اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز
إفــــــــــــرازات عــــلى الــــــــــــدرب
هامش أول :
تقدم بخطوات وئيدة ، دلف إلى الداخل ، نظر في ساعته : العاشرة صباحا ، أخرج سيجارة من جيب بنطلونه، أشعلها ، أخذ نفسا كبيرا، نظر حواليه ، تأمل الجموع البشرية التي ازدحمت أمام مكتبه ، تأفف :
"دائما الزحام ، أف لهم و لأوراقهم "– تحرك الطابور ، اشتد الزحام ، انبعثت رائحة كريهة من الأحذية الجلدية التي ملّت الانتظار ، بحركة آلية مدّ البعض يده إلى أنفه ليصد هذه الرائحة بينما انشغل البعض الآخر عنها، يتأمل الموظف الذي ارتمى على الكرسي ومدّ رجليه فوق الطاولة الرابضة أمامه ، رفع عينيه في سخرية ، يتأمل هؤلاء ، مساكين ، نادى على الحاجب الذي قدم مهرولا ، صاح فيه بعصبية :
- كم من مرة قلت لك بأن تطرد هؤلاء المساكين؟! ، قل لهم بأن يعودوا غدا أو بعد غد ، عندي اجتماع"،-حاول الحاجب أن يذكره بوعوده الكثيرة التي لم يوف و لو بواحدة منها ، لكنه صمت ، تملل في وقفته ، نظر إلى الحشود المتزاحمة ، تأمل الطابور الطويل الذي ضاق به المكتب ، لم يطاوعه لسانه فاكتفى بأن أصدر تنهيدة قوية ارتجت لها فرائسه فهمها الجميع : - حضرة السيد عنده اجتماع -.
.
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محرز بما انّ صفحتك هذه المرّة تحتضنُ عدّة هوامِش،
فرأيتُ أن يُعالجَ كلّ هامشٍ في صفحة ليكونَ أكثر اتّضاحاً.
والبداية مع الهامِش الاوّل الذي حضرتني من خلال قراءتي الأولى
له هذه الكلمات:
هي المناصِب،
تبدّدُ حِلم صاحِبِها،
وتوثقه بما كان..
أو ظلَّ في نيله،
راغِـب
تُلحفُ ثوبَ تكبّرٍ،
يجعلُ التّواضُعَ مذلّةً..
بنظرِ من يسعى خلف..
المـكاسِب
هي المناصِب،
تأسرُ النّفسَ في شجعٍ
لِتُقيلَ العقلَ..
عن دَورِ المُراقِب
،،،
وكم من شخصٍ يُماثِلُ هذا الذي يَفرِدُ كتفيه على أنظارِ من هم يتلمسّون في شخصِه منفذَ نورٍ يفتحُ عليهِم أبوابَ الفرج..
قابَ قوسين،( ومالفرجُ سوى من عندِ الله سبحانه)
هذا الذي يستصغِرُ أمامه أُناساً لا لِشيء سوى أنّهم بحاجةٍ
إليه، و لأنّه يشعُرُ بذلك فنفسه تزدادُ ثملا للغرور..
وحبّ الذّات..
أمّا الباقي فيعدّونَ بنظره في سلّةِ المهملات
برأيكم،
هل يصلحُ هذا الشّخص لشغلِ منصبٍ يتسبّبُ في
عرقلةِ مصالحِ الكثيرين، علماً أنّ من تضيع مصالحهم،
من فئةِ الضّعفاء الذين لا حول لهم ولا قوّة،
ولا حلّ لهم سوى تِكرار عمليّة الانتظار، علّهم يحضون
يوماً برأفةِ هذا المتسلّطِ على حقوقهم..
أجل هو متسلّطٌ لأنّه يُساهِمُ في حِرمانِهم من حقوقهِم..
و لأنّه يتسبّب في تضييعِ أوقاتِهم،
وفي قتلِ بعضِهم، حينما أصبح القلق سيفاً
يقطعُ شرايين القلوب الضّعيفة التي لا تحتمِلُ المذلّة،
ولا الانتظار المملّ الذي يُتعِبُ الأنظار..
هي ظاهِرةٌ طغت وتربّعت على هياكِل الإدارة..
وتقريبا في كلّ مكان وفي كلّ المجالات
فأين الرّقابة التي تعيدُ الينا سِلماً و سيراً حسناً،
عن مؤسّساتِنا غابَ بِفعلِ مسؤولينَ يجعلون الوعودَ كالمطرِ
في حملاتِ الانتِخاب..
لتبقى كاللّعنة، تطارِدُ كلّ من صدّقها وصادقَ لأجلِها..
للأسف أخي محرز،
ماذا عسانا نقولُ أمام هذه الظّواهِر،
سوى أن حسبُنا الله ونِعمَ الوكيل في من يتلذّذون بِعذابِ
وضُعفِ غيرِهم.
،،،،،
بارك الله فيك أخي محرز
على أمل تفاعل الأعضاء