بعدما تمكنت العصابات الصهيونية من إغتيال قيادات
الصف الأول في حزب الله على رأسهم حسن نصر الله،
وقيادات ميدانية أخرى من قصفها العنيف للضاحية الجنوبية
للعاصمة بيروت.
جاء الدور على الولايات المتحدة الأمريكية التي أيدت
الحرب على حزب الله، لتقوم في الظاهر بمساعي
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكن الغرض
هو تحقيق مكاسب لفائدة إسرائيل لم تستطيع
تحقيقها بالقوة العسكرية المفرطة، كانت إسرائيل قد
أعلنت عن هدفها من الحرب العدوانية على لبنان قبل
شنها.
ذلك هو موضوع الحديث الذي دار بين وزير خارجية
أمريكا أنتوني بلينكن في مكالمتيه الهاتفيتين بكل من
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان
نبيه بري، بطرح عليهما وقف إطلاق نار جزئي يخص
الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت مقابل حيفا.
نظرا لما تتعرض له حيفا بشكل يومي من إستهداف
بالصواريخ من حزب الله، وخوفا من توسيع الهجمات
لتمس بنك أهداف الهدهد 1و3 التي ستلحق كارثة
بالمدينة التي تتمركز بها صناعات عسكرية وكيماوية
وهي تشكل قطب إقتصادي هام ومركز تجاري
من مينائها على المتوسط.
وللحيلولة من أن تصبح حيفا مدينة أشباح، تمارس
واشنطن بمعية باريس ضغوطا على الجهات السياسية
في لبنان وخاصة على نبيه بري رئيس حركة أمل توأم
حزب الله، ربما حتى إيران قد تنخرط في هذ المسعى
مقابل عدم رد إسرائيل على هجمات إيران الصاروخية،
خاصة أن رئيس برلمانها نزل اليوم ببيروت، لدفع الحزب
بقبول هذه الصفقة.
أما عن إحتمالية قبول حزب الله من عدمه لما يطرح عليه،
فإنه سيقبل بها عن مضص، وذلك خفاظا على أرواح
حاظنته الشعبية ببيروت.
بقلم الأستاذ محند زكريني