بشرى لسكان الزيبان خاصة و للجزائر عامة
#الهادف_الفطناسي_الزابي
يقول المؤلف عن كتابه :
موضوع كتابنا حول هذه الشخصية التاريخية المنسية؛ رجل غمره التاريخ و تناساه حتى أبناء جلدته، من خلال عدم البحث في إرثهم المجيد و ماضيهم التليد؛ هذا الرجل كان بطلا بأتم معنی الكلمة، حيث جمع بين الشجاعة و القوۃ و الدهاء و السياسة.
كانت هذه الصفات قد وضعته بين مصاف الأبطال المخلدين عندنا في كل المجالات. إنه البطل المحلي أصيل منطقة الزاب الغربي بالجزائر الهادف الفطناسي الزابي المتنقل إلی توزر مرورا بعدۃ محطات و في إمارات مختلفة.
ينتمي الهادف إلى قبيلة فطناسة الكبرى بالشرق الجزائري و تحديدا بمنطقة الزاب الغربي "بسكرة" حاليا.
نظرا لأثر هذه الشخصية في المنطقة التي لا يعرفها إلا المنقبون جيدا بين طيات المخطوطات و الكتب النادرة، لا توجد معلومات كثيرة عنه، إلا ما ذكره العدواني في تاريخه، و الذي حققه المؤرخ الكبير "أبو القاسم سعد الله" -رحمه الله- و لم يذكر العدواني إلا النزر اليسير حول شخصية "الهادف”.
كانت إنطلاقته الأولى من قلب الزاب إلى ربوع قبيلة بني بربار بعد حرب طويلة مع قبيلة "اولاد صولة" و من بعدها الأتراك الذين تحالف معهم فيما بعد عندما تم تعيينه أميرا على "توزر" ثم إلی قبيلة "الحنانشة" حتی منطقة الكاف ثم إلی باجة ومن هناك إلى القيروان ثم إلی تونس و منها نحو منطقة سبيطلة بتونس الحالية ثم إلی توزر عاصمة بلاد الجريد، أين إستقر نهائياً ليؤسس حكماً دام قرونا عديدة ممتدا من أولاده و أحفاده في إمارة قوية عُرفت بالقوة و الرخاء حتی قدوم الفرنسيين محتلين للمنطقة.
كان ظهوره في فترة زمنية حرجة خاصة في شمال إفريقيا أيام إضمحلال الدولة الحفصية التي شمل حكمها القطر التونسي الشقيق حتی ولاية قسنطينة غربا و ولاية بجاية شمالا و صحراء النمامشة جنوبا و كانت فيما بعد سجالا لحروب و ملاحم عديدة كان صانعوها من قوميات مختلفة و إثنيات عديدة كالعرب و الأمازيغ و الترك و حتی الإسبان و الفرنسيين لاحقا.
كما كان السجال بين بعض القبائل العربية الشديدة المراس في الحروب مثل بني سليم و بني هلال وبني كلاب و عدوان و طرود و النمامشة و الحنانشة و الشابية و من الأمازيغ بني بربار و السقنية و العمامرۃ؛ كما كان الأثر البالغ للأتراك حينما غلبوا علی كل المناطق العربية و الأمازيغية حتی أواخر القرن التاسع عشر عندما إحتلّ الفرنسيون المنطقة بأسرها و حكموها بالحديد و النار.