[الربيع ب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله وبياك أخي الفاضل يونس
وجزاك الله خير الدارين على هذه الفكرة والغيرة
وخير الناس أنفعهم للناس

هي الحقيقة .. ولا مناص
يا أخي يونس لقد حققت البرامج في وقت مضى نتائج مرضية ومستويات لدى المتعلمين عالية ودرجات في العلم والتعلم رفيعة حقا وصدقا ، ولا ينكر هذا إلا جاهل بحقيقة المدرسة الجزائرية في سابق عهدها ...
وإذ تحقق لها هذا ووجدت بعض النقائص ما كان للمنظومة كلها أن تضرب عرض الحائط ، ويأتي أقوام ليجعلوا من أبنائنا وفلذات أكبادنا وحبات قلوبنا حقول تجارب ، ومسارح تمثيل لما يستوردونه ، بدءًا بالبرامج المطروحة ، وانتهاء بمن يقدمون البرامج ، إذ يعاني التلميذ من قلة زاد الملعم بعد أن تخلت الوزارة عن تكوين الأساتذة والمعليمن ، وما بقي إلا المدرسة العليا ، وهي لا تكفي ولا تغطي كل النقص الذي تعانيه المدرسة الجزائرية ، لنسمع مؤخرا أن هناك نية في إعادة بعث هذا التكوين من جديد - إن شاء الله - ..
فالمعلم الجديد - وهذا واقع حدثني به بعض الإخوة المفتشون - يفتقر إلى الكثير من الأمور التي من شأنها أن تنجح العمل ، وترتقي بالتلميذ ليحصل الأحسن والأفضل قبل التفكير بالنجاح وفقط !!!
وقد لمست هذا بنفسي في أكثرهم ولا أبالغ - بأكثرهم - إلا من رحم الله من الجيل الجديد أو أكثرهم من الجيل القديم من معلمين وأساتذة ، سواء في فقرهم للمادة التي يقدمونها ، أو اسلوب التعامل مع التلاميذ ، أو طرق توصيل الفكرة وتحقيق النتائج ، وهلم جرا .. مما يؤسف له ، وتتحمل الجهة المخولة أكبر قدر من المسؤولية تجاه هذا .
ثم إن منتديات الجلفة هذه تعتبر مرجعا هاما لكثير من الأساتذة والتلاميذ ، وأنا أتابع وسجلت طلبا للفائدة أولا لأبنائي عبر كل المراحل ، لأجد ما يفوق 80 بالمائة من الامتحانات منقولة من هنا حرفيا ، دون تغيير ولا تبديل ولا حتى محاولة تعديل أو اجتهاد يصب في نفس الصياغ ، مما جعل بعض التلاميذ لا يهتمون للمراجعة والبذل بقدر ما يبحثون عن الاختبارات وحلولها في المنتديات .. وهذا ما ذكرته نعانيه يبحث عنه التلميذ والولي على حد سواء ..
ويظنون أنهم قد حققوا أمرا وبنوا فشيدوا قصرا ... !!
وهم في الحقيقة قد هدموا مصرا ..
فهذا النجاح الذي خرج لنا طبيبا تاجرا ، ومعلما سمسارا ، ومهندسا غشاشا ، وعالما فارغا ، و ما لا يخفى على مساير للواقع يعيش في أرض البلاد مما نشكوه ويشكوه الناس في من ذكرت - وهو ليس مجملا على العموم - بل قد يكون غالبا كثيرا لا تكاد أذنك تغلق عن قصة حتى تفح عن أخرى من مآسي من تعلموا غشا ونجحوا سرقة .. والله المستعان .
ولذلك تجد بعض الدول التي حققت نجاحا في مجال العلوم تختار وتنتقي المربي والمعلم من الدرجة العليا ، والشهادة الرفيعة ، فهذه اليابان تختار لمرحلة الابتدائي خيرة المعلمين من أصحاب الخبرة والكفاءة ، ليكون التلميذ في مرحلة الثانوي -3 ثانوي - يساوي مستواه مستوى خريجي الجامعات من حاملي اليسانس في كثير من دول العالم - وحتى المتطور ، فضلا عن الثالث كما يسمونه - ، وهذ أمريكا تعرض الأمر على حاملي أعلى الشهادة من الدكاترة ، فتحملهم مسؤولية المرحلة الحرجة إذ هي الأساس في البناء ، فيقولون لمن يرفض ويعتبر هذا دون درجته وشهادته ومستواه : أتريد تحمل مستقبل أمريكا وتذكر به ؟ أم حاضرها ؟ ، ليرد : أنه يرنو إلى المستقبل .. ، فيقولون : إن هؤلاء هم مستقبل أمريكا ، فيقبل غير محجم ويعطي ويبني ويقدم الأفضل ليتحقق بعدها النجاح الأمثل .
وأما المراجع فهذه فكرة قيمة جدا مع ما تحتاجه من جهد وجد واجتهاد ليتحقق المراد ، وينتفع بالأمر البلاد والعباد - إن شاء الله -
قد أكون خرجت بالموضوع عن غايته ، وبالقول عن حده ... !!
فأعتذر مبتدئا ومنتهيا ، وإن حمل القول على غير ما أردت وبالخصوص إلى الإخوة والأخوات الأاساتذة والمعلمين ، وهذه حقيقة لا يمكن أن نغفلها ونغض الطرف عنها ، مع الشكر كل الشكر للمجدين والمجتهدين منهم ، وهم ليسوا قلة رجاء أن يغيروا ويساهموا في دفع العجلة إلى السير قدما نحو تحقيق الأهداف وبناء جيل يرفع الرأس ويكون ذخرا حقيقيا للبلاد والأمة جميعها .