منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السلفية بين الانتساب ...والحقيقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-06, 08:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو صهيب الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو صهيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار

السلام عليكم
بارك الله فيك على ما تفضلت به ، ما أريد أن أقوله ينحصر في أمرين مهمين :

أولا السلفية

يقول الشيخ العثيمين رحمه الله في "لقاءات الباب المفتوح" (3/246) .
"السلفية: هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم هم الذين سلفونا وتقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية.
وأما اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حق، واتخاذ السلفية كمنهجٍ حزبي فلا شك أن هذا خلاف السلفية ، فالسلف كلهم يدعون إلى الاتفاق والالتئام حول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يضللون من خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون أن من خالفهم فيها فهو ضال، أما في المسائل العملية فإنهم يخففون فيها كثيراً.
لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذا صار يضلل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتخذها بعضهم منهجاً حزبياً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى دين الإسلام، وهذا هو الذي يُنكر ولا يمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون؟ انظروا طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يُسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، وفي مسائل عقدية، وعملية، فتجد بعضهم مثلاً يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه، وبعضهم يقول: بلى، وترى بعضهم يقول: إن التي توزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي توزن، وتراهم أيضاً في مسائل الفقه يختلفون كثيراً، في النكاح، والفرائض، والبيوع، وغيرها، ومع ذلك لا يضلل بعضهم بعضاً.
فالسلفية بمعنى أن تكون حزباً خاصاً له مميزاته ويضلل أفراده من سواهم فهؤلاء ليسوا من السلفية في شيء. وأما السلفية التي هي اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً وائتلافاً واختلافاً واتفاقاً وتراحماً وتواداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) فهذه هي السلفية الحقة" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .

ثانيا :

اتباع السلف :

كان الصحابة رضي الله عنهم يأمرون بالاقتداء بِمن مَضَى لأن الأحياء لا تُؤمَن عليهم الفتنة .

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : من كان مُسْتَنا فَلْيَسْتَنّ بمن قد مات ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ؛ أبرّها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلّفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونَقْلِ دِينه ، فَتَشَبّهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم . رواه أبو نُعيم في الحلية .


فالذي يُريد الاقتداء لا يَقتدي بِحيّ لا تؤمن عليه الفتنة ، فإنه إذا افْتُتِن الْحَيّ تَبِعه الذي اقْتَدَى به . وإنما يتشبّه بالكِرام الذين مَضَوا ، فإن التشبّه بالكرام فَلاَح .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : ألا لا يُقَلِّدنّ رجلٌ رجلاً دينه ، فإن آمن آمن ، وإن كَفَر كَفَر ، فإن كان مُقَلِّداً لا محالة فليقلِّد الميت ، ويترك الحيّ ، فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة . رواه البيهقي في السنن الكُبرى .


والله أعلم

السلام عليكم