قراءة نقديّة في رواية (أمير الظّل) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى النّقد الأدبيّ

منتدى النّقد الأدبيّ يتناول إسهامات الأعضاء؛ من إبداعهم، في فــنّ الـنّــقــد الأدبـيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قراءة نقديّة في رواية (أمير الظّل)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 18:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الله لالي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي قراءة نقديّة في رواية (أمير الظّل)

قراءة نقديّة في رواية (أمير الظّل)
لـــــ عبد الله البرغوثي

الحلقة الأولى (01):

بقلم: عبد الله لالي



صاحب السبعة والستين مؤبدا زائد خمسة آلاف ومئتي سنة، وسام معلّق على كتف رجل حرّ رغم الأصفاد..! فتحت له الدنيا كلّ أبوابها مشرعة فأولاها ظهره وقام في محراب الجهاد لا يريم..! أمير الظّل الذي صبّ عليه العدو الصهيوني البغيض كلّ قرون الحقد التي توارثها جيلا من بعيد جيل على حملة النور ورسالة السماء..!
هذا الكتاب ربما لم يقصد صاحبه أن يجعل منه رواية، ولعلّه لا يأبه أن يكون كذلك، لكنني من منظور نقديّ بحت اسميه رواية بكل ما تحمل الرواية من مفهوم فنّي صرف، وبكلّ جرأة وشجاعة أدبيّة، وقد جاء في الموسوعة العربية في التعريف بهذا الكتاب تسميتها بأنّها رواية، وسأسوق خلال هذه القراءة كلّ البراهين القاطعة والتي تتدفق مثل النور الساطع لتشهد على أنّ هذا الكتاب رواية وأيّ رواية..!
صاحب هذه الرواية بينه وبين يحيى السنوار تقاطعات كبيرة، وشبه إلى حدّ ما من حيث أنّ كلا منهما دخل السجن وحكم عليه بالمؤبدات العبثية، إذ أنّ الإنسان لا يمكنه أن يعيش بمقياس الحياة المادية أكثر من مؤبد واحد، ولكنّ المغضوب عليهم في طغيانهم يعمهون.
وهو يختلف عن السنوار من حيث المولد إذ أنّه ولد في المهجر في أرض الشتات، وأتيحت له الفرصة رغم كلّ الظروف القاسية، أن يحي بعيدا عن فلسطين في رفاهية ويسر، ولكنّه أنف أن يخلد إلى الأرض، فآثر أن يعود إلى وطنه الأرض المقدّسة وينضمّ إلى حملة الراية الخضراء راية الجهاد، ويبيع نفسه لله، حتى كان سؤال ابنته (تالا) المزلزل:
- من أنت؟
كان سؤالا قد وصله من ابنته وهو في غياهب زنزانة انفرادية في سجون المحتلين، قتلة الأنبياء وأعداء ربّ العالمين، فكان جوابه هذه الرواية الباذخة بحقائق الحياة النفيسة..!
إنّها قصّة غريبة جدا.. قصّة تشبه الأساطير، إذ كيف لفتى فلسطيني الأصل ولد بالكويت وعاد أبوه بعد فترة إلى بيته في الأردن؛ أن يبدأ حياته بشكل جدّي وبتخطيط محكم من كوريا، فيدرس اللغة الكورية ويتعلّم هناك رياضة التايكواندو كما يتعلّم أسرار صناعة المتفجّرات التي تكون مددا للمقاومة الفلسطينية في حركة المقاومة الإسلامية حماس فيما بعد..؟
كلّ تلك الحقائق يذكرها بشيء من التفصيل في ردّه على رسالة ابنته (تالا)، ونعود إلى تجنيس هذا العمل بمسمّى الرواية، رغم أنّ صاحبه ليس أديبا وليس متخصصا في الأدب، لكنّ العمل الأدبي يتكلّم عن نفسه معرّفا رغما عن صاحبه، ولقد كان الرّجل العربي قديما ينطق بالشعر سليفة دون أن يرمي إلى قول الشعر، وإنما هو ينفث ما في صدره، كما يقال ، فهذا الكتاب بمقاييس النقد تتوفر فيه كلّ شروط الرواية:
- من حيث عدد الصّفحات فهو في 149 صفحة.
- من حيث الموضوع يتضمن قصّة طويلة متاشبكة الأطراف، متداخلة الأحداث، فيها عقدة رئيسية، وعقد فرعية كثيرة، وفيها بداية وخاتمة.
- في هذا الكتاب تشويق كبير وحبكة محكمة النسج.
- أسلوبه أدبي راق، تخللته بعض الهنات اليسيرة في اللغة، ولو كان في غير السجن، لأمكنه تصحيح تلك الهنات.
- من حيث الزمان والمكان نجد ذلك متوفرا بشكل دقيق وبكل خصائصهما الفنية والإبداعية.
- من حيث الأبطال الرئيسيين والثانويين يمكن أن نجد ذلك في نصّ الرواية بكل دقّة ووضوح.
وهناك غير ذلك من الخصائص الفنيّة التي تضمنتها الرواية وسيجيئ ذكرها خلال قراءتنا هذه في مكانه المناسب له.
جمال العنوان المشحون:
من خلال قراءتنا للعنوان نستشعر أنّ هذا المتن (الإبداعي) متن استثاني، إذ يسمّيه صاحبه، (أمير الظّل.. مهندس على الطّريق)، ولا ينكر أيّ قارئ متذوّق ما لهذا العنوان من ظلال فنيّة وارفة، فكلمة (أمير) كلمة جاذبة لا تكاد تكون في جملة إلا أضفت عليها معنى خاصا، وما يزيدها تأثيرا وجذبا إضافتها إلى كلمة (الظّل)، فالأمير عادة يكون معروفا وظاهرا للنّاس (في الضوء) لا يختفي، فكيف يكون هذا الأمير أميرَ ظلّ ؟ ! أمر يدعو للحيرة والاستغراب، ويغري القارئ بالكشف عمّا وراءه..!
ونجد لهذا العنوان عنوانا فرعيا مكملا هو (مهندس على الطريق)، ويبدو من خلال المقابلة بين العنوانين أو فرعي العنوان كأن لا صلة بينهما، لكنّ أحداث الرواية تبين لنا تلك الصّلة، وتوضّح العلاقة الوطيدة بينهما.
وما يؤشر بكل التوكيدات على أنّها رواية كلّ العتبات الفرعية التي تلي العنوان، وتمهد للمتن وتضيء بعضا من زواياه، وتتمثل هذه العتبات في اللافتات التالية:
لافتة الاسم (اسم المؤلّف):
في النصوص العادية يكتب اسم المؤلّف مجرّدا فإن كان مشهورا كفى ذلك الاسم في التعريف به، وإن لم يكن، فتلحق أحيانا باسمه ترجمة يسبرة في غلاف الكتاب الأخير أو من الداخل نبذة تعريفية بالكاتب، لكننا نفاجأ هنا بوصف الكاتب بأنّه (الأسير المهندس عبد الله البرغوثي)، وكلمة (الأسير) في ثقافة القارئ العربي المسلم الحديث؛ لها إيحاءاتها الخاصّة، فعادة تحيل على الأسرى الفلسطينيين، وتحمل في معانيها كثيرا من الإكبار والإجلال والتوقير..! وهذا الإيحاء يضفي على الرواية – بشكل مسبق - شيئا من الاحتفاء والتحفز لاكتشاف التفاصيل المثيرة، ومباشرة يتعاطف هذا القارئ مع كاتبها مهما كانت أحداثها وتفاعلاتها.
ويعزز هذه المعاني ويقويها العتبة الثانية (المقدّمة) التي قدّم بها المؤلّف نفسه لروايته، طبعا ليس من العادة أن يقدّم الروائي لروايته لكن لأنّ الكاتب لا يعتبرها رواية، ولها طابع خاص جعله يقدّم لها بتقديم مؤثر جدا.








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc