى" هو طُوفانهم ضدّ الهيمنة الغربية وضدّ عنجهية وبلطجية أُحادية القطبية، وهم يكتفون فقط بالتفرج والإدانة دون أن يتحركوا في دعم أصدقائهم على شاكلة ما تفعله أمريكا والغرب للكيان الصهيوني وللمغرب..، وفي أقل الأحوال حمايتهم وتوفير ملذات آمنة لهم تُساعدهم على مواصلة مشوار بناء عالم مُتعدد الأقطاب يغيب معه ظُلم الأمريكان والغرب الّذي ظلّ لقرون يستعبد الكرة الأرضية.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السياسية وفلسفة الأخلاق.