منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كيف تُوفق روسيا في الحفاظ على مصالحها بين غريمين متنافسين هُما إيران وتركيا؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-11-15, 21:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B11 كيف تُوفق روسيا في الحفاظ على مصالحها بين غريمين متنافسين هُما إيران وتركيا؟

كيف تُوفق روسيا في الحفاظ على مصالحها بين غريمين متنافسين هُما إيران وتركيا؟



الجميع يعلم أن روسيا تعيش ظروفاً خاصة منذ أكثر من 8 أشهر.


والجميع يعلم أن روسيا هي بحاجة إلى إيران


والجميع يعلم أن روسيا بحاجة في هذا الوقت بالذات إلى تركيا.


والجميع يعلم أن إيران تعيش منذ شهرين تظاهرات ومسيرات فيها أطلقها الأكراد ضد الحجاب.


والجميع يعلم أن إيران تعيش ضغوطاً هائلة بسبب الاتفاق النووي من طرف الغرب وأمريكا


والجميع يعلم أن الكيان الصهيوني يتربص بإيران.


والجميع يعلم أن إيران محاطة بأخطر ثلاث دول اثنتين سنيتين والأخرى ذات أغلبية شيعة.


والجميع يعلم أن إيران محاصرة بباكستان [دولة سنية] وهي حليف وثيق لأمريكا ويسعى أردوغان لضمها لفضائه العثماني ومجئ شهباز شريف بدعم من فرنسا وبريطانيا والسعودية والإمارات جاء ليقطع عليه هذا الحلم.


ولتلعب باكستان شهباز شريف دور ما في خلخلة النظام الإيراني أيضاً.


والجميع يعلم أن أفغانستان [دولة ذات أغلبية سنية] لها حدود مع إيران وإن لم تتحدد بعد مواقف القيادة الجديدة في البلاد [طالبان] بعد الهروب الكبير للأمريكان فإن هذا لم يمنع من وجود مجموعات مسلحة مُنفلتة وأرض خصبة للمخابرات الغربية والأمريكية على الخصوص للعبث فيها الأمر الذي يضر بأمن إيران وكل دول الجوار.


والجميع يعلم الدولة الأخرى الأخطر المحاذية لإيران وهي أذربيجان [دولة عرقيتها وشعبها تركي وذات أغلبية شيعية] هذه الدولة التي هي اليوم في تحالف مع الكيان الصهيوني الذي تموضع على أراضيها مهدداً إيران.


رئيس أذربيجان علييف منخرط في مشروع أروغان الطوراني أوالعثماني فهو عرقي في النهاية وهي تسعى من خلال حرب إقليم ناغورنو كاراباخ لفتح طريق ومنطقة تربط بين تركيا والعالم التركي وتقطع الطريق [ممر زنغزور] الرابط بين إيران وأرمينيا .

إيران خائفة من مشروع تركيا لأنه سينهيها كدولة إقليمية كبرى.


وتركيا أردوغان مُتخوفة من إيران وترى فيها عقبة لتحقيق هدف تركيا في الوصول جغرافياً وتضاريسياً وبرياً إلى أذربيجان ومن ثمة إلى العالم التركي وتأسيس إتحاد الدول التركية من خلال دعم إيران لأرمينيا.


الرئيس الأذري علييف هو رجل أردوغان وهو أهم دعامة لبعث الإمبراطورية العثمانية أو الطورانية.


علييف لكي يحمي نفسه من إيران دشن علاقات عسكرية وأمنية واقتصادية وإستراتيجية مع أمريكا والكيان الصهيوني وبخاصة تركيا.


إيران في وضعية لا تُحسد عليها، حصار اقتصادي لـ 40 سنة ومُظاهرات في الداخل وحصار جغرافي من دول تتحالف مع أعدائها وقد تكُون مساهمة في ضرب إستقرارها مثل: أذربيجان [بتحريض من أمريكا والكيان الصهيوني وتركيا] وباكستان شهباز شريف [بتحريض من أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة] وبشكل أقل حدة أفغانستان الخارجة للتو من استعمار أمريكي دام 20 سنة وبالتالي من المُبكر معرفة موقف أفغانستان حتى يتشكل النظام السياسي فيها بصورة نهائية وتحديد موقفه من إيران ودول الجوار له وطبيعة علاقته بالغرب وأمريكا.


يجب التذكير هنا أن أذربيجان وتركيا يُقيمان علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني وأن هذه الأخيرة عضو في الحلف العسكري الغربي الصليبي "الناتو" التي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية.. كما أن أذربيجان تجمعها علاقات متينة بأمريكا دون أن ننسى أن باكستان عُرفت تاريخياً بأنها من حُلفاء الولايات المتحدة [إلا في فترة عمران خان] وبخاصة بعد عودة شهباز شريف ليحكُمها بدعم من الجيش الباكستاني الذي يعيش على المعونة الأمريكية ومعونات دول الخليج وبخاصة السعودية وخوفاً من التلميحات الأمريكية بين الفينة والأخرى عن السلاح النووي الباكستاني مُقابل الهند العدو اللدود لها والتي تتربص بها بسبب "كاشمير" أو من دون سبب.


روسيا كانت قبل أحداث أوكرانيا تخلق توازناً في المنطقة وتُقرب وجهات النظر ولكن الظروف الحالية وحاجتها للإستقرار على جبهة ناغورنو كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا بخاصة وفي منطقة القوقاز بعامة وحاجتها إلى تركيا ساكتة على الأمر دون أن تتوقف على مراقبة الأمر والتدخل بقوة في الوقت المناسب.


مشروع أردوغان الإمبراطوري لا يتوقف ويسير ببطء ولكن بثبات وسقوط النظام الإيراني هو في صالح تركيا ومشروعها العثماني الطوراني فليست أرمينيا الضعيفة المُهترئة التابعة لأمريكا والغرب هي من يقف عثرة أمام هذا المشروع ولكن يبدو أن إيران التي ترفض أي تغيير في أراضي وجغرافيا أرمينيا وبخاصة الطريق الدولى الذي يربطها بأرمينيا هي من تقف عثرة أمام هذا المشروع.


أمريكا بإضعافها لإيران وتشتيتها لإنتباه روسيا وإستخدامها لأذربيجان وأرمينيا وباكستان شهباز شريف وأراضي أفغانستان المُنفلتة في ظل غياب حكومة مركزية قوية وتموضع الكيان الصهيوني على الأراضي الأذربيجانية والدول الخليجية [عملية التطبيع] وفي شمال العراق [كردستان] تعمل بجد ونشاط على تحقيق هذا المشروع.


سلام


بقلم: سندباد علي بابا








 


رد مع اقتباس