منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حــــــــــظ فائــــــــت !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-12-17, 19:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي حــــــــــظ فائــــــــت !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سألتني يوما متى تضيق الحياة يا أثر ؟
قلت: تضيق متى ما ضاق القلب
قالت: وكيف للقلب أن يضيق؟
قلت : متى تملّكته الدنيا بزهرتها
فاحتلته ربيعا وخريفا
ألا ترين ذي مال يجمعه
وسلطان يعمره
وبيت يوسعه
ثم ان شدد بنيانه وطال عمرانه
سكن غرفة أواثنين
ومع هذا نفسه تتوق لبناء ااخر أكثر اتساعا
وأعلى ارتفاعا
فيغتم القلب
ويحزن الفؤاد
وهو حينها كذاك النّهم الجشع
يتحسر لفوات حظه لأنه لا ياكل في بطنين اثنين !
ولو أنه جعل قلبه قنوعا
ثم اكتفى بالذي حضر
لوسعه بيته
فكان قصره الذي لايريد عنه محيدا
ولكن قد الدنيا أشرعت بعينيه
ففتح قلبه على مصراعيها
فإن جمع ثم خضع ووضع بما يحل ويحرم
ثم هو لايعرف للخير سبيلا
ولا للصدقات دليلا
تلقفه ما جمعه بحظ فاائت
فلايزال يصراعه ألم الفوْت
حتى يتخطفه الموت
فتشغله نهايته عما أغفلته بدايته
فتنفضه كما الوردة حين تصير قشّة
فلايصيب حظا هنا ولا هنااك !

مثله كمثل ذاك الذي أوردته العرب في قصصها
" زعموا أن رجلا اجتاز ببعض المفاوز، فظهر له موضع آثار كنز فقال في نفسه: إن أنا أخذت في نقل هذا المال قليلاً قليلاً طال علي، وقطعني الاشتغال بنقله وإحرازه عن اللذة بما أصبت منه ؛ ولكن سأستأجر أقواماً يحملونه إلى منزلي، وأكون أنا آخرهم، ولا يكون بقي ورائي شيءٌ يشغل فكري بنقله ؛ وأكون قد استظهرت لنفسي في إراحة بدني عن الكد بيسير الأجرة أعطيهم إياها. ثم جاء بالحمالين، فجعل يحمل كل واحدٍ منهم ما يطيق، فينطلق به إلى منزله : فلم يجد فيه من المال شيئاً، لا قليلاً ولا كثيراً. وإذا كل واحدٍ من الحمالين قد فاز بما حمله لنفسه. ولك يكن له من ذلك إلا العناء والتعب : لأنه لم يفكر في آخر أمره."

خربشاات لاغير









 


آخر تعديل أثر 2017-12-17 في 20:01.