الغرب الجماعي يشنُ حرباً على روسيا مُتعددة الأوجه منها الحرب بتحريف وتزييف التاريخ كيف ذلك؟

[الزمزوم]

الغرب الجماعي يشنُ حرباً على روسيا مُتعددة الأوجه منها الحرب بتحريف وتزييف التاريخ كيف ذلك؟


في الأيام القليلة الماضية احتفلت دول الحلفاء بإنزال "النورمدي" في فرنسا كل سنة وكان حدثاً مهماً في التاريخ الحديث، والّذي كان من بين عوامل عديدة في إلحاق الهزيمة بدول المحور واِنهاء الحرب والقضاء على النّازية إبان الحرب العالمية الثانية، ولقد كانت روسيا من أهم الدّول الّتي يعود لها الفضل في اِلحاق الهزيمة بالنِازية في أوروبا واجتثاثها من العالم، فمثلاً تحريرها لعدد من بلدان أوروبا وتخليصها من احتلال القوات النّازية الغازية ومنها على سبيل المثال لا الحصر فرنسا لا ينكره إلّا جاحد أو عديم المروءة والأخلاق أو الخسيس وناكر الجميل، فإذا كان الفضل لا يكون إلا لأهل الفضل فمن باب أولى أن نعترف لروسيا العظيمة بدورها المشهود في تخليص ليس أوروبا فحسب ولكن العالم بأسره من وباء النّازية والفاشية الّتي عمت أوروبا وآسيا وإفريقيا وكانت تُهدد العالم بأسره، علينا إذا كنّا موضوعيين أن نتذكر هذه الأحداث التاريخية وهي كالتالي:


أولاً: روسيا شاركت في القضاء على النّازية أكثر من أمريكا التي دخلت الحرب متأخرة ولم يكن مجهودها العسكري إلا تصنيع السّلاح للأوروبيين والذي درّ عليها أموالاً طائلة ولكن الصيد الأكبر كان بداية وقوع أوروبا في التبعية السياسية والاقتصادية لأمريكا (مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا من جديد على أنقاض الدّمار الذي لحقها من جراء الحرب العالمية الثانية) في إطار تابع ومتبوع وليس في اِطار شراكة على أساس المساواة وقد استفادت أمريكا من تلك الحرب أيضاً بهروب رؤوس المال الأوروبية بخاصة وغير الأوروبية بعامة إليها باعتبارها كانت بعيدة عن جغرافياً عن ميدان الحرب (ملاذاً آمناً)، وهي لم تدلي بدلوها عسكرياً وتدخل الحرب إلّا بعد هجوم "بيل هاربرت" من طرف الطيران الياباني.


ثانياً: روسيا شاركت في مؤتمر "يالطا" لرسم خارطة العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا.


ثالثاً: روسيا دفعت ثمناً باهظاً للدفاع عن السّلام في أوروبا وفي العالم من دم أبنائها فقد لقي 6.4 مليون عسكري وضابط روسي حتفهم في الحرب الدائرة و4.4 مليون لقوا حتفهم في الأسر وفي المعتقلات وأكثر من 26.6 مليون روسي مدني قضوا في الحرب على النّازية، وبذلك من دماء روسيا تخلص العالم من النازية والفاشية، وهي تعيش بسبب تلك الخسارة البشرية الفادحة أزمة وجودية مُتعلقة بأزمة الدّيموغرافيا المتناقصة لديها وهي لم تبدي أبداً النّدم، بل هي اليوم مستعدةٌ كما نراه اليوم بكل قوّة وإصرار لاِنتزاع ما تبقى من النّازية في أوكرانيا بدعمٍ من أمريكا والكثير من الدّول الغربية لأسباب جيوسياسية، وهي في حرب معها أي مع تلك النّازية لتأكيد السّلام العالمي وضمان خلُو العالم من النّازية ورُعاتها الغربيين، وهي كذلك مُستعدةٌ لتطورات الحرب الّتي يشنها حلف النّاتو اليوم عليها دعماً لأحفاد النازي "بانديرا" من الّذين تستخدمهم أمريكا وأوروبا وحلف الناتو كبيادق لإلحاق -هزيمة اِستراتيجية- بروسيا لضمان بقاء الهيمنة الأمريكية على العالم إلى الأبد.


رابعاً: روسيا هي من حررت أوروبا كلّها من الإحتلال الألماني النّازي فهي من حررت النّمسا وهي حررت فرنسا وكثير من دول أوروبا الشرقية والقائمة طويلة.


خامساً: الجيش الروسي هو من قضى على "أدولف هتلر" وهناك رواية ثانية تقول أنّ هتلر اِنتحر، ولكن هناك رواية ثالثة تقول أنّ الجيش الرّوسي هو من اِكتشف مخبأ "هتلر" وتمّ قتله بعد ذلك على يد هؤلاء، وهناك رواية رابعة تقول أنّ "هتلر" اِنتحر" وأن الجيش الرّوسي هو الذي اكتشف مكان جثته بعدما طلب هتلر قبل موته من جنوده أنه وبعد اِنتحاره عليهم القيام بحرقه هو عشيقته "إيفا براون"، وهناك رواية خامسة تقول أن هتلر بعدما تيقن من هزيمته تنكر وهرب إلى الأرجننتين بدعم من الأمريكان وعاش هناك إلى أن وفته المنية.

وفي كلّ الأحوال فإن روسيا كان لها الفضل في انهاء كابوس المانيا النازية وإنهاء "أدولف هتلر" (نحن لا نثق أبداً في الرّواية الأمريكية والغربية).


لذلك من العيب على أوروبا وعلى أمريكا وعلى فرنسا أن لا تدعو أحد أعظم البلدان التي ساهمت في تحرير أوروبا جميعها وفرنسا والعالم إلى المشاركة في احتفالات "إنزال النورمندي" مهما كانت الخلافات كبيرة.


إنّ ذلك بلا شك يعبر عن نية مبيتة لدى الغرب في تزوير وتزييف التاريخ المتعلق بالحرب العالمية الثانية، فالغرب بعد اِحتكاره لمناطق النفوذ والهيمنة لنفسه فقط، يُريد اليوم أن يحتكر التاريخ لنفسه فقط، ويسعى لإعادة كتابة التاريخ ولكن برواية غربية أمريكية حصراً وبمؤرخين غربيين أمريكيين حصراً، بحيث لا يترك (يمحي) أي شخص أو مجموعة أو شعب أو شعوب (من العالم) في هذا التاريخ ممن ساهم في تحرير أو بناء أو تقدم البشرية ممن هو غير غربي على صفحات هذا التاريخ المقترح، حتّى يُؤسس لشرعية تاريخية جديدة بطلها الوحيد والأوحد في كلّ شيء وفي كلّ الحروب العالمية هو الغرب وأمريكا وحدهما باعتبارهما مُتميزان، والّذي لا يشبههما أحد وحتّى يضمنان لنفسيها تبعية وولاء وخدمة وعبودية من هو غير غربي وأمريكي لهما في عالم ما بعد هدم الإرث البشري ما قبل العولمة.


بقلم: الزمزوم

[المانجيكيو]

العيش مع الحيوانات التي بلا عقل أشرف و أفضل من العيش في كوكب بشري هذا حاله منذ ألاف السنوات لا يوجد أي فرق يدل على أن هناك عقول ..