منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العاشقةُ الخرساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-26, 11:05   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



.../ ...

لِمَ لا تتجرّد الأنفس من أدران الخطايا؟
وهل من اللازمِ أن نحيا ذئابًا، ما دام كل شيءٍ قد تحوّل إلى غابة.
لك أن تكونَ قويًّا، وإلاّ تداس بأقدامٍ، أو توطأُ بمنسم.
ماذا يحصل لو نثور يومًا، ونرفع هامتنا؟ ثم ماذا يحدث؟.. وهل هناك أقل من العيش في منزل مجهورٍ سكنته الغربان والهوام من حشرات الأرض.
إما أن تكونَ أو لا تكون.
هكذا قالها هملت.
....
يدخل الجمع القاعة الرئيسية للبلدية في انتظار وصول عمدة البلدة لبداية عقد القران..
ولم يكن حسين وفاطمة هما فقط لذلك الحفل، بل كان ما سواهما عدة شباب وشابات في انتظار كتابة عقد زواجهم.
وما هي سوى لحظات، ودخل القاعة عمدة البلدة معلنا بداية عقد القران.. ثم طلب من العرسان والعرائس استحضار بطاقة التعريف.
وفجأة سمع الجميع صوت إمرأةٍ تقول:
ــ هاهي السارقة.. هاهي السارقة.. هي بلحمها وشحمها.
فما كان من الحضورِ إلاّ أنهم اِلتفتوا للوراء..فإذا بالمرأة ـــ مع رجال الشرطة يرافقهم رجلاً ــ تشير على فاطمة..
عندها صرخ عمدة البلدة:
ـــ ماذا يحدث هناك؟ .. سكوت.
فتقدّم رجلٌ من رجال الشرطة مخاطبًا العمدة بصوتٍ خافتٍ:
ــ سيدي العمدة لقد تم السطو أمس ليلاً على محلٍّ لبيع فساتين الفرح، وحسب تلك السيدة أن واحدًا من الفساتين ترتديه فتاة هنا.
ردّ عليه عمدة البلدة:
ــ أ واثق فيما تقول؟
فما كان من الشرطي أن ردّ عليه قائلاً:
ـــ لقد أحضرنا صاحب المحل ليتعرفَ على سلعتهِ.
ــ انتظر أيها الشرطي.. وإذا حصل العكس ألا تخشى أن يطالك القانون أنتَ ومن دلكم على ذلك.
ــ سوف نرى.. ثمّ أنني لا أدين أي أحدٍ دون بيّنة.
عندها طلبوا من صاحب المحلّ الاقتراب من فاطمة للتعرف على الفستان عن قربٍ.
فجنّ جنون حسين وثار وزمجر و صرخ :
ــ إيّاكم أن تقتربوا منها.. فاطمة شريفة .. هي ما سرقت في حياتها .. نحن أناس شرفاء.
عندها تذكر في أعماق نفسه قوله تعالى:
" قالوا تاللّهِ لقد علمتم ما جئنا لنفسدَ في الأرض وما كنّا سارقين"
ففهمت فاطمة أن كل تلك الضجة من أجلها.. وبسبب الفستان الذي ترتديهِ.
فأشارت على حسين أن يهدأ .. و هدأت من روعه.. وقالت له إيحاءً :
ــ ربما حدث هناك لبسٌ..
ثم أشارت لصاحب المحل..
ــ هل هذا فستانك؟
فقال : نعم..
أشارت للجميع.. سوف أخلعه..
ثم دخلت حجرة مجاورة للقاعة..
بعد أن وطلبت ألبسة لتستر بها نفسها.
فاحضروا لها ما طلبت..
وبينما هي في القاعة المجاورة .. تقدم صاحب المحل من العمدة والشرطي قائلاً :
الآن تذكرتُ عندما اقتربتُ من تلك الفتاة .. فملامحها ليست بغريبةٍ عليّ .. فقد كانت تأتي أمام واجهة المحل مرارًا وتكرارًا عدة أيامٍ
وتقف تنظر إلى الفساتين مليًّا، وكأنها تراقب المكان..
في تلك اللحظة فما كان من السيدة كلودين أن طلبت الكلام مع العمدة والشرطي، وقالت:
ــ مستحيل أن تكونَ فاطمة قد سرقت.. بل أنّ ذلك من سابع المستحيلات.. وأنا على استعداد أن أشهد على براءتها وكذلك فريق وأساتذة المركز.
فما كان من العمدة أن طمأن الجميع أنه سوف يعالج الأمر.
عندها عادت فاطمة وهي تحمل الفستان بين ذراعيها.. ثم قدمته لصاحب المحل..
فما كان من الشرطيين أن تقدما من فاطمة لاقتيادها إلى مخفر الشرطة على أنها هي من سطت على محل بيع فساتين الفرح.
عندها هتف صاحب المحل:
ــ انتظروا .. هذا ليس الفستان الذي أبيعه.. إنّ خياطته تمّت كلها يدويًّا، ولا أثر لآلة الخياطة فيه.. إنه مصنوعٌ يدويًّا.. ولكن بمهارة فائقة.
عندها طلبوا من فاطمة
ــ أهي التي خاطت ذلك الفستان؟.
فأشارت..
أي نعم..
فتقدم منها صاحب المحل.. طالبًا المعذرة .. وأنه مستعدّ أن يتحمّل تبعيات مع تفعل فاطمة ضده.
فما كان من العمدة أن اشهد القاعة على ما حدث وتعهد أن يأخذ القضية إلى أبعد..
تقدمت السيدة كلودين.. وقالت لحسين :
ــ الآن عرفت لماذا فاطمة رفضت العمل في المركز.. هنيئًا لك بهذه الجوهرة، ولتنعم بهذه الخريدة الجميلة والمكافحة.
ثم طلبت من الحضور بعض السكوت، حين خاطبت عمدة البلدة:
ــ سيدي العمدة هؤلاء العروسين يسكنان منزلاً مهجورًا في أطراف المدينة.. ليتك ترفأ بهما و تمنحهما منزلاً يليق بهما ..
ــ من الغد سيكونان في منزلهما الجديد.. وليس هذا فقط بل به آلة خياطةٍ من الطراز الرفيع.
ومع الإعجاب والفرح، مع بعض الغيرة تم عقد قران حسين على فاطمة..
وعادا إلى المنزل في انتظار ترحليها غدًا إلى منزلهما الجديد.
... يتبع










رد مع اقتباس