نعم ابوا مقداد هناك علاقة واضحة بين التخلف و الفكر القومجي العروبي
تصور ان هناك عربان تفضل التداوي بابوال البعير على البينيسيلين هي امة ضحكت من جهلها الامم
عزيزي القارئ في كل يوم تطالعنا العقول الاعرابية ومن يدور بفلكها بأخبار جديدة وفتوحات طبية تكشف المزيد من أسرار العلاج ببول البعير واجتراح المعجزات الطبية لهذا السائل العجيب الذي يدره الإبل وهو في كل المصطلحات المعروفة اسمه بول إلا في المصطلح العروبي فهو دواء !! فبول البعير هو دواء عجيب غريب وله المزايا التي تعجز كتب آل عربان و المستعربين عن جمعها ومن يعارض هذه العادة الجاهلية (شرب بول البعير) يتعرض الى التكفير و التحقير و التصغير و هلم جرا و يعتبر كل من يعارض عادة شرب ابوال البعير مخالف للاسلام و للحديث النبوي الذي يروجون انه نص على شرب ابوال البعير و التداوي بها
طيب يا امة تقدس الابوال فتحولت عقولها الى نعال استمعوا جيدا لما نقول:
أبوال الأبل للعلاج بدعة فى دين الله ،اخترعها أعداء الآية أتباع الرواية ،والذين لا يفقهون علم الحديث (الجرح والتعديل والتوثيق)
بعض المتطفلين على كتب الاحاديث النبوية يعتقدون ان كل حديث في كتب الائمة مثل البخاري او مسلم او غيرهم هم جميعا احاديث صحيحة لا يجوز القول انها ضعيفة او موضوعة او فيها اخطاء وتناقضات
فهؤلاء الفقهاء الجدد لا يعلمون ان البخاري ومسلم وكثير من روات الاحاديث اجتهدوا فقط في جمع الاحاديث المتواترة واغلبهم لم يكن يمحص في هذه الاحاديث وثقة رواتها مما نتج عنه الاف الاحاديث التي تتنافى مع العقل و مع روح الاسلام وتتنافى مع ايات من القران الكريم
لهذا ظهر بعد عملية جمع الاحاديث علماء اختصوا عبر التاريخ في ما يسمى الجرح والتعديل في احاديث الرسول الكريم ونشات ما يسمى مدرسة الحديث ورغم كثير من الصعوبات التي تواجه العلماء الدين المهتمين بعملية فرز الاحاديث الصحيحة من المكذوبة وهذا لان هناك طائفة وهابية ترفض أي اسقاط لاحاديث في صحيح البخاري
لعلمكم جميع المرويات المتعلقة بالتداوي ببول البعير المنسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام غير صحيحة وباطلة وهذا جواب علمي وشرعي لمن يعتقد ذلك:
إلى المسلم العاقل، وليس الناقل:
اولا :
مُصيبة كبرى أن يُنسب للنبي أنه أمر بشرب أبوال الإبل للعلاج!!!
الحديث فعلاً موجود , وفي صحيح البخاري لكن الراوي هو صحابي رضي الله عنه هو انس بن مالك وليس حديث منقول عن النبي عليه الصلاة و السلام.
ثانيا :
وهذا ليس كل شيء فقد تبيّن أن هناك حديثين وليس حديثاً واحداً في هذا الشأن! و الحديث الصحيح يقول تداوا بالبان الابل وفقط ولا يذكر البول
فقد وضع البخاري في صحيحه / كتاب الطب ( ج7 بابين اثنين أورد فيهما هذا الحديث الذي يرويه الصحابي أنس بن مالك.
الأول أسماه " باب الدواء بألبان الابل "
والثاني سمّاه " باب الدواء بأبوال الابل" وهي نفس الرواية الاولى مع زيادة كلمة ابوال التي توهمها الراوي
وهما الحديثين في الواقع حديث واحد ولكنه مرويّ بصيغتين. والحديث يذكر قدوم قومٍ غرباء (من قبيلة عُرينة ) الى المدينة مُعلنين اسلامهم وطالبين المساعدة والاحسان من النبي(صلى الله عليه وسلم) فأمر لهم بإبلٍ ليساعدهم على ظروفهم القاسية. وتقول الرواية ان هؤلاء القوم قد مرضوا وأصيبوا بنوعٍ من انتفاخ البطن فشكوا أمرهم للنبي الكريم . وهنا نصل الى مربط الفرس . فهناك روايتان (منسوبتان الى نفس الصحابي- أنس) حول جواب الرسول الكريم :
الحديث الاول يقول انه قال لهم " اشربوا ألبانها "
الحديث الثاني يقول " اشربوا ألبانها وأبوالها "
إذن اتضحت الصورة وحُلّت الاشكالية فالحديثين و الوقائع هي نفسها و القضية لا تعدو كونها زيادة كلمة " وأبوالها" في الحديث – حسب الصيغة الثانية.
مجرد زيادة كلمة لا أكثر ولا اقل. وهذه الكلمة الزائدة هي أساس المشكلة ومنها راح من لا يعرف علم الحديث ولا مبدا الجرح والتعديل والتوثيق والرد وجعلوا من النجاسة والبول دواء
تلك الزيادة في الحديث الثاني (وابوالها), إذ بدونها لا مشكل في الامر لأنه ليس غريباً ولا مستهجناً أن يكون الرسول (ص) قد نصح المرضى بشرب حليب الابل.
ففي ذلك الزمان لم تكن هناك أدوية غير المنتجات الطبيعية والصحية , وحليب الابل – كغيره من انواع الحليب- مفيدٌ للجسم وهو إن لم ينفع فلن يضر.
وهذه الكلمة الزائدة " وأبوالها " قد يكون اضافها انس بن مالك أو غيره من سلسلة الرواة , نتيجة خطأٍ أو وهم , وأثبتها البخاري كما وصلته.
واما لماذا نقول كلمة ابوالها زيادة في الحديث؟
فلأن الروايتين تتحدثان عن نفس الواقعة ,نفس الجماعة من قبيلة عُرينة الذين مرضوا, نفس الحدث. وبالتالي لا يمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد قال الجوابين معاً . فهو اما قال " اشربوا ألبانها " أو" اشربوا ألبانها وأبوالها". واحدة فقط منهما قالها النبي الكريم والأخرى تُردّ.
وهكذا فإنه حتى بالنسبة للمسلم الذي يعتدّ كثيراً بصحيح البخاري ويشعر بالحرج من ردّ بعض رواياته – مهما كانت غريبة أو شاذة – يمكن رد رواية العلاج ببول الابل وبكل ثقةٍ وقوة.
نقول له : لا عليك يا أخي , لا تخف, فأنت لا ترتكب اثماً ولا تجترئ على الدين حين تنبذ رواية العلاج ببول الابل. أنت فقط ترد الرواية الغلط في البخاري وتقبل الصحيحة.
وتذكّر انه توجد روايتان ولا يمكنك أن تقبلهما معاً. اقبل التي لا تتعارض مع صريح القرآن ومع العقل والمنطق , ودعْ عنك التي هي ذخيرة بيد كارهي الاسلام يستخدمونها ضده للاستهزاء به من قبل الجماعات التبشيرية المسيحية وحتى اليهودية وكل من يعادي الاسلام
تنبيه حول حديث يستدل به البعض على طهارة أبوال الإبل:
" في أبوال الإبل و ألبانها شفاء للذربة بطونهم " .
اعلم ان هذا الحديث المنسوب للرسول عليه الصلاة و السلام ضعيف و لا يحتج به قال الألباني في كتابه ضعيف الجامع الصغير وزيادته حديث رقم 3991 وايضا في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :
ضعيف جدا
فهل بول الإبل من الطيب والطهور يا عقلاء الأمة...؟؟؟؟؟؟؟!.
وربنا تعالى هو الذى جاء رحمة للعالمين:
( يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ. )
] الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون. [ 157الأعراف.
فهل: َ (الَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
يشربون أبوال الإبل وهى من الخبائث...؟!.
وهل:من حقنا مُخالفة الآية...وإتباع الرواية المُخالفة للآية...؟!.
والله يقول
كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) طه 81
الحل والتحريم من الله فقط وفى هذا يقول الحق تبارك وتعالى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) التوبة 4
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ.)ا التوبة:4-5.
فهل بول الإبل أو بول أي كائن حي من الطيب يا سادة أم من الخبائث. ؟!!!
إن من المصائب الكبرى أن نجد - في الوقت الذي يتحدث العالم عن الاستنساخ، والليزر واستعمالاته، والهندسة الو راثية، والكترونيات، وغيرها من الأبحاث العلمية في كل مجال. طب. هندسة. زراعة. صناعة. إلخ …إلخ…إلخ.!!!؟ .
وفي الوقت الذي تنقل الفضائيات صوتاً وصُورة للعالم جديدًا كل يوم في جميع نواحي المعرفة - يخرج علينا من يُروج ويُؤيد خرافات: شرب أبوال الإبل ويفضل التداوي ببول البعير على البنيسلين...؟!
هذه ابوال ... شيء تعافه النفوس , شيء تخرج فيه قذارات الجسم
لتنقيه, فهل نأخذ هذه القاذورات لنتداوى بها؟!
ربما يقول البعض ان ابوال الحيونات يستخرج منها مواد طبية يصنع منها ادوية ومن ذلك يحتج انصار شرب ابوال البعير بصحة هذه الظاهرة
لهؤلاء نقول لا مانع من أن يكون أي شيء في الطبيعة يُستخرج منه مادة او دواء للعلاج فكثير من سموم الافاعي و غيرها يستخرج منها ادوية و لكن لا احد يستهلك السم على طبيعته الاولى فهذا قاتل للانسان وينطبق هذا أيضا على بول الإبل والبقر و الحيوانات ولكن استخراج عنصر من مادة للعلاج يختلف عن أخذ المادة كما هي!!
نصيحة للاعرابي و انصار ابوال البعير و من يفضلها على البنيسلين :
تذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (ان الابل خلقت من الشياطين و ان وراء كل بعير شيطان)