السلام عليكم
التعليم الجامعي بين التلقين والتطوير: مسؤولية الأستاذ في عصر المعرفة
المقدمة
يُعد الأستاذ الجامعي أحد الأعمدة الرئيسة في بناء المجتمع، من خلال إعداد الكوادر العلمية والمهنية، وتطوير المعارف، والمساهمة في الثقافة العلمية التي تدفع نحو التقدم. لكن الواقع يكشف أن بعض الأساتذة أصبحوا عقبة أمام التطوير، نتيجة تمسكهم بأساليب تدريس تقليدية لا تتماشى مع متطلبات العصر.
أسباب ضعف العملية التعليمية الجامعية
تشير الدراسات إلى أن فشل بعض المحاضرين في أداء مهامهم يعود إلى عوامل متعددة، من أبرزها:
1. ضعف التحضير وعدم الإلمام الكافي بالموضوع.
2. أساليب تدريس تقليدية تعتمد على الإلقاء دون تفاعل.
3. مستوى أكاديمي غير مناسب للمحاضرة (مرتفع أو منخفض عن مستوى الطلبة).
4. غياب التفاعل بين الأستاذ والطلبة.
5. ضعف مهارات التواصل وعجز عن تبسيط المفاهيم.
6. إهمال التقنيات الحديثة التي تعزز التوضيح وتزيد التفاعل.
المحاضرة الفعّالة
لكي تكون المحاضرة ناجحة، على الأستاذ أن:
• يحدد كمية المعلومات بما يناسب وقت الحصة.
• ينظم الأفكار بطريقة منطقية تساعد على الفهم.
• يشرح ويُفسر بما يتناسب مع درجة صعوبة المحتوى.
• يستخدم أسلوب الحوار والنقاش بدل الاكتفاء بالشرح الأحادي.
• يختار لغة واضحة ومصطلحات سهلة.
• يُظهر شخصية متفتحة وديمقراطية ومتقبلة للنقد.
التجربة القديمة في الامتحانات
في السابق، كان الامتحان الشفهي في كليات الحقوق أداة فعّالة لقياس الفهم الحقيقي للطلبة، وتعزيز مهارات الحوار والعرض. لكن إلغاءه أضعف قدرة الطلبة على التعبير ومناقشة الأفكار، وهو ما انعكس على مستوى الخريجين.
التعليم في عصر التكنولوجيا
التعليم الجامعي لم يعد مجرد عملية نقل معلومات من الأستاذ إلى الطالب، بل أصبح يتمحور حول الطالب، عبر إشراكه في إعداد الدروس، وتنفيذ التجارب، والبحث الذاتي، واستخدام أدوات التكنولوجيا والمصادر الرقمية.
لكن غياب هذا التحول في كثير من الجامعات جعل الفجوة المعرفية تتسع، وأبطأ اللحاق بركب التطور العالمي.
الخاتمة
العالم يتقدم بسرعة في توظيف التكنولوجيا في التعليم، والدول المتقدمة تضعه في مقدمة أولوياتها. إذا استمر التعليم الجامعي لدينا على الأساليب التقليدية، فسنجد أنفسنا خارج المنافسة. المطلوب هو أستاذ جامعي متمكن علميًا، مبدع في أساليبه، قادر على تحفيز الطلبة، ومستعد لتبني أدوات العصر