بعدما خذلت الجزائر بمجلس الأمن الدولي،
لم تجد من يقف إلى جانبها ولو على بعد مسافة
فاصلة، إلا بلدين إثنين الموزمبيق وروسيا.
وبذلك يبدو جليا من إمتناع روسيا عن التصويت
لصالح مشروع القرار الذي صاغته الولايات
المتحدة الأمريكية بتمديد عهدة المينورسو
الذي يتبنى الطرح المغربي بخصوص نزاع
الصحراء الغربية، هو وقوفا مع الحق حسب
الطرح الجزائري وضد خرق القانون الدولي،
الذي تم خرقه بإعتماد قرار تمديد بعثة المينورسو
على الصيغة الأمريكية.
وينم هذا الموقف الروسي، من أن موسكو هي
الحليف التقليدي للجزائر، وستظل الحليف الوفي،
رغم التوترات المفتعلة بفعل فاعل لأطراف لا يروق
لها إستواء علاقات محور الجزائر/ موسكو.
ومازاد طين بلة إلى هذه التوترات المبطنة، ذلك ااتصريح
لوزير خارجية روسيا لافروف عن سؤال بخصوص رفص طلب
الجزائر الإنضمام إلى مجموعة البريكس، وتواجد عناصر
فاغنر بشمال مالي الذي لا يروق الجزائر.
على عكس الصين الحليف التقليدي والإستراتيجي الأخر
للجزائر، التي صوتت لصالح مشروع القرار الأمريكي،
وبذلك فهي إنحازت للطرح المغربي، التي كان لها أن تحذو
حذو روسيا بالإمتناع عن التصويت على الأقل، أو التصويت
بالرفض، ولا نقول إشهار حق الفيتو، رغم ما تجنيه من ملايير
الدولارات في تجارتها مع الجزائر، التي تعتبر المورد الأول
للجزائر، ومن تستحوذ ويناط إليها إنجاز الكثير من المشاريع
للبنى التحتية والبناء.
بهذا الموقف فإن الصين أدارت ظهرها للجزائر، ناسية ما قدمته
لها من أفضال جليلة أيام الأوج الدبلوماسي من مثل طرد الصين
الوطنية (تايوان) من مقاعد الأمم المتحدة، لتحل محلها الصين
الشعبية وتتوج بعدها عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي.
روسيا حتى وإن إمتنعت عن التصويت على التعديلين الذين أقترحتهما
الجزائر، إلا أنها لم تصويت بالتأييد لصالح مشروع قرار حامل القلم الأمريكي،
لأنه جانب الصواب ولم يراعي الحياد فيما بين المتنازعين المغرب وجبهة
البوليساريو حسب المندوب الدائم لروسيا
بمجلس الأمن الدولي.
بقلم الأستاذ محند زكريني